لبنان
فنيش: الأساطيل والحشودات لا ترهب المقاومة
أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيدين السعيدين على طريق القدس المجاهد ابراهيم جميل العشي "وسيم"، والمجاهد فادي محمد شهاب "تيسير" في النادي الحسينيّ لبلدة برعشيت الجنوبية، بحضور الوزير والنائب السابق الحاج محمد فنيش إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
الحفل افتتح بقراءة آيات من الذكر الحكيم وتخللته تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى الحاج محمد فنيش كلمة حزب الله وتقدم فيها بالتهاني والتبريكات لذوي الشهيدين، معتبرًا أن ما أظهرته المقاومة من مشاهد للمنشأة "عماد 4" يهدف بجزء منه "إلى طمأنة أهلها ومجتمعها وعوائل شهدائها بأن تضحيات أبنائهم هي التي أوصلتها إلى هذا المستوى من القدرة"، ومن أجل "مزيد من الثقة بقدراتها وصدقية قيادتها ومشروعها والوفاء لدماء الذين ضحّوا من أجل عزة وطنهم وأمتهم".
ورأى الحاج فنيش أن ما نُشر أثبت أيضًا لمجتمع المقاومة وللصديق وللعدو، أن المقاومة ليست غافلة ولا تضيّع وقتها ولا تأبه لثرثرات بعض المشككين أو المتخاذلين أو المثبطين، بل تصل ليلها بنهارها من إجل إعداد القوة، وأنها استفادت من الطبيعة اللبنانية وتعاملت معها بما يتلاءم مع خوض الصراع مع العدو، واستفادت لتحول هذه الجبال كما هي مظهر جمالي للبنان وجاذب سياحي له، إلى ثقلٍ قويٍ في معادلة الصراع مع العدو.
وتابع فنيش: "هي أيضًا رسالة ردع للعدو، ليفهم أن كلامه وتصريحات مسؤوليه وتهديده بالتصعيد لا يخيف قيادة المقاومة ولا يحول دون رد المقاومة على التجاوزات إطلاقًا، وهي رسالة أيضًا للذين حشدوا أساطيلهم بأن المقاومة لا تهاب ولا تخشى تهديدًا، وعليهم أن يتذكروا أننا في العام 1982 لم نكن نمتلك هذه القدرة، ومع ذلك خرجوا من لبنان يجرون أذيال الخيبة، وقد تحرر البلد بتضحيات المقاومة وإرادتها وسيبقى منيعًا عزيزًا بفعل هذه المقاومة".
وإذ أشار إلى محاولات العدو "الإسرائيلي" التفلت من قواعد الاشتباك التي رسمتها المقاومة انطلاقًا من تقديرها لمصلحة لبنان ومجتمعه وأمنه وألزمته بها، أكد فنيش أن التجاوزات التي قام بها سيتم الردّ عليها لينال العقاب الذي يستحقه، وقال: "المقاومة لا تنطلق من حسابات عشائرية أو ثأرية أو غرائزية، إنما قيادة المقاومة كما أثبتت كفاءتها في العديد من المجالات، تدير صراعًا وتشخّص الأهداف وتتابع التطورات، وتقوم بالإجراء الذي يتناسب مع مصلحة المشروع والأاهداف، وهذا الأمر مرتبط بالتطورات الميدانية كما ذكر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله".
وأضاف فنيش: "بعد حصول تطورات في المواجهة بيننا وبين العدو، وبعد تجاوزه في اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية، وكذلك اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في طهران، وبعد قرار المقاومة في لبنان والجمهورية الإسلامية في إيران الرد على ذلك، جاءت الأساطيل الأميركية واحتشدت من أجل الدفاع عن أمن هذا الكيان بعد أن كان هو في خدمة الأمن الأميركي في السابق، ولكن هذا الحشد لا يرهب المقاومة ولا يثنيها عن مواجهة التجاوزات الصهيونية، وعن الرد على كل تجاوز بما يتلاءم معه".
ورأى فنيش أن المسعى الأميركي -الهادف حسب تعبيرهم إلى ضبط حالة التوتر ومنع تدهور الأمور باتجاه صراع حرب أبعد من مواجهة في جنوب لبنان وفي غزة لا يعبر إطلاقًا عن حرصهم على عدم التصعيد، إنما هو من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني من شرور نفسه، وهو مسعى لن يخرجه عن انحيازه لمصلحة العدو الصهيوني، فمن يحرص على إيقاف التصعيد أو منع تطور المواجهة، عليه أن ينهي هذه الحرب الإجرامية، ويوقف دعمه للكيان الصهيوني الذي يرتكب المجازر يوميًا.
وتوجه فنيش في ختام كلمته لبعض الذين أزعجهم أن تعلن المقاومة وتظهر بعض قدراتها، معتبرًا أن هؤلاء لم يغادروا بعد ما كانوا عليه من مدرسة لم تجر على لبنان إلا الضرر، فما نعانيه في لبنان اليوم وما كان سببًا في بروز هذه المقاومة هي ثقافتهم ومدرستهم التي استنجدت بالعدو "الإسرائيلي" ليأتِي إلى لبنان، وأنهم لن يكونوا مسرورين من إبراز المقاومة لقوتها بل وإن البعض منهم ربما يكون حزينًا وقلقًا أكثر من العدو نفسه، لأن رهاناتهم في هذه الحرب كانت أن يتمكن العدو من تحقيق أوهامهم".
وألقيت كلمات باسم عائلتي الشهيدين، شدّدت على مواصلة طريق المقاومة حتى زوال هذا الكيان الغاصب، معاهدة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على حفظ أمانة الشهداء ووصاياهم، ومواصلة الطريق الذي ارتقوا في سبيله.
المقاومة الإسلاميةمحمد فنيشالشهداء