معركة أولي البأس

لبنان

العدوّ يخشى الحرب.. ووفود غربيّة في لبنان للتهدئة
07/02/2024

العدوّ يخشى الحرب.. ووفود غربيّة في لبنان للتهدئة

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على تواصل عمليات المقاومة باستهداف مواقع الاحتلال، وأنّ المعادلة اللبنانية المتفق عليها بين الحكومة والمقاومة، في الردّ على التهديدات التي يحملها الوسطاء والعروض التي يقدّمونها، واضحة في ثنائية تمسك لبنان بكامل حقوقه في استعادة أراضيه المحتلّة من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، وأنّ لبنان لن يبحث أي حلول أو مقترحات قبل وقف العدوان على غزّة.

ولفتت الصحف إلى أنّ "مختلف المبعوثين والدبلوماسيين الذين يزورون لبنان يُخفون قلقًا على "إسرائيل" ويسعون لحل مشكلة الحكومة الإسرائيلية بإعادة المستوطنين المهجرين وتأمين سلامة المستعمرات من شمال فلسطين، وليس القلق على لبنان، والدليل أن "إسرائيل" خرقت القرار 1701 آلاف المرات منذ العام 2006 إلى ما قبل 7 تشرين الأول الماضي، ولم نرَ هذه الحركة الدبلوماسية الكثيفة لإلزام "إسرائيل" بوقف اعتداءاتها الجوية والبرية والبحرية وتطبيق القرار 1701". ووضعت المصادر "التهديدات الإسرائيلية العلنية ورسائل التحذير الدبلوماسية في الكواليس، في إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة اللبنانية وعلى حزب الله لوقف عملياته العسكرية وتهدئة الجبهة الجنوبية".

"الأخبار"| وزير الخارجية الفرنسي: تلويح بالحرب... وحديث "في العموميات"

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي أشارت إلى أنّ "وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيغورنيه كرّر في زيارته لبيروت أمس رسائل التّحذير الغربية للبنان، من التصعيد في الجنوب، لأن "إسرائيل تريد الحلّ الدبلوماسي، لكنّها جاهزة للخيار العسكري". وما سوى ذلك، بقيَ حديث الوزير الفرنسي، الذي التقى كلًا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون "في العموميات". ورأت مصادر مطّلعة أن "الزيارة لا يُبنى عليها، لأن ملف الحرب في المنطقة في عهدة لجنة فرنسية تضمّ: وزارتَي الدفاع والخارجية والمخابرات، وستزور لبنان لاحقًا لمتابعة النقاش". 

وبالتزامن مع المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزّة، يرتقب مسؤولون ما سيرشح عن زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، لـ"تل أبيب"، الأحد الفائت، وما إذا كان سيزور لبنان بعدها، مع تسجيل ارتفاع في منسوب التفاؤل، بعد الحديث عن الأجواء الإيجابية في غزّة، التي قد تنسحب على لبنان، وينتج عنها إنجاز تفاهم برّي وبتّ للنقاط الخلافية. وكان هوكشتين قد ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت اقتراحه بشأن تفاهمات حدودية جديدة، يستند إلى نموذج تفاهمات "عناقيد الغضب" في عام 1996. وفي السياق نفسه، نقل الصحافي الأميركي - الإسرائيلي باراك رافيد، عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنه يُؤمل أن تعلن الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين في الأسابيع القليلة المقبلة "سلسلة الالتزامات التي تعهّدت بها "إسرائيل" وحزب الله، لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

وبالتوازي، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن غالانت أجرى تقييمًا للوضع على الحدود الشمالية، أكّد خلاله على الجهود المبذولة لـ"حماية المستوطنات في المنطقة الحدودية"، مشيرًا إلى أنها "تخدم إفهام حزب الله أنه من الأفضل له اختيار المسار السياسي، وفي الوقت نفسه تُثبّت قدراتنا العسكرية".

