لبنان
المُخيمات الفلسطينية تنتفض بوجه قرار وزارة العمل اللبنانية
شلّ الاضراب العام المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث أُقفلت المداخل الرئيسية منذ ساعات الصباح الاولى بالكامل وأُحرقت الاطارات المطاطية في "يوم غضب" دعت اليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية احتجاجًا على قرار وزارة العمل اللبنانية بإقفال مؤسسات يملكها فلسطينيون في لبنان تطبيقًا للحملة التي باشرت بها تحت شعار "مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية".
ويُعتبر هذا الاضراب هو الأشمل الذي تشهده المخيمات الفلسطينية منذ سنوات طويلة، وسط شعور متزايد بأن الاتصالات الفلسطينية واللبنانية واللقاءات لم تؤت ثمارها بالتراجع عن القرار، بل بالتمديد بعدم تطبيقه لمدة ستة اشهر، ما يبقيه سيفًا مسلطًا على رقاب العمال والمؤسسات معًا.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاضراب عبارة عن "انتفاضة" سلمية لرفع رسالة الى المعنيين برفض القرار الجائر، مشيرةً الى أن اقفال المداخل جرى بطريقة سلمية وتحت سيادة القانون، وأضافت: "نحن مشكلتنا بالقرار الجائر وتحركنا ضده، ولن نستورد البضائع بكافة انواعها سواء مواد غذائية أو لحوم أو دجاج أو خضار أو حتى الخبز، مؤكدةً أنه اضراب شامل وقد اتفق عليه بين لجنة التجار واصحاب المحال وبعض المرجعيات الفلسطينية واللجان الشعبية.
وشهد مخيم عين الحلوة إقفالًا لمدخله الغربي لجهة الحسبة والجنوبي لجهة درب السيم والشمالي لجهة تعمير عين الحلوة بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية، وقد اقفل أهالي وشبان مخيمي عين الحلوة والمية ومية في صيدا منذ ساعات الفجر الأولى مداخل المخيمين بالاطارات المشتعلة، وشل الاضراب العام المخيمين.
وتسبّب الإضراب في مخيم عين الحلوة وغياب مئات العمال الفلسطينيين بتراجع حركة العمل في حسبة صيدا بنسبة كبيرة.
ومنذ الصباح الباكر، أقفل عدد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صور البص، البرج الشمالي، والرشيدية، مداخل المخيمات بالإطارات المشتعلة احتجاجًا على قرار وزارة العمل.
وفي بعلبك، نظّم شبان فلسطينيون اعتصامًا عند مدخل مخيم الجليل الفلسطيني، حيث أشعلوا الإطارات المشتعلة احتجاجًا، وذلك بناء لدعوة من الفصائل واللجان الشعبية.
كما أُقفلت مداخل مخيم البداوي شمال لبنان بالاطارات احتجاجًا على قرار وزارة العمل.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو امل اللاجئين الفلسطينيين في استعادة حقوقهم.
وقد جابت مسيرات سيارة ليلًا تدعو اصحاب المحال الى الالتزام التام بالاضراب، وذلك على وقع استمرار التحركات الاحتجاجية.
ولم تتوقف التحركات عند هذا الحد، اذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف الدعوات، فالبعض رفع شعار المقاطعة ودعا لوقف الاتصالات الخليوية يوم الخميس بهدف ايصال مدى تأثير اللاجئ الفلسطيني على الاقتصاد اللبناني من خلال تداول الاوراق العملة المكتوب عليها لعلها تصل الى وزير العمل نفسه، والبعض دعا الى سحب الاموال من المصارف اللبنانية كما فعل عدد من رجال الاعمال في منطقة صور.
هيئة العمل الفلسطيني
وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية في منطقة صيدا قد عقدت اجتماعًا طارئًا في مقر الجبهة الديقراطية لتحرير فلسطين في مخيم عين الحلوة وذلك للوقوف على القرارات المجحفة التي اتخذتها وزارة العمل والتي تشكل انعكاسًا خطيرًا على حياة المعيشية للشعب الفلسطيني في لبنان.
وثمّن المجتمعون مواقف رئيس مجلس نواب نبيه بري المؤيدة والداعمة للحقوق الفلسطينية في لبنان كما ومواقف كافة الأحزاب والقوى السياسية واللبنانية والشخصيات الوطنية والدينية ونواب صيدا الرافض للقرار الجائر والظالم في وزارة العمل بخصوص العامل الفلسطيني.
ودعا المجتمعون الى الاضراب العام في مخيمات منطقة صيدا، وطالبوا أبناء مخيمات منطقة صيدا الى عدم ادخال او استقبال المواد الغذائية او التموينية، واعتبروا أن التحركات ستكون تحذيرية وتصاعدية في حال عدم تجاوب وزارة العمل والتراجع عن القرار المجحف والظالم.
وأكد المجتعمون أن اجتماعتهم ستبقى مفتوحة وتراقب عن كثب مخرجات الحراك السياسي اللبناني - الفلسطيني على المستوى المركزي وفي منقطة صيدا.