ابناؤك الاشداء

لبنان

الجيش يدحض مزاعم قنوات لبنانية بوجود أنفاق لحزب الله في جبيل وكسروان
01/03/2024

الجيش يدحض مزاعم قنوات لبنانية بوجود أنفاق لحزب الله في جبيل وكسروان

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ الأنظار لا تزال منشدّة إلى النتائج التي ستفضي إليها المفاوضات القائمة على خط باريس – القاهرة – الدوحة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في ظلّ ترقّب داخلي لقرار وقف إطلاق النار في غزّة علّه ينعكس تهدئة على الجبهة الجنوبية في ظلّ تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات العدو الصهيوني".

"الأخبار": واشنطن تُطيح قمّة باريس لدعم الجيش

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه: "بعدَ تأجيل مؤتمر باريس الذي كانَ مقرّرًا عقده في 27 شباط الماضي لدعم الجيش اللبناني، قرّرت فرنسا الاستعاضة عنه بقمة ثنائية بين الرئيس إيمانويل ماكرون وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني (عُقدت الأربعاء الفائت)، ووجّهت عبر سفيرها في بيروت هيرفيه ماغرو "دعوةً إلى قائد الجيش اللبناني ليكون حاضرًا في قمة عسكرية ثلاثية ستُعقد على هامش القمة الأساسية، على أن يحمِل عون معه لائحة بمطالب واحتياجات الجيش على مختلف المستويات لبحثها في القمة المصغّرة كمرحلة أولى، تمهيدًا لمناقشتها في المؤتمر الأوسع الذي سيُعقد لاحقًا (لم يُحدد موعده بعد)". وعُلم أن عون "كانَ فعلًا يُحضّر للزيارة" من أجل المشاركة في القمة العسكرية، قبل أن تعود مصادر عدّة لتنفي ذلك، موضحةً أن "الزيارة كانت مقرّرة إلى المؤتمر الأساسي، وبما أنه التغى، فإن أسباب ودوافع الزيارة انتفت". فما الذي حصل؟وفقًا لمصادر مطّلعة، دفعت مجموعة من الاعتبارات قائد الجيش إلى إعادة النظر في سفره إلى باريس، منها "البلبلة التي أُثيرت بشأن تأجيل المؤتمر الأساسي، ورواج معلومات عن انزعاج أميركي وحتّى سعودي من المؤتمر، خاصةً أن الدعوة أتت من دون التنسيق مع الدول التي تساهم في الدعم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فضلًا عن التوقيت غير المناسب بالنسبة إليها". وقالت المصادر إن واشنطن تعتبر أن "موضوع دعم الجيش أصبحَ مرتبطًا بما يجري في الجنوب، وأنه لا بد من تحديد حجم المساعدات تماشيًا مع الدور المطلوب منه في الفترة المقبلة استنادًا إلى المداولات القائمة بشأن الوضع في جنوب لبنان بعد انتهاء الحرب".

وعلمت "الأخبار" أن "موقف قطر يتماهى مع الموقف الأميركي ولو كان هناك اتفاق على قمة باريس، وقد رشحت تسريبات تقول إن قطر لن تفتح باب المساعدات قبل وضوح المسار، الأمر الذي أربك قائد الجيش الذي شعر بأن لا لزوم لذهابه، إذ لم تعد واضحةً هوية الجهة التي ستتولى التمويل بنفسها، من دون مساعدة الدول الأخرى".

كذلك، برزت عوامل داخلية شكّلت حرجًا كبيرًا لقائد الجيش، إذ طُرحت أسئلة حول "خلفية البحث وكيفية التعامل مع عون، وهل يتم ذلك باعتباره موظفًا (فئة أولى) أم مرشحًا رئاسيًا أم قائدًا للجيش أم زعيمًا مفترضًا؟"، وقد وصلت هذه الأسئلة إلى مسامع عون، مرفقةً باتهامات أنه صار "شريكًا في التعدي على صلاحيات رئاسة الجمهورية ولا مانع لديه من لعب أدوار كثيرة في ظلّ  الفراغ الرئاسي".

