معركة أولي البأس

لبنان

تشكيل الحكومة يتأخر مجدداً .. بحث في إعادة توزيع الحقائب
22/12/2018

تشكيل الحكومة يتأخر مجدداً .. بحث في إعادة توزيع الحقائب

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على إعادة توزيع الحقائب الوزارية بعدما اشيع عن اعلان تشكيل الحكومة خلال ساعات.

عِقَد أم مناورات ... و"وينك يا عدرا" ؟

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "بعدما تأكد للبنانيين أن اتفاقاً على الحكومة حصل قبل شهرين واحتاج الى هذه المدة أو الى كلمة سرّ لاخراجه الى العلن، باتوا يشككون في حقيقة تصريحات المسؤولين ومدى تكاذبهم في اظهار الخلافات للتعمية على أمور أخرى، اذ يبدو أن اتفاقهم الباطن، والذي تحركه مجموعة ضخمة من المصالح المتداخلة، أقوى من صراعاتهم الظاهرة".

واضافت "أجواء الولادة الحكومية، كما ظهرت للعيان، كانت ضبابية جداً حتى مساء أمس اذ كان مفترضاً أن يستقبل رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري في الثامنة مساءً لعرض المسودة النهائية للصيغة الحكومية. لكن الاستعجال الذي كان سيد الموقف أول من أمس، أصيب بتباطؤ شديد، وبدا الاندفاع مفرملاً على رغم تأكيد مصدر متابع لـ"النهار" أن الضوء الاخضر الذي أطلق عملية التأليف لن ينطفئ، بل سيصار الى معالجة بعض التفاصيل الصغيرة اليوم، واذا حلت، فإن الولادة الحكومية ستكون قبل عيد الميلاد حتماً، لأن أي تأجيل سيدخلها مجدداً في نفق طويل غير معروف النهائية".

واضافت لكن مقدمات أخبار التلفزيونات الحزبية عكست أجواء تباعد مجدداً، وتناقضاً في الافكار، تولد قلقاً متزايداً لدى اللبنانيين، سواء أكانت عباراتها رسائل استفزاز وحث، أم كانت تعبر عن حال تباعد مستنفر العصبيات.


الحكومة: خلاف على عدرا والحقائب

بدورها، ذكرت صحيفة "الاخبار" أنه "بعد أن وصلت الحكومة إلى «المئة متر الأخيرة» كما أكد رئيسها المكلّف سعد الحريري، برزت محاولات الوزير جبران باسيل ضمّ المرشّح جواد عدرا إلى «تكتل لبنان القوي»، ما قد يعيد ملفّ التأليف خطوة إلى الوراء، فضلاً عن النزاع المستجد على الحقائب!".

واضافت "بين تأكيدات رئيس الجمهورية ميشال عون بأن الحكومة «أسرع من المتوقّع»، وتطمينات الرئيس سعد الحريري بأن الحكومة لا ينقصها سوى أسماء وزراء حزب الله، يحول النزاع حول «عقدة جواد عدرا» والصراع على الحقائب دون إعلان التشكيل، في ظلّ تهديدات اقتصادية داهمة واستحقاقات إقليمية ودولية خطيرة".

وتابعت "إن كانت «العقدة السنيّة» قد تعقّدت من جديد، على رغم المخرج شبه النهائي الذي تمّ التوصّل إليه حول اسم عدرا، إلّا أن ما حصل في الـ24 ساعة الأخيرة، مع محاولات أكثر من طرف، لا سيّما الوزير جبران باسيل، إعادة توزيع الحقائب الوزارية بات مقلقاً، في ظلّ تأكيد باسيل نفسه وعون والحريري سابقاً، بأن الحكومة وتوزيعها منجز، وأن العائق الوحيد هو توزير ممثّل اللقاء التشاوري!".

