لبنان
الشيخ قاسم: صفقة القرن فاشلة .. ومحور المقاومة لديه ما يكفي من القوة لمواجهة التحديات
لفت نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم الى أن الموازنة التي تتم دراستها اليوم هي "أوّل موازنة منذ الطائف تُناقش بهذا التفصيل وبهذه الطريقة وبهذا العدد من الإجتماعات وبهذا العدد من الإقتراحات"، وأضاف "هذه نقطة إيجابية أن يكون النقاشُ مبنياً على رؤيةٍ تخفّض عجز الموازنة وتزيد الإيرادات، لأن المطلوب في الواقع عند انتهاء الموازنة وذهابها إلى المجلس النيابي، أن يعكف مجلس الوزراء على دراسة خطّة إقتصادية متكاملة لكل القطاعات مع مستلزماتها، مع القوانين التي تحتاجها لأنّ الإصلاح الجذري والتغيير المنشود لا يمكن أن يتم بنقاش موازنة، فالموازنة جزء، ولكن هناك أجزاء أخرى لا بد أن تقوم بها الحكومة بطريقةٍ أو بأخرى".
وخلال الإفطار السنوي لأهالي دوحة الحص، تابع سماحته القول "عندما قررنا أن ندخل في نقاش الموازنة شكّلنا لجاناً نيابيةً وحكوميةً متخصصة في حزب الله، ودرسنا بعمقٍ كلّ الإقتراحات الموجودة وقدمنا بعض الإقتراحات، ودرست الشورى هذه المقترحات واتخذت قرارات بقواعد عامة، وذهب إخواننا الوزراء إلى مجلس الوزراء مسلّحين برؤية"، وأوضح "أبرز ثلاثة عناوين اعتبرناها أساسية في نقاش الموازنة: أولاً رفض زيادة الضرائب على عموم الناس، ثانياً عدم المس بالرواتب الدنيا والمتوسطة لفئات الموظّفين المختلفة، ثالثاً ضرورة وضع سقف للرواتب الفلكية والإضافات المفتوحة التي لا مبرر لها ولا منطق فيها. بناءً على هذه الضوابط الثلاثة ناقشنا الموازنة والحمدلله حصلت انجازات مهمة وكانت لدينا مساهمة فيها بطريقةٍ أو بأخرى".
وكشف سماحته أنه "في الجلسة الأخيرة طُرح رسم ٢% على جميع ما يتم إستيراده من الخارج ونحن كحزب الله رفضنا الفكرة لأنه يجب وضع حد لهذا الرسم بالنسبة للمواد الغذائية والأمور التي يحتاجها الفقراء والناس بشكلٍ عام"، وأضاف "كان الأفضل أن تُدرس على أساس التركيز على الكماليات مثلاً، خوفاً من أن ترتفع الأسعار، وبالتالي يتضرر عامة الناس، كذلك اعترضنا على الرسم النوعي على بعض السّلع الذي يضيف ١٠% او ١٥% أو ٢٠%، وبعضها مواد غذائية، وهذا خلل يؤثر على الفقراء وعامة الناس، ويرفع الأسعار، وهذه ليست معالجة".
وأردف الشيخ قاسم "على كلّ حال نحن اعترضنا في داخل مجلس الوزراء، ولكن بالتصويت أخذوا قراراً برسوم نوعية لم نوافق عليها، سنكرر اعتراضنا على الـ ٢% العامة وعلى الرسم النوعي عند النقاش في مجلس النواب، ويمكن أن نوفّق لتحييد بعض السّلع الضرورية في هذا المجال".
وحول ما يحدث في المنطقة، قال الشيخ قاسم "المنطقة في حالة توتر استثنائي منذ سنة ٢٠١١، يعني منذ ما يُسمى بـ "الربيع العربي" من ناحية والعدوان على سوريا من ناحية أخرى، وهذا الغليان الموجود في المنطقة يهدف بشكلٍ رئيسي إلى إعطاء "إسرائيل" مكتسبات السيطرة والإستحواذ على الأرض والإعتراف بمشروعيتها وإعطاء أمريكا قدرة إدارة شعوب المنطقة وخيرات المنطقة بما يحقق مصالح أمريكا و"إسرائيل"". وأضاف "لكن خسرت "إسرائيل" في محطات عديدة، وأمريكا ليست مقتنعة بأنّ مشاريعها للهيمنة ولمصلحة "إسرائيل" يمكن أن تمر مع مقاومة شعوب المنطقة للعدوان والإحتلال".
وشدد سماحته على أن "محور المقاومة قويٌ ومتماسكٌ وهو صاحب الحق"، وقال "لن تقهره لا التهديدات ولا التهويلات ولا الأموال ولا "إسرائيل".
وفي السياق ذاته، أكد أن "صفقة القرن التي يريدون تمريرها هي صفقة فاشلة لأن طرفاً واحداً هو الذي يتحدث عنها ويقررها أما الطرف الآخر المعني وهو الفلسطيني فلا يوجد فلسطيني واحد يقبل بها".
ولفت سماحته أنه "لولا ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة لما استطعنا أن نواجه أذرع أمريكا في المنطقة كـ "إسرائيل" و"داعش"، ولما كان لبنان مستقراً وآمناً في وضعه الحالي لولا هذه النجاحات التي حصلت من خلال هذه المقاومة".
وختم الشيخ قاسم بالقول "على كلّ حال أن تبرز أمريكا "عضلاتها" مجدداً وبشكلٍ واضح وسافر، هذا مؤشر على ضعف عملائها ووكلائها في المنطقة الذين فشلوا في القيام بالدور، من "داعش" إلى السعودية إلى الإمارات إلى "إسرائيل"، لذا تضطر أمريكا أن تدخل إلى الميدان وأن تهوّل، ولكن هي تعلم تماماً أن إيران الإسلام ومحور المقاومة لديه ما يكفي من الإرادة والقوة لمواجهة التحديات وتحمّل التضحيات للمحافظة على الأرض والكرامة والإستقلال".