عين على العدو
ما هي أهداف النزاع على جزيرة سقطرى؟
تحدث الكاتب المتخصص بالشؤون العربية في موقع القناة 12 الإسرائيلية إيهود يعري في مقالة تحت عنوان "الحرب على جزيرة أشجار دم التنين"، عن قضية جزيرة سقطرى اليمنية المتنازع عليها بين الجماعات المتقاتلة وأهداف كل منها، مشيرًا الى أهمية الجزيرة الإستراتيجية.
وجاءت المقالة كما يلي :
الجزيرة سقطرى هي الأكبر من بين جزر الأرخبيل الذي يبعد 370 كلم عن سواحل اليمن، والذي يتبع لها بشكل قانوني، و240 كلم عن سواحل الصومال، إذ يبلغ طولها 130 كيلومترًا، وعرضها 50 كيلومترًا، فيما سكانها لا يتعدون الـ 70 ألفًا فقط، ويتحدثون لغتهم الخاصة.
نظرة على الخريطة توضح أن سقطرى تهيمن على ممرات الشحن من وإلى البحر الأحمر، ولها أهمية استراتيجية هامة. فالجزيرة قاحلة تمامًا، وهي نوع من الصحراء الاستوائية، تعاني من الحرارة الشديدة التي لا تنخفض لأقل من 30 درجة، حتى في فصل الشتاء.
أكثر من ثلث الغطاء النباتي في سقطرى لا يوجد في مكان آخر بالعالم، إلى جانب اكتشاف أشجار دم التنين المستخدمة في استخراج زيت الراتينغ الأحمر لصنع مستحضرات التجميل، وتوفر الكثير من الشعاب المرجانية بجميع الألوان وعشرات أنواع الطيور.
ما الذي يجري في الجزيرة؟
قبل ثلاثة أسابيع، سيطر مقاتلو الحركة الانفصالية في جنوب اليمن (قوات عبد ربه منصور هادي) على الجزيرة، وطردوا الحاكم اليمني ومسؤوليه بالقوارب. وإلى جانب أفراد الحامية الجالسين هناك، وفي العاصمة الصغيرة حديبو، تم الإعلان عن إنشاء "حكم ذاتي"، بدعم من قبل دولة الإمارات التي تدرب القوات الانفصالية.
الإمارات أنشأت مواقع عسكرية في الجزيرة، وضخت الأموال للحصول على دعم السكان، وبرر المتحدثون باسم طيران الإمارات ما يقومون به على أنه "تصد لتزايد النفوذ التركي الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان وتوجهاته للاستيلاء على سقطرى بمساعدة الإخوان المسلمين والقبائل في اليمن"، مع العلم أن الإمارات وتركيا دخلتا منذ فترة طويلة في مواجهات عنيفة في ليبيا والصومال.
وتخوض الإمارات والسعودية سلسلة عمليات ميدانية لمحاصرة القاطرات التي تمول العمليات العسكرية التركية، على الرغم من أن حاكم الإمارات محمد بن زايد يفضل الاستفادة من القوات الانفصالية التي يجندها، بالتشاور مع جنرال أسترالي بجانبه، وبالكاد يرسل المزيد من القوات الخاصة به للقتال، ويعتبر أن قادة الحركة الذين يسعون من أجل الاستقلال في جنوب اليمن، بما في ذلك سقطرى، هم شركاء جديرون.
القائد السابق والحاكم الجديد في سقطرى كانا من أتباع السيد حسن نصر الله (سماحة الأمين العام لحزب الله) ومقريبين من إيران، ما يعني أن سقطرى ستكون امتدادا لسلسلة قواعد أقامها السيد نصر الله بالبحر الأحمر منها: ميناء المكلا في حضر موت بالمنطقة اليمنية، وبربارا بأرض الصومال، والمنطقة العربية عصب في إريتريا، وأيضا في جزيرة بيرم في مضيق باب المندب، حيث بدأ رجاله في إنشاء قاعدة جوية ولكنهم أوقفوا الأعمال بسبب الظروف القاسية
"إسرائيل" سعيدة بهذه الجهود الإماراتية لمنع الهيمنة الإيرانية على طريق الشحن البحري إلى إيلات.
حزب الله يشعر بخيبة أمل كبيرة، لأن استثماراته طويلة الأمد مع الزبيدي قد تبددت، فيما تستعد "إسرائيل" لتقديم المساعدة بالمعدات العسكرية لجانب واحد في الحروب التي لا نهاية لها في اليمن.
هكذا، على سبيل المثال، اعتاد سلاح الجو الإسرائيلي في سنوات الستين من القرن الماضي على إسقاط الإمدادات إلى المقاتلين القبليين، الذين شكل أبناؤهم وأحفادهم العمود الفقري للحوثيين، وحلفاء إيران المقربين، وأصدقاء السيد نصر الله، الأمر الأساسي هو أن "إسرائيل" لا تريد أن تقع سقطرى في أيدٍ معادية لها.