عين على العدو
"والاه": "حماس" تستغل الهدوء للإستعداد للحرب في غزة
موقع "والاه" - أمير بوحبوط
ظهر أمس الأحد، خرجت دراجة نارية من موقع لحركة "حماس" على حدود قطاع غزة، على بعد مئات الأمتار من السياج الحدودي، وأكلمت بإتجاه الموقع الثاني. مصادر في الميدان قدرت أن راكب الدراجة تنقل بين المراصد وهو يوزِّع لهم وجبات الغداء.
بعد أقلّ من 48 ساعة على إطلاق صليتي الصواريخ من قبل الجهاد الإسلامي بإتجاه "سديروت"، وهجوم سلاح الجو على أهداف لحماس، عادت الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
خلف الحدود، عملت عدة طواقم تابعة لوزارة الأمن والجيش سوية مع متعهدين في بناء الجدار تحت الأرض ضد الأنفاق وإقامة السياج الجديد الذي سيحل مكان السياج الحدودي القديم.
وتيرة البناء مؤثرة بالتأكيد: على طول 45 كلم على الحدود أقيم جدار تحت الأرض يتضمن تكنولوجيا متطورة. ضربة قاسية لـ"حماس" ولـ"الجهاد الإسلامي" اللتين إستثمرتا مبالغ ضخمة في بناء تهديد إستراتيجي على الجبهة الداخلية لـ"إسرائيل". التهديد يقترب من نهايته، لكن في هذه المرحلة التنظيمات لم تستسلم بعد. فقط يوم السبت هاجم سلاح الجو نفقًا لـ"حماس" حُفر باتجاه الأراضي "الإسرائيلية".
الخشية هي من أن تحاول حماس والجهاد الإسلامي إستخدام أحد الأنفاق لتنفيذ عملية، هذا السيناريو يتطلب تأهبًا لكل القوات العاملة بالموضوع.
أيضاً مشروع بناء السياج الجديد يتقدم بسرعة. حتى الآن تم بناء سياج يبلغ إرتفاعه ثلاثة أمتار بطول 18 كلم، وقد وصفه ضباط في الميدان بأنه ناجع جدًا ضد أعمال الشغب ومحاولات التسلّل. في منطقة "كارني" تم بناء سياج مزدوج بطول ثلاثة كيلومترات، وهذا ما يخلق في الميدان جيوب حماية لمواجهة بؤرة أعمال الشغب الأكبر في قطاع غزة.
وبحسب مصادر "مهنية"، أسلوب بناء السياج الجديد يساعد في دفع وتيرة البناء بموجب قرار رئيس "إدارة الحدود وخط المواجهة في وزارة الأمن" (الحرب) العميد عرن أوفير.
هذان المشروعان سيقلصان بشكل دراماتيكي التهديدات فوق وتحت سطح الأرض، لكن بحسب حجم هجمات الجيش يمكن الإدراك أن حماس، وكذلك بقية التنظيمات الفلسطينية، لم تهدأ للحظة وهي تطور صواريخ لمديات بعيدة مع رؤوس حربية ثقيلة.
مسألة المحلقات هي أيضًا مُقلقة. الجيش الإسرائيلي طوّر إجابة موضعية لهذا الأمر وعرض قدرات مؤكدة في الميدان، لكن من أجل إعطاء إجابة واسعة لعدد كبير من المحلقات في بؤرة واحدة أو لعدة محلقات في عدة بؤر يجب نشر القدرات الدفاعية لحماية كل القطاعات. أيضًا سُجِّل تقدم في مجال الطائرات غير المأهولة. في الأسبوع الماضي حلّقت طائرة بدون طيار تابعة للتنظيمات الفلسطينية على علوّ 12 ألف قدم بشكل هدّد نشاطات سلاح الجو، وتم إسقاطها بشكل إستثنائي فوق أجواء القطاع.
قوات النخبة التابعة لحماس تسعى لإعداد مفاجآت للجيش الإسرائيلي في البحر أيضًا. حجم الأهداف التي هاجمها سلاح الجو مؤخرًا بالقرب من البحر، بما في ذلك ليل السبت، يدل على الإستثمار الفلسطيني للساحة البحرية. في فترة الهدوء النسبي تركِّز "حماس" على مجالات إضافية يمكن أن تشكل تحديًا للجيش الإسرائيلي. "حماس" تنعم بتراكم قوة، تدريبات وتطوير منظومات سلاح، وتسعى لإكمال مخزون السلاح الذي دُمر في عملية "الجرف الصلب" عبر تصنيع محلي أو تهريب من مصر.
ويدرك المعنيون في قيادة منطقة الجنوب في الجيش "الإسرائيلي" أنه يجب إستغلال كل يوم يمر تحضيرًا للمعركة في قطاع غزة التي ستأتي في نهاية المطاف. الواقع على حدود قطاع غزة هو الدليل الأوضح بأن حكومة "إسرائيل" وحماس تفضلان في هذه الفترة الهدوء والإستقرار الهشّ على تصعيد يجبي ثمنًا باهظًا من الطرفين. ليس لدى الطرفين طاقة يمكن أن تؤدي إلى الحرب، إلّا إذا حصلت خطوات متهورة أو سوء تفاهم.
مع إنتهاء المشاريع الهندسية على حدود قطاع غزة سيُطرح السؤال الكبير الذي يكمن في الإلتزام بمواضيع إستراتيجية ثقيلة الوزن: هل ستواصل "إسرائيل" إستثمار مليارات الشواكل في التحصين، أو أنه حان الوقت للبدء بإستثمار كل شيكل لتعزيز الردع "الإسرائيلي"؟ وربما الأهم من ذلك- لماذا لا يتم الإستثمار في مجالات أخرى في وزارات الحكومة المختلفة المتعطشة لهذه الموارد في هذه الفترة؟
إقرأ المزيد في: عين على العدو
28/10/2024