عين على العدو
معضلة نتنياهو: إمّا استمرار التواصل مع غانتس أو اللعب مع بينيت
تحدّث الكاتب الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوفال كارني عن الأزمة التي يعيشها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جراء سياساته بعد تشكيل الحكومة ومواجهة أزمة تفشّي فيروس "كورونا".
وجاء المقال كالآتي:
رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عند مفترق طرق: إمّا يواصل مع وزير الدفاع (الحرب) بني غانتس ويعطيه المناوبة (على رئاسة الحكومة) أو يراهن على لعبة سياسية مع رئيس حزب يمينا نفتالي بينت.
مع الكثير من الأمل والتفاؤل، إلى جانب دعم "شعبي" واسعي، أدّت حكومة "الوحدة الوطنية" في 17 أيار/مايو من هذا العام اليمين. بالتأكيد هي حكومة "كورونا". الجمهور أرادها لأنه تعب من ثلاث عمليات انتخابية سيّئة قادتنا إلى طريق مسدود. الجمهور استغاث بقيادة مسؤولة ومتحدة في ذروة وباء كورونا لإخراج "اسرائيل" من أزمة كبيرة هيمنت عليها. نتنياهو وغانتس أقاما حكومة متساوية من أجل جمهور "إسرائيل". حتى أنهما أقاما كابينت مصالحة.
نتنياهو طمأن المشكّكين وتعهّد: "من دون حيل ومن دون عصيّ". على الورق بدا هذا الأمر واضحًا. أنا أذكر أعمدة الرأي والتحليلات هنا تتمنى إقامة حكومة وحدة: لكن ليس انتخابات رابعة. لكن كل شيء ظلّ على الورق. خمسة أشهر بعد تشكيلها، ويبدو أنها فقدت الأمل مع حكومة كورونا.
الأزمة السياسية تفاقمت، الأحزاب مشغولة بحملة على رأس "مواطني" "إسرائيل"، نتنياهو مشغول بقمع المظاهرات، وفي "أزرق أبيض" متخبطون فيما إذا كانوا سيواصلون هذه الشراكة الفاسدة مع الليكود. ولم نتحدث بعد عن عدد المرات التي أُلغيت فيها جلسات الحكومة وتجميد جلسات لجان الوزراء لشؤون سنّ القوانين. بدلًا من نظام فرضوا علينا إغلاق.
استقالة أساف زمير شحذت في ازرق ابيض الاعتراف أن المناوبة (على رئاسة الحكومة) تبتعد عن بني غانتس. عمليًا، يعمل المسؤولون في أزرق أبيض على روتين أزمة.
وزير كبير في أزرق أبيض قال "لدينا وقت حتى كانون أول 2020، ومن حينها نتنياهو سيقود إلى انتخابات". التقدير هو أن نتنياهو يقود الأوضاع إلى أزمة مشابهة حول ميزانية "الدولة" في شهر آذار 2021.
بنيامين نتنياهو لا يمكنه التعايش للحظة واحدة مع حكومة مشتركة. حلم الرعب في ترك شقة الوزارة في بلفور غير منطقي. في كل لحظة ممكنة كان يفضِّل تحميل "الدولة" عبء عملية انتخابية إضافية. عندئذ ما الذي يمكنه منع خطوة كهذه؟ قبل كل شيء، كورونا.
"إسرائيل" بقيادة نتنياهو تحوّلت من خضراء (اللون المتبع بخصوص وضعها في وباء كورونا) إلى إحدى "الدول" الحمراء في العالم. كلّما تفاقمت هذه الأزمة الخطيرة فإن نتنياهو قد يدفع أيضًا ثمنًا سياسيًا. عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية غير معروف حتى الآن. غمامة سوداء تحوم فوقنا.
بشكل تهكّمي، من يستطيع إنقاذ المناوبة الميؤوسة لبني غانتس هو رئيس حزب "يمينا" وعضو المعارضة نفتالي بينت. نتنياهو، هكذا يؤكد المسؤولون في الليكود، يعيش معضلة. بني غانتس لا يزال شريكًا أسهل، لكن هذا يتطلّب دفع ثمن المناوبة. مع بينت يمكنه الدخول في عملية انتخابية، لكن لا أحد يعلم كيف سيخرج منها. نعم، هناك كورونا، لكن لدى زعمائنا سلّم أولويات آخر: كيف يفوزون في العملية الانتخابية المقبلة بسلام.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
24/11/2024
كيان العدو تحت النار
24/11/2024