نصر من الله

لبنان

الخطيب: لماذا يرى البعض أن انتصار فريق لبناني وإفشاله أهداف العدو خطر عليه؟
20/12/2024

الخطيب: لماذا يرى البعض أن انتصار فريق لبناني وإفشاله أهداف العدو خطر عليه؟

انتقد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة التي وجهها من مقر المجلس في الحازمية، الواقع الذي آلت إليه الأمة "حيث أصبحنا رهائن لما ينتجه أعداؤنا لنا في إنتاج الفكر، فليس لنا الحق أن تكون لنا مناهج في التفكير والرؤى، وأن علينا أيضًا أن نكون مستهلكين فقط، وإلا كنا إرهابيين لا نستحق الحياة وأن نسحق". 

وقال: "من المؤسف أن يكون من يروج لهذه السياسة ويتبناها ويتحول الى عصى غليظة للعدو، هم من بني جلدتنا وأبناء وطننا، ويعيشونا بين ظهرانينا، وممن نحرص عليهم وندافع عنهم وندفع الاثمان الغالية من لحمنا ودمنا، فضلًا عن جهدنا وعرقنا والمنا وامننا، وهم بدلًا من أن يشعروا بالتقصير في حماية بلدهم وكرامتهم الوطنية يساهمون مع العدو ويخوضون إلى جانبه حربًا إعلامية تضليلية ليست هي حربهم، بل حرب عدو الوطن والتاريخ والجغرافيا".
 
وأردف الخطيب: "لقد وقعوا في فخ العدو من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، ويريدون إقناع اللبنانيين بأنهم خسروا الرهان على المقاومة وأن الأمر انتهى لمصلحة العدو، وأن علينا أن نسلم بالهزيمة وأن يتعاملوا معنا كمهزومين، ولكن أقول من باب النصيحة لهم إن شعبنا الذي وقف في وجه العدو كمنتصر، وأفشل أهدافه أبناؤنا المقاومون على الجبهة الأمامية، لن يستطيع الواهمون بحروبهم النفسية اليوم هذه، أن يحققوا ما فشل العدو في تحقيقه في الميدان".
 
أضاف: "ومن المؤسف أن يكون التعاطي معنا اليوم بهذه النفسية، التي لا تمت بصلة إلى تعاطي من يدعي الحرص على بناء الدولة القوية العادلة السيدة المستقلة في شيء، وأن هذا المنطق هو استعادة للمنطق السابق، ولم يأخذ العبرة من كل التجارب الماضية، ومن منطق الانتحار الذي لن يستفيد منه إلّا العدو".

وسأل الخطيب: "لماذا يرى البعض أن انتصار فريق لبناني وإفشاله لأهداف العدو خطر عليه؟، ولم يحصل أن ترجم هذا الانجاز إلى استثمار سياسي داخلي، وإنما دفعًا للعدوان حفاظًا على سيادة الوطن وكرامة بنيه. نعم إنها العقلية الطائفية المتحكمة والمتجذرة التي تميز بين المواطنين".
 
وقال: "إننا متمسكون بلبنان وطنًا نهائيًا لبنيه وببناء دولة قوية قادرة وعادلة يدافع عنها جيشنا الوطني، ليأمن شعبه من عدو غاشم لا تحكمه قوانين دولية ولا اعتبارات إنسانية ولا احترام للقرارات الدولية، وقد جربه اللبنانيون جميعًا، وها هو اليوم بعد اتفاق وقف إطلاق النار ما زال يعربد ويمارس عدوانه على لبنان وعلى قراه الجنوبية مع وجود لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وبمرأى منها وبمسمع، دون أن تلزمه بوقف الانتهاكات من ممارسة القصف والقتل وتفجير القرى التي ما زال سكانها في النزوح، ينتظرون الدولة ويريدون أن يصدقوا أنها رجعت إليهم بعد كل هذا الغياب الذي اضطرهم أن يحملوا السلاح دفاعًا عن أرضهم وأبنائهم وكرامتهم.. فلتثبت الدولة لهم أنها ستعيدهم إلى قراهم وتحقق لهم الأمن وتمنع العدو عن معاودة إجرامه في انتهاك السيادة الوطنية، وليخجل من نفسه من يحيّي العدو على تفجيره البيوت السكنية لمن يدعي السيادة والوطنية إن كان صادقًا". 
 
وتوجه الخطيب إلى اللبنانيين: "من يدعي، أنه يريد الدولة لا ينطق بالكفر في محاولة لكسر إرادة مواطنيه، ولا يطمئنهم أن من يتشفى أو يتمنى انتصار العدو أو يبذل كل جهده السياسي والإعلامي في سبيل إقناعه بالهزيمة أو التعامل معه كمهزوم - وهذا طبعًا وهم - فيما هو يعتمد على آماله الخائبة وعلى عدو بلده إن كان يعتبر لبنان وطنًا له وليس على إمكاناته الذاتية. فلطالما راهن على الخارج في مشاريع الخيال الخائب".

