لبنان
المفتي دريان في ذكرى الإسراء والمعراج: إنقاذ الأقصى وفلسطين واجب شرعي
وجّه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، وأكد فيها أن الأقصى ما كان بالنسبة إلى المسلمين ذكرى؛ بل هو واقع تعبدي وتاريخي ورمزي، فبيت المقدس أولى القبلتين، ومسجدها ثالث الحرمين، وطوال التاريخ الإسلامي كان الأقصى إلى جانب الحرمين بمكة والمدينة درة التاج، ومنذ حوالي المئة عام عاد الصراع على الأقصى مع الصهيونية العالمية، وبلغ إحدى ذراه في العقود الأخيرة، بعد التصميم على هدمه أو الاستيلاء عليه.
وتابع: "في ذكرى الإسراء والمعراج؛ نعلن أن إنقاذ الأقصى والقدس وفلسطين واجب شرعي، فهي أرض وقف لله، وأولوية عربية ودينية، فنحن العرب أقوياء بتضامننا وتكاملنا واتحادنا، وبالمحافظة على هويتنا وأصالتنا العربية، وسنبقى أقوياء ما دامت ثقتنا بالله راسخة، وبعقيدتنا قوية، وبعروبتنا الشامخة، وما دام لدينا قضية مصيرية فلن نتخلى عنها، هي القضية الفلسطينية العربية والإسلامية الأولى، فمهما بغى المحتل الصهيوني وحلفاؤه وطغى في غزة وسائر فلسطين، فسيأتي يوم يهزم فيه هذا العدو، ويطرد من أرضنا المقدسة الطاهرة، فمقاومتنا لهذا العدو الصهيوني، هي مقاومة أجيال، وليست مختصرة بجيل واحد".
ولفت المفتي دريان إلى أن: "الإخوة الفلسطينيين يناضلون منذ مئة عام وأكثر ضد المغتصبين والمحتلين".
وقال: "رؤيتنا نحن المسلمين التي تستمر لتكون مناط العلاقة اليوم في الوطن مع المسيحيين الذين تقاسمنا ونتقاسم معهم بالأمس واليوم حلو العيش ومره، وما أكثر المرارات في العيش اللبناني اليوم التي تدفع باتجاه التحاب والتضامن، وتأبى الفرقة والانقسام".
وأضاف: "لقد صرنا ننافس أكثر الدول والبلدان شقاءً وفقرًا، في موجات هجرة الشباب الأكفاء من لبنان، وانظروا إلى شجاعة اللبنانيين وآمالهم التي لا شفاء منها، إذ لا ينسون وطنهم ولا أهليهم مهما تباعدت بهم ديار الهجرة، سواء بالزيارة أو بالدعم من الخارج إلى الداخل".
وأردف: "أما في مجتمعنا السياسي والإداري، فلا حرص ولا إشارة إلى إستقامة أو أمل، بل وعود وحركة بلا نتيجة تضع النقاط على الحروف، وكل يوم هناك حيلة جديدة للاستمرار في احتجاز أموال الناس وودائعهم وحجبها، فما حدث عندنا ما عرفه بلد في العالم، وقد حدثت ظروف استثنائية هنا أو هناك، لكنها سرعان ما انقضت، أما عندنا فما يزال الحاكمون ورجالات المصارف يأتمرون في كيفيات إنكار حقوق الناس، وما اتفقوا على شيء إلا على الاستمرار في ضرب مقومات البلاد المالية والإدارية والإنسانية".
وشدد على: "أن انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجبًا لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسًا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة".
وقال: "لقد مضت عليها سنوات وسنوات، ونحن على هذه الوتيرة في الشقاء والعذاب والتخريب لمقومات البلاد واستقرارها وعيش مواطنيها، وكلما انقضت موجة هبت علينا موجة أشد، كأنما هي لعنة لا تنقضي آفاتها ونكباتها"، مردفًا: "علينا أن نفصل أزمتنا الداخلية في لبنان عن أزمات الشرق الأوسط، وهذه مسؤولية وطنية، فلا ينبغي أن يكون هناك رابط، فلبنان دولة عربية مستقلة لا وصاية عليه، بل يجب التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، فهو بلد سيد حر مستقل".