فوقَ ذلك، أتت الدعوة في ظلّ الخلاف المستحكم بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش، حول العديد من الملفات والكلام الكثير حول "تمادي قائد الجيش في تجاوز كلّ الأصول التي يجب أن تحكم العلاقة بينهما". أما النقطة الأهم، والتي ناقشها البعض مع قائد الجيش، فهي "الالتباس الحاصل في ما خصّ تعيين رئيس الأركان"، وجرى التنبّه لها باعتبار أن "هذا الملف لم تنته فصوله، لا سياسيًا ولا دستوريًا. ومنذ أن عيّن مجلس الوزراء حسان عودة رئيسًا للأركان لم تتوقف الأصوات الرافضة والمنتقدة، باعتباره غير دستوري، إذ جاء قرار التعيين من دون أن يصار إلى إرفاقه باقتراح من جانب وزير الدفاع، رغم أن المادّة 66 من الدستور أولت، قبل التعيين، أن يكون الوزير قد تسلّم وزارته، ثمّ، وعملًا بأحكام قانون الدفاع الوطني، أن يأتي هذا التعيين بناءً على اقتراح وزير الدفاع، بحيث لا يمكن أن يأتي من قِبل الحكومة مباشرة". فضلًا عن أن المرسوم الصادر عن الحكومة معرّض للطعن في أي وقت، و"قيادة التيار الوطني الحر أنجزت الصياغة النهائية للعريضة النيابية الاتّهامية التي أعلن عنها رئيسه النائب جبران باسيل بحق الحكومة، وذلك على خلفية قرار تعيين رئيس للأركان ومخالفات دستورية أخرى، تمهيدًا للمحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء". وهذا يعني أن "رئيس الأركان قد لا يكون له الحقّ في أن ينوب عن عون عند غيابه ويمارس مهامه وصلاحياته، وهو ما قد يزيد الأمر تعقيدًا وانقسامًا سياسيًا".

"البناء": تهويل إسرائيلي بحرب على لبنان.. والمقاومة تتوعد بردّ قاسٍ

من جهتها لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّ "الأنظار لا تزال منشدّة إلى النتائج التي ستفضي إليها المفاوضات القائمة على خط باريس – القاهرة – الدوحة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في ظلّ ترقّب داخلي لقرار وقف إطلاق النار في غزّة علّه ينعكس تهدئة على الجبهة الجنوبية في ظلّ تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال.

إلا أن اللافت هو استمرار حملات التهويل الدبلوماسية والإعلامية بحرب إسرائيلية واسعة على لبنان بتغطية أميركية ودولية وعربية لتوجيه ضربة قاسمة لحزب الله. إذ نقل دبلوماسيون أوروبيون وفق ما علمت "البناء" نصائح للحكومة اللبنانية بالطلب من حزب الله وقف العمليات العسكرية منذ الآن، طالما أن المفاوضات ستؤدي إلى هدنة في غزّة، لتفادي أي تفكير إسرائيلي بإشعال حرب على لبنان يريدها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتوريط الأميركيين بحرب في المنطقة لأهدافه السياسية الخاصة.

وفي سياق ذلك، كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخطّطات إسرائيلية لتوغل بريّ في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطّلع لـ"سي ان ان"، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن "الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة". وتابع قائلًا: "ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع". أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالًا واضحًا. وفي حين لم يتم اتّخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرّك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتيّة لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة "سي إن إن".

وأفادت "قناة 12" الإسرائيلية بأن "الحكومة الإسرائيلية وافقت أمس، على تمديد إخلاء المستوطنات الحدودية مع لبنان وغزّة إلى شهر 7 من العام الحالي.
إلا أن خبراء عسكريين شدّدوا لـ"البناء" على أن حزب الله نجح في ردع العدوّ وفرض معادلاته وقواعد اشتباك جديدة على "إسرائيل" التي لم تجرؤ على توسيع عدوانها إلى حرب شاملة طيلة فترة الحرب على غزّة. مستبعدين لجوء العدوّ إلى عدوان شامل في ظلّ وجود قوة المقاومة في لبنان وغياب الضوء الأخضر الأميركي وعدم قدرة جيش الاحتلال على خوض جبهة بريّة جديدة لا سيما الجبهة الجنوبية مع حزب الله.

وأكدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ"البناء" أن الحزب سيلتزم بوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية بحال تمّ التوصل إلى اتفاق هدنة في غزّة. مشيرة إلى أن ما تقبل به المقاومة الفلسطينية يوافق عليه الحزب. لكن المصادر حذّرت من أن استمرار الاحتلال بالعدوان على لبنان بعد دخول الهدنة في غزّة حيّز التنفيذ لن تتردّد المقاومة باستمرار عملياتها العسكرية والرد على أي عدوان بالطريقة المناسبة وهي على أتم الجهوزية للتصدّي لأي عدوان إسرائيلي كبير على لبنان.

وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حديث لـ "رويترز" أمس، إلى أن "هناك حديثًا جديًا قد يكون مطلع الأسبوع القادم عن وقف العمليات العسكرية في غزّة يسمّى "تفاهم رمضان"، وأكد أن وقف القتال في غزّة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع ميقاتي محادثات لأسابيع لتحقيق "استقرار طويل الأمد" في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزّة، وأكد أنه "يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت "إسرائيل" الشيء نفسه". وكشف أن "المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سيزور لبنان قريبًا".

وفي ما أشارت مصادر قياديّة في المقاومة الفلسطينية لـ"البناء" إلى أن حكومة الاحتلال لا تزال تماطل وتضيّع الوقت في المفاوضات وتطرح شروطًا وتسحب أخرى وتعود إلى الطروحات نفسها ثمّ تتراجع، وتلوّح باستمرار العدوان على غزّة وبدء العملية العسكرية في رفح، في محاولة للضغط والتهويل النفسي على المقاومة لإنزال مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية والحؤول دون صرف انتصارات المقاومة الميدانية في المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية". ولفتت المصادر إلى أن "الاحتلال يستغل الوضع الإنساني الكارثي في غزّة للضغط لفرض شروطه ودفع المقاومة للتراجع عن مطالبها وتفريغ أهداف ونتائج عملية طوفان الأقصى والهزيمة العسكرية لجيش العدوّ خلال الأشهر الخمسة الماضية". وحذّرت المصادر من أن "الأميركيين والإسرائيليين يستخدمون في المفاوضات كافة أدوات ووسائل الضغط العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية لإجبار المقاومة على القبول بهدنة مؤقتة مع تبادل كامل للأسرى وتأجيل وقف إطلاق النار إلى مراحل لاحقة، في محاولة لانتزاع ورقة الأسرى من يد المقاومة ثمّ العودة إلى الحرب بشراسة أكبر"، مؤكدة أن "هذه الأساليب الخداعية لن تنطلي على المقاومة ولا على أهل غزّة الذين قرّروا المواجهة حتّى النفس الأخير لمنع الاحتلال من فرض شروطه والخروج بصورة الانتصار".

وعلمت "البناء" أن الأميركيين يمارسون ضغوطًا كبيرة على مصر وقطر لممارسة الضغط على حركة حماس لتخفيض سقف مطالبها والقبول بهدنة مؤقتة مع تبادل كامل للأسرى وفق الشروط الإسرائيلية وتأجيل الملفات الخلافية إلى وقت لاحق. إلا أن مصادر المقاومة أكدت بأنها لن تنجرّ إلى أي اتفاق لا يراعي نتائج طوفان الأقصى وصمود المقاومة وتضحياتها الجسيمة وانتزاع ضمانات أمنية وإنسانية لأهلنا الصامدين في غزّة والضفّة الغربية.