هوكشتين ناقش مع نتنياهو اقتراحًا بشأن لبنان يستند إلى تفاهمات "عناقيد الغضب"

في المقابل، واصل حزب الله استهداف المواقع العسكرية على طول الحدود مع فلسطين المحتلّة. وقد طاولت عملياته أمس ثكنة ‏راميم التي استهدفها بـ"صاروخَي بركان"، وانتشارًا لجنود العدوّ في محيط موقع جل العلام استهدفه بصاروخ "فلق 1". كما هاجم تجمّع جنود في محيط ثكنة راميم، موقع ‏المرج وانتشار جنود في محيطه، مقر ‏قيادة كتيبة بيت هلل التابع للواء الإقليمي الشرقي 769 ومواقع ‌‏رويسات العلم والرمتا والسماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة، إضافةً إلى التجهيزات التجسسية في موقع ‏رويسات العلم.‏‏‏ ‏

وفي ما أقرّ متحدث باسم جيش العدوّ بإصابة جنديّين نتيجة سقوط صواريخ في مستوطنة مرغليوت الحدودية، نشر إعلام عبري صورًا من داخل ثكنة راميم، تُظهر الدمار الذي لحق بها، بعد استهدافها. وعلّقت وسائل إعلام إسرائيلية على الأوضاع في الشمال، بالقول: "هناك كهرباء في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، ربما يجب أن نطلب منهم بعضًا منها"، وأضافت: ""موشاف" مرغليوت من دون كهرباء، يوجد مولّد كهربائي وسط المستوطنة، ولا يأتي أحد لربطه، خوفًا من إطلاق النار المضاد للدبابات". كما كشف إعلام عبري أنه "لأسباب مالية، طلبت إدارة أحد الفنادق من المستوطنين النازحين عن مستوطنة متسوفا عند الحدود مع لبنان مغادرة الفندق نهاية الشهر".

"البناء": لبنان لن يبحث أي حلول أو مقترحات قبل وقف العدوان على غزّة

من جهتها، لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّ حركة الموفدين والوسطاء إلى لبنان تواصلت، مقابل تواصل عمليات المقاومة باستهداف مواقع الاحتلال، والمعادلة اللبنانية المتفق عليها بين الحكومة والمقاومة، في الردّ على التهديدات التي يحملها الوسطاء والعروض التي يقدّمونها، واضحة في ثنائية تمسك لبنان بكامل حقوقه في استعادة أراضيه المحتلّة من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، وأن لبنان لن يبحث أي حلول أو مقترحات قبل وقف العدوان على غزّة.

وأشار المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ في حوار لبرنامج "بدبلوماسية" مع الزميلة روزانا رمال على قناة "او تي في" إلى أننا "نركز على الجهود اللازمة لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين الموجودين لدى حماس"، وتابع: "نحاول خفض التصعيد في المنطقة وهناك جهود دولية لمنع الحوثيين من شن الهجمات، ولا نتوقع أن تتوقف ضربات الحوثيين من ضربة أو ضربتين وهم لهم مسار طويل بالعمليات الإرهابية".

وشدد على أن "الإدارة الأميركية الحالية لا تريد أن تقوم بحرب ضدّ إيران ولا نريد في هذا الوقت الهش والصعب نتيجة حرب غزّة التصعيد في المنطقة".
واعتبر ويربيرغ أن "الشعب اللبناني يستحق الاستقرار والأمن ونحن نريد للبنان هذا الاستقرار ونعمل عليه"، نافيًا علمه بـ"موعد زيارة هوكشتاين إلى لبنان".

ويتعرّض لبنان إلى هجمة دبلوماسية في إطار استكمال الجهود لاحتواء الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلّة، ففي حين جال وزير الخارجية الفرنسي ستفان سيجورنيه على المسؤولين اللبنانيين أمس، يصل وزير خارجية مصر إلى بيروت مساء اليوم ويلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب الذي عبر عن الموقف الرسمي اللبناني بأن "لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدّد الحرب"، مشددًا على أنّنا "لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع "إسرائيل"".

وأشارت مصادر سياسية لـ"البناء" إلى أن "مختلف المبعوثين والدبلوماسيين الذين يزورون لبنان يُخفون قلقًا على "إسرائيل" ويسعون لحل مشكلة الحكومة الإسرائيلية بإعادة المستوطنين المهجرين وتأمين سلامة المستعمرات من شمال فلسطين، وليس القلق على لبنان، والدليل أن "إسرائيل" خرقت القرار 1701 آلاف المرات منذ العام 2006 إلى ما قبل 7 تشرين الأول الماضي، ولم نر هذه الحركة الدبلوماسية الكثيفة لإلزام "إسرائيل" بوقف اعتداءاتها الجوية والبرية والبحرية وتطبيق القرار 1701". ووضعت المصادر "التهديدات الإسرائيلية العلنية ورسائل التحذير الدبلوماسية في الكواليس، في إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة اللبنانية وعلى حزب الله لوقف عملياته العسكرية وتهدئة الجبهة الجنوبية".

وفي سياق ذلك، قلّل موقع "إسرائيل ديفنس" من أهمية ما يطرحه بعض قادة العدوّ الصهيونيّ حول إبعاد حزب الله عن الحدود الشماليّة مع فلسطين المحتلّة، إلى خلف نهر الليطاني؛ مؤكدًا أن الوضع الاستراتيجي بين حزب الله وجيش الاحتلال لن يتغيّر، حتّى لو تراجع حزب الله إلى الوراء.
ولفت الموقع إلى أنّ الصناعات العسكرية الإيرانية أنتجت صاروخًا جديدًا مضادًا للمدرّعات خضع لسلسلة تجارب إطلاق من مروحية، يُطلق عليه اسم "شفق"، ويزن 48 كلغ، ويبلغ مداه 20 كلم، وهو يشمل توجيه بواسطة لايزر أشعة تحت الحمراء، وبثّ فيديو إلى الخلف. وأشار الموقع الصهيوني إلى أنّ الصواريخ المضادة للدروع الموجودة عند حزب الله شكّلت مشكلة فعليّة للجيش الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وعلمت "البناء" أن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين تهدف إلى الطلب من "إسرائيل" ضبط النفس وعدم تنفيذ تهديداتها بتوسيع الحرب على لبنان لتطبيق القرار 1701 بالقوّة، لا سيما أن "إسرائيل" وضعت مهلة للبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود لاستعادة المستوطنين وانتهت المهلة مع نهاية الشهر الماضي، ونجح هوكشتاين في كسب المزيد من الوقت لإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية طالما أن اجتماعات باريس تُحرز تقدمًا على صعيد إبرام صفقة بين "إسرائيل" وحركة حماس لهدنة طويلة أو هدن متتالية تتخللها جولات لتبادل الأسرى.

وتنقل مصادر محلية لـ"البناء" عن "مسؤولين التقوا مبعوثين زاروا لبنان مؤخرًا، أن لدى الأميركيين حلًا متكاملًا يبدأ تطبيقه مع بدء الهدنة المتوقعة في غزّة ويتضمن وقف العمليات العسكرية من حزب الله و"إسرائيل" واتّخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق القرار 1701 وتعزيز قوات اليونفيل وزيادة عديد الجيش اللبناني، مع ضمانات بإطلاق مفاوضات غير مباشرة لانسحاب "إسرائيل" من الأراضي المحتلّة مع وضع خاص لمزارع شبعا ونقطة الـ بـ1، وتفتح الباب على تسوية سياسية ورئاسية مع دعم دولي مالي للبنان لإخراجه من أزمته الاقتصادية".

وفي سياق ذلك، أشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى إن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يأملون الإعلان قريبًا عن خطوات للتهدئة بين "إسرائيل" وحزب الله. وأوضح المصدر، نقلًا مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على هذه القضية، أن واشنطن وأربعة من حلفائها الأوروبيين يأملون الإعلان في الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات، التي تعهّدت بها "إسرائيل" وحزب الله، لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وذكر "أكسيوس": "في إطار التهدئة سيتم الإعلان عن تعهدات للطرفين ببيان مشترك لواشنطن و4 من حلفائها الأوروبيين، لكن لن يتم التوقيع عليها بشكل رسمي"، والحلفاء هم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وأشار المصدر إلى أن أموس هوكشتاين، أحد أقرب مستشاري الرئيس جو بايدن، التقى الأحد، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لمناقشة اقتراحه بشأن تفاهمات جديدة في ما يخص الحدود. وأضاف: "مقترح التهدئة بين "إسرائيل" وحزب الله سيكون على غرار التفاهمات التي أنهت جولة القتال عام 1996".

ولفتت إلى انه ينتظر أن يرسل الجيش اللبناني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جنديّ إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع "إسرائيل"، هذا وسيكون على "إسرائيل" أيضًا أن تتّخذ خطوات لنزع فتيل التوترات، حيث قالت المصادر إن الولايات المتحدة طلبت من "إسرائيل" وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في الأجواء اللبنانية.

في المقابل أوضحت جهات مطلعة على موقف حزب الله لـ"البناء" إلى أن "حزب الله لم يناقش أي مقترح ولم يعطِ أية ضمانات في الملف الحدودي، وبالتالي لن يغيّر موقفه وكرّر رده على الرسائل الدبلوماسية بأنه منفتح على مناقشة اي مقترح يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلّة وتثبيت الحدود اللبنانية، لكن بعد وقف العدوان على غزّة، وبالتالي أي حديث عن تهدئة الجبهة وإبعاد حزب الله عن جنوب الليطاني بالقوّة العسكرية والتهديد بالحرب هو أضغاث أحلام ولن يُجدي نفعًا، والحل الوحيد لتهدئة الجبهة الجنوبية وكلّ  الجبهات المساندة لغزّة هو وقف العدوان على الفلسطينيين".

وأكد وزير الخارجية اللبناني أنه "لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدّد الحرب". وشدّد في حديث تلفزيوني على "أنّنا لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع "إسرائيل"". واعتبر أن "الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة الكافية للانتشار على الحدود"، مشيرًا إلى "وجود مشكلة يعاني منها الجيش ألا وهي النقص بالعدة والعتاد".

ميدانيًا، أشار حزب الله في بيانات متلاحقة، إلى "استهداف‏‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌‏ ثكنة راميم بصاروخي بركان وانتشار لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام بصاروخ فلق واحد وتجمع لجنود العدوّ في محيط ثكنة راميم وموقع ‏المرج وانتشار لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيطه بالقذائف المدفعيّة وحقق إصابات مباشرة". وتحدّثت إذاعة جيش الاحتلال عن إصابة جنديّين بجروح إثر سقوط صاروخ في منطقة مرغليوت الحدودية مع لبنان.

في المقابل واصل العدوّ "الإسرائيلي" اعتداءاته وقصف أطراف بلدتي حولا ومركبا ومروحين وعلى باب ثنية في الخيام. واستهدفت غارة منزلًا يعود لآل عطايا في محيط المدرسة الرسمية في بلدة طير حرفا. وشنّت مسيّرة غارة على بلدة مروحين فسارعت سيارات الإسعاف إلى المكان. كما شنت مسيّرة غارة على المنطقة الواقعة ما بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب. كما أغار الطيران الإسرائيلي على منزل مؤلف من طابقين في منطقة طوفا جنوب شرق بلدة ميس الجبل، ما أدّى إلى تدميره بشكل كامل، من دون تسجيل إصابات.

وكان الوزير الفرنسيّ ستيفان سيجورنيه، آتيًا من جولة إقليمية شملت الأراضي المحتلّة، بدأ لقاءاته في لبنان بزيارة الرئيس بري في عين التينة بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ومديرة إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية ومستشار الرئيس بري محمود بري، حيث تناول البحث تطوّر الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة "إسرائيل" لعدوانها على قطاع غزّة ولبنان. واكتفى الوزير الفرنسي، لدى مغادرته بالقول "لن أعلق الآن سوف أعلق لاحقًا".

كما زار السراي الحكومي والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو ورئيسة دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين، وعن الجانب اللبناني حضر مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
وأشار الوزير الفرنسي خلال الاجتماع، إلى أن زيارته إلى لبنان تندرج في إطار جولة على عدد من الدول في سياق المساعي الدوليّة لوقف الحرب في غزّة وحفظ الاستقرار في لبنان وإبعاد الأخطار عنه. وشدّد على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة أساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة. وشدّد على أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية.

كما التقى الوزير الفرنسيّ وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في وزارة الخارجية، ووصف بوحبيب الاجتماع مع نظيره الفرنسي بـ "الجيد". وفي دردشة مع الصحافيين، قال بوحبيب: "إن الفرنسيين يهمهم لبنان وسلامته. لقد نقلوا لنا أجواء "إسرائيل" التي تريد إرجاع المستوطنين المهجّرين من الحدود الشمالية، وعددهم حوالي 100 ألف. وحتّى الساعة لم نتبلغ أنهم يقبلون بالسلام الذي نطالب به". أضاف: "نطالب بتطبيق القرار 1701 كاملًا، ويتضمن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وانسحاب "إسرائيل" الكامل من كلّ الأراضي اللبنانية. وإذا تحقق ذلك، تنتهي تقريبًا مشاكلنا الأمنية معهم، وتبقى مشكلتنا معهم القضية الفلسطينية".

وفي خطوة دبلوماسية جريئة، استدعى بوحبيب، سفير بريطانيا العظمى وإيرلندا الشّماليّة هاميش كاول، وسلّمه مذكّرة احتجاج تتعلّق بزيارة وزير الخارجيّة البريطانيّة ديفيد كاميرون الأخيرة إلى بيروت. وعلمت "البناء" أن كاميرون لم يقم بزيارة وزير الخارجية اللبناني بل اكتفى بزيارة رئيسي المجلس النيابي والحكومة ما يخالف البروتوكول والأصول الدبلوماسية.

إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة صباح الخميس في السراي، لبحث مواضيع في جدول الأعمال. وعشية الجلسة، زار الرئيس ميقاتي عين التينة حيث التقى الرئيس بري. وبعد اللقاء، اكتفى ميقاتي بالقول "التشاور في هذه المرحلة ضروري لا بل أكثر من ضروري".

ولفتت مصادر إعلامية إلى أن "ملف رئاسة الأركان في الجيش اللبناني بات جاهزًا ولم يعد هناك أي فيتو على فكرة التعيين، وأصبح طرح التعيين من خارج جدول الأعمال عند ميقاتي، ويتوقع أن يتم طرحه الخميس المقبل وحصره برئاسة الأركان فقط من غير عضوي المجلس العسكري". إلا أن مصدرًا نيابيًا في كتلة اللقاء الديمقراطي نفى لـ"البناء" علمه بهذه المعلومات، موضحًا أن هناك عقبات أمام تعيين رئيس للأركان والكرة في ملعب رئيس الحكومة الذي لديه ربما مخارج قانونية لهذا الملف في ظلّ  معارضة التيار الوطني الحر. لكن مصادر معنيّة أكدت لـ"البناء" أن وزير الدفاع لن يقترح اسمًا لرئاسة الأركان ولن يوقع أي مرسوم للتعيين في ظلّ  الفراغ الرئاسي إلا وفق الصيغة القانونية الميثاقية وهي توقيع الـ24 وزيرًا.

