ابناؤك الاشداء

لبنان

السيد صفي الدين: إيران بشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز المحنة
20/05/2024

السيد صفي الدين: إيران بشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز المحنة

تصوير موسى الحسيني

أحيا حزب الله ذكرى مرور أسبوع على استشهاد الشهيد السعيد على طريق القدس حسين عباس عيسى، بحفل تأبيني أقامه في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز- بيروت بمشاركة وحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل وفعاليات سياسية واجتماعية وعلماء دين وعدد من أهالي وعوائل الشهداء، وحشد كبير من المواطنين.

وتخلل الاحتفال كلمة للسيد صفي الدين أكد فيها أن جبهة المقاومة "جبهة قوية متماسكة تعرف ماذا تريد، تحسب وتدقق وتخطط وتحقق الهدف".

وقال: "منذ اليوم الأول قلنا، إن جبهتنا جبهة إسناد لغزة، غزة بأهلها ورجالها ونسائها وشهدائها. صبرت وتحملت وقدمت نموذجًا رائعًا على مستوى الصمود والتحمل"، منوّهًا بصمود أهالي غزة في مواجهة العدوان الصهيوني وتمسكهم بأرضهم وسلاحهم وشعارهم.

وأضاف: "هناك تضحيات، هذا أمر طبيعي، المهم أن نحافظ على قضايانا ووطنا وقيمنا وشعاراتنا وتاريخنا وعلى انتمائنا، بكل ثقافتنا وكل ما ندعو إليه، ولطالما دعونا إليه على مستوى لبنان وعلى مستوى كل المنطقة".

واعتبر أن "كل صامد في ميس (الجبل) أو بليدا أو حولا أو عيتا الشعب أو الخيام وغيرها من البلدات والقرى هو مقاوم حقيقي، وكل صابر محتسب خرج من قريته اضطرارًا هو مقاوم حقيقي".

وتابع: "مقاومتنا لم تعد مقاومة مجموعة من الشبان المتحمسين أو الغيورين فقط، المقاومة اليوم هي شبان ووجدان وشيبة ونساء وصبية وفتية، وكل مجتمعنا أصبح اليوم مقاومًا وبهذه المقاومة انتصرنا على مدى كل السنوات الماضية، وبهذه المقاومة سنحقق نصرًا كبيرًا عزيزًا على هذا العدو، بإذن الله تعالى".

وأعرب السيد صفي الدين عن أسفه لوجود بعض الأفرقاء في لبنان بعد كل هذه التجارب ما زالوا يتوهمون أننا نحن في لبنان لا دخل لنا بما يجري في فلسطين، مؤكدًا أن ما حصل ويحصل في فلسطين منذ النكبة في العام 1948، إلى يومنا هذا يؤثر على دول المنطقة ولا سيما على دول المحيط، "وهذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره على الإطلاق إلا من يدس رأسه في التراب".

وقال: "الذي يريد أن يحافظ على وطنه عليه أن يكون مندمجًا ومنخرطًا في الدفاع عن القضية الأم لأمتنا العربية والإسلامية وهي قضية فلسطين والقدس".

وسأل: "لماذا يطلب منّا أن نفكك وعدونا لا يفكك؟ أميركا لا تفكك، الغرب لا يفكك، الذين يستهدفون غزة وأهل غزة ويقتلون أهل غزة ويدمرون غزة جاؤوا إلينا في الـ2006 ليدمروا بلداتنا ويقتلونا ويقضوا على مقاومتنا ويسحقونا وليأخذوا من أيدينا سلاحنا، وهم في كل يوم يتآمرون علينا".

وأضاف: "إذا كنا نريد أن ندافع عن بلدنا يجب أن نحمي مقاومتنا وسلاحنا وبلداتنا وقضايانا وأن نعمل على استعادة حقوقنا وبالتالي هناك مظلوم ... نعم نفترق في هذا المفهوم عن بعض الناس في لبنان أو في المنطقة، وهذا ليس جديدًا على السياسة اللبنانية، وليس جديدًا على السياسات العربية، دائمًا كان هناك من يعتبر أن قضية فلسطين أو القدس لا تهمه، ليست أولوية، لا تعنيه، ليست مرتبطة لا بوطنه ولا بمستقبله وبأولوياته ولا ببرامج حياته".

