عين على العدو
منظومة تهديدات تؤرق "تل أبيب"
صحيفة "إسرائيل هيوم" - اللواء احتياط وقائد الفليق الأركاني السابق غرشون هكوهين
بعد الهجوم الإسرائيلي في ضواحي دمشق في بداية الأسبوع، تركّز الحديث الإسرائيلي على ردّ حزب الله المتوقّع. حتى ولو كان الرد، لا سمح الله، قاسٍ ومؤلم، فإن الطرفيْن حاليًا غير معنييْن بالتدهور للحرب.
بعد خمود الحرب في سوريا، إجتازت المنظومة المحورية الشمالية بقيادة إيران وبمشاركة حزب الله وسوريا، قفزة في إمكانية تهديد "إسرائيل". من الجنوب إنضمّت قوات حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، كساحة عمليات إضافية تتطلّب من "إسرائيل" جهوزية متجددة لحرب متعددة الجبهات.
العقد الأخير منح لـ"إسرائيل" تسهيلًا أمنيًا في ظلّ التقدير القائل إن التهديد الوجودي يتلاشى، لكن منظومة تهديدات مؤلفة من ثلاثة مكونات تتشكل الآن، وهي على النحو التالي:
المكوّن الأول، تهديد صاروخي لكل المديات بحجم كمي غير مسبوق، مع قدرات دقة محسنة. يدور الحديث عن تشكيلات نار منظمة وجاهزة للعمل بمنطق هجوم عسكري ضد أهداف بنى تحتية إستراتيجية في عمق "إسرائيل"، مثل قواعد سلاح الجو ومقرات الجيش القيادية، محطات الطاقة والمطارات، وكذلك التجمعات السكانية. هذا التهديد يأتي من لبنان، من سوريا ومن قطاع غزة ومؤخرًا أيضًا من فصائل عراقية.
المكوّن الثاني: مسعى إيراني بواسطة قوات حزب الله لبناء جبهة إضافية في الجولان.
المكوّن الثالث: قوات كومندو بأحجام بنيوية، مخصصة لتنفيذ ضربات برية في "الأراضي الإسرائيلي"، بتهديد مباشر على مستوطنات خط المواجهة على الحدود اللبنانية وقطاع غزة.
السؤال اليوم: من أين ظهر فجأة من جديد الحديث عن "تهديد وجودي؟ على سبيل المثال، كتب إيهود باراك، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" السنة الماضية: "التهديدات الخارجية كثيرة ومتطورة، ممنوع الإستهانة بها".
هذا المنحى يستند إلى توازن رعب صاروخي، يلزم "إسرائيل" تجنّب عمليات رد تتجاوز عتبة الإحتواء المتبادل قدر المستطاع.
عندما يكون تهديد كهذا يتأسّس بتوجيه إيران، مدعوم بتكنولوجيا متطورة موجودة في العصر الجديد بمتناول اليد، يُطلب من "إسرائيل" تحدٍّ وجودي جديد.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
24/11/2024
كيان العدو تحت النار
24/11/2024