لبنان
فيّاض: الموقف الأميركي يتّسم بأعلى درجات النفاق
قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض إن الدماء الغالية العزيزة لشهدائنا لن تذهب هدرًا بل نقدمها طائعين قانعين محتسبين لله، وفي سبيل قضية هي من أسمى القضايا وفي معركة هي من أشرف المعارك التي تخوضها المقاومة ضدّ العدوّ الذي اجتمعت به موبقات التاريخ الإنسانيّ كله، وفي معركة سيسجل التاريخ بكلّ شرف اسم القرى التي هبّت لتدافع عن غزّة وعن فلسطين ولتؤدي دورًا مؤازرًا لغزّة في حرب الإبادة التي تتعرض لها.
كلام فيّاض جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله في بلدة حاروف للشهيد على طريق القدس حسين فاضل عواضة بمشاركة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، شخصيات وفعاليات، علماء دين، عوائل الشهداء، وأهالي بلدتي عيترون وحاروف والقرى المجاورة.
وأضاف فيّاض: "نحن صادقون ومؤمنون بما نقوم به وهو تعبير عن موقف إنسانيّ وقومي وديني وأخلاقي لا نقاش في شرعيته وضرورته وأهميته، لكن بالتزامن مع ذلك كله لا نقاش في فائدته أيضًا على غزّة وعلى لبنان على حدٍ سواء".
وأكد فيّاض أن ما يجري في الجنوب من مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي لم يؤازر غزّة فقط إنما ساعد على حماية البلد، وقلل من احتمالات استهدافه على نطاق واسع، كما أسهم في إنهاك واستنزاف قوات العدوّ على النحو الذي جعلها أقل قدرة وجاهزية لخوض حرب واسعة والأهم أنه فتح مع هذه المواجهة ملف الحدود مجددًا والأراضي اللبنانية المحتلّة والانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والقرارات الدولية.
وأشار فيّاض إلى أنّ ثمة خطأ خطير يقع به كثيرون عندما يتعاطون مع الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وخروقاته لسيادتنا كأمر واقع وحقيقة طبيعية ومُعطى أبدي يجب التعايش معه والتسليم به، قائلًا إن المقاومة لا تفكر بهذه الطريقة وهذه ليست عقليتها أو منهجيتها أو مقاربتها في إدارة هذا الموضوع بل هي تسعى في كلّ لحظة وعند كلّ منعطف لإبقاء العدوّ في حالة من عدم الاستقرار والاضطراب ودفع الأثمان والإضعاف وصولً إلى تحقيق أهداف المقاومة في التحرير وهذا ما يجري وما يحصل بالضبط في ثنايا هذه المواجهة.
وأضاف فيّاض أنه ومنذ بداية المواجهة لا يمر يوم إلّا ونسمع تصريحات أميركية أو نشهد حركة مسؤولين أميركيين على مستوى المنطقة لمواكبة ما يجري في غزّة، هذا بالإضافة إلى حركة الأساطيل البحرية والجسر الجوي والبحري لدعم العدوان على غزّة.
وشدد فيّاض على أن الموقف الأميركي يتسم بأعلى درجات النفاق لغاية اللحظة ولم يرد على الإطلاق في أي موقف أميركي الحديث عن وقف إطلاق النار في غزّة، ولا إدانة سقوط الضحايا في غزّة.
وتابع أن الأميركيين هم شركاء فيما يجري على المستويات كافة العسكرية والسياسية، عسكريًا هم حبل الصرَّة الذي يغذّي العدوان على غزّة وسياسيًا هم الغطاء له، ودوليًا هم الذين يعطلون أي دور لمجلس الأمن في إيقاف العدوان.
ورأى فيّاض أن الاختلاف الأميركي عن الإسرائيلي يتصل في إدارة مرحلة ما بعد الحرب على غزّة أما في مرحلة الحرب الدائرة فهما شيء واحد.
واعتبر فيّاض أن الإدارة الأميركية تُغامر في زج المنطقة بأكملها في حالة من التصعيد والمزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار بما يتناقض مع كلّ شعاراتها تلافيًا لما يجب أن تقوم به في الأساس وما يجب أن يقوم به الجميع من دول العالم ألا وهو الضغط على "إسرائيل" لوقف إطلاق نار شامل ونهائي في غزّة لأنه لباب الذي يفتح الأبواب الأخرى وهذا هو الطريق الذي يفضي إلى تهدئة كلّ الساحات وإعادة الأمور إلى ما قبل 7 تشرين الأول.
وأردف فيّاض أن العدوّ الإسرائيلي وحلفائه من الأميركيين وغيرهم يتعمدون التضليل وخلط الحقائق وذر الرماد في العيون عبر مقاربة الموضوع وكأن المشكلة بدأت في 7 تشرين الأول مع عملية طوفان الأقصى، في حين أن العملية نتيجة وليست سببًا.
وتابع: "في غزّة كما في لبنان، الإسرائيلي هو المعتدي الذي يمعن في عدوانه، والذي يجد في المواقف الأميركية والعربية غطاء لممارساته العدوانية، لذلك عندما لا يتوفّر الرادع الدولي وعندما لا تقوم المؤسسات الدولية بدورها لا يبقى أمام من احتلت أرضه وأُستبيحت دماؤه وأُنتهكت سيادته إلّا المقاومة".
وقال فيّاض "إن من يهمه الاستقرار وتجنُّب التوسع في الحروب عليه أن يضغط على المعتدي وليس على الضحية، و"إسرائيل" هي المعتدي المتوحش ونحن الضحايا الذين ندافع عن أرضنا وأنفسنا".
وأشار فيّاض إلى أن المبادرة المطروحة على إخواننا في المقاومة الفلسطينية في غزّة، بمعزل عن تفاصيلها وشروطها ومراحلها ومداها الزمني، إنما تعكس حقيقة لا لبس فيها، وهي أن الإسرائيلي أخفق واصطدم بحائط مسدود، وانه سيُرغم صاغرًا، بعد عجزه عسكريًا عن تحقيق أهدافه، على الرضوخ لشروط المقاومة.
وختم: "نحن لدينا كلّ الثقة بإخواننا في المقاومة الفلسطينية، الذين قدموا أداء مُعجِزًا على المستوى الميداني، في أنهم سيديرون موقفهم إدارة حكيمة راشدة لأنهم المعنيون الأكثر قدرة على تحديد مصالحهم وصون أهدافهم وتقدير ظروف شعبهم".