ابناؤك الاشداء

لبنان

السيد نصر الله: عيننا على غزة وكل الاحتمالات مفتوحة.. ومفاوضات في القاهرة لوقف حرب غزة
14/02/2024

السيد نصر الله: عيننا على غزة وكل الاحتمالات مفتوحة.. ومفاوضات في القاهرة لوقف حرب غزة

تصدَّرت كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال التكريمي لمناسبة يوم الجريح، الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 14 شباط/فبراير 2024، متناولةً ما أطلق سماحته من مواقف تتعلق بجبهة لبنان المُساندة لغزة ومقاومتها، حيث شدَّد على أنَّ التهديد والتهويل وحتى شنّ الحرب، لن يوقفوا الجبهة الجنوبية، وتوقّفها مرتبط فقط بتوقف العدوان على غزة، مشيرًا إلى أنَّه "إذا نفّذ العدو تهديداته، عليه أن يدرك أن المئة ألف مستوطن الذين غادروا الشمال لن يعودوا، وأن يحضّر الملاجئ لأكثر من مليوني مستوطن وليس 100 ألف".

على صعيد تطورات المفاومضات لوقف حرب غزة، ركَّزت الصحف اللبنانية على الاجتماع الرباعي الذي عُقِد في القاهرة، والذي ضمّ مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ومدير الـ"سي آي إيه" وليام بيرنز، ومدير جهاز "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، لاستكمال النقاش حول "الاتفاق الإطاري" الذي جرى التوصّل إليه في باريس، وسط إصرار المقاومة الفلسطينية على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، في حين تحدّثت مصادر عن تراجع العدو عن ما أُقرّ بمشاركته في اجتماع باريس، وتعنُّته إزاء وقف العدوان، وإصراره على اجتياح رفح وتهجير من فيها.

البناء| (السيد) نصر الله: جبهتنا مستمرّة حتى نهاية حرب غزة

استمرّت قوى المقاومة في إلحاق المزيد من الخسائر البشرية والمادية بجيش الاحتلال خصوصاً على جبهتي جنوب لبنان وغزة، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين، أما في الموقف فقد كان كلام قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي حاسماً لجهة استمرار اليمن بتصعيد دعمه لغزة عبر تطبيق صارم لإجراءاته وحشد مقدرات كفيلة بتحقيق الهدف وهو منع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ الكيان ومثلها السفن البريطانية والأميركية من عبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر، داعياً كل دول العالم التي لا تشملها لائحة المنع أن لا تقلق لجهة العبور الآمن لسفنها.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدّث في يوم جريح وأسير حزب الله، راسماً إطار حركة جبهة لبنان المساندة لغزة ومقاومتها، وفق معادلة لا مجال لتعديلها، هي لا نقاش بترتيبات وضع الجنوب قبل أن تنتهي الحرب على غزة، وجبهة لبنان تستمرّ بدورها كجبهة إسناد حتى تحقيق هذا الهدف، مهما كانت الضغوط ومهما كانت العروض، ومهما جاء الموفدون وراحوا؛ أما عن ما بعد وقف الحرب على غزة ورداً على تهديدات قادة الكيان، خصوصاً ما قاله وزير حربه يوآف غالانت، عن مواصلة الحرب على جبهة الجنوب حتى لو توقفت الحرب على غزة، فقال السيد نصرالله، إن جبهة لبنان سوف تتوقف إذا انتهت الحرب على غزة، فإن واصل الاحتلال فتح النار فالمقاومة حاضرة لقبول التحدّي بالمثل وبالتناسب مع مستوى النار ومداها، وإن وسّع توسّع وإن رفع ترفع، أما إن أراد حرباً فالمقاومة لا تخشاها وسوف تخوضها بكل ثقة ويقين بقدرتها على تحقيق النصر.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «ان فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لمنع انتصار «إسرائيل»، وقال: «المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية؛ وهذا أمر كارثي. وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أياً تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي».

