ابناؤك الاشداء

لبنان

حزب الله شيّع الشهيد على طريق القدس حسين علي حميد (لؤي) في بنت جبيل 
06/03/2024

حزب الله شيّع الشهيد على طريق القدس حسين علي حميد (لؤي) في بنت جبيل 

شيّع حزب الله وجمهور المقاومة الشهيد المجاهد على طريق القدس حسين علي حميد (لؤي)، في مدينة بنت جبيل الجنوبية، وذلك بموكب حاشد وبحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي وحشد من الفعاليات وعلماء الدين والأهالي.

جابت مسيرة التشييع شوارع المدينة؛ تتقدمها سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية والفرق الكشفية، وردّد المشاركون اللطميات الحسينية والزينبية وأطلقوا الهتافات والصرخات المنددة بأميركا و"إسرائيل".

وأقيمت مراسم تكريمية للشهيد على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث تولت ثلة من المجاهدين حمل النعش الذي لُفَّ بعلم حزب الله، لتؤدي بعد ذلك فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة.

جشي: المقاومة على جهوزية تامة

في كلمة له، أكد جشي: "أننا قوم أباة الضيم، لا نسكت على العدوان ولا مكان للضعف والذل والهوان في نفوسنا وقيمنا ومبادئنا، فنحن أبناء الإمام الحسين (ع) الذي أطلق ذاك الشعار العظيم "هيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام".

وتوجه جشي للصهاينة بالقول: "من مدينة بنت جبيل المقاوِمة نشيع شهداءنا بمحاذاة الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، ونحن لا نخافكم ولا نخشى تهديداتكم، وإن كنتم تظنون بأنكم إن قتلتم المجاهدين بأننا سنضعف ونتراجع، فاعلموا أنكم مخطئون حتى ينقطع النفس".

وشدد على أن: "ارتقاء بعضنا إلى مقام الشهادة، لردع أي عدوان على لبنان ودفاعًا عن الوطن والأرض والعرض والمبادئ، يزيدنا قوة ومنعة وصلابة وثباتًا وتصميمًا وعزمًا على المواجهة، فالقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، بل إن المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى، وهي على جهوزية تامة".

وأشار جشي إلى أن: "المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين طالعنا بالأمس بالقول إن حصول هدنة في غزة لا يعني حصول ذلك في لبنان، ويقول بأنه يعمل لأجل ذلك، ونحن نقول له، إذا كان قصدك أن تهددنا وتخيفنا، فنحن قوم لا نخافكم ولا تنفع معنا التهديدات، وإذا كنت تريد أن تمنّ علينا بوساطتك المزعومة، فنحن بحمد الله وفضله نعيش في أرضنا وبلدنا وننعم بحرية وكرامة وعزة من دون منّة من أحد في هذا العالم.. وإنما الفضل لله سبحانه وتعالى أولاً، ولدماء شهدائنا وصبر وصمود أهلنا وشعبنا وجهود المقاومين ودعم بعض أصدقائنا، فلا قرارات مجلس أمن ولا أمم متحدة ولا وفود دولية حررت لنا شبرًا واحدًا من أرضنا من العام 1978 حتى العام 2000".

وختم جشي متوجّهًا إلى أهل فلسطين المحتلة ولأبطال غزة الشرفاء بالقول: "نحن وكل الأحرار في هذا العالم معكم وإلى جانبكم، ولن نترككم، فلستم وحدكم، وأنتم أصحاب حق تدافعون عن أنفسكم وكرامتكم وكرامة هذه الأمة جمعاء، وأعلموا أن النصر صبر ساعة، وهو وعد الله لعباده المؤمنين".

