معركة أولي البأس

لبنان

المفتي قبلان: داسَ مجاهدو المقاومة في لبنان اليوم جبروت الصهاينة 
25/08/2024

المفتي قبلان: داسَ مجاهدو المقاومة في لبنان اليوم جبروت الصهاينة 

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة لمناسبة أربعين الإمام الحسين، في مكتبه في دار الإفتاء الجعفري.

وقال المفتي قبلان في رسالته إنّه "كان لا بدّ من الاقتصاص من الظلمة الطغاة أمثال الصهاينة المجرمين، لتتلاقى بيعةُ جموع الولاء الحسيني الزاحفة نحو الملكوت الكربلائي، بالأيادي الحسينية المقاوِمة في ميادين وجبهات لبنان وفلسطين والعراق واليمن وغيرها"، مشيرًا إلى أنّه "ومع أول صارخٍ بالبيعة والانقياد المطلق للإمام الحسين (ع) وأخيه المعظّم أبي الفضل العباس، داسَ مجاهدو المقاومة في لبنان اليوم صميم جبروت الصهاينة في الشمال الفلسطيني المحتل، وداسوا شرفهم العسكري، وكتبوا الحق بالحقيقة، والثأر بالشجاعة، والمعركة بقبضات اليقين، فلم تَبقَ صفّارات إنذار إلا وزعقت ذعرًا، وسط هروب صهيوني جماعي إلى الملاجئ التي تتنفس بالهزيمة والرعب، جرّاء دويّ صواريخ وطائرات المقاومة التي قضّت مضاجع نتنياهو وغالانت وبقية مجلس الحرب، ومن ورائهم الذعر الذي سحب الإدارة الأميركية من فراشها، لتتفاجأ بالشجاعة الحسينية التي قلّ نظيرها".
وأردف المفتي قبلان: "اللحظة الآن لحظة حق وثأر وتاريخ وسيادة وطنية ومصالح إقليمية، فما أسعد الشهداء والقادة الشهداء اليوم وهم يشاهدون شتاء الانتقام الأولي الذي طوّق الصهاينة بالرعب"، متوجهًا للأنظمة العربية والإسلامية ولشعوبنا بالقول "إنّ التخلي عن غزّة وما يجري فيها هو تخلٍ عن الدين والنخوة والشرف ومصالح المنطقة العليا، فلا محنة على العرب والمسلمين أكبر من محنة غزّة. نعم لقد خسرت أكثر العرب حين خسرت محلّها من شرط الله بمخاصمة واشنطن وتل أبيب، وخاصة بمحنة غزّة وما يجري فيها من فظاعاتٍ وجرائم وويلات".

وتابع المفتي قبلان: "المرجعيات الدينية (بمختلف الأديان) هي أشدُّ محنةً من الأنظمة السياسية بقضية غزّة، لأن الشيطان قد يبتلع نظامًا سياسيًا ما، إلا أنه حين يبتلع المرجعيات الدينية فتلك كارثة أشبه بكارثة فقد الأنبياء والأولياء"، لافتًا إلى أنّ: "اليوم العالمُ كله يتغير، وأكثرية العرب تفقد تاريخها وتراثها، وتكاد واشنطن تبتلعها بطريق تكريسها كفريسة تطبيع طيّع لـ "إسرائيل"، والطريق إلى الله لا تمر بالتطبيع مع اليهود، والكنيسة والمسجد كذلك في محنة أكبر، إلا أن تتحولَ منابرُ الله فيها ثورةً مدوية من أجل أكبر مظلوميات الأرض في قطاع غزّة، وما يجري بأهلها ونسائها وأطفالها من كوارث لا سابق لها بالتاريخ، وهنا لا قيمة للشعارات والأفكار والأعذار، والحل فقط بمواجهة أكبر مذبحة ترتكبها "إسرائيل" وأميركا في غزّة".

أضاف: "اليوم "إسرائيل" تعيش على الحماية الأميركية الأطلسية، ولا يمكن القبول بأيّ كسر لقواعد الاشتباك، وما جرى منذ طوفان الأقصى ثورةٌ هيكيلية في ميزان قوة المنطقة ومحورها، ولن نقبل بتعديل هذا الميزان، وخاصة أن يد المقاومة ومحورِها هي العليا، وزمن الصفقات الهزيلة انتهى، والنصر الكبير يلوح بالأفق إن شاء الله تعالى".

وأشار المفتي قبلان إلى أنّ على "الحكومة اللبنانية مضاعفة دورِها الإغاثي للقيام بما يجب عليها في هذه اللحظة المعقّدة من تاريخ حرب لبنان، ولا حياد ولا رمادية باللحظات التاريخية، ولا شرف أكبر من ملائكة الإنسانية الذين يجمعون بوريدهم المقدّس سيادةَ ومفخرةَ مصالح لبنان، فما تقوم به المقاومة ربحٌ إستراتيجي للبنان ولكل مكوّناته الوطنية، وهو واجب ديني ووطني بامتياز"، مؤكّدًا أنّ "من تأبّط عتبة الامام الحسين (ع)، ومن قدّم القرابين الممزّقة كعلي الأكبر (ع)، ومن فاخر بأجسادٍ بلا رأس وكفّين كأبي الفضل العباس(ع)، ومن جمع بعضًا من طينٍ ودمٍ ولحمٍ متناثر كجسدِ الإمام الحسين المطحون بسنابك الخيل، ومن لديه أمهات وزوجات يقلنَ لله: "خذ يا ربّ حتّى ترضى"، "وما رأينا إلا جميلًا" كالسيدة زينب (ع)، هذا الصنف لن ينهزم، وسيعود بأكبر نصر، والله تعالى يقول من ورائهم: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}".

لبنانالشيخ أحمد قبلان

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة