عين على العدو
هكذا احتضن الإماراتيون الوفد الصهيوني في أول زيارة رسمية بين الجانبيْن
تحدث الكاتب الصهيوني في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" رفائيل أهرين الذي رافق الوفد الصهيوني في الزيارة التطبيعية الأولى إلى الإمارات بعد إعلان اتفاق الذلّ والعار عن مشاهداته هناك بعد الاستقبال المليء بالدفء والحرارة.
وقال الكاتب إن "الرحلة التي انطلقت دون توقف من "تل أبيب" في الأراضي المحتلة إلى أبو ظبي، بذلت فيها السلطات الإماراتية قصارى جهدها لجعل "ضيوفها" يشعرون بأنهم موضع ترحيب".
ورأى الكاتب أن "تطبيع العلاقات يتقدم بوتيرة مذهلة، ويعد بأن يصبح "سلاما" دافئا للغاية"، وهذا أيضًا كان الانطباع الذي حصل عليه الوفد الصهيوني إلى الدولة الخليجية في يومه الذي وصفه بـ"التاريخي".
وتابع الكاتب: "بمجرد الخروج من طائرة "بوينغ 737-900" إلى مدرج أبو ظبي في ساعات بعد الظهر، في درجة حرارة بلغت 44 درجة مئوية، عومل جميع الزوار الإسرائيليين كضيوف شرف، الأعلام الإسرائيلية رفرفت إلى جانب الأمريكية والإماراتية في صالة المطار. في حافلة الصحافيين، كانت في الانتظار زجاجات المياه وعصير البرتقال والبسكويت المنتج في سلطنة عُمان. ورافقت الموكب الذي تحرك بسرعة – الحافلة لنا نحن الصحافيين، وبعض الشاحنات الصغيرة، وسيارات الليموزين لكبار الشخصيات – باتجاه الفندق سيارات شرطة محلية، ضربت الأبواق بقوة في كل مرة اقترب أحد منا على الطريق وكان يمكن أن يبطئ من سرعة الموكب".
وفي حين لفت الكاتب الى أن "هذا ليس المعيار للزيارات على هذا المستوى الإسرائيلي في معظم أنحاء العالم، إذ إن الزيارة ليست رسمية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو حتى زيارة عمل لوزير خارجية"، استدرك قائلًا: "لكننا كنا نصنع التاريخ بصفتنا الجزء الإسرائيلي من الوفد الأميركي-الإسرائيلي برئاسة جاريد كوشنر، المستشار الكبير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاري الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي، الذين انضم إليهم المديرون العامون للوزارات الإسرائيلية ومسؤولون آخرون يسعون إلى وضع الأسس لازدهار العلاقات الدبلوماسية".
واستكمل الكاتب حديثه عن الاستقبال وقال: "في المساء، تمت دعوة الصحافيين المرافقين للقيام بجولة سريعة في متحف "اللوفر" في أبو ظبي وهو فرع مترامي الأطراف للمتحف الباريسي، وإلى جانب العديد من الأعمال الفنية المذهلة والتحف التاريخية المستعارة من المتاحف الأوروبية، يحتوي المتحف أيضا على شاهد قبر يحمل نقوشا عبرية من فرنسا يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، ولوحة رسمها أوغست دي فوربين للقدس في عام 1831، ونموذجا لما يسمى بالبيت الإبراهيمي، مجمع يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يجري العمل على بنائه في الوقت الحالي في المدينة".
وفق الكاتب، الرسالة الموجهة إلى الوفد واضحة، ومفادها أن "دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة عصرية ومتسامحة ومنفتحة ويمكنكم أن تشعروا بالراحة تجاه "السلام" الناشئ بيننا"، وفق مزاعمه.
و"بعد الجولة السريعة في المتحف - أضاف الكاتب- دُعينا إلى مأدبة عشاء، مع أربع إحاطات غير رسمية من مسؤولين إماراتيين بارزين، تحدثوا معنا حول الثقافة المحلية والمجتمع والتاريخ، بالإضافة إلى المتحدثين، دعا مضيفونا أفرادا إماراتيين من مختلف مناحي الحياة للتحدث معنا خلال الوجبة وأشادوا جميعا باتفاقية التطبيع مع "إسرائيل" وتطلعوا إلى حفل إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، وتعميق العلاقات لاحقا، وقالوا إن الشرق الأوسط شهد الكثير من الصراعات وقد حان الوقت لتغيير النمط".
ولفت الكاتب إلى قول أحد المتحدثين الإماراتيين بأنه يسعده استضافة الوفد، ولم يكن هناك شعور بأنه مجبر على قول ذلك، وقال آخر: "إنني أتطلع حرفيا إلى أبناء عمومتي"، زاعما أن "لليهود والمسلمين، وللإسرائيليين والعرب قواسم مشتركة أكثر من الأمور التي تفرقهم".
وتحدث الكاتب أيضا عن رحلة سابقة إلى المنامة عاصمة البحرين، خلال مشاركته في تغطية ورشة التطبيع التي استضافتها الولايات المتحدة والبحرين.
وعن تلك الرحلة، قال الكاتب الصهيوني: "في حزيران/يونيو 2019 كتبت بعد حفل العشاء في المنامة: "حسنا، لنبدأ بالأخبار السيئة أولا: "إسرائيل" ومملكة البحرين ليستا على وشك إقامة علاقات دبلوماسية، ليس هذا الأسبوع، عقب ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي تستضيفها البحرين برعاية أميركية، وليس في الأشهر أو حتى السنوات المقبلة على الأرجح".
وتابع الكاتب: "أكدت في ذلك الوقت أن اتفاق "السلام" مع الفلسطينيين يظل هو السقف الزجاجي النهائي الذي يجب تحطيمه قبل أن تكون أي دولة خليجية على استعداد لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، لكن الرحلة التاريخية دون توقف من "تل أبيب" إلى أبو ظبي والرعاية والحماس اللذين استقبلنا بهما مضيفونا الإماراتيون خلال زيارتنا إلى بلدهم، أظهرا مدى خطئي".