لبنان
الشيخ دعموش: المقاومة ماضية في المواجهة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن كيان العدو الذي اعتاد على تجاهل القرارات الدولية لا نتوقع أن يلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في شهر رمضان المبارك في غزة، لأنه عدوّ لا يفهم بهذه اللغة ولا يفهم إلا منطق القوة والمقاومة".
وفي كلمة له خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس علي محمد فقيه في حسينية بلدة أنصارية الجنوبية، لفت الشيخ دعموش إلى أن "عدم استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار لا يعفي الإدارة الأمريكية من مسؤوليتها عمّا جرى ويجري في غزة، فواشنطن هي المسؤول الأول عن المجازر والإبادة وحرب التجويع والحصار والتدمير، مهما حاولت تلميع صورتها ومخادعة الرأي العام، لأنها الداعم الأول لـ"إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا وماليًا، وهي التي تمول وتسلّح وتؤمّن الغطاء الكامل لهذا العدوان الوحشي المستمر".
وشدّد سماحته على أن "الخلافات بين الجانبين (الإسرائيلي والأميركي) ليست أكثر من تباين في وجهات النظر على بعض التفاصيل المتعلقة بمسار المعركة ومستقبل القطاع، وليس على المبدأ والأهداف الأساسية للعدوان"، موضحًا أن "أميركا مصرّة على استمرار العدوان وترفض وقف إطلاق النار حتى تحقيق العدو لأهدافه مهما كان الثمن، وإن كانت في الوقت نفسه تسعى إلى تجنب تحميلها المسؤولية المباشرة عنه".
وأشار إلى أن "الأسباب التي تقف وراء سعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تظهير الخلافات مع الإسرائيلي هي أسباب انتخابيّة بالدرجة الاولى، لأن الإدارة الامريكية أدركت حجم التداعيات التي تركها دعمها المُطلق للعدوان على الواقع الانتخابي لبايدن"، وأضاف: "لو كانت الولايات المتحدة تريد فعلاً إنهاء العدوان، لفعلت ذلك مباشرةً، فهي تملك الكثير من أدوات الضغط على العدو ويكفي أن تتوقف عن إمداده بالسلاح والذخيرة ليرضخ ويوقف عدوانه".
واعتبر الشيخ دعموش أن "العدو الصهيوني اليوم في حالة تخبط وانحدار، وهو في مأزق حقيقي على المستوى السياسي والعسكري وعلى مستوى الرأي العام العالمي، والوقت بدأ ينفد أمامه، والهروب نحو المزيد من الإجرام وارتكاب المجازر لن يخرجه من حالة الانحدار والضياع والفشل الذي يتخبط فيه"، مشيرًا إلى أن "العدو فشل أمام المقاومة وعجز عن تحقيق أهدافه، وإصرار نتنياهو على مواصلة العدوان لن يأتي له بنتيجة حتى لو دخل رفح، لأن حاله في رفح لن يكون أفضل من حاله في خان يونس وغزة المدينة وشمال القطاع، لذلك ليس أمام العدو سوى التخلي عن العناد والمكابرة والدخول في الحل السياسي ووقف العدوان والخضوع لشروط المقاومة".
وأكد سماحته أن "المقاومة الإسلامية في لبنان ماضية في المواجهة، دفاعًا عن لبنان وإسنادًا لغزة، ولن تتأخر في الرد السريع والقاطع على كل اعتداء اسرائيلي، وقرار المقاومة مقابلة التصعيد بالتصعيد والتوسعة بالتوسعة ومعاقبة العدو على كل إعتداء يستهدف بلدنا وأهلنا"، لافتا إلى أن "هذا ما أكدته المقاومة بالفعل وفي الميدان بالأمس واليوم وتؤكده في كل يوم من خلال إطلاق عشرات الصواريخ على عمق الجولان المحتل وعلى قاعدة ميرون وكريات شمونا وغيرها، كرد مباشر وسريع على مجزرة الهبارية والاعتداء الذي طال منطقة البقاع".
كما رأى أن "المقاومة تؤكد من خلال ردودها المباشرة والسريعة أن معادلة التصعيد بالتصعيد لا رجوع عنها، وأن اي توسعة في العدوان على لبنان سيقابل بتوسعة في الرد".
وختم الشيخ دعموش بالقول: "على العدو أن يفهم رسائل المقاومة، وأن يدرك أنها ليست مردوعة، وأنها لن تقبل أن يتوسع في اعتداءاته على لبنان من دون أن يدفع الثمن الغالي، فنحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد، ولن نخشى العدو مهما كانت التضحيات والصعوبات".