وتابع السيد صفي الدين: "دائمًا حينما كانت هناك خلافات على مستوى لبنان في كل المراحل التي مضت والمراحل الصعبة والمحن القاسية كان هناك استسلام وهذا الاستسلام كان موجودًا إلى اليوم، بكل التجارب، وبكل الوقائع، بتجربتنا أيضًا، تعلمنا أن هذا التفكيك ليس له أي معنى، هذا تفكيك بالخيال تفكيك نظري، هذا تفكيك ادعاء، هذا تفكيك بالتحليل السياسي الذي يراد منه استرضاء الآخرين وهم لا يلتفتون إلى من ينطق بمثل هذه اللغة، هؤلاء هم أعداؤنا الذين يجب أن نكون واعين لمواجهتهم ومواجه خططهم".

وقال: "حين نكون مقاومة في لبنان أو العراق أو سورية أو اليمن أو أي منطقة أخرى حين نريد أن نحافظ على مقاومتنا وعلى شرفنا وعلى قيمنا يجب أن نكون في الطليعة التي تدافع عن فلسطين وعن غزة وعن القدس لأن كل لحظة دفاع عن القدس وعن فلسطين هي دفاع عن أوطاننا وعن قضايانا وعن مستقبلنا الذي يجب أن نحدده من  خلال رؤيتنا وليس من خلال ما يرسمه لنا الغرب والولايات المتحدة الأميركية. هذه حقيقة لا مجال لتجاوزها".

وأوضح السيد صفي الدين أن هذه الحقيقة هي نفسها التي جعلت القضية الفلسطينية أولوية في الجمهورية الإسلامية في إيران منذ انتصارها حينما أعلن الإمام الخميني (رض) يوم القدس العالمي وأعلن بشكل صريح وواضح الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين، لافتًا إلى أن الجمهورية الإسلامية حملت القضية الفلسطينية في كل قضاياها وفي أولوياتها على مستوى السياسة الخارجية.

ولفت إلى أن إيران تحملت بسبب مواقفها تجاه القضية الفلسطينية ولا تزال تتحمل، وقال: إن "الشهيد العزيز آية الله السيد رئيسي من هؤلاء الذين قدموا خدمات جليلة للمقاومة في فلسطين والقدس ولبنان وفي كل المنطقة لأنه اعتقد اعتقادًا تامًا أن موقعه على رأس السلطة التنفيذية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يعني أبدّا أن الأولوية الداخلية - وهي مهمة وحادة وشاقة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي - لا يعني ذلك أن يتخلى عن أولوية القدس وفلسطين وكانت له مواقف مشهودة مرتبطة بغزة في اجتماع جامعة الدول العربية ومنظمة مؤتمر العالم الإسلامي، كان له موقف مميز، حاضر حضرت فيه القضية والقيم دون خجل أو وجل وأعلن موقفًا واضحًا وهكذا في الأمم المتحدة، وهكذا على كل منبر وفي كل مكان".

وأضاف: من دون أدنى شك، إن الحادثة الفاجعة التي حصلت بالأمس وفقدنا فيها قامة كبيرة وشخصية مهمة وأملًا عظيمًا لإيران ولأمتنا الإسلامية هي خسارة كبيرة وقعت على إيران وعلى كل منطقتنا، معبرًا عن اعتقاده بأن إيران التي اعتادت على تجاوز المحن والمصاعب بوجود آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) ووجود الشعب الإيراني العزيز القوي المجرب الممتحن الصابر والصامد والممسك بقضاياه دومًا قادرة على تجاوز هذه المحنة.

وقال السيد صفي الدين: "وحينما افتقدنا الأخ العزيز معالي الوزير حسين أمير عبد اللهيان الدبلوماسي المقاوم.. والوزير عبد اللهيان يمثل نمطاً خاصاً في العمل الدبلوماسي. حين بدأت أحداث غزة لم يترك بلدًا يمكن أن يصل إليه من أجل الدفاع عن غزة أو فلسطين أو مقاومة فلسطين إلا وقد زاره وتحدث بشكل واضح وصريح حتى سمعنا بعضهم يقول: هذا وزير خارجية إيران أم وزير خارجية المقاومة في فلسطين؟ إلى هذا الحد اقتحم المواقع الدبلوماسية المتقدمة حتى في الأمم المتحدة وكل مكان. هذه هي الدبلوماسية الأصيلة، هذا هو العمل السياسي الأصيل الذي لا يفرق بين مقاومة مسلحة ومقاومة سياسية".

وختم: "ما حصل بلا شك هو فقدان كبير، لكن الله عز وجل سيلهم الشعب الإيراني الصبر والتحمل، ومن الطبيعي أن نشعر نحن بهذا الفقدان وأن نشعر بالحزن والأسى على هذا الفقدان".

 

السيد صفي الدين: إيران بشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز المحنة

السيد صفي الدين: إيران بشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز المحنة

السيد صفي الدين: إيران بشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز المحنة

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل