لبنان
الشيخ يزبك: الوعد الإلهي بالنصر في غزة هو وعد حتمي
أكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنّ "استشراف الإمام الخميني (قده) لمستقبل الأمة الإسلامية، واعتقاده بأنّ ركيزة الإنطلاق لعودة الأمة الى أصالتها من التوحيد ووحدة الكلمة في مواجهة الكفر والنفاق والفساد والظلم محوره القدس"، مضيفًا أن "القدس هي الفصل بين الحق والباطل، لذلك اختار الإمام الخميني (قده) يومًا أطلق عليه "يوم القدس العالمي" في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقال إنه "اليوم الذي يميز فيه بين مناصري الحق ومناصري الباطل المتآمرين على القدس وفلسطين"، ودعا إلى تأسيس حزب المستضعفين في مواجهة المستكبرين وبادر إلى تأسيس جيش العشرين مليونًا لتحرير القدس وفلسطين والمقدسات والأقصى".
وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة (ع) بمدينة بعلبك، أشار الشيخ يزبك إلى أن الإمام الخميني كان على يقين بأن الوعد الإلهي آت بصلاة الإمام المهدي (عج) في القدس ومعه السيد المسيح (ع)، إنه وعد حتمي رآه الإمام قريبًا بحسب السنن الإلهية، وإن كان أعداء الحق يرونه بعيدًا".
ورأى أن "يوم القدس العالمي في هذا العام يشهد تطورات دراماتيكية من اجتماع الكفر والنفاق على الدعم اللامتناهي للعدو الإسرائيلي، ففي الحقيقة هي حربهم بأيد صهيونية ولم يحصدوا إلا الخزي وخيبة الأمل بمقاومة بطلة شريفة وشعب صبور صامد من غزة الى الضفة والقدس والصلاة في الأقصى، هذا شعب لم يستسلم بل هو مستمر بالتضحية ومعه كل الشرفاء".
وشدد سماحته على أنّ "طوفان الأقصى تحول الى طوفان الأحرار بجبهة مقاومة ووحدة ساحات متكاملة ومتماسكة، من قيادة حكيمة متمثلة بإمام الأمة السيد علي الخامنئي العظيم والراعي لفيلق القدس والحاضر في ساحات المواجهة لاجتثاث الغدة السرطانية، ويقدم القيادات والجنرالات على طريق القدس".
ولفت الشيخ يزبك إلى أنّ "العملية الأخيرة الجبانة على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق، والتي ارتقى فيها الجنرال محمد رضا زاهدي وإخوانه، هذه الدماء الطاهرة ستقلب ظهر المجن على الصهاينة وداعميهم ولا تزيد المقاومة ومحورها إلا قوة ودفعًا وصمودًا في غزة والضفة وتصاعدًا في الشمال على أيدي أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان التي ترد على العدو عداوته وتتصدى الى كل مغامراته العين بالعين والدم بالدم، وهي متأكدة بأن النصر آت لا محالة".
وختم الشيخ يزبك قائلًا إنّ "الوعد الإلهي بالنصر هو وعد حتمي وستنتصر غزة على الرغم من كل ما يحصل ومعها جبهات المقاومة"، مضيفًا أن "الحاضر والمستقبل هو لأمتنا الشريفة وللمستضعفين في العالم، وقد آن الوقت لسقوط الإستكبار، تلك هي سنة من السنن الإلهية التي لا تبديل لها، وحيث أن النصر هو من الله عز وجل لمن نصره "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"".
الشيخ يزبك: لا نخاف ولن تتوقف جبهة المقاومة
لمناسبة يوم القدس العالمي، أقام مركز الإمام الخميني (قده) الثقافي في بعلبك ندوة فكرية تحت عنوان "يوم القدس بين الحق والباطل"، شارك فيها رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك وممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، فضلا عن مسؤول منطقة البقاع في حزب الله حسين النمر وممثلين عن حركة أمل وحزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي والفصائل الفلسطينية.
وفي كلمة له، أكد الشيخ يزبك أن: "وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ينطلق من تكليفنا الشرعي، ومن يشارك في يوم القدس هو مؤيد لفلسطين، ومن لم يشارك فهو في الصف الأميركي"، مشددًا على أن: "يوم القدس هو يوم الفصل بين الحق والباطل، ومن يقف مع فلسطين وغزة يقف مع الحق، كما قال الإمام الصدر: "فلسطين حق مطلق وإسرائيل شر مطلق"، ووقوفنا مع فلسطين هو من منطلق إنساني عقلاني قومي وأخلاقي".
