لبنان
أندبندنت عربية: ضرب الفرق الإغاثية في الحرب على لبنان هجمات مقصودة
تؤكد المعطيات الميدانية تكرار الاعتداءات "الإسرائيلية" الدامية التي تستهدف الطواقم الإغاثية والصحية، وكان آخرها ما تعرضت له فرق الإسعاف التابعة للدفاع المدني و"الهيئة الصحية الإسلامية" في بلدات عيترون والعديسة (الجنوب) وجنتا (البقاع) وليلة أمس في بيروت، حيث استشهد تسعة من المسعفين في بيروت وحدها.
في قلب المواجهة
تجمع الشهادات التي استمعت إليها "إندبندنت عربية" على شراسة الاعتداءات الحالية التي تتعرض لها مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، مقارنة بما عاينته فرق الدفاع المدني والإسعاف والطواقم الطبية والصحية إبان حرب تموز/يوليو 2006، وقبلها "عناقيد الغضب" في نيسان/إبريل 1996 وغيرهما من الاعتداءات.
يتحدث رئيس مركز الدفاع المدني في محافظة النبطية حسين فقيه عن "أجواء سيئة" تعمل في ظلها فرق الإغاثة داخل جنوب لبنان، مع ازدياد منسوب الأخطار منذ 20 أيلول/سبتمبر، إذ اشتدت وتيرة العدوان الصيهوني، وتعرضت الأحياء السكنية والمرافق المدنية للقصف بالطيران الحربي، مشددًا على المسؤوليات الملقاة على عاتقهم؛ لأن: "حياة الناس وأرزاقهم أمانة بيد الدفاع المدني، لذلك نعمل لتحقيق شبكة أمان حول المدنيين". ويضيف أن خمسة عناصر من المركز استشهدوا نتيجة مهمّة إطفاء في بلدة فرون في وضح النهار، وجرح 23 عنصرًا في محطات مختلفة، إضافة إلى تضرر المراكز بسبب استهداف الغارات للمحيط القريب منها في النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل، علمًا أن سيارات الدفاع المدني تضع شارات الحماية المدنية العالمية على أسطحها بطول متر وعرض متر، والمستخدمة في 147 دولة".
العمل في بيئة خطرة
أرخى الانهيار بظلاله على مراكز الدفاع المدني في الجنوب كسائر المؤسسات الرسمية اللبنانية، إذ يؤكد فقيه قدَم السيارات التي يعود أحدثها إلى ما قبل 25 عامًا فضلًا عن الحاجة إلى تأمين العتاد وتجهيزات الحماية الشخصية؛ مثل الخوذ والدروع وكذلك الخراطيم ومادة "الفوم" لإخماد الحرائق الناتجة من زيوت أو نفط، موجهًا نداء إلى الأمم المتحدة لحماية فرق الإسعاف وترجمة مبادئها على أرض الواقع.
من جهة أخرى؛ ضيقت الغارات هامش الحركة على فرق الإغاثة والإنقاذ في جنوب لبنان، وبحسب فقيه: "تحرك الفرق في المناطق الحدودية أصبح في غاية الدقة ومحفوفًا بالأخطار الكبرى"، إذ يتقصد الطيران تقطيع الأوصال "وتتعرض الطرق الواصلة بين الأقضية للقصف المتكرّر"، وهذا ما جرى فعليًا مع الطريق الواصل بين مرجعيون وحاصبيا إذ أعيد قصفه بعدما حاولت البلدية تعبيده، فبات الطريق مقطوعًا بين المنطقتين وهو ما يحول دون مساعدة مراكز الدفاع المدني لبعضها بعضًا عند الضرورة.
"ثابتون" في الجنوب
في الجنوب، تتشبث الطواقم الطبية بـ"المهمّة النبيلة"، وأحد عناصر تلك الطواقم الدكتور إبراهيم فرج مسؤول قسم الطوارئ في المستشفى الإيطالي داخل صور، حيث: "يعمل الأطباء في ظروف غير مساعدة مع تراجع المخزونات وتزايد الإصابات، وانخفاض التغذية بالطاقة الكهربائية. وتخشى الطواقم الطبية من عدم القدرة على الوصول بسبب قصف الطرق أو عدم القدرة على ملء خزانات السيارات بالبنزين".
كما يقول فرج إنّ هذه الحرب مدمرة بشكل غير مسبوق؛ مشيرًا إلى أن: "القصف يطاول أبنية ملاصقة للمستشفيات في الجنوب، وهذا ما حصل مع مستشفيي حيرام وجبل عامل، فهم ينشرون الرعب بالقرب من المستشفيات من أجل إخلائها وإثارة الخوف في قلوب الطواقم الطبية والتمريضية، تكرارًا لتجربة غزّة".
البقاع في قلب الأزمة
الأمر نفسه في محافظة البقاع، والتي لم تحظَ بما يستحق من التغطية الإعلامية، على الرغم من تعرضها لغارات هائلة أثرت بصورة مباشرة على كفاءة القطاع الصحي والطبي في الأقضية. ويتطرّق النائب السابق الدكتور عاصم عراجي إلى "تعرض كثير من الطواقم الطبية والتمريض للإصابة في منازلهم بسبب القصف العنيف الذي استهدف المدنيين"، لافتًا إلى "الضغط على المستشفيات بسبب تزايد الإصابات".
في المقابل، يتحدث عراجي عن عوامل أسهمت في عدم سقوط القطاع وصموده، فقد: "أسس القطاع الخاص وعديد من رجال الأعمال مستشفيات في المنطقة التي عانت تاريخيًا نقصًا في الخدمات مميزًا بين البقاع الأوسط، المركز الذي يملك ما يكفي من المستشفيات والعيادات المنتشرة في شتورا وباقي المناطق، إذ يُسجل نقص في البقاع الغربي وعدم وجود ما يكفي من أسرّة، فيما عانى القطاع الصحي في منطقة البقاع الشمالي من صدمة البيجر وسقوط أعداد كبيرة من الإصابات بصورة مفاجئة". كما يتحدث عراجي عن كفاءة الطواقم الطبية في المحافظة وقدرة أفرادها على إجراء الأعمال الجراحية في المراكز المجهزة.
الاعتداءات الصهيونية على لبنانالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024