عين على العدو
بوتين لن ينتظر أن يُدمّروا له الصواريخ: السلاح الكاسر للتوازن في سوريا
موقع والاه – أمير بوخبوط ( المراسل العسكري في الموقع)
في اليوم الذي وصلت فيه بطارية صواريخ أس 300 الروسية الى سوريا، كان من الواضح لشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بقيادة اللواء تامير هايمن انه من الان وصاعًدا لديه هدف جديد: معرفة في كل لحظة أين هي البطاريات المتحرّكة، وهل هي جاهزة للعمل ومن قبل من تُشغّل؟ الأسئلة الأخرى التي أرادوا الحصول على إجابات عنها: هل الطواقم هي سورية أم روسية أم مختلطة؟
لكلّ وضع كهذا أهمية مختلفة. إنه تحدٍ مهمّ جدًا بشكل خاص عندما يكون "العدو" مختص "بالخداع" ويفعل كل شيء لإخفاء السلاح الكاسر للتوازن الذي بحوزته. في سلاح الجوّ لم ينتظر المعنيون وصول بطاريات أس 300 الى سوريا من أجل الاستعداد للتحدي. الأمر يتعلّق بتغيير في قواعد اللعبة وسلاح الجوّ سيضطر الى التدرب على تدميرها في حال شكلت تهديدا لطائرات سلاح الجو، لكن سيكون لذلك ثمن.
الرئيس الروسي فلادمير بوتين لم يصادق على نقلها لكي يرى كيف تدمر المنظومات المتطورة من الصناعات الروسية على يد "اسرائيل"، بل من أجل خلق توازن ردع. لكن الى حين تسليم الروسي السوريين مسؤولية البطاريات، هناك وقت طويل. وفقًا لمصادر في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، سيكون في نهاية العام بالإمكان تسليم مسؤولية البطاريات للسوريين لكن بشكل عملي لن يسارع الروس الى نقل المسؤولية عن المنظومات المتطورة الى السوريين وتكون مكشوفة أمام الهجمات "الاسرائيلية".
وعليه، استعدّت الأركان العامة لسيناريو من هذا النوع ولتنظيم الاوامر والمسؤولية. المهمة الآن تتضمّن الافادة عن المتغيرات على الأرض وإعداد أساليب عمل وتدريب الطيارين في المنطقة على إجراءات أمان مشددة. كذلك يجب الاستعداد للحظة التي سيضطر فيها الجيش الإسرائيلي الى المهاجمة في سوريا، كما نشر في السابق، وتحذير الروس عبر جهاز التنسيق بما في ذلك توجيه تحذيرات للسوريين بعدم التدخل.
من جهة أخرى يجب الاستعداد لتدمير البطاريات والاستعداد قبل فوات الأوان لما قد تسببه عملية كهذه للجهات المختلفة: روسيا ونظام الأسد وايران وحزب الله. الـ"أس 300" لا تُعتبر فقط متقدمة جدًا، بل هي تسمح بربط ونقل معطيات الى منظومات متقدمة للروس في المنطقة. الصورة الواسعة ونقل معطيات سريعة تسمح للروس والسوريين بأن يعرفوا بصورة حادة أكثر عن كل حركة جوية في المنطقة.
في المستقبل القريب سيستفيد الروس من ربط اجهزة الاستشعار والرادرات الروسية التي ستحسّن قدرة بناء صورة جوية بالنحو الذي يمثل خطرًا على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. هذه هي الأسباب التي دفعت رئيس الحكومة ووزير "الأمن" نتنياهو للإعلان عن زيارته الى موسكو للقاء بوتين بعد أسبوعين. يمكن التقدير بأن نتنياهو سيطلب من بوتين تأجيل تسليم المسؤولية الكاملة عن بطاريات الأس 300 الى نظام الأسد، وتعزيز جهاز التنسيق، والالتزام بالخطوط الحمر لـ"إسرائيل" في كل ما يتعلق بالتمركز الإيراني في سوريا، ونقل وسائل قتالية متقدمة الى حزب الله ونقل رسالة واضحة: كل ما سيهدد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي سيُضرب.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
25/11/2024
كاتس يعلّق تعيينات هليفي في الجبهة الجنوبية
24/11/2024