ابناؤك الاشداء

لبنان

الخطيب: لا يجوز ان يضيع العرب والمسلمون بوصلتهم عن نصرة فلسطين ويتلهوا بخلافات جانبية تدمر وحدتهم
12/08/2019

الخطيب: لا يجوز ان يضيع العرب والمسلمون بوصلتهم عن نصرة فلسطين ويتلهوا بخلافات جانبية تدمر وحدتهم

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، صلاة عيد الاضحى في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، والقى خطبة العيد التي هنأ فيها المسلمين واللبنانيين عموما وحجاج بيت الله الحرام، سائلا المولى ان يتقبل اعمال الوافدين الى بيته وان يعيدهم سالمين الى اوطانهم وقد غفر لهم وتقبل طاعاتهم، مبتهلا اليه ان ينعم على الامة وشعوبها بالامن والاستقرار وموفور العزة وقد تحررت من رجس الاستعمار، وان تعم المصالحات بلاد العرب والمسلمين و يسود الازدهار ربوعهم وان يحفظ لبنان وشعبه من كل سوء.


وتحدث الشيخ الخطيب عن معاني الحج الذي يشكل مدرسة روحية توحيدية تعلمنا التضحية والاباء والانتصار على الاهواء والشهوات وتنظيم امورنا وجمع كلمتنا على الخير والصلاح ، فهو رحلة روحية عبادية تمثل مسيرة الانبياء في الدعوة الى توحيد الله ومحاربة الكفر والشرك ومواجهة الشر الذي يمثله الشيطان، فهذه الشعيرة المباركة تدعونا الى ترسيخ الايمان والاعتصام بحبل الله تعالى وعدم التفرقة، مستلهمين من مشهد الحجاج الوافدين من كل حدب وصوب الى بيت الله الحرام على تنوع اعراقهم وجنسياتهم، معاني الوحدة والتوحيد مما يحملنا واجب التمسك بالوحدة المرتكزة على عقيدة التوحيد والقائمة على التعاون على البر والتقوى، مما يحتم على المسلمين اتخاذ المواقف الرشيدة التي ترسخ عقيدتهم وتحفظ ايمانهم وتعزز تعاونهم وتحصن وحدتهم، فهذه الوحدة شكلت ولا تزال عنوان عزة وكرامة الامة التي نطالب قادتها وزعماءها بنبذ الخلافات ورأب الصدع والعمل لاستعادة دور الامة من خلال التشاور والتفاهم والتزام اوامر الله في السير على نهج الحق الذي وضع معالمه القرآن الكريم وحدد بوصلته رسول الله وائمة اهل البيت الذين جاهدوا وصبروا وضحوا لتكون امتنا خير امة تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.


وناشد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قادة وزعماء المسلمين أن يتواصلوا ويتشاوروا ويتفاهموا لانتاج حلول سياسية تنهي نزيف الدم في اليمن وتعيد الامن والاستقرار الى شعبه المنهك بالحرب والتشريد والمهدد بالجوع والمرض والحصار، وعليهم تحمل مسؤولياتهم الاخلاقية في نصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال قضية الامة الاولى التي تستدعي ان تنتصر لها الدول والشعوب الاسلامية، فلا يجوز ان يضيع العرب والمسلمون بوصلتهم عن نصرة فلسطين ويتلهوا بخلافات جانبية تدمر وحدتهم وترسخ الشرخ في ما بينهم، فيما تتوالى المؤمرات الاستعمارية على شعوب الامة لتنقل فصول اجرامها وارهابها من بلد الى اخر، فمن الحرب الكونية على سوريا الى حصار الجمهورية الاسلامية الايرانية وفرض عقوبات ظالمة عليها تكشف عن نكوث ​الادارة الاميركية​ بالعهود والمواثيق مروراً بالتدخلات الاستعمارية في الشؤون الداخلية، وصولا الى محاولة تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان ما يسمى بصفقة العصر،  فاننا نرى ان موقعنا الطبيعي كمؤمنين رساليين واعين لقضايا امتنا وشعوبنا ان نكون في محور الحق والخير والصلاح في مواجهة الباطل والظلم والشر الذي يتجسد بالمشروع الصهيو - اميركي الذي يريد اخضاع شعوبنا واغراقها في الفوضى والفساد والنزاعات.


واكد الشيخ الخطيب اننا مع نصرة فلسطين وشعبها و ندعم مقاومة ابنائها في نضالهم وجهادهم لتحرير ارضهم ولن نتخلى عن القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين المستقلة، ونرفض كل اشكال التوطين من منطلق ان فلسطين لاهلها ولايمكن حل قضيتها الا بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، ومهما طالت هجرة الفلسطينيين عن ارضهم فانهم سيعودون اليها كما عاد اللبنانيون الى ارضهم بعد دحر الاحتلال عنها بسواعد رجال المقاومة الذي رووا ارض لبنان بدمائهم التي اينعت تحريرا ونصرا قدمته المقاومة لكل الشرفاء في العالم. ونحن في ذكرى عدوان تموز نوجه تحية الاكبار لكل المقاومين والشهداء الذين تصدوا وافشلوا المشروع الارهابي بوجهيه الصهيوني والتكفيري فكانوا اصحاب الفضل في تحرير الارض وحفظ امن شعوبنا العربية والاسلامية، ونخص بالتحية شهداء لبنان من شعب وجيش ومقاومة، ونشد على ايدي المجاهدين والمقاومين الذين يسيرون في طريق الحق باذلين اسمى التضحيات لحفظ اوطاننا وشعوبنا ودفع الاخطار عنهما.


وبارك الشيخ الخطيب المصالحة التي توجت برعاية فخامة الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري بجهود ومساعي دولة الرئيس نبيه بري، فهي تكشف ان اللبنانيين قادرون على انجاز مصالحات وتفاهمات تعيد الوئام في ما بينهم شريطة ان يتحاوروا ويضعوا مصلحة لبنان وشعبه فوق كل الاعتبارات، لذلك نأمل ان يطوي اللبنانيون صفحة الاحداث المؤلمة التي شهدها لبنان مؤخرا ليفتحوا صفحة جديدة عنوانها المصالحة والمصارحة والعمل لتعزيز الاستقرار السياسي والنهوض بالاقتصاد الوطني وترسيخ العيش المشترك بالحوار والتعاون بما يعزز التضامن والانصهار الوطني بين مختلف القوى السياسية والمكونات الطائفية. فلبنان لا يستقر الا بتعاون بنيه والتزامهم مصلحة وطنهم التي تستدعي تفعيل مؤسسات الدولة واعتماد الشفافية في الحكم والتزام القوانين بمنأى عن المحاصصة والاستنسابية والمحسوبيات، ونحن ننحاز الى قضايا الناس في لبنان الذين انهكتهم ​سياسة​ الاهمال والتسويف واغراق البلد في الديون وفوائدها خدمة للفاسدين والمرتشين حتى بات اغلبية اللبنانيين يعانون الفقر والحاجة. من هنا نطالب المسؤولين بان يتحسسوا الآم إخوانهم الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم ولا يملكون ثمن دواء يشفيهم، فتضع الحكومة معالجة الوضع المعيشي في صلب برنامج عملها وتنفذ ما التزمت به في بيانها الوزاري من وضع اولويات الناس في قراراتها وعمل وزاراتها.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل