لبنان
ميقاتي: الـ1701 ليس مسؤولية لبنان فقط وقد حذّرنا من استمرار الخروقات "الإسرائيلية"
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنَّ لبنان أوصل رسالة واضحة إلى رعاة تفاهم وقف إطلاق النار الدوليين بوجوب وقف الخروقات "الإسرائيلية" والانسحاب "الإسرائيلي" الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأن الالتزام بتطبيق القرار 1701، ليس مسؤولية لبنان فقط بل هو ملزم للعدو "الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنَّ الحكومة اللبنانية حذرت "من الاستمرار في خرق تفاهم وقف إطلاق النار لكونه يهدد التفاهم برمته"، وهو أمر بحسب الرئيس ميقاتي، لا يرغب أحد بحصوله.
كلام رئيس الحكومة جاء خلال رعايته قبل ظهر اليوم الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير 2025، بدعوة من وزارة الثقافة ومؤسسة التراث الوطني افتتاح "جناح نهاد السعيد للثقافة" في المتحف الوطني في بيروت.
وأضاف: "نتطلع إلى أن يكون هذا الافتتاح إيذانًا بوقف نهائي وشامل للعدوان وتداعياته، واستكمال نشر الجيش في كل الجنوب، وعودة جميع اللبنانيين النازحين إلى ديارهم بكرامة وعزّة وانطلاق ورشة الإعمار".
وتابع ميقاتي: "قدرنا أن نتخطى الصعاب معًا، وأن نجابه كل ما يعترضنا من مشاكل وأزمات يدًا بيد حتى نعيد بناء المؤسسات بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية بإذن الله في جلسة الخميس المقبل، لكي تنتظم الحياة السياسية، ولكي ننصرف جميعًا إلى ورشة إصلاح وإنماء، لنبني للأجيال الطالعة وطننا الذي طالما حلموا به. على هذا الأمل تعالوا جميعًا إلى كلمة سواء، وإلى توحيد الجهود".
من جهته، قال وزير الثقافة محمد وسام المرتضى في كلمته: "آتون من وجع السنة الماضية إلى مطلعِ هذا العام الجديد، لكي نفتتحَ بناءً نُضيفُه إلى خزانةِ التاريخ الجليلِ الذي مرَّ من عندِنا، وترك بصماتِه وآثارَ خطاه على كل شاطئٍ ووادٍ وسهلٍ وجبل من أرضِ لبنان، وعلى كلِّ جيلٍ من أجيالِنا المتعاقبة. كأننا باستضافتِنا لآثارِه ههنا، نصِلُ الماضيَ بالحاضر والآتي، ونرفعُ أمام مشاهد الدمار القريبِ منّا والبعيد، هُتافَ أصواتِنا الهادرة: "يقتلون فنحيا... يهدمون فنبني". تلك إرادةُ الحياةِ في شعبٍ قارعَ صروفَ الدهر وأهوال العصور. ومشت في رَكْبِه الحضارة، قديمُها وأوسطُها وحديثُها، فإذًا هو ملتقى الزمانِ وموئِلُ الثقافات، إن ضاق متحفٌ بتراثِه أضاف إلى جَنْبِه آخر، أو هُدِمَ له موضعٌ شيَّدَ مقاماً أعلى وأرحب".
وأضاف: "كثيرةٌ هي الأسئلة التي ترتسمُ علاماتُ استفهامِها أمام أعين اللبنانيين في هذه الأيام. ذلكَ أن المعوّقاتِ الكبرى ما انفكّت تتراكمُ في خلايا حياتِنا الوطنية، وتُهْدِرُ العديد من فُرَصِ الخلاصِ والتنمية. وبغضِّ النظرِ عن القراءات المختلفة لمجريات الأحداث التي عبرت، والتفسيرات المتناقضة لأسبابِها ونتائجِها، ينبغي لنا أن نلجأ جميعُنا إلى قراءةٍ واحدةٍ تنتسبُ إلى المستقبل. ذلك يقتضي منا الإيمان بأننا في الحقيقة شعبٌ واحدٌ ولو تفرَّقَت بيننا بعضُ السبل، وأنّ التحديَ الأكبرَ أمامَنا هو أنْ نُحسِنَ إدارةَ التنوع الذي يميزُنا لنجسِّدَ فعلًا معنى لبنان. ذلك يبدأ بترميم الحياة الدستورية وإعادة انتظام خفقانِ الدمِ في أوردتِها عبر انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، في أسرعِ وقتٍ وأوسعِ توافقٍ ممكنين. إنّه البابُ الأوّلُ المفضي إلى إعادة تكوين السلطات، بغيةَ الشروعِ في عملية الإنقاذ. ويقينًا، إنّ قلوب اللبنانيين تشتعلُ فيها أمانٍ وطيدةُ الرجاء، بأن تحمل لنا جلسة التاسع من كانون الثاني، رئيسًا يملأ الفراغ ويبدأُ البناء. فهل تُرانا، أو هل تُراهم فاعلون؟".
ولفت وزير الثقافة إلى أنَّه "من القضايا الأساسية التي يفرضُ علينا الواقعُ أن نقرأَها كلُّنا بلغةٍ واحدة، قضية إعادة الإعمار التي تستدعي المؤازرة من جميع الدول؛ وخصوصًا تلك التي منحت العدو الدعمَ الكامل في السياسة والأمن والاقتصاد والسلاح، خلال عدوانِه الهمجيّ على لبنان، وتدميره لكثيرٍ من مناطقه وقراه. تلك مسؤولية قانونية وأخلاقية يجبُ المطالبةُ بها من جهة، كما يجب من جهة أخرى تسهيلُ الإجراءات أمام كلِّ عطاءٍ من أيِّ دولةٍ شقيقة أو صديقة، يهدفُ إلى إعادة الإعمار".
وقال: "أما أجلُّ القضايا التي على اللبنانيين أن يجتمعوا عليها، فهو واجبُهم الدائم أن يتلمّسوا مواضعَ اللقاءِ في ما بينهم، ويتحسَّسوا الأخطار التي قد ترد من الخارج، وتعيثُ فيهم شرذمةً وخلافات. ومثلما قلتُ سابقًا: "في الحرب المشؤومة سادت مقولة معروفة: "حرب الآخرين على أرضِنا". وإذا كنا نحن فعلًا من أوقد النار في وطننا، بانقساماتنا المعهودة، فمن حقّ جميع المواطنين الآن أن يطالبوا قياداتِهم السياسية بالتصدّي عبر السياسة والثقافة والقانون والسلاح، لأيّ عدوانٍ يلجُ حدودَنا، وفي الطليعة العدوان "الإسرائيلي" الذي لم يتوقف رغم تفاهم وقف الأعمال العدائية".
وشدَّد على أنَّه "من حقّ المواطنين أن يرتفعَ بين السياسيين صوتُ الوحدة الوطنية الذي يقدم سلامةَ لبنان ووحدةَ شعبه ومؤسساته وترابه، على كل أمر آخر أو قضية أخرى أو هوًى انفصالي. من حقّ المواطنين أن يؤمن أهل السياسة بأن الشعب جسدٌ واحد إن قوي منه عضوٌ تشدّدت سائر الأعضاء، أو مرضَ منه عضوٌ تداعى له الجسدُ كله بالسهر والحمى".
وختم المرتضى: "التاريخُ الذي نحتفل به اليوم يلزمُنا باحترامِ حياتِنا معًا. فلنكن على قدر المسؤولية الوطنية ولنعملْ من أجل السيادة الحقيقية والدولةِ الكاملةِ المواصفات".
لبنانالكيان الصهيونينجيب ميقاتي
إقرأ المزيد في: لبنان
08/01/2025
فرنجية: أعلن سحب ترشيحي.. وأدعم قائد الجيش
08/01/2025