على الصعيد الدبلوماسي، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون والوفد المرافق، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية منها على ضوء مواصلة "إسرائيل" لعدوانها على لبنان وقطاع غزّة. أيضًا، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سامبسون الذي وضع رئيس الحكومة "في أجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في إطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية". كما التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه المارشال SAMPSON، يرافقه خلفه الأدميرال Edward Ahlgren ووفد. وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة إلى مجالات التعاون بين وزارتي البلدين.

أيضًا، زار وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ السراي وعين التينة والخارجية. في خلال الاجتماع مع رئيس الحكومة، أكد وزير خارجية النمسا "أن الحل الديبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الأفضل للجميع". وشدّد "على ضرورة التوصل إلى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم، بما يُساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة".

وكانت المقاومة واصلت توجيه الرسائل الأمنيّة من خلال عملياتها النوعية ضدّ مواقع الاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية، وأعلن حزب الله أنه استهدف ‏انتشارًا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جلّ العلام بالقذائف المدفعيّة وحقّق فيه إصابات ‏مباشرة‏. واستهدف "تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط تلة الكوبرا بالأسلحة الصاروخية". وقصفت مستوطنة "إيلون" بدفعات من صواريخ الكاتيوشا ردًّا على استشهاد مواطنَين في كفرا". ونعت "المقاومة الإسلامية" "شهيدها محمود علي حمود من بلدة كفرا". ونشر الإعلام الحربي في "حزب الله"، مشاهد من "عملية استهداف المقاومة الإسلامية قاعدة ميرون للمراقبة الجوية التابعة لجيش العدوّ الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة".

في المقابل تعرّضت بلدة الجبين وأطرافها لقصف مدفعي إسرائيلي مباشر. وأطلقت قوات الاحتلال منطادًا تجسسيًا فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق. وتعرضت أطراف طير حرفا لقصف مدفعي. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي مرتفعات الهبارية، في ما استهدف الطيران المسيّر بلدة بليدا. كما شنّت طائرات العدوّ أكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف.

وأعلنت قيادة الجيش، أنه "بتاريخ 29 / 2 /2024، وأثناء تنفيذ دورية مشتركة بين الجيش واليونيفيل في منطقة اللبونة، عثر عناصر الدورية على طائرة مسيّرة (Drone) تابعة للعدو الإسرائيلي تحمل منشورات، وقد عملت وحدة مختصة من الجيش على تفكيكها ونقلها".

كما أشارت قيادة الجيش في بيان آخر، إلى أن "وسائل إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي تداولوا في الآونة الأخيرة مقطع فيديو صادر عن جهة تابعة للعدو الإسرائيلي، يدّعي فيه وجود مواقع صواريخ وشبكة أنفاق في جبيل وكسروان". وأكدت أنه "بعد إجراء التدقيق اللازم، يهمّ قيادة الجيش أن تؤكد كذب مزاعم العدو، وتوضح أن الفيديو يعرض مشاهد لمنشآت مدنية وحفريات تعود إلى مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة سد جنة من تصريف المياه".

ولم يسجل الملف الرئاسي أيّ جديد بانتظار استكمال تكتل الاعتدال الوطني مساعيه. وفي حين يستقبل الرئيس ميقاتي سفراء اللجنة الخماسية الدولية اليوم، أعلن النائب وليد البعريني، في حديث إذاعي أن كتلة "الاعتدال الوطني" ستلتقي الاثنين المقبل كتلة "الوفاء للمقاومة"، وأكد البعريني أنّ "الرئيس نبيه بري لم يضع أي شروط على التكتل"، ناقلًا عنه "ضرورة الالتقاء في منتصف الطريق مع باقي الأفرقاء، وعلى أن تلاقي المبادرة تأييدًا من الجميع". وأوضح أن "الرئيس بري لاقى المبادرة بطريقة إيجابية، لكنّه لم يتبنّها حرصًا على نجاحها". وأكد أنّ "هناك تجاوبًا من جميع الأفرقاء، لكن التنفيذ هو ما يؤكد إذا كان الجميع يؤيدون فعلًا المبادرة".

