عين على العدو
رسالة "عملية السياج" ..لو أرادوا وصلوا إلى المستوطنات "الإسرائيلية"
"بعد عشرين سنة من خروجنا من لبنان، تلقينا، في نهاية الأسبوع الماضي، تذكيرًا بميزان الردع المتبادل والهشّ الذي تطوّر بيننا وبين حزب الله، المنطمة (..) التي كبرت لتصبح جيشًا يتمتع بقدرات دولة" .. بهذه العبارة بدأ محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 "الاسرائيلية"، ألون بن دافيد، مقالته في صحيفة "معاريف".
الكاتب الصهيوني رأى أنه "تحت غطاء الوباء الذي يلقي بظلاله على كل شيء، اختفت الرسالة الخطيرة التي كانت تنطوي عليها أحداث قص السياج ليل السبت الماضي"، معتبرًا أن "ما بدأ كمحاولة "إسرائيلية" (حسب التقارير) لبثّ رسالة حازمة ورادعة لحزب الله، انتهى برد جريء من (الأخير)، يذكرنا بأننا نحن أيضًا مردوعون".
وأضاف بن دافيد إن "السيارة التي هوجمت على طريق دمشق - بيروت كان فيها أربعة نشطاء من حزب الله يعملون بتهريب العتاد المتطور من إيران عبر سوريا إلى لبنان"، على حد زعمه. وتابع القول "(..) أطلقت طائرة صاروخًا واحدًا بالقرب من السيارة، التي كانت لا تزال في الأراضي السورية، ما دفع الأربعة إلى التوقف جانباً والنزول منها، وبعد دقيقتين فقط، حين كانوا على مسافة آمنة من السيارة، ضربها الصاروخ الثاني ودمّرها".
المحلل "الاسرائيلي" لفت إلى أنه يمكن الافتراض بأنّ الاعتبار بعدم المسّ بالنشطاء كان المعادلة التي خلقها حزب الله منذ آب الماضي: "ردٌّ فتاك على الحدود الشمالية على كل مسّ باللبنانيين، حتى لو وقع ذلك على الأراضي السورية، ولكن مشاهدة فيلم الهجوم تثير جوانب مقلقة أخرى".
وأشار إلى أن معظم الناس الذين يسقط صاروخ بجانبهم، يفرون من المركبة بفزع، أما الأربعة فقد ظهروا وهم ينزلون من السيارة بارتياح، وليس بفزع، ما يعني أن هذه الإشارة لم تفاجئهم فعلاً، بل بعد بضع ثوان من ذلك ظهر الأربعة وهم يعودون إلى السيارة، بدون ضغط، كي يخرجوا منها الحقائب التي تركوها خلفهم، وكأنهم يقولون: "نحن نثق بأنّ من أطلق الصاروخ الأول لم يقصد حقًا المسّ بنا".
الكاتب الصهيوني أضاف "لقد استغرق حزب الله 48 ساعة حتى ينفّذ الرد على العملية (..) .. بعد الغروب في ليل السبت تقدمت ثلاث مجموعات من "المنظمة" في مسارات مخفيّة نحو الحدود وفتحت ثلاث ثغرات في السياج، في منطقة المطلة، يفتاح وافيفيم، وغادروا تاركين وراءهم أكياس نايلون تحوي أسلاكًا كهربائية وبقايا آلة لشفط الغبار .. لقد وصلت قوات الجيش "الاسرائيلي" بسرعة إلى الثغرات، ولكنها لم تعثر على أحد".
واعتبر بن دافيد أنه "لا ينبغي أن نكون متفاجئين من قدرة حزب الله على تحليل النقاط الميتة في مواقع المراقبة في الجيش "الاسرائيلي" والاقتراب من السياج دون الانكشاف، عناصره في معظمهم من أبناء المكان، الذين يعرفون كل طريق وكل وادٍ حول قراهم، ولكن الرسالة التي نقلها حزب الله كانت: "لو شئت، يمكنني أيضاً الوصول إلى المستوطنات الإسرائيلية"، وتابع قائلًا "رغم كثرة الكاميرات والوسائل التي نصبها الجيش "الاسرائيلي" على حدود الشمال، لا تزال هناك على طول الحدود عشرات النقاط الخفية، المناطق الميتة التي تسمح بالاقتراب من السياج من دون الانكشاف".
المحلل العسكري الصهيوني رأى أنه في الجانب التكتيكي، المطلوب من الجيش "الاسرائيلي" الآن إعادة فحص انتشار الكاميرات والوسائل وإصلاح ذلك. أما على المستوى الاستراتيجي، فإنّ هذا الحدث يتطلب من الجيش "الاسرائيلي" إعادة التفكير بسياسة العمل تجاه حزب الله وعناصره، وختم بالقول "من الصعب ادارة سياسة هجومية فاعلة دون مخاطرة".