أضاف: «في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالإنجازت، لكن علناً لا يقرون. ورغم هزيمة المقاومة لجيش الاحتلال الذي لا يُقهر فإن البعض يجادل بجدوى المقاومة. هذه الفئة التي تدّعي أن «القانون الدولي يحمينا» وتجادل في جدوى المقاومة «ميؤوس منها».


وشدد نصر الله على وجوب أن «نحرص ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية. وهذا الأمر من مصلحة «اسرائيل» وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية».

وأعلن ان «كيان الاحتلال يحسب ألف حساب للبنان بسبب المقاومة والعالم يرسل الوفود بسب الجبهة الجنوبية».

ورأى أن «هذه التجربة اليوم، ثبتت موازين الردع وأثبتت أن لبنان لديه قوة رادعة»، معلناً أن «زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو «حماية «اسرائيل» وإعادة المستوطنين إلى الشمال». وقال: «الوفود الغربية لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم، فهي تطالب بتنفيذ الإجراءات التي يريدونها ولا يتناولون مسألة الأراضي المحتلة والاعتداءات الصهيونية وغيرها من أمور بل يركزون على «أمن اسرائيل».

أضاف: «الوفود الغربية التي تستعين بتصريحات إسرائيلية تحاول التهويل علينا. الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل الى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه ان يوقف عدوانه على غزة».

وتوجّه الى الموفدين والى من أوفدهم: «مارسوا التهويل ما شئتم فإن ذلك لن يؤثر علينا حتى شن الحرب لن يوقف عملياتنا»، معتبراً «ان الاسرائيلي مأزوم وليس في موقع من يفرض الشروط». ودعا السيد نصر الله الموقف الرسمي اللبناني الى «أن يضع شروطاً إضافية على 1701 وليس تطبيق القرار». وقال: «لبنان هو في الموقع القوي والمبادر ويستطيع ان يفرض الشروط». ولفت الى أن القرار 1701 لا يحمي لبنان بل معادلة «جيش شعب مقاومة» هي من تحمي البلد.

وقال: «من يهدّدنا بتوسعة الحرب فنحن «سنوسّع إذا وسّع» وإذا اعتقد أن المقاومة قد تشعر بخوف هو مشتبه تماماً. إذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا وحين يوقف العدو الحرب على غزة سنعود إلى المعادلات التي كانت قائمة وستكون ردودنا متناسبة».

وأكد نصرالله انه عندما يقف العدوان ووقف إطلاق النار في غزة سيقف إطلاق النار في الجنوب.

وفي السياق، شدّد نصرالله على أن «الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت»، مطالبًا «اخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب لا سيما المقاتلين وعائلاتهم الاستغناء عن هواتفهم الخلوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس»، مؤكداً أن «الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة».

وأوضح أن «الإسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الإنترنت تراقب كل الطرقات»، مشيراً إلى وجوب «قطع هذه الكاميرات عن الإنترنت، لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشهداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو».

