لبنان
جلسة حكومية مرتقبة في بيت الدين.. وعون سيرعى شخصيا تنفيذ مقررات بعبدا
لم تتحرك عجلة النشاطات السياسية في البلاد هذا الأسبوع.. وبانتظار عودة رئيس الحكومة من زيارته إلى واشنطن، جرى الحديث عن جلسة حكومية قريبة في قصر بيت الدين، المقر الصيفي الذي انتقل إليه رئيس الجمهورية منذ أيام.
وكانت للرئيس ميشال عون مواقف مهمة أدلى بها لوكالة رويترز بأنه سيرعى شخصيًا المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي، في حين كانت مصادر عين التينة تدعو للاسراع في وضع مشاريع سيدر على طاولة مجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن.
"الجمهورية": المهم هو ان تعطى الاولوية للملف الاقتصادي
أكّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، انّ اجواء المصالحة التي عمّت البلاد في الآونة الاخيرة يجب ان تتعمق اكثر وتترسخ في الاتجاه الذي يراكم المزيد من الايجابيات التي من شأنها تعزيز الاستقرار الداخلي اكثر فأكثر.
وقال بري امام زواره: «المرحلة الحالية، وبعد استراحة العيد، وإتمام المصالحة، يجب ان تكون مرحلة فعالية وعمل وانتاج على كل المستويات، ولاسيما عبر الحكومة ومجلس النواب. فالحكومة امامها كمّ هائل من الملفات والمتطلبات في شتى المجالات، وكذلك امور باتت ملحة؛ تعيينات، مشاريع خطط، عمليات انقاذية، المهم هو ان تعطى الاولوية للملف الاقتصادي قبل اي امر آخر».
وسُئل الرئيس بري متى ستعود الحيوية الى مجلس النواب؟ فقال: «ومتى لم يكن مجلس النواب كذلك، المجلس في كل الاحوال سيواكب الحكومة وسيكون كما كان دائماً رافداً لها، ويوم الاربعاء سأرى ما اذا كانت هناك بنود ومشاريع واقتراحات قوانين مُنجزة في اللجان النيابية، فإن كانت موجودة، اقلّها عشرة بنود، سأدعو هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد، وسأحدّد موعداً لجلسة تشريعية في القريب العاجل».
وحول ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، قال بري: «هذا الامر قيد المشاورات، وقد يشهد تفعيلاً في فترة غير بعيدة». كاشفاً في هذا المجال بأنه سيلتقي الوسيط الاميركي الجديد في هذا الملف دايفيد شينكر في 12 ايلول المقبل.
"اللواء": مجلس الوزراء هذا الأسبوع في بيت الدين
وبالنسبة إلى مجلس الوزراء، فقد اشارت المصادر المطلعة نفسها إلى انه مع عودة الرئيس الحريري من الخارج فإنه يفترض ان يتحرك ملف مجلس الوزراء ومن المرجح ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع في قصر بيت الدين والأمر مرتبط بعودة الحريري وانجاز جدول أعمال مجلس الوزراء والدعوة الى انعقاد الجلسة.
وذكرت بأن اولوية رئيس الجمهوريه تقوم على التركيز على الشق الأقتصادي وورقة العمل التي اقرت في الأجتماع المالي والأقتصادي الذي انعقد في قصر بعبدا لاسيما ان هناك نقاطا لا بد من استكمالها من ضمن الآجراءات التي اتخذت خصوصا ما يتعلق بموازنة العام 2020 لجهة انجازها سريعا ضمن المهلة الدستورية وخطة الكهرباء وكذلك الأمر بالنسبة الى خطة «ماكينزي» ومقررات سيدر وكل المقترحات الواردة في الورقة والتي تشكل اولوية لدى الرئيس عون في المرحلة المقبلة ويرغب في تنفيذها، مذكرة بما قاله في دردشة لدى الأعلاميين انه ما لم يكن هذا الآجتماع قادرا على تنفيذ القرارات التي اتخذها فحتما هناك امر غير صحيح.