الإدارة الأميركيّة امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم

وكان جشي قد قال، في كلمة له خلال احتفال تكريمي آخر أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس علي عبد النبي قاسم في بلدة محرونة الجنوبية، إن: "المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين يطالعنا بالأمس بالقول "التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدّم وأنّه بصدد الوصول إلى تسوية دبلوماسيّة تحقّق الرّخاء، ويشير إلى أنّه يريد حلًّا مستدامًا مع لبنان ويتكلّم عن هدنة مؤقّتة في غزّة.. وعليه نتوجه له بالقول: متى كنتم غيارى على مصلحة لبنان في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية جهارًا ونهارًا التزامها بتأمين التفوّق العسكريّ للعدوّ الإسرائيليّ الذي لم يوقف اعتداءاته على لبنان منذ نشأة هذا الكيان وعلى مدى 75 عامًا"، وأوضح أن "مجزرة حولا في العام 1948 تشهد على ذلك، ولم يكن حينها وجود للمقاومة، بل وما بعدها من مجازر واعتداءات، وما يزال حتّى اليوم يحتلّ جزءًا من أرضنا، وبالتالي، فإنّ تصريحه بالأمس يمثّل النّفاق بعينه"، وسأل جشي: "إذا كنتم تريدون الرّخاء للبنان، فلما تحاصرونه وتمنعون مساعدته للنّهوض من أزمته؟".

حزب الله شيّع الشهيد على طريق القدس حسين علي حميد (لؤي) في بنت جبيل 

وأشار جشي إلى أن: "الأميركي هو الذي منع استجرار الكهرباء والغاز إلى لبنان من الأردن ومصر، وهو الذي فرض قانون قيصر على سوريا وضيّق على لبنان من خلال هذا القانون". وأضاف: "ألیس أتباع أميركا في لبنان هم الذين أسهموا بشكل فعّال في انهيار العملة الوطنيّة عبر السّياسات الماليّة التي اتّبعها النّظام المصرفيّ وحاكم مصرف لبنان السّابق، والذي لطالما امتدحته الإدارة الأميركيّة أكثر من مرّة خلال عمله".

ورأى جشي أن: "الإدارة الأميركيّة اليوم، وعبر المنظّمات الدّوليّة التّابعة لها، تساعد النّازحين السّوريّين حال وجودهم في لبنان ولا تساعدهم في حال عودتهم إلى بلدهم، ليشكّل ذلك ضغطًا كبيرًا على الوضع المعيشيّ والاقتصاديّ في البلد"، وقال إن واشنطن: "هي التي تضغط على صناّع القرار في لبنان وتهدّدهم بالعقوبات، لتمنع لبنان من الإفادة من العروض الصينية والرّوسيّة والإيرانيّة لجهة تأمين محطّات الكهرباء ومصفاة لتكرير النّفط وغير ذلك". ولفت إلى أنّ: "هذه المشاريع إن نُفِّذت ستساعد بقوّة على انفراج الوضع المأزوم في البلد، بل بصريح العبارة، الأميركي يمنع لبنان من التوجّه شرقًا، وذلك من أجل فرض شروط مذلّة على بلدنا وخدمةً لأمن الكيان الغاصب".

وتابع جشي أن: "الإدارة الأميركيّة تمنع تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المناسبة للتّصدّي للاعتداءات الصّهيونيّة ومنع العدوّ من اجتياح لبنان كما حصل في الأعوام 72 و78 و82، والجدير ذكره أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة أبدت استعدادها لتسليح الجيش اللبناني سابقًا، ولم يتمّ التّجاوب معها".

ورأى النائب جشي أن حضور المبعوث الأميركي إلى لبنان اليوم يهدف إلى حفظ أمن العدوّ الصّهيونيّ ولا يهمّه أيّ شيء آخر، وأحد الأدلّة على ذلك أنّه منذ العام 2006 إلى العام 2023 سُجِّل لدى الأمم المتّحدة 17 ألف خرق إسرائيليّ للقرار 1701، ولم نرَ أيّ تحرّك أميركيّ جدّيّ يطلب فيه من العدوّ الالتزام بالقرار ومنع الاعتداءات المتكرّرة على بلدنا، وللعلم أن مساحة السّفارة الأميركيّة في لبنان نحو 170 ألف متر مربع، فهل هذه المساحة تحتاجها للقيام بالأعمال القنصليّة المتعارَفة أم هي مركز للتجسّس وغير ذلك؟".

