عين على العدو
نصف "اسرائيل" شُلّت: الجولة الأخيرة - مناورة تمهيداً للمعركة المقبلة
موقع والاه- مقال مترجم -امير بوحبوط
عملية التسوية التي أدارها المستوى السياسي في "اسرائيل"، مع حماس بوساطة مصرية حسمت الكفة في هذه الجولة من التصعيد. حماس التي تحولت من منظمة إرهابية إلى جهة نظامية في قطاع غزة فضلت هذه المرة الجلوس جانباً من أجل الحصول على ملايين الدولارات ومواصلة الحرص على الاستقرار النسبي لصالح 1,8 مليون فلسطيني وضعهم الاقتصادي تدهور بشكل جوهري في السنوات الأخيرة، وهذا أحد الأسباب الأساسية أن الأيام الثلاثة الأخيرة لم تتحول إلى معركة وبقيت في نطاق عدة أيام قتال. أكثر من 400 صاروخ أطلقت على "إسرائيل" وحوالي 90% منها تم اعتراضه، 25 شخصًا قتل وعشرات مراكز فلسطينية-من بينها أنفاق، قواعد بحرية ومنشآت تصنيع صواريخ دُمرت.
الضوء الأخضر أعطيَ للشاباك لتحديد نافذة الفرصة من أجل اغتيال مركّز للمسؤول الكبير في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا. لقد كان هناك عدة فرص لكن فضلوا في الشاباك وفي الجيش الإسرائيلي اختيار اللحظة التي تؤدي إلى أقل عدد قتلى غير متورطين في الإرهاب.
فوراً بعد ذلك استفاقت "إسرائيل" على فاجعة: نصف دولة شُلت في أعقاب قرار الجيش بمنع الخروج إلى أماكن العمل ومؤسسات التعليم. لماذا؟ لأنه تم اغتيال قائد اللواء الشمالي في الجهاد الإسلامي؟ ماذا سيحصل في إسرائيل عندما تندلع حرب مع حزب الله، أو، أكثر من ذلك، عندما تقرر إسرائيل في سيناريو أكثر تطرفا، مهاجمة منشآت نووية في إيران؟ هل ستعمل حينها على نقل المواطنين بواسطة طائرات إلى أماكن في الخارج؟. في المؤسسة الأمنية أخذوا بالحسبان إمكانية رد غير تناسبي. بطاريات الـ"حتس" ومنظومة "العصا السحرية" رُفع مستوى جهوزيتها في الأيام الأخيرة. يجب التشديد أنه في إطار الجبهة الداخلية، كانت هذه الجولة نوعًا من المناورة تمهيداً للأمر الكبير القادم، مثل سيناريو تتطاير فيه مئات الصواريخ التي تحتوي على رؤوس حربية كبيرة على غوش دان وتضرب أيضاً منشآت إستراتيجية.
الطبقة الإضافية هي تشكيل الدفاع الجوي. صحيح أنه لا يدور الحديث عن خطط نار حزب الله وليس بقوة نار حماس، لكن لا يزال يدور الحديث عن تحدٍّ والوقائع على الأرض تتحدث عن نفسها: حوالي 90% اعتراض للتهديدات التي كانت من المفترض أن تضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومن أجل النسبة يجب التشديد أن حجم الرشقات الصاروخية في الحرب مع حزب الله يمكن أن تجتاز عتبة الألف صاروخ في اليوم الواحد. هذا سيكون سيناريو لم تشهد إسرائيل مثله، ولذلك على تشكيل الدفاع الجوي الاستعداد لذلك.
فرقة غزة تحولت إلى لَبِنة مهمة في خطة "الحزام الأسود". الهدف الفوري كان تقليص احتمال أن تحاول (حركة) الجهاد الإسلامي استهداف جنود الجيش أو المواطنين الذين يتحركون على طول الحدود إلى الصفر، خلافاً تماماً لما حصل في أيار 2019، حينها أطلقت الجهاد الفلسطيني صاروخاً ضد الدروع على آلية في غلاف غزة. لكن الجهاد الإسلامي لم تنجح في استخدام قدرات خاصة مثل أنفاق، محلقات، طائرات بدون طيار، تسلل بحري أو إطلاق صواريخ لمديات بعيدة-بالرغم من أنها تملك هذه القدرات.
الآن، ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ والانخفاض التدريجي في الجهوزية في غلاف غزة، يجب النظر إلى الواقع على طول الحدود، والاستعداد منذ الآن للمعركة المقبلة التي ستأتي على خلفية الوضع المتفجر في قطاع غزة.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024