واشارت الصحيفة الى انه "ما لم يعد خافياً، أن اختيار اسم عدرا، من بين أسماء كثيرة طرحها أعضاء اللقاء التشاوري من صلب قوى 8 آذار، جاء بناءً على رغبة من حزب الله وحركة أمل، بإراحة عون، الذي قدّم مقعداً وزارياً من حصّته، عبر اقتراح شخصية تربطه به وبباسيل علاقة جيّدة، بدل اختيار شخصية نافرة في انتمائها لفريق 8 آذار".


المعادلات يؤخّر التسوية الحكومية... ومخاطر العودة إلى المربّع الأول

من جهتها، قالت صحيفة "البناء" إنه "رغم أن كل شيء بدا يسير بسلاسة نحو تظهير التسوية الحكومية، ظهرت فجأة العقد التي رتبت التأخير، ورغم التفسيرات التقنية المتصلة بتبادل حقائب أو بكيفية تظهير توزير ممثل اللقاء التشاوري المفترض جواد عدرا، إلا أن مصادر متابعة قالت إن الأمر أبعد من التفاصيل وهو يطال قراءة التوازنات الإقليمية في لحظة حرجة تولدت مع الانسحاب الأميركي من سورية، لم تنجح القوى الحليفة لواشنطن بالتقاط الوقت الضيق الذي يتيحه للتسوية التي تم الاتفاق عليها، فترتب على الدلع والطمع والتمنع، فتورٌ في الحماسة على تقديم التنازلات، وجاء تريّث المرشح لتمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة بالإعلان عن أنه إذا تمّ اعتماده فسيكون وزيراً يمثل اللقاء التشاوري، لتبرد همة اللقاء الذي كان قد أكد تبني ترشيحه ليفتح من جديد الباب للحديث عن اشتراط بقاء الاسم في لائحة المرشحين أمام رئيس الجمهورية بالحصول على تعهّد خطي بأن التمثيل سيكون لحساب اللقاء التشاوري وحمل توصياته مجتمعاً إلى الحكومة، بينما كانت الطلبات المتأخرة بتعديل حقائب حركة أمل وحزب الله، والسعي لاستبدال بعضها بوزارة الإعلام قد أثارت حفيظة الثنائي للتساؤل حول صدقية سير الرئيس المكلف بالتسوية لإخراج الحكومة إلى النور. وأبدت المصادر خشيتها من أن يعني ذلك عودة إلى المربع الأول مع بقاء الأمل باستدراك سريع يخرج الحكومة من عنق الزجاجة قبل يوم الإثنين المقبل".


واضافت "لم يخرج الدخان الأبيض من بعبدا يوم أمس، إيذاناً بولادة الحكومة كما كان متوقعاً، بعد ظهور الشياطين في تفاصيل التوزيع النهائي للحقائب على القوى السياسية وسط رفض بالجملة تولي وزارة الإعلام، بينما لم تُعرف أسباب التأخير في تنفيذ البند الأخير من المبادرة الرئاسية لحل العقدة السنية، إذ لم يُعقد اللقاء بين رئيس الجمهورية واللقاء التشاوري والرئيس المكلف سعد الحريري كما تضمّنت المبادرة، إلا أن عراب التسوية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أوضح أنه لم يتم تحديد موعد لهذا اللقاء مشيراً في تصريح إلى «أنني لم أذكر اسم جواد عدرا بل إن أعضاء اللقاء التشاوري اقترحوا عدداً من الأسماء وأنا قمت بنقلها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون».

واضافت "ما أضاف المزيد من الإرباك والغموض والضبابية على المشهد الحكومي في ربع الساعة الأخير هو تريُّث «الوزير الملك» جواد عدرا في اللقاء مع اللقاء التشاوري، علماً أن الأخير وافق بالإجماع على أن يكون عدرا من الأسماء المرجّحة لتمثيلهم في الحكومة. ما يؤكد وجود خلافٍ على انتماء وولاء عدرا، وفي تصريح تلفزيوني، أوضح الأخير أنّ «احتراماً للأصول، يجب انتظار اختيار وموافقة رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل التصريح بأي موقف علني حول اختياري كممثل للقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»".

إقرأ المزيد في: لبنان