ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ الخطيب: تستخدمون اسم المسيحية وهي منكم براء فالتصاقكم بالصهيونية العالمية يسقطكم ولا يرفعكم
12/04/2024

الشيخ الخطيب: تستخدمون اسم المسيحية وهي منكم براء فالتصاقكم بالصهيونية العالمية يسقطكم ولا يرفعكم

لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة إلى أن "عدم التقوى يؤدي إلى كراهة الحق وإلى الظلم والعدوان والتجبر لأن التقوى بمثابة المناعة للنفس، وحين يفتقد الجسم المناعة يصبح قابلاً للابتلاء بالأمراض النفسية والأخلاقية، وللأسف فإن هذا هو الشائع بين الأفراد والأمم الذين حجبتهم ظلماتهم النفسية عن رؤية الطريق الحق".

وأضاف أنّ "الصهيونية العالمية تتخبط في الظلمات وتتمادى في ظلمها بلا سداد، فهذا نتاج طبيعي للحضارة المادية ولقد قال الله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)، فليس للرحمة محل في قلوبهم لهذا قال: (فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ) لأن مصدر الرحمة هو الإيمان ومن دون الرحمة يصبح المرء وحشًا كاسرًا يستحلّ كل الحرمات".

وأردف: "ما نراه من الصهيونية من توحش ليس مثار تعجّب وليس بالأمر الجديد في حياة الشعوب، فلسنا ننتظر منهم أن تسعفنا مؤسساتهم (...)، فهي لم توجد لتنصف شعوبنا وانما لتخدم مصالح القوى الغاشمة التي أنشاتها لِتَعمى قلوبنا عن أبصار حقيقتهم، ولكن مثار السؤال والتعجب هو تصرف المسلمين والعرب أمام ما يجري تحت أعينهم كأنما سكّرت أبصارهم، وهم يرون إخوانهم الفلسطينيين يُجزّر بهم كالأضاحي ما يذكرنا بما جرى للحسين الشهيد تدوسه خيولهم بعد قتله، ويذكرنا كل من الشعب الفلسطيني وابنائه المقاومين والمقاومة اللبنانية وأبناء الجنوب والبقاع وبيئة المقاومة بأبطال كربلاء والحسين يناديهم (يا أبطال الصفا ويا فرسان الهيجا) يقفون كالصناديد في وجه العدو يخوضون غمار الملاحم بكل جبروت واقتدار دون خوف أو وجل، وهم يرون آباءهم وأبناءهم يذبحون وبقذائف المدافع وصواريخ السلاح البري والجوي، ويُسحقون تحت جنازير الدبابات جوعى وعطاشى، يتفرج عليهم العالم منذ سبعة أشهر، فلله دركم وهو ناصركم لم تستجدوا أحدًا في هذا العالم، ولم يجبركم إن خُيرتم بين السلة والذلة أن تعطوا يد الذلة، فأنتم أحرار هذه الأمة حين خُيرتم بين السلة والذلة قلتم قولته (ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر، وإنَّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)".  

وتابع الشيخ الخطيب "فلله دركم وعلى الله أجركم، وتحية لهذه المقاومة التي أبناؤها شهداء وآباؤها وأمهاتها شهداء وقادتها شهداء، فتحية لكم جميعًا وللأخ الأستاذ اسماعيل هنية الذي قدّم بالأمس أبناءً شهداء وأحفادًا شهداء وأبناء أخت شهداء، عظم الله أجركم ولن تذهب دماؤنا هدرًا وإنما ستجلب عزًا ونصرًا".

وقال الشيخ الخطيب "تحية لأهلنا في الجنوب ولكل حماة المقاومة في لبنان وفي كل العالم من الشرفاء الذين لم يضيعوا البوصلة ولم يتآمروا على المقاومة ولم يخونوا شرفهم، فالمقاومة شرف للشرفاء فهم حماة الأرض والعرض والكرامة سيروا وعين الله ترعاكم ولا تلتفوا وراءكم فالقافلة تسير".

وتابع: "في الذكرى السنوية لأحداث 13 نيسان عام 1975 نستحضر مشاهد الدمار والتشريد والقتل التي عاشها لبنان، وكان للكيان الصهيوني وعملائه اليد الطولى فيها، ونتذكر مواقف الإمام السيد موسى الصدر الذي تصدّى لها واعتصم في مسجد الصفا في العاملية"، محذّرًا اللبنانيين من أهدافها الخطيرة "التي تخدم الكيان الصهيوني بانهاء القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتقسيم المنطقة العربية ابتداءً من تقسيم لبنان، وبذل الامام الصدر جهودًا سياسية مضنية مع القوى الداخلية والخارجية لوقف الحرب التي تسببت بالخراب والدمار والقتل والتهجير". 