وأضاف سماحته أن: "طوفان الأقصى كان نتيجة تراكمات ومؤامرات، ومخالب العدو ستنتشر إذا لم يوضع لها حد، وقد تحول طوفان الأقصى إلى طوفان الأحرار"، وقال: "نحن إذ نساند إخواننا في غزة، إنما نساند أنفسنا في الضفة وغزة؛ لأننا نؤمن أنّ دماءنا ودماءهم واحدة، لذلك تحركنا بالضغط على العدو وتحرك كل المحور من اليمن إلى العراق ولبنان وايران وسوريا حيث ضربت القنصلية الإيرانية، هؤلاء ذنبهم أنهم مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة في دفاعهم عن الحق".
وقال: "نحن نعرف ما يريده العدو بتحريك قواه التكفيرية ومن يحمل الراية، فليتفضل هذه غزة اليوم وهو يوم الاختيار، ولن يثنينا التهديد والوعيد والرسائل التي تأتي من هنا وهناك، أو تحذير اللبنانيين، نحن لا نخاف ولن تتوقف جبهة المقاومة، ما دامت غزة جريحة سنستمر والنصر آت، وسنبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نصلي في الأقصى".
بدوره، رأى وممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي أن: "يوم القدس العالمي يختلف اليوم عن كل المناسبات، لأنه يأتي في ظل معركة طوفان الأقصى، وهي معركة فاصلة، كانت الجمهورية الإسلامية إسهام فيها بشكل فاعل، عبر إيجاد البيئة التي احتضنت معركة طوفان الأقصى عندما جعلت فلسطين والقدس القضية المركزية".
وفي كلمة له، قال عبد الهادي: "قبل معركة طوفان الأقصى كانت لدينا معلومات حول تصفية القضية الفلسطينية بجعل الاحتلال الركن الأساسي من أجل التفرغ لمواجهة روسيا والصين على حساب الشعب الفلسطيني ونهب ثروات المنطقة. لذلك كانت المعركة وجُهزت الأنفاق وقد بُنيت وجُهزت بعقول مؤمنة محترفة لتصمد"، وأضاف: "مهما فعل العدو لا يستطيع الدخول إلى الأنفاق، فقد جرى تدريب الكوادر والنخب بشكل يفوق تدريب القوى الصهيونية في الاحتراف واسُتخدمت أساليب استخبارات العدو وتخطيطاته ذاتها، وجرى القضاء على فرقة غزة، وحصلنا على كل المعلومات".
وتابع أن: "من نتائج طوفان الأقصى، اليوم، أنها تجاوزت القضية الفلسطينية والمنطقة إلى كل العالم، فمهما فعل العدو لن يحقق اي إنجاز على المستوى العسكري، وكل ما فعله هو الدخول إلى غزة وقد تركناه يدخل لاصطياده، ووجوده ليس وجود سيطرة يمكن أن يبني عليها أهدافًا استراتيجية"، مشيرًا إلى أن: "العدو كان يسعى من خلال المجازر كي يرغم الفلسطيني على رفع الراية البيضاء والتخلي عن المقاومة والخروج من غزة، والإدارة الإميريكية تسعى إلى هدنة مؤقتة يُطلق فيها سراح الأسرى الصهاينة لتعود وتكمل على غزة بأن تُحكَم في اليوم التالي من العشائر أو سلطة عربية أو قوى متجددة أو السلطة الفلسطينية، لذلك وضعنا شروطنا الأربعة، المتمثلة بـ:
1- الوقف الدائم للعدوان.
2- الانسحاب الكامل للعدو.
3- عودة النازحين إلى منازلهم.
4- إزالة آثار العدوان، وإطلاق سراح أسرانا.
ولفت عبد الهادي إلى أن: "جولات التفاوض من باريس إلى الدوحة والقاهرة كانت كلها صفر نتائج، فقد أبدينا تجاوبًا في موضوع الأسرى، وجاوبنا العدو وقلنا إن إجابته لا تستحق القراءة"، وقال: "بالأمس؛ أتوا بورقة العدو غير موافق عليها، لذلك رفضنا مناقشة أي طرح من دون ضمانات. والمقاومة عند شروطها؛ لعلمنا أن هناك مقاومة قوية قادرة مقتدرة مهما طال أمد المعركة، ومهما فعل العدو من قصف وتدمير، ومهما فعل عسكريًا وارتكب وقتل ودمر لن يستطيع أن يفعل أكثر ممّا فعل من مجازر".
وختم عبد الهادي بالقول إن: "هذه تضحيات يقدمها شعبنا؛ لعلمه أن الحق يحتاج إلى التضحيات، ولا يوجد أرض احتلت، إلا وتحررت بالدماء ومن صمد 6 أشهر يصمد أكثر من سنة، ونحن في معركة عضّ الأصابع وأصابعنا قوية".