عين على العدو
كاتب صهيوني: ترامب يمدّ حبل نجاة لنتنياهو عبر شرعنة الإستيطان
إريك كورتيليسا - موقع "تايم أوف اسرائيل"
إعلان الولايات المتحدة يوم الاثنين بأن المستوطنات لا تنتهك القانون الدولي هو الخطوة المنطقية التالية لجهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة صياغة الأساس الذي تجري مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية بناء عليه.
وكان لقرارات السياسة السابقة أثر مماثل: من الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة إلى هناك، إلى حجب التمويل من وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين والسعي إلى إعادة تحديد أهلية الحصول على مكانة لاجئ.
وقال آرون ديفيد ميلر، أحد الموظفين القدامى في وزارة الخارجية الأمريكية الذين عملوا تحت رئاسة كل من الجمهوريين والديمقراطيين: "لقد بدأت الإدارة في تفكيك العناصر الأساسية التي شكلت التوجه تقليدي لحل الدولتين"، وأضاف إن الخطوة الأخيرة "تنسجم مع السياق الأوسع لما تشارك فيه الإدارة".
توقيت الإعلان – يومين قبل الموعد النهائي لزعيم حزب "ازرق ابيض" بيني غانتس لتشكيل حكومة أو اجراء "إسرائيل" انتخابات جديدة – يضيف بُعدًا آخر. ويبدو، على الأقل جزئيًا، ان الخطوة مصممة لدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بينما يواجه واحدة من أصعب المعارك السياسية في حياته.
المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة أوباما ديفيد ماكوفسكي قال: "اعتقد أنه يتم العمل على ذلك منذ فترة، وهذا شيء أراد نتنياهو أن ينسب إليه الفضل به. انه يعتبره عملًا غير مكتمل من فترة ولايته. أعتقد أن الأمر يتعلق بذلك، واعتقد أنه كانت هناك مباحثات بين
نتنياهو والسفير ديفيد فريدمان".
في الواقع، صرّح مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين من دون الكشف عن إسمه بأن نتنياهو كان يضغط من أجل تغيير السياسة منذ عدة أشهر.
ميلر أشار الى أن التأثير سيرسل رسالة إلى إسرائيل بأنه يمكنها بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، وتابع:"أفترض أن السياسة الداخلية جزء من المسألة، وان مد نتنياهو بحبل
نجاة أيام قبل انتهاء وقت غانتس جزءًا من الحساب".
بدوره، اعتبر ماكوفسكي أن البيت الأبيض أراد أن يطرح بيانًا يوضح أنه لا يتغاضى عن التوسع الاستيطاني. وأضاف: آمل أن توضح الإدارة أن هذه ليست دعوة للبدء في بناء المستوطنات في كل مكان وجعل حل الدولتين مستحيلا".
بالموازاة، اتهمت جماعات يهودية أمريكية تقدمية إدارة ترامب باستخدام السياسة الخارجية الأمريكية لمساعدة نتنياهو سياسيا، في الوقت الذي يخرب فيه المصالح الأمريكية في هذه العملية.
وقال جيريمي بن عامي، الذي يرأس الجماعة الليبرالية الصهيونية جي ستريت: "في وقت يصارع فيه رئيس الوزراء نتنياهو بشدة من أجل البقاء السياسي ويواجه اتهامًا وشيكًا بالفساد، لا يمكن قراءة توقيت هذا الإعلان إلا كمحاولة أخيرة لتعزيز آفاق رئيس الوزراء الشخصية".
وأضاف "لقد منح ترامب ومستشاروه الحكومة الإسرائيلية بطاقة بيضاء لتوسيع المستوطنات وترسيخ الاحتلال والتحرك نحو الضم الرسمي للضفة الغربية. بتجاهلهم لعقود من السياسة الأمريكية من كلا الحزبين، والتجاهل الصارخ للقانون الدولي، فإنهم يدوسون على حقوق الفلسطينيين ويساعدون اليمين الإسرائيلي على تدمير مستقبل إسرائيل كوطن ديمقراطي للشعب اليهودي".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024