وأضاف الشيخ الخطيب "نحن إذ ندعو القوى السياسية اللبنانية الى أخذ العبر والدروس حتى لا تعاد التجربة الأليمة التي دمرت بلدنا، ونطالبهم بالتصدي لأي دعوة مشبوهة تثير النعرات الطائفية والمذهبية، وبالاحتكام إلى القانون والقضاء في كل ما يحصل من قتل واعتداءات وحوادث شغب تقف خلفها جهات متآمرة على بلدنا تتماهى مع مشغليها الصهاينة الذين يعتدون على الجنوب ويدمرون المنازل والبنى التحتية والقطاعات التجارية والزراعية والصناعية. ونؤكّد أن خلاص لبنان لن يكون الا بالتخلي عن الذهنية الطائفية التي أنتجت هذه الصيغة الطائفية للحكم، ونطالبهم بالعمل لإقامة دولة المواطنة التي يتساوى فيها اللبنانيون جميعًا ودون استثناء بالحقوق والواجبات، فدولة المواطنة هي التي تصنع الانتماء الوطني وتصهر اللبنانيين في بوتقة الوحدة الوطنية المطلوب تحصينها بالتمسك بالمعادلة التي حمت وما تزال تحمي لبنان من جيش وشعب ومقاومة، فهي الضمانة التي تحفظ أمن واستقرار لبنان وتحرر ما تبقى من أرض محتلة وتعيد للبنان حقوقه في استخراج ثرواته الغازية والنفطية".

وسأل الشيخ الخطيب: "أيها اللبنانيون أنتم المطالبون وأنتم الأساس لأنكم من يدفع الثمن، أما من يدعون السيادة فهم كانوا على الدوام من يغتصب السيادة، فهل كانت المقاومة سببًا للاقتتال بينكم وتخريب بيوت اللبنانيين وتدمير مصادر عيشهم؟، من افتعل معارك الجبل في ظل الاحتلال الاسرائيلي وأنشأ دويلة سعد حداد وقتل اللبنانيين بالقصف وخطفهم على الحواجز؟". 

وأوضح "أن فخر المقاومة أنها حررت لبنان بدمائها وأهدته للبنانيين، كفى فجورًا وعنصرية وادعاءات كاذبة واستغلالًا وأحيانًا لأتفه الأمور لتنالوا من المقاومة ومن اللبنانيين  الصادقين مع مواطنيهم ومع وطنهم وكفى تحرشًا لـ "فش" الخلق بالنازحين السوريين، فقد سبق لنفس الجهات أن أدخلت القوات السورية إلى لبنان لمساعدتكم، ثم انقلبتم وتواطأتم عليهم بالتوافق مع "الاسرائيلي" وتعيدون اليوم نفس السيناريوهات، فأنتم تواطأتم على الشقيقة سوريا في الحرب الإرهابية التي شُنّت عليها بالتعاون والتوافق مع الصهيونية العالمية، ثم عدوتم عليهم تقتلونهم وتنزلونهم من السيارات وعلى الهويات وتتهددون لبنانيين آخرين لا ينتمون إليكم حزبيًا أو دينيًا، وفي مظهر من المظاهر الداعشية التي حسبنا أنها انتهت فتبيّن أنها مختزنة ومطوية في الصدور ظنًّا منكم أن الفرصة قد سنحت فسحبتم خناجركم لتطعنوا هؤلاء في ظهورهم، كفى مشاريع عنصرية وتقسيمية وتكبُّرًا فالتصاقكم بالصهيونية العالمية يسقطكم ولا يرفعكم، كفّوا عن هذه الألاعيب بمصير الوطن وكرامة اللبنانيين، تستخدمون اسم المسيحية والمسيحية والمسيحيون براء فأنتم بأفعالكم تصلبون السيد المسيح معنويًا حقًا بما تسيئون إليه وإلى اخواننا المسيحيين بمحاولة شحن النفوس بالحقد والبغضاء على إخوانهم من الطوائف الأخرى، فلن تستطيعوا ذلك وعودوا إلى الواقع فقد أصبتم بالانفصام".

وختم الشيخ الخطيب "إذا كنتم على خصومة سياسية مع حزب سياسي أو لديكم مشكلة معه فهذا لا يعطيكم الحق في التآمر على البلد، فالمقاومة ملك للبلد ولن نسمح بأن ينال أحد منها مهما كان وبأيّ ثمن، وليلتزم الجميع الخطاب المعتدل غير المتشنّج الذي يُقرّب بين اللبنانيين ويُسقط عناصر الفتنة التي تهدد وحدة لبنان واستقراره وعيشه المشترك"، وشدّد "على ضرورة الإسراع بإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية بروح توافقية من خلال الحوار لمن أراد بناء وطن فعلًا، وتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية لحماية الوطن من الداخل وحماية لصمود الجنوبيين وتتحمل المسؤولية في إغاثة النازحين وإعادة إعمار ما هدّمه العدوان الصهيوني".

إقرأ المزيد في: لبنان