ولفتت الى ان هناك ايجابيات تسجل في التطورات التي حصلت مؤخرا كما ان جو زيارات قصر بيت الدين تعزز مناخاً سليماً.
وفي تصريحات جديدة له، أعلن الرئيس عون انه سيرعى شخصياً المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة».
وأضاف في تصريحات لـ«رويترز»، إن «الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الانتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها».
وقال عون إنه يتوقع أن «يبدأ هذا المسار التنفيذي مع بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بعد الانتهاء من التحضيرات الجارية الآن في مختلف الادارات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وينعكس إيجابا على الوضعين الاقتصادي والمالي».
وبين الخطوات التي تم الاتفاق عليها، في اللقاء المذكور، الانتهاء من ميزانية 2020 في الموعد المناسب، وإعداد خطة لبدء مشروعات تبلغ قيمتها 3.3 مليار دولار وافق عليها مجلس النواب، والتنفيذ الكامل لخطة إصلاح قطاع الكهرباء وقوانين لمكافحة التهرب الضريبي وتنظيم العطاءات العامة.
وتعهدت حكومات أجنبية ومؤسسات مانحة العام الماضي بتقديم 11 مليار دولار للبنان، لتمويل مشروعات البنية الأساسية الرئيسة خلال مؤتمر سيدر في باريس، شريطة تنفيذ الإصلاحات، بحسب ما قالت «رويترز» التي اضافت بأنه ينظر إلى إجراءات خفض عجز الميزانية وإصلاح قطاع الكهرباء، الذي يستنزف الأموال العامة في الوقت الذي يجعل فيه اللبنانيين يعانون انقطاع الكهرباء، على أنهما اختباران مهمان لقدرة الحكومة على الإصلاح.
"الأخبار": عقوبات أميركية على وزراء ورجال أعمال مسيحيين؟
بالمقابل، يكثر الكلام عن عقوبات أميركية على حلفاء حزب الله، لا سيما المقربين من العهد والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوي القومي الاجتماعي. وبحسب المعلومات التي يشيعها «أصدقاء واشنطن»، فإن العقوبات الأميركية ستستهدف رجال أعمال ووزراء مسيحيين، من الذين تتهمهم الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله!
وبدا المشهد في بيت الدين، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي، سوريالياً، مع ما رافقه من احتفالية وكلام عن مصالحة الجبل، والدور الذي أعطي للنائب أكرم شهيب نفسه الذي كان نجم يوم حادثة قبر شمون، واحتمال زيارة عون للمختارة. كل ذلك ليس صدفة، والتهدئة التي هبطت من عل، بعد بيان السفارة الاميركية الذي يقول حلفاء واشنطن في لبنان إن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط السفير دايفيد هيل أعده بالتعاون مع السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان، ليست الاولى على طريق توجيه واشنطن رسائل بالجملة الى من يعينهم الامر في لبنان.
مقالات مرتبطة
ورأت "الأخبار" انه في جعبة حلفاء واشنطن، وكلامهم مسنود الى معطيات أميركية مباشرة، أن ما حصل هو أول الغيث بالنسبة الى لبنان والعهد تحديداً. فالخطوات الاميركية اللاحقة لن تكتفي بتصعيد عقوباتها ضد حزب الله وشخصيات شيعية، بل يُحكى منذ أشهر عن الانتقال الى مرحلة جديدة ستطاول قوى وشخصيات مسيحية تدور في فلك حزب الله وسوريا. الكلام الجديد في هذه النقطة هو ان اللوبي الضاغط اميركياً بدأ يأخذ موقعه في عقل الادارة الاميركية وقلبها، ويستفيد من توقيت محلي داخلي يتعلق بالانتخابات الاميركية وخارجي يتعلق بالاشتباك بين واشنطن وايران والضغط الاسرائيلي المتزايد على حزب الله وحلفائه في لبنان. في اعتبار هذا الفريق الضاغط ان خطوات متقدمة من هذا النوع كفيلة بإحداث تغيير مباشر في ادارة الحكم في لبنان، لأن الاكتفاء باستهداف مقربين شيعة من حزب الله، وإن حقق أهدافه المباشرة، يبقى دون المتوقع ما لم يطل حلقة مالية واقتصادية اوسع، ويصيب عدة اهداف معاً، حزب الله من جهة والقوى الموالية له والعهد وتياره من جهة أخرى، بذريعة منع هذه القوى من مضاعفة حصارها على حلفاء واشنطن في لبنان.
