لبنان
فياض: ثقوا بأداء المقاومة وبقياداتها
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن: "المقاومة عندما هبَّت لنصرة غزة، أقدمت على هذا الأمر، وهي تتلمس طريقها بكل عقلانية وحكمة ومسؤولية وشجاعة"؛ موضحًا أن هذا القرار كان بعد: "قراءة شاملة للظروف والمعطيات والمواقف التي تحيط بهذه القضية من كل جوانبها، ولم يكن الأمر وليد لحظة عاطفية عابرة، أو ردّ فعل إنفعالية ولا خطوة في الفراغ لا نقدِّر تداعياتها؛ بل إن منطلقاتنا أخلاقية ودينية وإنسانية وقومية ومبدئية في مؤازرة غزة، لكنها أيضًا منطلقات سياسية ترى أن مصلحتنا الوطنية تكمن في هذا الموقف".
وفي كلمة له، خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد علي فياض في بلدة أنصار الجنوبية، أضاف فياض: "على الرغم من أننا ما نزال في قلب المعركة، وهي لمّا تضع أوزارها بعد وعلينا أن ننتظر نتائجها في غزة، لكن هذه المعركة لبنانيًا، فتحت ملف الحدود والقرار 1701 ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهي ملفات لا يجوز أن تبقى إلى الأبد أسيرة الموقف الإسرائيلي، سواء أكان احتلالًا أم انتهاكًا للسيادة أم خرقًا وعدماإلتزام بالقرار 1701".
وتابع فياض: "من هذه الزاوية، إن "إستاتيكو" الاحتلال وانتهاك السيادة ليس مصلحة لبنانية؛ بل إن المصلحة تكمن في إنهاء هذا الأمر ومعالجته بصورة نهائية"، مؤكدًا أن: "لبنان الـ10452 كلم2 يجب أن يكون محررًا ومستقلًا وآمنًا ومصانًا، وإذا كان ثمة من قضية لبنانية، فهذه هي القضية اللبنانية الكبرى منذ العام 1948 عام ولادة الكيان الغاصب الذي أثَّر سلبًا على الاستقرار اللبناني".
ورأى فياض أن: "اللبنانيين قد يكونوا أمام لحظة تاريخية إذا ما أحسنوا إدارتها والإفادة منها، وهي لحظة قوة لبنان وضعف الكيان الصهيوني". ولفت إلى أنّ: "مشاكلنا الداخلية وانقساماتنا وخلافاتنا هي مشاكل قابلة للحل بالحوار والتعاون والشراكة، ومن يعتقد أن المقاومة تريد أن توظّف قدراتها وإمكاناتها ودورها وإنجازاتها وعلاقاتها في التغلُّب الداخلي والاستقواء الطائفي والعبث بالتوازنات الداخلية، هو مخطئ خطأً كببرًا وخطيرًا"، وتابع أن :"هؤلاء ضحايا أوهامهم وأمراضهم الطائفية، إلا أن الواقع هو شيء آخر".
فياض شدد على أن: "المقاومة تتطلع إلى الإنتهاء من هذه المرحلة الاستثنائية بظروفها الصعبة في أسرع وقت، وعلى أمل أن تشكل مرحلة إنتقالية لمعالجة كل المشاكل الداخلية التي يعانيه لبنان، وربما قد يكون الظرف ملائمًا لإنهائها".
وأردف قائلًا: "ثقوا بأداء المقاومة وبقياداتها وحساباتها وإدارتها للموقف، ونحن لا ننكر أن الكلفة البشرية للحرب باهظة، ونشعر ونعيش هموم أهلنا الذين دمِّرت بيوتهم أو تضررت أو هجِّروا من بيوتهم نتيجة القصف الإسرائيلي، لكن هذه الكلفة في ظروف المواجهة مع العدو العاتي في قوته والمدعوم أميركيًا صاحبة أكبر ترسانة تسلُح على المستوى العالمي تبدو طبيعية".
وختم فياض بالقول إن: "المقاومة نجحت في إيلام العدو وتغريمه وإلحاق الأذى به وإيقاع إصابات وخسائر جسيمة وثقيلة في صفوف عسكره ومجتمعه"، مضيفًا أن: "الأهم هو في هذا التوازن الرادع الذي قيّد إرادة العدوان وفرض عليه ضوابط وقواعد وقيودًا يُحسب ألف حسابٍ قبل تخطيها، وهذا ما صبّ في مصلحة حماية لبنان وقوته ودوره".