الأخبار| إسرائيل تنسف «ورقة باريس»: لهدنة مؤقتة بالشروط السابقة

انتهى اجتماع القاهرة، أمس، من غير حدوث تقدّم إيجابي جدّي، بل على العكس من ذلك، سادت أجواء سلبية بعدما تبيّن أن العدو تراجع حتى عن ما أُقرّ بمشاركته في اجتماع باريس. وأفل الوفد الإسرائيلي المعنيّ بالتفاوض، عائداً من القاهرة إلى تل أبيب، مساء أمس، من دون أن يصل أي وفد من حركة «حماس» إلى العاصمة المصرية، للمشاركة في المحادثات. وبدا واضحاً أن مشاركة الوفد المذكور، الذي أرسله رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأرفق معه «عينه»، مستشاره الخاص، بدل مسؤول ملف الأسرى في الجيش، من أصلها، كانت «مجاملةً وتلبيةً لطلب (الرئيس الأميركي جو) بايدن»، وفقاً لما نقلته «القناة 13» العبرية عن مسؤول إسرائيلي.ويوضح هذا المعطى، بشكل غير مباشر، هزال الضغوط الأميركية التي يدّعي بايدن ممارستها على نتنياهو، إذ بعدما استجاب الأخير لضغوط الأوّل، أرسل وفداً إلى القاهرة، لكن ليمنع التوصّل إلى صفقة، وليس للدفع بها قُدماً، وذلك على الرغم من رسائل متكرّرة من بايدن، طالب فيها نتنياهو بتليين موقفه وشروطه بخصوص الصفقة المزعومة. وبحسب ما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين، فإن «بايدن أبلغ نتنياهو أنه قد يتعيّن على إسرائيل إطلاق سراح المزيد من الأسرى مقابل كل رهينة»، لكنّ «نتنياهو أكّد أن إسرائيل مستعدّة لإطلاق سراح 3 أسرى مقابل كل رهينة، كما حدث في الصفقة السابقة». وإذ أشار الموقع إلى أن «بايدن يتّفق مع نتنياهو على أن طلب حماس بالإفراج عن آلاف الأسرى مبالغ فيه»، إلا أنه أوضح أن الرئيس «يعتقد أن على إسرائيل أن تُبدي المزيد من المرونة في ملف تبادل الأسرى».

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، تحدثت إلى «الأخبار»، حمل الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة اقتراحاً ينسف «ورقة باريس»، يقوم على «صفقة من مرحلة واحدة، تشمل جميع المدنيين إضافةً إلى المجندات، وفق صيغة أسير إسرائيلي واحد، مقابل 3 أسرى فلسطينيين، مع إمكانية غير أكيدة، لرفع عدد الأسرى الفلسطينيين قليلاً». كما شدد الوفد على أنه «لا وقف لإطلاق النار، بل فقط هدنة مؤقتة، يتوقّف خلالها تحليق الطائرات لمدة 6 ساعات فقط يومياً، كما في الهدنة السابقة»، عارضاً «زيادة في المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من دون انسحاب الجيش إلا من المناطق المكتظّة، مع الإبقاء على حواجز ثابتة، ومنع تنقّل المدنيين بين جنوب القطاع ووسطه وشماله». كما أفادت المصادر بأن «الأميركيين طلبوا مزيداً من الوقت لاستكمال التفاوض».

ويتفق ما سبق مع ما أشار إليه عاموس هرئيل، في تقرير نشرته صحيفة «هآرتس»، جاء فيه أن «صيغة الصفقة التي تم الاتفاق عليها قبل أسبوعين في باريس (إطلاق سراح المخطوفين والجثامين على ثلاث مراحل مقابل إطلاق سراح الكثير من الأسرى الفلسطينيين ووقف طويل لإطلاق النار) تبلورت بمبادرة من إسرائيل، وتجنّد الوسطاء لدفعها قدماً، ليكتشفوا لاحقاً أن نتنياهو غير معنيٍّ بها، وأنه اختار انعطافة مذهلة». كما أكّدت ذلك المعلومات التي نشرتها قناة «كان»، والتي أفادت بأن «نتنياهو رفض مقترحاً لإبرام صفقة تبادل أعدّه قادة الموساد والشاباك والجيش».