ما تقدم يتَرجَم بضرورة توسيع حلقة الاستهداف لتطاول سياسيين (بينهم وزراء) ورجال اعمال يعملون في لبنان أو خارجه، وهم في معظمهم من مناصري التيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي. يتحدث حلفاء واشنطن عن حلقات مقرّبة من وزراء في التيار الوطني والمردة، تتهمهم الولايات المتحدة بتسهيل أعمال الحزب، لكنهم في الوقت نفسه هم من الحلقة الاقرب الى قيادة التيارين، وهذا يعني إصابة التيارين بسهام اميركية مباشرة، ولا سيما التيار الوطني وحلقاته المالية المتعددة، علماً بأن اي عقوبات تعني تضييقاً لا يتعلق حصراً بعملية نقل الاموال، بل بتقييد كامل لحركة المعنيين وتنقلاتهم خارج لبنان، في الدول التي تتماشى مع العقوبات الاميركية.
"البناء": إرسلان: لم ندخل المصالحة بانتظار المسار القضائي... وليوقف الحريري رسائله
على صعيد آخر، وفي ذكرى أربعين شهيدي حادثة قبرشمون أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان أن «خسارتنا كبيرة وليست خسارة عادية، وما حصل مع «وزيرنا الغالي» لم يكن بسيطاً ولم تكن حادثة عابرة ولسنا من مدرسة التفاوض على الدم وبيع الدم». وقال إننا مع المصالحة انما هي مسار طويل وتندرج في إطارها بنود وبنود ونعتبرها خطوة أولى باتجاه الخطوات الأخرى ولا نطلب سوى الحق والعدالة ولا مقايضات . وتابع ارسلان: قلنا اننا حاضرون لمعالجة وضع المسار الحكومي على قاعدة فصل المسار الأمني والقضائي والسياسي وما كتبناه في لقاء بعبدا هو اختصار لكل المبادرات التي سبقت .
وتوجه الى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول: أتمنى منه الا يرسل لنا رسائل عبر البحار لأن البلد لم يعد يحتمل ومن ينتظر رسائل عبر البحار هو من يكون بموقع الضعف وليس نحن . وركز أرسلان على أنّ «المكابرة والتكبّر لن يؤدّيا إلى نتيجة. نحن لسنا من مدرسة التفاوض على الدم وبيعه، ولن نكون ولو جار علينا الزمن. نحن لهذا الزمن نقول: «كنّا في الأمس ونحن اليوم وسنكون غدًا، شاء من شاء وأبى من أبى».
وفيما يزور ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في الساعات المقبلة الرئيس ميشال عون في بيت الدين، استقبل الأخير يوم السبت وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة داليا جنبلاط نظراً لسفر رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط خارج بيروت، على أن يزورا الرئيس عون فور عودتهما. وأكد رئيس الجمهورية أمام الوفد أن «المصالحة لن تهتز وإن اختلفنا سياسياً».
وقال: بشارتي لكم إننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض والاتفاق على إعمار لبنان. واشارت مصادر الاشتراكي لـ»البناء» إلى أن اللقاء أكد المصالحة التي حصلت في بعبدا، معتبرة ان اللقاء تمحور حول تفعيل عمل المؤسسات والالتقاء حول ما هو مصلحة للبنان على الصعيدين الاقتصادي والاستقرار السياسي، لافتة الى أن حادثة قبرشمون تعالج عبر المسار القضائي وأن التحقيقات في شأنها تستكمل مع تسليم المعنيين كافة المطلوبين.