ابناؤك الاشداء

لبنان

فضل الله: عندما يرتقي قائد شهيداً يحمل الراية قائد آخر ويُكمل المسيرة
12/06/2024

فضل الله: عندما يرتقي قائد شهيداً يحمل الراية قائد آخر ويُكمل المسيرة

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله "أننا في أطول حرب تخوضها المقاومة ضدّ العدو، وفي هذه الحرب يتقدَّم الأبطال إلى الأمام، بشجاعة وبسالة، ويقودون المواجهات. هؤلاء لا يجلسون وراء مكاتب في أماكن بعيدة، بل هم في قلب الميدان، وأبو طالب (الشهيد القائد سامي عبد الله) صاحب القلب الشجاع لم يكن يومًا في الصفوف الخلفية، بل كان على الدوام في مقدمة الميدان"، وقال: "عندما يرتقي من المقاومة قائدًا شهيدًا، يحمل الراية قائد آخر ونواصل التقدُّم إلى الأمام".

وفي حديث لإذاعة النور، أشار فضل الله إلى أن "الحاج أبا طالب كان من القادة الذين لم يتركوا الميدان، فمنذ ريعان شبابه وهو في ساحات القتال، لم يترك جبهة للمقاومة تعتب عليه، وكان في حرب تموز قائد محور بنت جبيل الذي هُزم على أعتابه جيش العدو. تعرفه وجوه القرى والبلدات وحبَّات التراب، وتعرفه المقامات ومدن سورية وقراها"، وأضاف: "كان مثال المجاهد الرَّباني المخلص المتفاني الذي تتحقَّق على يديه الانتصارات، وكان همه الناس، فهو بمقدار ما يعمل لحمايتهم من خلال المقاومة، يسعى لمعالجة مشاكلهم الاجتماعية، وفي الوقت نفسه يدعو الله دومًا أن يرزقه الشهادة، وأن يختم مسيرته الجهادية قتيلًا في سبيل الله، وهو ما كان يسمعه منه رفاق دربه.. لقد حقَّق أمنيته وفاز، هو ربح ونحن من نفتقده".

وتابع: "كان الشهيد يحرص في هذه الحرب على أن يكون مع المقاومين في الخطوط الأمامية، وكان المقاومون يرونه أمامهم في الجبهة، ويتابع على الأرض المجريات، وعلى مدى 8 أشهر كان يقود إخوانه على خط الحدود لتوجيه ضربات قاسية شلَّت جيش العدو وغيَّرت معادلات في الصراع". 

وشدد فضل الله على أن "هؤلاء القادة مرابطون في الميدان ويخوضون حربًا ضدَّ أعتى جيش في المنطقة ومعه أميركا ودول غربية تقدم له العون، ومع ذلك فإنَّ المقاومة تفرض على العدو معادلات جديدة"، وأضاف: "صحيح أنَّ المقاومة تقدِّم تضحيات وهذه من طبيعة الحرب، ولكن العدو أيضًا يدفع أثماناً كبيرة، خارج حساباته التقليدية. إن كنتم تألمون فإنًّ القوم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

كما أكد أن "استشهاد القائد الحاج أبي طالب ورفاقه على طريق القدس، لن يزيد هذه المقاومة إلّا إصرارًا على مواصلة هذا الدرب على نهج هؤلاء الشهداء، فهي المقاومة التي قدَّمت قادتها شهداء من الشيخ راغب والسيد عباس إلى الحاج عماد مغنية وكانت هذه الشهادة تعطي دفعًا إلى الأمام"، ولافتا إلى أن "هذه المقاومة ولَّادة مجاهدين وكفاءات، وكما أنجبت دماء الشهداء في مسيرتها قادة مثل أبي طالب، فإنَّ دمه سيكون حافزًا إضافيًا لولادة قادة ميدان بكفاءات وقدرات عالية". 

وحول الحرب على غزة، قال فضل الله: "عندما نقف إلى جانب الشعب المظلوم في فلسطين وننتصر لأطفال غزة ونسائها، فإنَّنا ننتصر لإنسانيتنا وأخلاقنا وديننا ووطنيتنا، ولم يكن لدينا هناك أي خيار آخر سوى الخيار الذي اعتمدناه، وليس المهم بالنسبة إلينا تقييمات الآخرين لمستوى التأثير، لأنَّنا لا نفتش عن إشادات ممَّن لا يرون إلَّا أنفسهم أو من يتجرَّدون من إنسانيتهم، يكفي ما يقرُّ به العدو لجهة ما يصيبه في الشمال، وما تلمسه المقاومة في غزة من تأثير، الآخرون يقيِّمون النتائج حسب أهوائهم السياسية وليس حسب الوقائع الفعليَّة". 

وتابع: "توجد تضحيات يقدمها أبناء المناطق المستهدفة بالعدوان، وتقدمها المقاومة من دماء مجاهديها، والعبء الأكبر يقع على أبناء المنطقة الحدوديَّة"، مشددًا على أن "هذه التضحيات هي في سبيل قضيَّة إنسانيَّة تتعلَّق بحياة شعب يتعرَّض للإبادة، ولا يمكننا أن نقف موقف المتفرَّج". 

وأشار فضل الله إلى أن البيئة الحاضنة للمقاومة تقدَّم أبهى صورة في صمودها وتضحياتها واستعدادها للتحمُّل، لأنَّها تعرف حجم القضية التي تقاتل من أجلها، ولديها ثقة بالله وبهذه المقاومة وقيادتها، ولم يستطع الإعلام حتى الآن أن يعكس حجم الموقف التاريخي لهذه البيئة ولموقف عوائل الشهداء وهم يقدمون فلذات أكبادهم ويوجهون رسائل علنية باستعدادهم للمزيد". 

وقال إن "إطالة أمد الحرب هي قرار شخصي لرئيس وزراء العدو نتنياهو ومن معه، لأنَّهم يخشون من اليوم التالي، وليس لهذه الحرب من وظيفة سوى القتل والتدمير وارتكاب المجازر، حتّى عندما أراد استثمار إطلاق أربعة أسرى، فإنّ المشهد الدموي في النصيرات غطَّى على الحدث، وهو في الشهر التاسع لم يصل إلّا إلى هؤلاء، وبمقدار ما تؤدي إطالة الحرب إلى مجازر، فإنَّها لا تجلب مشهد النصر، بل تزيد من الاستنزاف للعدو، وهو اليوم يترنَّح أمام صمود المقاومة. 
 ورأى النائب فضل الله أن الملف الرئاسي يراوح مكانه لأنَّ هناك فريقاً سياسياً يريد انتظار نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة، ويعيش على وهم إمكانية انتصار إسرائيلي، لذلك يحاول عرقلة أي تلاقٍ بين اللبنانيين، للتفاهم على رئيس وطني يرفض خطاب التحريض الطائفي أو التآمر على المقاومة".

وختم فضل الله مشيرًا إلى أن "المبادرات التي تحرَّكت فيها كتل نيابية مثل الاعتدال الوطني واللقاء الديمقراطي والتيار الوطني، تحرِّك هذا الملف على مستوى الحركة السياسية والإعلامية، ولا توجد مؤشرات على خرق ما".

إقرأ المزيد في: لبنان