عين على العدو
المحرّر المؤسّس لموقع "تايمز أوف إسرائيل": حزب الله مصدر المعلومات الموثوقة
عرض المحرّر المؤسّس لموقع "تايمز أوف إسرائيل" دافيد هوروفيتس مُقاربة لما حدث الأسبوع الماضي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة ولاسيّما بعد عملية المقاومة الاسلامية في قرية صلحا المحتلة. التحليل الذي يُقدّمه الكاتب الصهيوني يُبيّن مدى تأثير حزب الله على الكيان المحتل ولاسيّما على صعيد كونه مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الموثوقة.
في بداية المقال، يشير هوروفيتس الى أن "اسرائيل" لطالما اعتبرت لجوء "أعدائنا" إلى "التضليل الإعلامي" في زمن الحرب علامة ضعف، ويسأل هنا "لماذا يلجأ اذا "قادتنا" العسكريون والسياسيون إليه الآن؟".
وعليه، ينطلق هوروفيتس في مقالته المطوّلة ليسرد سير الأحداث التي حصلت منذ24آب/ أغسطس الماضي، من العدوان الذي استهدف مجاهدين في المقاومة الاسلامية في دمشق الى هجوم الطائرتين المسيّرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيقول "ليلة الأحد الإثنين، عندما استهدفت صواريخ حزب الله الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، كتبتُ مقالةً قصيرة أعربت فيها عن قلقي من التعتيم على حقيقة ما حدث في "ضباب الحرب الوشيكة"، وتساءلتُ عمّا إذا كنا حقًا على بعد 30 دقيقة من حرب شاملة"، وأضاف "الآن تبيّن أننا كنا على بعد أمتار أو أجزاء من الثانية من حرب شاملة – ونحن نعرف ذلك ليس بفضل "السلطات الإسرائيلية"، لكن بسبب لقطات الفيديو التي نشرها حزب الله للهجوم، وأقرت بها "تل أبيب" في مرحلة متأخرة"، ويُكمل: ""اسرائيل" أقرّت بمسؤوليتها على الهجوم في سوريا، والتزمت الصمت رسمياً بشأن الغارة في بيروت، واستعدت لتوعّد الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله بالردّ"، ويُضيف "هجوم حزب الله جاء بعد ظهر الأحد، وأقرّت "تل أبيب" بأن قاعدة ومركبات عسكرية استُهدفت بصواريخ موجهة مضادة للدبابات".
ويُتابع "أظهرت اللقطات التي وثّقت الهجوم الصاروخي وبثتها قناة "المنار" التابعة لحزب الله مساء الإثنين أن المركبة المستهدفة بالتأكيد لم تكن خالية أو متوقفة، بل كانت تسير على طريق بين موشاف أفيفيم وكيبتوس يرؤون. وفي داخلها، بحسب مجموعة جديدة من تقارير المراسلين العسكريين الإسرائيليين في وقت متأخر من ليلة الإثنين، كان هناك خمسة جنود، الذين حالفهم الحظ بأن يكونوا اليوم على قيد الحياة"، ويُردف "لا يزال حزب الله مصرا على أن الصواريخ أصابت هدفها وتسببت بإصابة وقتل جنود إسرائيليين. اللقطات التي بثّها تظهر أن الصواريخ كانت قريبة جدا من تحقيق ذلك. الآن، يقول الجيش الإسرائيلي إن شظية من انفجار أحد الصاروخين أصابت أحد إطارات المركبة، ما اضطرها إلى التوقف على جانب الطريق. لو كان صاروخا حزب الله أكثر دقة قليلا، كما قال مصدر عسكري لأخبار القناة 12 الإسرائيلية يوم الإثنين، لما كان اشتباك يوم الأحد قد انتهى بكل تأكيد.. ما يتضح إذا هو أن الجيش الإسرائيلي كان محظوظًا للغاية في تفادي خسائر في الأرواح في هجوم حزب الله الأحد كانت ستغيًر جذريًا ما حدث هنا منذ عصر الأحد.
ويرى الكاتب الصهيوني أنه "كان هناك حتمًا الكثير من الالتباس في تلك الدقائق الأولى وحتى بعد ساعات من هجوم حزب الله الصاروخي. حتى الآن، الصورة الكاملة ليست واضحة تمامًا. الجيش الإسرائيلي نفسه يُحقّق الآن في ما حدث بالضبط. كان هناك بعض التقارير غير الدقيقة والتناقضات نتيجة لسوء الفهم وسط الفوضى الأولية، لكن البعض أيضا كان نتاج معلومات مضللة تهدف إلى إظهار الجيش الإسرائيلي في صورة جيّدة – واظهار حزب الله في صورة سيّئة وبأنه يفتقر إلى المصداقية – في حين أن الصورة الكاملة كانت أكثر تعقيدًا"، ويضيف "لنكن واضحين: إن أول التزام لقيادتنا العسكرية والسياسية هو حماية "إسرائيل" ومواطنيها والدفاع عنهم، لكن أحد المركبات الأساسية لقدرة صمودناهي ثقة "مواطني إسرائيل" في أن جيشهم وقادتهم السياسيين، في حدود مخاوفهم الأمنية الأوسع، يخبرونهم الحقيقة".
ويتابع "سخرنا على مدى عقود من الزعماء العرب الذين ضلّلوا مواطنيهم تمامًا بشأن تقدم حروبهم المختلفة ضد "إسرائيل".. من المثير للقلق جدًا مشاهدة لقطات الفيديو التي بثها حزب الله للهجوم الصاروخي على مركبة عسكرية إسرائيلية متحرّكة مع ركاب بداخلها، بعد يوم واحد من تقديم المسؤولين في "إسرائيل" سردًا للأحداث يهدف إلى إظهار الهجوم بصورة تجعله يبدو وكأنه كان أقل تهديدًا وفعالية".
ويخلص هوروفيتس الى أن "الاسرائيليين لا يريدون الحصول على معلومات موثوقة حول ما يحدث على الحدود الشمالية، أو في أي مكان آخر من (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله أو أعدائنا الآخرين"، ولذا يأمل أن يجري الحصول على هذه المعلومات من قادة الاحتلال.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
24/11/2024
كيان العدو تحت النار
24/11/2024