معركة أولي البأس

عين على العدو

15/10/2019

"هآرتس": انسحاب واشنطن من سوريا يقود الشرق الأوسط إلى الأسوأ‎

رأى الكاتب في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن الحديث الهاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الأحد الماضي مأساوي في نتائجه، وقال إن "الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس الأميركي لنظيره التركي، حتى ولو حاول بشكل مترهل التخلص من مدلولاته لاحقاً، خلق سلسلة ضربات، غيّرت تماما الوضع في شمال سوريا وبدأت تؤثر على الصورة الإستراتيجية في الشرق الأوسط كله.

واضافت الصحيفة إن "هذا فصل آخر من المأساة الطويلة والمتواصلة المسماة الحرب السورية، التي يربح فيها اللاعبون الأكثر إشكالية"، وتابع "يستفيد المحور الداعم لبشار الأسد، الذي تقوده إيران: أولا، النظام يوسِّع الآن مناطق نفوذه في شرق الدولة. ثانيا، الإيرانيون سيكونون راضين جدا من التقارير عن قرار إضافي لترامب، بأن لا يكتفي بالإنسحاب من المنطقة الكردية، إنما أيضا بإخراج الجنود الأميركيين المنتشرين في مناطق أخرى في شرق سوريا".

ورأت الصحيفة أن "إسرائيل" ليس لديها رغبة أو قدرة فعلية للتدخل لصالح الأكراد في سوريا، بالرغم من مظاهرة التعاطف معهم عشية العيد"، وأردفت "من وجهة النظر الإسرائيلية، التداعيات العملية لتخلي الولايات المتحدة عن الأكراد قليلة".

ولفتت الصحيفة الى أن "السؤال المصيري بالنسبة لـ"تل أبيب" هو إبقاء القوات الأميركية في قاعدة التنف في جنوب سوريا، الذي له تأثير محدد على "الممر البري" الذي يربط بين إيران والعراق وسوريا ولبنان. وحتى الساعة، أفيد أن الأميركيين سيبقون هناك. وإخلاء الأميركي يشمل أيضاً قاعدة التنف ما سيقلق إسرائيل كثيراً".

واشارت الصحيفة الى أن "طريقة تصرف ترامب ذات صلة ومقلقة خاصة في السياق الأوسع، للصراع الإقليمي ضد إيران. كما أن الأزمة في الخليج أبعد من أن تنتهي، لأن طهران لم تحصل على طلباتها حتى الآن- رفع العقوبات الاقتصادية التي فُرضت عليها، مقابل إستئناف المفاوضات مع واشنطن على الاتفاق النووي.

وختمت الصحيفة معتبرة أن "التصدعات في الحلف السني الذي تموضع إلى جانب الولايات المتحدة تتوسع، إذ أن السعودية والإمارات أيضًا قد تتجهان الى إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع إيران. ويمكن القول على ذلك إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ادرك هذا منذ فترة، عندما لمّح في خطاباته الأخيرة عن حاجة "إسرائيل" للإعتماد على نفسها فقط".

إقرأ المزيد في: عين على العدو