وأكد أن "البديل هو المراهنة على شعب لبنان الواحد الموحد وهو خير للجميع، أما الرهان على نصر موهوم لعدو لبنان وشعبه فهو الخسران المبين".

وأمل الشيخ الخطيب "أن تنجز الكتل النيابية الاستحقاق الرئاسي في التاسع من كانون الثاني، كبداية لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية وإعادة البلد إلى الحياة من جديد".

وقال: "من واجب الدولة والقوى السياسية أن تقوم بالجهد اللازم والضغط لتحرير المناطق التي احتلها العدو، وخصوصًا تلك التي عجز عن احتلالها في الحرب، واستغل اتفاق وقف إطلاق النار ليدخلها ويفرغ فيها كل حقده، ويقدم فيها انجازه الموهوم أمام مستوطنيه.. ولتطبق لجنة تنفيذ الاتفاق ما تعهدت به دولها المشاركة فيها".
 
ودعا سماحته الدولة إلى تحمل مسؤولياتها أمام النازحين في دولة العراق الشقيق الذي لم يقصر في استضافة أهلنا وإخواننا، ممن اضطرتهم ظروف الحرب إلى السفر. و"على الحكومة اللبنانية أن تجد السبيل الى ذلك بالتفاهم مع الحكومة العراقية أو مع قطر الشقيقة أو عبر تركيا، أو بالتعاون بين الدول الثلاث، ونحن لدينا الثقة أن دولة الرئيس نجيب ميقاتي لن يعدم الوسيلة، تأمينًا لحق النازحين على دولتهم بحل هذه القضية".

زيارات
وكان العلامة الخطيب زار أمس مفتي مرجعيون الجعفري الشيخ عبد الحسين العبد الله في حارة صيدا  معزيًا بالشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني.
كما زار العلامة الخطيب عضو الهيئة الشرعية للمجلس الاسلامي الشيعي الشيخ علي ياسين في مدينة صور معزيًا أيضًا باستشهاد نجله وأفراد من عائلته. 
وجرى خلال الزيارتين التداول في التطورات الراهنة وآفاق المرحلة المقبلة. 

الشيخ علي الخطيبالمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
العلامة الخطيب يتابع مسألة عودة النازحين اللبنانيين من العراق: القضية على طريق الحل و"الميدل إيست" تكثف رحلاتها لهذا الغرض
العلامة الخطيب يتابع مسألة عودة النازحين اللبنانيين من العراق: القضية على طريق الحل و"الميدل إيست" تكثف رحلاتها لهذا الغرض
الشيخ الخطيب: متمسكون بالدولة العادلة والجيش القوي
الشيخ الخطيب: متمسكون بالدولة العادلة والجيش القوي
الشيخ الخطيب يتصل بميقاتي لمعالجة قضية النازحين الجدد من سورية إلى لبنان
الشيخ الخطيب يتصل بميقاتي لمعالجة قضية النازحين الجدد من سورية إلى لبنان
الشيخ الخطيب: للتمسك بالجيش ووقف الاعتداءات الصهيونية
الشيخ الخطيب: للتمسك بالجيش ووقف الاعتداءات الصهيونية
الشيخ الخطيب: المقاومة الشريفة أجبرت العدو على طلب وقف إطلاق النار
الشيخ الخطيب: المقاومة الشريفة أجبرت العدو على طلب وقف إطلاق النار
العلامة الخطيب: شيعة لبنان ليس لديهم مشروع خاص والحل بمنطق الدولة لا بتخويف الطوائف من بعضها بعضًا
العلامة الخطيب: شيعة لبنان ليس لديهم مشروع خاص والحل بمنطق الدولة لا بتخويف الطوائف من بعضها بعضًا
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: الأولوية لوقف العدوان ونحذّر من محاولات الاحتلال الفتنوية
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: الأولوية لوقف العدوان ونحذّر من محاولات الاحتلال الفتنوية
العلامة الخطيب للمشاركين في مؤتمر باريس: مصالحكم ستكون في الميزان إن لم تسارعوا للتصدي للفاشية الجديدة
العلامة الخطيب للمشاركين في مؤتمر باريس: مصالحكم ستكون في الميزان إن لم تسارعوا للتصدي للفاشية الجديدة
الشيخ الخطيب: من يحقق السيادة اليوم هي المقاومة وجهادها وصمود الأهالي وتضحياتهم
الشيخ الخطيب: من يحقق السيادة اليوم هي المقاومة وجهادها وصمود الأهالي وتضحياتهم
الشيخ الخطيب:  لبنان لا يمكن أن يكون إلا بلد الأخوّة والتعايش ولن نترك للعدو فرصة تقسيمه أو تقزيمه
الشيخ الخطيب: لبنان لا يمكن أن يكون إلا بلد الأخوّة والتعايش ولن نترك للعدو فرصة تقسيمه أو تقزيمه