عين على العدو
السعودية تستأصل عداوة "اسرائيل" من مناهجها الدراسية
التطبيع شبه العلني بين السعودية والعدو يسير كما رُسم له. الأسبوع الماضي، قال كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر إن التطبيع بين الرياض و"تل أبيب" لا مفرّ منه. ولأنه كذلك، سماء المملكة مفتوحة أمام الطائرات الاسرائيلية، لا عراقيل تُعيق تحليقها، بل ضوء أخضر قوّي يسمح لها بالتنّه جوًا ولاحقًا برًا، أمّا الزيارة السرية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الى السعودية ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان وعدم نفيها رسميًا من قبل الجانبيْن، فليست سوى مؤشّرًا على قرب إعلان العلاقات بين الطرفيْن.
وفي سياق تثبيت عقيدة التطبيع في المملكة، ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في المحتوى المعادي لـ"السامية" والصهيونية في الكتب المدرسية السعودية للعام الدراسي المقبل، حسبما وجدت مجموعة مراقبة مقرّها الأراضي المحتلة في تقرير أصدرته يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت مجموعة IMPACT-se، التي تراجع المواد التعليمية في بيان "بينما لم يجد التقرير الأخير إدخال مواد جديدة "متسامحة" في المناهج الدراسية، إلا أنه تنبّه لإزالة قدر كبير من المواد المعادية.
ووجد التقرير أن "الكتب لم تعد تتضمّن نبوءة دينية بحرب يقتل فيها المسلمون كل اليهود، كما أزيل الادعاء المعادي للسامية الذي يقول إن اليهود الذين يوصفون بـالقوات الصهيونية، يستخدمون أساليب دنيئة، بما في ذلك المال والنساء والمخدرات، للسيطرة على العالم"، حسب تعبيره.
وأشار ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لمجموعة IMPACT-se الى أنه "من خلال دراسة تقاريرنا لعام 2002 و2008 وحتى 2019 عن المناهج السعودية، من الواضح أن هذه الكتب المدرسية الجديدة لعام 2020 تمثّل جهدًا لتحديث المناهج الدراسية في المملكة. بدأت السلطات السعودية عملية استئصال الكراهية ضد اليهود".
وأضافت المجموعة في البيان إن المواقف تجاه "إسرائيل" أصبحت "أكثر توازنا وتسامحا"، ولفتت إلى حذف فصل كامل بعنوان "الخطر الصهيوني”، الذي نزع الشرعية عن حق "إسرائيل" في الوجود".
وبحسب المجموعة، حُذفت غالبية الإشارات إلى الجهاد، بينما كانت المناهج قبل عقد من الزمن تركز على تجهيز الطلاب للاستشهاد، وفق الدراسة.
وردا على النتائج، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لمجلة "تايم" إن "التقرير الذي وجد تغييرات إيجابية في الكتب المدرسية المؤثرة المستخدمة في جميع أنحاء السعودية يشجع واشنطن".
ونقلت المجلة أيضا عن فهد ناظر، المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن قوله إن المملكة تبذل “جهودا مكثفة للغاية لإزالة جميع "المواد المسيئة" من المنهج الدراسي بأكمله".
البيان أفاد أن الحاخام ديفيد روزن، مدير الشؤون الدولية بين الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، قدم تقرير IMPACT-se لكبار المسؤولين في المملكة عندما زار الرياض بدعوة من الملك سلمان لن عبد العزيز.