ابناؤك الاشداء

عين على العدو

04/10/2019

"يديعوت": اغتيال سليماني مصلحة لـ"اسرائيل"

موقع "يديعوت أحرونوت" - رون بن يشاي (محلّل الشؤون الأمنية والعسكرية)

التفاصيل التي أعلن عنها رئيس جهاز الاستخبارات في حرس الثورة في إيران حسين طائب عن محاولة اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني يبدو أنها موثوقة وليست مبالغًا فيها، ويمكن التقدير أن مشروع اغتيال سليماني هو مصلحة لـ"إسرائيل" وربما للموساد.

كما يمكن التقدير أن كلام حسين طائب يستند إلى التحقيق مع عناصر الخلية التي خططت لعملية الاغتيال وللتجهيز الذي كان بحوزتهم. يمكن الاعتقاد أيضًا أن إيران ستعرض كل هذه الأمور علنًا إضافة الى أعضاء الخلية الذين أُلقي القبض عليهم.

رئيس جهاز الاستخبارات في حرس الثورة لم يتحدث عن توقيت محاولة الاغتيال، لكن يحتمل أن يكون قد خُطّط لها لكي تنفذ في الـ 48 ساعة الأخيرة. يمكن تقدير ذلك استنادًا إلى المقابلة النادرة لسليماني، التي بُثت هذا الأسبوع.

يبدو أن سليماني عَلِم مُسبقًا بمحاولة اغتياله في إيران عندما أجرى المقابلة، لكنه قرّر التريث للوقت الذي كان من المُفترض أن تنفذ فيه عملية الاغتيال. في هذا الوقت أطل سليماني على الشاشة- الأمر الذي لم يعتد القيام به- ليُظهر لمن خطط لاغتياله أنه لم ينجح بذلك وأنه لا يزال حيًا.

من التفاصيل القليلة التي نشرها الإيرانيون، يمكن استرجاع الأسلوب الذي حاولوا فيه اغتيال  سليماني. يبدو أن طاقم الاغتيال، المؤلف من ثلاثة أشخاص، وصل إلى إيران مع مئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة. التفجير على ما يبدو، كان سيحصل قبل يوم أو يومين. ليس واضحا كيف عُرقل، وكيف تمكن الإيرانيون من تقصي أثر عناصر الخلية وتوقيفهم قبل تنفيذ خطتهم. يُحتمل أن يكون هناك خطأ ارتكبوه، أو ربما الخطة كانت جريئة بما فيه الكفاية ومثيرة للريبة لذلك تم كشفهم.

قائد الاستخبارات في حرس الثورة قال إن اغتيال سليماني الذي فشل هذا الأسبوع خُطط له طوال سنوات. يمكن أن يكون محقًا ويُحتمل أن الوقت الطويل الذي مكث فيه الأجانب في منطقة قروية في محافظة كرمان كان السبب في كشفهم.

سليماني وعناصره سيحاولون، بمصادقة الزعيم الأعلى (الإمام السيد) علي الخامنئي، الانتقام من "إسرائيل" التي ينسبون لها مبادرة الاغتيال. حاليًا هم يعتقدون بأن لديهم الشرعية لانتقام كهذا، ولذلك يجب على "إسرائيل" أن تعزز مستوى الحذر والجهوزية، في الداخل والخارج.

على أيّة حال يمكن فقط التأسف لأن محاولة الاغتيال لم تنجح. سليماني لديه أعداء كثر في الشرق الأوسط الذين يرغبون بموته: من جملتهم السعودية بسبب المشاكل التي سبّبها لهم في اليمن. مع ذلك، الجزء الأساسي من النشاطات خصّصها سليماني لضرب" إسرائيل" في الوقت الحالي -وبالأخص في المستقبل.

خلال المقابلة التي نشرت في الأسبوع الماضي مع رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات، العميد درور شالوم، قال الرجل المسؤول عن تقديرات الاستخبارات القومية لـ"إسرائيل: "أنا لا أحب إضفاء طابع شخصي أو التفخيم بأعدائنا وأنا أعتقد بأن علينا العمل معه بقنوات أخرى". يُحتمل أن هاتين الكلمتين" قنوات أخرى" تشير إلى التوجه الذي فكّر فيه العميد شالوم وربما نُفذ بدون نجاح بعد أيام من ذلك".

كان من المهمّ لسليماني الظهور على الشاشة الإيرانية يوم الثلاثاء، ليثبت لمن خطط لاغتياله أنه لا يزال حيًا.

إقرأ المزيد في: عين على العدو