من جانبه، قال النائب سجيع عطية من السراي "الأمور تسير بشكل إيجابي وعلى أحسن ما يرام، ونأمل أن تحلّ الأعياد ونكون قد انتخبنا رئيسًا للجمهورية".

بدوره، شدّد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله إلى أن "حزب الله كان من دعاة إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال التفاهمات الوطنية عن طريق الحوار الداخلي، وهو ما كان البعض يتمنّع عن القبول به ويُصرّ على معزوفته بتكرار عقد جلسات الانتخاب في المجلس النيابي، بمعزل عن أي تفاهمات مسبقة، ويرفض تلقّف أي مبادرة جرى إطلاقها في السابق. لذلك فإننا اليوم مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة، وكنَّا دائمًا من المتجاوبين مع الدعوات للحوار غير المشروط، خصوصًا تلك التي كان يطلقها رئيس المجلس النيابي، ومعروف من كان يرفض ويعطّل أي مسعى في هذا المجال". وأضاف: "نؤكد من جديد على أهمية الحوار الداخلي وعلى ضرورة أن يكون جادًا بنية الوصول إلى نتائج متفاهم عليها لانتخاب رئيس للجمهورية، وأي مبادرة في هذا المجال عندما تُعرض علينا سندرسها بروح إيجابية، من منطلق الحرص على الوصول إلى نتائج تحقق مصلحة البلد".

على صعيد آخر، اتّهم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري "القوات والكتائب كانوا جزءًا من دخول وتغطية النازحين السوريين إلى لبنان".

"النهار": اهتزاز الرهانات على تمدُّد "الهدنة" إلى الجنوب

بدورها، كتبت صحيفة "النهار": بدا امرًا بديهيًا ان تتردّد في لبنان الأصداء السلبية الفورية لمجزرة جديدة اتّهمت "إسرائيل" بارتكابها وتنصلت منها، في صفوف الفلسطينيين العزل في غزّة، من منطلق التخوف على جهود إحلال “هدنة رمضان” لوقف حرب غزّة بما كان يفترض معها ان تنسحب تهدئة وتبريدًا لجبهة الجنوب اللبناني الآخذة في التصعيد والاحتدام. ذلك ان أكثر ما اثار المخاوف لدى الأوساط اللبنانية التي كانت تراهن على عد عكسي مقترب من نهاية إيجابية لجهود إحلال الهدنة، ان المجزرة التي وقعت امس في منطقة دوار النابلسي غرب مدينة غزّة واودت بالعشرات الذين قتلوا بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات من شأنها ان تعيد الوضع الكارثي برمته إلى أسوأ درجات التصعيد في غزّة بما سيستتبع حتمًا تصعيدًا واسعًا على الجبهة الجنوبية، علما ان هذه الجبهة لم تهدأ أساسًا وتشهد اتساعًا خطيرًا وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتواكب هذا الواقع توقعات متشائمة على غرار تلك التي ساقتها أوساط إعلامية وديبلوماسية أميركية في الساعات الأخيرة عن غزو إسرائيلي برِّي للبنان في الربيع في وقت كان فيه رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو يصعّد نبرة التهديدات قائلا “سنضرب حزب الله ونقضي على مسؤوليه في جنوب لبنان”.

"تفاهم رمضان"

وكانت المحادثات المتعدّدة الطرف الجارية بين عواصم الوساطات الإقليمية لاحلال هدنة رمضان في غزّة قد شكلت، أساسًا لرهانات رسمية وسياسية لبنانية على تمدد الهدنة إلى جبهة الجنوب خصوصًا بعد صدور تأكيدات نسبت إلى حزب الله ولم يكذبها أو ينفها عن استعداده لوقف العمليات الميدانية ووقف النار حال إعلان حماس في غزّة موافقتها على وقف القتال هناك. ولعلّه في هذا السياق جاءت التصريحات التي ادلى بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى وكالة “رويترز” امس والتي أشار فيها إلى ان “هناك حديثًا جديًا قد يكون مطلع الأسبوع المقبل عن وقف العلميات العسكرية في غزّة يسمّى “تفاهم رمضان”. واكد ميقاتي بان وقف القتال في غزّة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع محادثات لأسابيع لتحقيق “استقرار طويل الأمد” في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزّة، واكد بأنه “يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت "إسرائيل" الشيء نفسه”. واعلن بان “المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين سيزور لبنان قريبا”.