على صعيد آخر، انتخبت محكمة العدل الدولية في لاهاي القاضي اللبناني الدكتور نواف سلام رئيسًا لها لفترة ثلاث سنوات إثر انتهاء ولاية الرئيسة الأميركية القاضية جون دونوغيو، ليصبح بذلك ثاني عربي يترأس هذه المحكمة منذ إنشائها عام 1945 بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق ورئيس المحكمة الدستورية فيها محمد بجاوي.

"النهار": سيجورنيه لم ينقل تهديدات وشدّد على التهدئة… بوحبيب يعلن عدم جهوزية لبنان للـ1701

بدورها، كتبت صحيفة "النهار": لم يساعد ضيق الوقت الضاغط الذي طبع الزيارة الأولى السريعة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت امس على بلورة الطروحات والمواقف والاتّجاهات التي نقلها. ومع ذلك فان المتوافر من المعطيات عن زيارته يؤكد ما أوردته "النهار" امس من ان مهمته "اللبنانية" ركزت على امرين جوهريين هما وقف المواجهات في الجنوب والتشديد على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، علما ان العامل الثاني ميز جولة الوزير الفرنسي عن سواه من الموفدين الذين غالبا ما ارتكزت جولاتهم على التحذيرات من انزلاق لبنان إلى حرب واسعة فقط.

واكدت مصادر فرنسية ان الوزير الفرنسي لم يحمل معه اي مقترح من تل ابيب التي زارها قبل زيارته إلى بيروت، وذلك ضمن الجولة التي يقوم بها على عدد من دول المنطقة في سياق المساعي التي تبذلها باريس من أجل منع التصعيد على الحدود الجنوبية وخفض حدة التوتر. وكشفت ان سيجورنيه شدد على اهمية البحث عن الحلول والمخارج التي تقي لبنان الانزلاق إلى توسيع نطاق الحرب، وتخفف حدة التوّتر انطلاقًا من التطبيق الكامل لمندرجات القرار الدولي 1701 الذي يشمل الاطار الصحيح للحل، وانتفاء الحاجة لخلق اي اطار جديد. ونفت المصادر ما تم التداول به عن ان الوزير الفرنسي نقل رسائل تهديد من "إسرائيل"، مؤكدة ان هذا ليس دور فرنسا وهي ليست في صدد حمل هكذا نوع من الرسائل في الوقت الذي يثابر فيه المسؤولون الإسرائيليون على توجيه التهديدات اليومية في شكل علني، مشيرة إلى ان أهداف زيارة سيجورنيه تنطوي على استطلاع الموقف اللبناني بعد استطلاع الموقف الإسرائيلي، نافية ان يكون قد حمل اي مقترحات عملية بعد، بل ان المحادثات لا تزال في إطار جس النبض على طرفي الحدود.

ونقلت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي مواكب لزيارة سيجورنيه إلى لبنان ان الأخير زار بيروت حاملا اقتراحات لتجنب التصعيد على الحدود الجنوبية. وأشار المصدر إلى ان الوزير اعاد تأكيد دعم فرنسا لاستقرار لبنان واعرب عن التزامه بمنع اي اشتعال في المنطقة واكد ان القرار 1701 يبقى الاطار الأساسي لحماية السلام. ونقل عن الوزير سيجورنيه انطباعه بان المسؤولين اللبنانيين رحبوا باقوال الوزير الصارمة في "إسرائيل"  حول تعلق فرنسا باستقرار لبنان والمخاطر التي قد تنتج عن اي تدخل إسرائيلي فيه. وطالب الوزير كلّ الأطراف المعنيّين بإعطاء اشارات واضحة حول التزامهم من أجل الأمن والسلام في الجنوب اللبناني وفي شمال "إسرائيل". اضاف المصدر ان الوزير ايد كلّ الجهود لحل المشكلة الداخلية لانتخاب رئيس جديد وهذا لمصلحة لبنان كي يتم ملء الفراغ السياسي من أجل ان يحظى البلد باحترام كلمته وسيادته ودوره في حل سياسي للتوترات في المنطقة. ورأى على هذا الصعيد ان استشارات المبعوث الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان مقدرة من جميع محاوريه في لبنان. 

