ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ الخطيب: نحن في عصر المقاومة التي أذلّت الكيان
14/06/2024

الشيخ الخطيب: نحن في عصر المقاومة التي أذلّت الكيان

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب "أنّ عظمة ما تنجزه قوى المقاومة اليوم على أرض غزّة وفي جنوب لبنان واليمن والعراق ليس فقط في إفشال مخطّط القوى العالمية الصهيونية على أرض غزّة وفي الجنوب اللبناني، بل بما ستنجزه من إحياء الأمة كلها وبعثها من جديد، وعلى مستوى تردّدات هذا الإنجاز وتأثيره الجديد على مستقبل العالم العربي والإسلامي كعنصر فاعل في رسم معالم النظام العالمي الجديد بديلًا عن واقعه الفعلي المخجل والمريب".

وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس، قال الخطيب "إن ما يجري اليوم على أرض غزّة وعلى أرض جبل عامل وتخوم فلسطين المحتلة أعاد اليوم لهذه الأمة الاعتبار ووضعها من جديد في واجهة الأحداث العالمية نظرًا لما تختزنه من طاقات وثروات، ونظرًا للموقع الإستراتيجي الذي تحتله على خريطة العالم مما يجعل أي تحوّل فيها مُهدِّدًا لمصالح الغرب الحيوية، ولهذا فإن ما تقوم به المقاومة ليس تهديدًا وجوديًا للعدو "الإسرائيلي" فقط بل تهديدًا وجوديًا للغرب، ولذلك احتاجت أن تُخاض المعركة بكثير من الجدية والذكاء كما يحدث فعلًا".

وتابع "أما اليوم، فقد أحكمت المقاومة أمر القيادة حين انطلقت من أرضية قوية وتخطيط بارع أذهل الأعداء ووضعهم في مأزق ليس لهم منه خلاص، وهو التسليم بشروط الهزيمة المنكرة كما خططت قيادة المقاومة وصرَّحت بشكل واضح وصريح أنها لن تقبل ليس فقط بهزيمة المقاومة في غزّة بل بتحقيق نصر مبين لها، وأثبتت بشكل لا لبس فيه جديتها بما قدمته من قرابين بينهم قادة أعزاء، لا تلوي على لوم لائم محكوم بعقد نفسية قد أدين بالصغار، فالأمة تحتاج إلى قادة يحملون في نفوسهم الإباء والعزة لا الجبناء والأذلاء، فهل يُرتجى من ذليل كرامة أمة أو بلوغ عزة؟".

الشيخ الخطيب أكد أنّ "الذين يثقون بأنفسهم فقط هم من ينتزعون حقّهم بأيديهم ولا يستجدونه من الآخرين، فالحق يُنتزع انتزاعًا ولا يُستجدى، ومن يستجدي الحقّ لا يستحقه فضلًا عن أن يُعطاه، فهل أنت تغامر أو تقامر حين تواجه عدوك الذي احتل أرضك وأهان كرامتك واستباح دماءك ويريد إخضاعك؟ وهل تكون كرامتك مصانة وسيادتك مصونة حين تقبل بالهزيمة وترضى بالذل؟".

وقال "إنه اللعب بالمفاهيم والقلب للحقائق، فإن قَبِل المهزومون بها فإنما ليزيّنوا لأنفسهم تخفيفًا عليها، أما الذين يعيشون العزة في أنفسهم فهم يمارسونها دون خوف أو وجل ويكون الموت دونها ألذّ من الشهد والعسل ويرون في هذا الحياة، وفي الحياة مع الذلّ موتًا كما قال أمير المؤمنين (ع): "الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين"".

وأضاف "لقد سئمنا هذه اللغة الممجوجة واعتاد عليها اللبنانييون، والتي ليس لديها سوى السلبية وتوجيه سهام النقد للمقاومة"، وتابع "إن كنت لا تريد أن تساهم في الدفاع عن بلدك ولو بالموقف ولا تريد أن تُقرّ لها بأنها تحقق إنجازًا لمصلحة لبنان، خوفًا من أن تأخذ في مقابله بالسياسة فقد أخطأت الهدف، وأنت تفوّت على نفسك المساهمة بهذا الفضل أولًا، وثانيًا فأنت تصارع الهواء، لأن المقاومة أسمى هدفًا مما تتصور وليس لديها من هدف سوى حماية لبنان وإعطاء العدوّ حجمه الحقيقي، وهو أنه أوهن من بيت العنكبوت وليس البعبع الذي يُرعب الجميع، فلا أدري ما يضيرك من هذا، وإذا كانت هي الصورة التي أدخلت في مخيلتك أيًا كنت، فهي بعد هذه التجارب قد أصبحت من الماضي".

وأردف قائلًا "نحن اليوم في عصر المقاومة التي أذلّت هذا الكيان وأثبتت أنه الجيش الذي يُقهر وخصوصًا اليوم بعد الذي يحدث أمام ناظريك على الحدود مع فلسطين المحتلة، وأنها أي المقاومة لن تمارس انتقامًا من أحد، فمشروع المقاومة أكبر من الحسابات السياسية الطائفية الصغيرة، فهو مشروع أخلاقي إنساني من حق بعضهم ألا يفهمه، لأنه لم يعتد أن يعيش السياسة بمعناها الحضاري وبمضامينها الأخلاقية وقيمها الرسالية والإنسانية كما أرادتها السماء ومارسها الأنبياء والرسل والأوصياء (ع)".

ولفت إلى أن "الواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية، والتفرّغ لإيجاد الحلول لمشاكل المواطنين والمخاطر الوجودية التي تهدّد البلد ومنها النزوح السوري، حيث لا نعرف الهدف من صعود هذا الملف تارةً إلى سطح الاهتمامات ثمّ يختفي فجأة، فلا يجوز أن يكون على خطورته موضوعًا للمساومات السياسية.. ولا بدّ من العمل الجدّي لحلّه بالانفتاح على سورية والضغط على الدول الأوروبية التي تُعرقل الحل بما دعينا إليه سابقًا من ترك الحرية للنازحين السوريين بالهجرة حيث شاؤوا وألا نكون حراسًا للحدود على حساب وجودنا".

إقرأ المزيد في: لبنان