يشار في هذا السياق إلى انه من المقرر ان يلتقي ميقاتي قبل ظهر اليوم في السرايا سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. 

ولكن المناخ المحفوف بتناقضات واسعة حيال ما يمكن ان تتركه المجزرة التي حصلت امس في غزّة استبقه ما نسبته شبكة تلفزيون “سي ان ان” الأميركية إلى مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخطّطات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ”سي ان ان”، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن “الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة”. وتابع قائلًا: “ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع”. أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالًا واضحًا. وفي حين لم يتم اتّخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة “سي إن إن”.

الحركة الديبلوماسية

وفي أي حال لم تغب هذه المخاوف عن الحركة الديبلوماسية المتواصلة التي تشهدها بيروت وكان من ابرز زوارها امس وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ الذي جال على السرايا وعين التينة والخارجية. وأكد في محادثاته مع المسؤولين “أن الحل الديبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الافضل للجميع”. وشدد على “ضرورة التوصل إلى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم، بما يساهم في ارساء الاستقرار في المنطقة”. واشاد الوزير النمسوي بـ”الدور المهم الذي تقوم به القوّة الدولية العاملة في جنوب لبنان”، داعيا “الجميع إلى تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بما يحفظ الأمن في جنوب لبنان”.

كذلك زار بيروت كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون وجال على رئيسي المجلس والحكومة ووزير الدفاع والوفد المرافق حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية وأطلعهم على اجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في إطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية. ولوحظ ان زيارته لبيروت جاءت عقب اثارة النظام السوري عبر رسالة احتجاجية إلى الحكومة اللبنانية موضوع أبراج المراقبة التي أقامتها بريطانيا لمصلحة الجيش اللبناني على الحدود الشرقية للبنان مع سورية، واقتراح بريطانيا إنشاء أبراج مماثلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب.

اما على الصعيد الميداني فوضعت قيادة الجيش امس حدًا لموجة المزاعم حول وجود انفاق لحزب الله في جبيل وكسروان، وأصدرت بيانًا في هذا الصدد جاء فيه “تداولت وسائل إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مقطع فيديو صادر عن جهة تابعة للعدو الإسرائيلي، يدعي فيه وجود مواقع صواريخ وشبكة أنفاق في جبيل وكسروان. بعد إجراء التدقيق اللازم، يهم قيادة الجيش أن تؤكد كذب مزاعم العدو، وتوضح أن الفيديو يعرض مشاهد لمنشآت مدنية وحفريات تعود إلى مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة سد جنة من تصريف المياه”.

ميدانيا استهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر، بلدة بليدا حيث تواصلت حتّى ساعات الليل اعمال رفع الأنقاض عن منزل استهدفته الغارة وذكر انها أدت إلى مقتل شخصين. كما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي أكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. واستهدف الجيش الإسرائيلي بالقذائف المدفعية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.

في المقابل أعلن حزب الله أنه استهدف انتشارًا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام وتجمعًا آخر للجنود في محيط تلة الكوبرا واستهدف أيضًا مستوطنة “إيلون” بدفعات من صواريخ الكاتيوشا “ردًّا على استشهاد مواطنَين في كفرا”، واعلن أيضًا “استهداف التجهيزات التجسسية والفنية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا”. واعلن مساء استهداف مستوطنة غورين بصواريخ فلق ردا على استشهاد المواطنين المسنين حسين حمدان وزوجته منار عبادي من بلدة كفرا. ونعى الحزب الشهيد محمود علي حمود من بلدة كفرا.

إقرأ المزيد في: لبنان