عين على العدو
استثمارات الصين مصدر للتوتر بين "تل أبيب" وواشنطن
طلبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من "إسرائيل"، إعادة النظر في مشاركة الصين بمناقصة لبناء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم في الأراضي المحتلة.
وسعى مسؤولو إدارة ترامب، إلى الحصول على توضيحات من "إسرائيل" بشأن مشاركة شركة تسيطر عليها الصين، في إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم، والتي ستقام في قرية "بلماحيم" الساحلية وسط فلسطين المحتلة، وهو أمر ستحسمه وزارة المالية الإسرائيلية في 24 أيار/ مايو الجاري، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، للقناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تكون منشأة تحلية المياه المسماة "شورك 2" الأكبر من نوعها في العالم، وستكون قادرة على إنتاج 200 مليون قدم مكعب من المياه المحلاة سنويًا، وتزويد حوالي 25٪ من استهلاك "إسرائيل" للمياه، وتبلغ تكلفة المشروع أكثر من 1.425 مليار دولار، وستقوم الشركة التي ستفوز بالمناقصة، ببناء المنشأة وتشغيلها لمدة 25 عامًا.
وإحدى الشركات التي وصلت إلى المرحلة النهائية في المناقصة، هي الفرع الإسرائيلي لشركة Hutchison الصينية ومقرها في هونغ كونغ.
وأشار كبار المسؤولين الإسرائيليين، إلى أن العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، بمن فيهم السفير الأميركي في "إسرائيل"، ديفيد فريدمان، اتصلوا بوزارة الخارجية الإسرائيلية ورئاسة الحكومة الإسرائيلية، وطرحوا عليهم أسئلة حول مشاركة الشركة، في المرحلة الأخيرة من المناقصة.
وقرر المجاس الوزاري المصغّر (الكبينت) قبل ستة أشهر، استجابة للضغط الأميركي الشديد، تشكيل لجنة لمراقبة الاستثمارات الصينية في "إسرائيل"، وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن الأميركيين أرادوا معرفة سبب عدم انعقاد هذه اللجنة حتى الآن، لمناقشة مشاركة الشركة الصينية في مناقصة "شورك 2"، مشيرين إلى أن منشأة تحلية المياه، تقع ضمن صلاحيات اللجنة.
أحد الردود التي تلقاها الأميركيون من "إسرائيل"، هو أن مناقصة منشأة تحلية المياه، نشرت قبل فترة طويلة من تشكيل اللجنة، وبالتالي فإنه لا يمكن عقد جلسة في اللجنة بأثر رجعي، ولم يتقبل الأميركيون هذه الإجابة، وما زالوا يطالبون بالتوضيح.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن محاولة مشاركة الشركة الصينية في بناء محطة تحلية المياه، يمكن أن يصبح مصدر توتر بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، وأضاف مسؤول إسرائيلي "إن الأميركيين يقومون بتوصيل الرسائل بلطف وأدب، ولكن من الواضح أنهم يريدون منا إعادة النظر، في مشاركة الشركة الصينية في المناقصة".
وبحسب الكسؤولين الاسرائيليين فإن معارضة الولايات المتحدة للمشاركة الصينية في المناقصة، تنبع من دوافع اقتصادية أيضا، في ضوء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بأنها المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في العالم، وهو يلوم الصينيين حاليًا، على انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء العالم.
وعلّق مسؤول رفيع في السفارة الأميركية في "اسرائيل" على الموضوع بالقول، "لن نتطرق إلى مشاريع محددة، ولكن كما هو الحال مع جميع حلفائنا وأصدقائنا في العالم، نجري حوارا مع "إسرائيل" أيضا، حول أفضل طريقة لفحص الاستثمار الأجنبي والمعاملات الاقتصادية، التي قد يكون لها تأثير على الأمن القومي".