اما المفارقة التي لم تقو زيارة الوزير الفرنسي على حجبها فتمثلت في عودة التناقض الصارخ في موقف الحكومة اللبنانية الذي ظهر أولا مع الضجة الواسعة التي اثارها ما اعتبر تماهيا لموقف رئيسها نجيب ميقاتي مع موقف حزب الله من ربط التهدئة في الجنوب بوقف الحرب في غزّة، ومن ثمّ تجددت الإشكالية امس بأقوى من المرة الأولى في ظلّ  الموقف الذي نقل عن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وذهب فيه ابعد إذ اعلن "الرفض لانسحاب حزب الله من جنوب الليطاني" باعتباره حلًا مجتزأً، سيعيد تكرار وقوع الحرب وفق قوله. وكلامه عن حاجة لبنان إلى تطويع سبعة آلاف جنديّ لكي يتمكّن الجيش من الانتشار جنوبًا.

جولة سيجورنيه

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بدأ لقاءاته مع الرئيس بري حيث تناول البحث تطوّر الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية وحرب غزّة والمواجهات في جنوب لبنان. بعدها التقى الوزير عبد الله بوحبيب ثمّ الرئيس ميقاتي. وأفادت المعلومات الرسمية في السرايا ان الوزير الفرنسي أشار إلى أن زيارته إلى لبنان تندرج في إطار جولة لوقف الحرب في غزّة وحفظ الاستقرار في لبنان وابعاد الأخطار عنه. وشدد على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة أساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة. وشدد على أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية. ثمّ زار قائد الجيش العماد جوزف عون. 

وكان بوحبيب قال إنه "لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب". وشدد على "أنّنا لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل". وبعد لقائه مع نظيره الفرنسي أوضح بوحبيب ان "الفرنسيين تهمهم سلامة لبنان وسيجورنيه نقل الجو الإسرائيلي بإعادة المستوطنين إلى قراهم بينما نريد سلاما كاملًا وانسحابا كاملا". واضاف: "فرنسا لديها اقتراحات للحل غير جاهزة بعد. حذرنا من قيام الإسرائيليين من حرب وأبلغنا سيجورنيه اننا نريد اتّفاقًا على اظهار الحدود البرية". واعلن ان "الحوار دائم مع حزب الله على مستوى الخارجية ورئاسة الحكومة ولا خلاف معه إطلاقا".

التصعيد الميداني

على الصعيد الميداني تواصل القصف الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية وطاول القصف المدفعي أطراف بلدتي حولا ومركبا وشن الطيران الحربي غارة على أطراف بلدة مروحين. واستهدفت غارة منزلا في محيط المدرسة الرسمية في بلدة طير حرفا كما طاول أطراف حولا. وشنت مسيرة غارة على بلدة مروحين كما شنت مسيرة غارة على المنطقة الواقعة ما بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب. كما وأغار الطيران الإسرائيلي على منزل مؤلف من طابقين في منطقة طوفا جنوب شرق بلدة ميس الجبل، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، من دون تسجيل إصابات.

من جهته، أعلن حزب الله "المقاومة الإسلامية" انه استهدف ‏‏‏‏‏‏‏‏ثكنة راميم بصاروخي بركان كما استهدف انتشارًا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع جل العلام بصاروخ فلق واحد واستهدف تجمعًا للجنود في محيط ثكنة راميم كما موقع ‏المرج وانتشارا للجنود في محيطه. وتحدثت إذاعة "الجيش الإسرائيلي" عن إصابة جنديّين بجروح إثر سقوط صاروخ في منطقة مرغليوت الحدودية مع لبنان.

عبدالله أبو حبيب

إقرأ المزيد في: لبنان