أما «التهديد بعملية في جنوب القطاع»، أي رفح، فهو - بحسب هرئيل - «قد يشكّل أداة ضغط على حماس، على أمل أن تتساهل في المفاوضات»، لكنه في الوقت عينه «يساعد أيضاً في حرف النقاش الإعلامي عن حقيقة أن الاتصالات تبدو عالقة في هذه الأثناء، ليس فقط بسبب طلبات حماس المتطرّفة، بل لأن نتنياهو لا يُظهر أي استعداد لتخليص العربة من الوحل». وفي السياق نفسه، تفيد مصادر متابعة بأن «الجيش الإسرائيلي لا يحشد ألوية قتالية بالقرب من رفح، ولم يحشد جنود الاحتياط، وأغلب وحداته القتالية لا تزال في خان يونس»، وهذا «لا يعني أن الهجوم على رفح لن يحدث، لكن من غير المرجّح أن يكون وشيكاً كما يحاول نتنياهو أن يُظهر خلال تصريحاته». وتشير المصادر إلى أنه «ليس بعيداً أن يكون طرح العدو عقد صفقة من مرحلة واحدة فقط، مع هدنة مؤقتة تصل إلى نحو 6 أسابيع، يهدف إلى إتمام التحضيرات اللازمة لعملية عسكرية واسعة في رفح، وقد يجري نقل المدنيين من منطقة العمليات المفترضة، وإقامة قرى من الخيام لهم في مناطق أخرى من القطاع، خلال الهدنة هذه، وهو ما يعتقد العدو أنه سيمنحه مزيداً من الوقت وحرّية العمل لاحقاً، وسيخفّف عن كاهله الضغوط السياسية». وكان تقرير في مجلّة «بوليتيكو»، أمس، نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «إدارة بايدن لا تخطّط لمعاقبة إسرائيل إذا شنّت هجوماً في رفح لا يضمن سلامة المدنيين».

في غضون ذلك، تستكمل الولايات المتحدة درب التضليل الطويل، وهي تُهمل الوقائع السلبية، وتنشغل بنفخ بالونات فارغة، حول تقدّم في المفاوضات أو فرص جدّية لوقف الحرب، أو حتى خطط وشروط لوقف المقتلة الكبرى، والمستمرّة منذ أكثر من 4 أشهر، بحق أطفال ونساء قطاع غزة. وفي هذا السياق، قالت الخارجية الأميركية، مساء أمس، إن الإدارة «تعتقد أن اتفاقاً لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس لا يزال ممكناً»، بينما أشار وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى «(أننا) نقوم بما في وسعنا من أجل إعادة كل المختطفين إلى أسرهم»، مضيفاً: «نعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقّين في غزة».

أما في تل أبيب، فزعم رئيس هيئة الأركان في الجيش، هرتسي هاليفي، أن جيشه «حقّق إنجازات عسكرية غير عادية، لكن للأسف لها أثمان باهظة»، مضيفاً «(أننا) نحارب منذ 4 أشهر، ولا يزال الطريق أمامنا». وأكد هاليفي أن «الجيش سيعود إلى شمال قطاع غزة وحيثما وُجد الإرهاب». لكن أبرز ما أشار إليه هو أن «الحرب قد تغيّرت، فقد كانت صعبة في البداية، والآن تحوّلنا إلى الهجوم»، ما يعني أن المستوى الأمني لا يرى مجالاً لوقف العمليات العسكرية، ولا حتى لتغيير شكلها ونمطها، وهو لا يزال يعتقد أنه في الطور الهجومي، على عكس ما كان يُروّج له عن أن الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى المرحلة الثالثة في كامل القطاع خلال وقت قريب.

على خطٍّ مواز، قال قائد حركة «أنصار الله» اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة له أمس، إنه «لا بدّ من استمرارية التحرّك الجادّ ضدّ همجية العدو الإسرائيلي، مع تحضيراته للعدوان الشامل والاجتياح البري لرفح»، مؤكداً الحرص على أن «نستمرّ في موقفنا، بل أن نتّجه إلى التصعيد في ظلّ تواصل عدوانه على قطاع غزة». وأضاف الحوثي: «نقول لكل بلدان العالم: نحن نستهدف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأميركي والبريطاني تورّطا في العدوان على بلدنا»، متابعاً أنه «ليست لدينا النيّة لاستهداف الكابلات البحرية الواصلة إلى بلدان المنطقة».

إقرأ المزيد في: لبنان