وأشار إلى أن: "الأميركي، وعلى مدى العقدين السابقين، دخل إلى أفغانستان وخرّب ما فيها، ودخل إلى العراق وسوريا وليبيا فدمّر الحجر والبشر وأشعل الفتن بين أبناء الوطن الواحد وتسبّب بقتل مئات الآلاف من البشر، وحيثما يحلّ الأميركيّ يحلّ الخراب والدّمار والفتن، ويهدف بذلك إلى تمزيق هذه الدّول والشّعوب ليجعلها ضعيفة، وعندئذٍ يستطيع فرض سطوته وجبروته عليها، فيسهل عليه نهب ثروات وخيرات هذه المنطقة ويمنع الشّعوب والدّول من النّهوض والاقتدار ليبقى مسيطرًا".

كما قال جشي إن: "الأميركي يتّهم كلّ من يواجهه بالإرهاب، فهل الإرهابيّ هو الذي يقاتِل في بلده وأرضه دفاعًا عن نفسه وكرامته، وهذا هو حال المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، أم أنَّ الإرهابيّ الذي يأتي بمدمّراته وأساطيله من مسافة نحو 10 آلاف كلم ليقاتل الشّعوب في أرضها وأوطانها وليفرض شروطه وليتنعّم على حساب هذه الشّعوب المظلومة والمسلوبة حقوقها؟".. وذكر أن: "لدى الأميركيّ نحو 800 قاعدة عسكريّة منتشرة في أرجاء العالم كلّه، فهل هي لأجل السّلام والحفاظ على كرامة الإنسان أم للتّسلّط على الشّعوب؟"، متوجهًا للأميركي بالقول: "إرفع يدك عن لبنان، ولا تتدخّل في شؤونه ولا تمارس الضّغوط على أحد في هذا البلد، واللبنانيّون يتدبّرون أمورهم وسيكون لبنان بأحسن حال من دون أميرکا".

وأضاف: "أمّا في غزّة، فمنذ اليوم الأوّل لعمليّة "طوفان الأقصى" المظفّرة أتى الأميركيّ على عجل وجاء بالأساطيل والمدمّرات لينقذ ربيبته "إسرائيل" من الانهيار، وأنشأ جسرًا جوِّيًا لإمداد الكيان بالسّلاح والذّخائر. فبحسب المعلومات زوّد الأميركيّ الكيان بـ 21 ألف قذيفة وصاروخ، بل إنّ الذّخائر نفدت لدى الكيان الغاصب وهو يعتمد على الدّعم الأميركيّ المباشر له لقتل أهلنا في فلسطين، وأما الطّائرات والصّواريخ والقذائف الأميركيّة قتلت وجرحت ما يزيد عن 100 ألف إنسان فلسطينيّ ودمّرت 275 ألف وحدة سكنيّة"، وتابع: "يأتي بعد ذلك الأميركيّ ليرمي بضع أطنان من المواد الغذائية من الجوّ في غزّة تحت عنوان مساعدة المدنيّين، وهو إنّما يريد بذلك ترميم بعضٍ من صورته المتوحّشة وليحظى جو بايدن ببعض الأصوات في ظلّ معركته الانتخابيّة. 

وختم جشي بالقول: "هل أنّ الأميركيّ لا يستطيع أن يضغط على الإسرائيليّ لإدخال المساعدات عبر البرّ؟، بل إنّ ما قام به الأميركيّ هو عمل استعراضيّ ولا يحلّ 1% من المشكلة الغذائيّة لأكثر من مليوني إنسان محاصرين جوعًا، وبالتالي، فإنّ الإدارة الأميركيّة تمثّل امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم".

إقرأ المزيد في: لبنان