لبنان
خيار الحرب الموسعة على لبنان لن يعيد الأمن إلى مستوطنات الشمال
رأت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 23/01/2024 في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية أن التهديدات الصهيونية بشن حرب موسعة على لبنان، رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، ومحاولة للتأثير في حسابات حزب الله وتقديراته، ودعم للوسيط الأميركي بسقف عالٍ لتمكينه من تحقيق المطالب الإسرائيلية، مؤكدة أن خيارًا كهذا لن يعيد الأمن إلى الجبهة الشمالية.
وتناولت الصحف اللبنانية باهتمام اللقاء الذي جمع السفير الايراني في بيروت مجتبى أماني، بالسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، في منزل الأخير باليرزة أمس، ووضعته في إطار حراك سفراء «الخماسية»
الأخبار: "إسرائيل" ترفع سقف التهويل: خدمة للمفاوضات أم استعداد للحرب؟
بين التهويل بحرب موسّعة على لبنان لتحقيق «عمق آمن» داخل الأراضي اللبنانية يطمئن مخاوف المستوطنين في المستعمرات الشمالية، والإقرار بأنّ خيارًا كهذا لن يعيد الأمن إلى الجبهة الشمالية مع الدعوة إلى تحقيق ذلك عبر المفاوضات والعمل الدبلوماسي، يبدو واضحًا أن وراء رفع السقف الإسرائيلي محاولة للتأثير في حسابات حزب الله وتقديراته بأنه جدي في اللجوء إلى الخيار العسكري، ودعمًا للوسيط الأميركي بسقف عالٍ من التهديد لتمكينه من تحقيق المطالب الإسرائيلية، إضافة إلى كون التهديدات رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن المستوى السياسي والعسكري جادّ في المضي في أي خيار لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية… من دون أن يعني ذلك استبعاد خيار التدحرج نحو حرب.
وتشير خلاصة التهديدات وحملة التهويل الصادرة عن المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين إلى عدم وجود توجّه واضح وموحّد حيال التعامل مع الأخطار المتزايدة على الجبهة الشمالية جراء تواصل عمليات حزب الله انطلاقاً من جنوب لبنان، وما تنتجه من وضع يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ففيما رأى الوزير في مجلس الحرب، بيني غانتس أن "إسرائيل" تقترب من مرحلة تحتاج فيها إلى تحرك واسع النطاق في عمق لبنان لإزالة تهديد حزب الله، أكّد وزير "الدفاع" (الحرب) الإسرائيلي يوآف غالانت، أن "إسرائيل" لن توقف إطلاق النار حتى لو أوقفه حزب الله، ورغم أن الحرب «ستكون صعبة لـ"إسرائيل"، لكنها مدمّرة بالنسبة إلى حزب الله ولبنان».
وقال غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان ليكونو إنه «حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد، فإن "إسرائيل" لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم»، معتبراً أن «لفرنسا دوراً مهماً في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية». إلا أن غالانت أوضح أن «إسرائيل تفضّل إنهاء الصراع مع حزب الله من خلال تسوية سياسية». وتوافقَ قول غالانت الأخير مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه «من الضروري إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية بالقوة أو بالدبلوماسية».
لكنّ المحلّل العسكري في «معاريف» ألون بن دافيد ألمح إلى أن الحرب على لبنان قد لا تكون وشيكة كما يهدّد غالانت، وقال إن الجيش الإسرائيلي منهك جسدياً ونفسياً بعد حرب غزة ويحتاج إلى فترة قبل إعادة تأهيله لفترة أخرى. وأوضح أن تغييرات قريبة متوقّعة في قيادة الجيش الإسرائيلي، والحرب المحتملة على لبنان لن تقودها القيادة الحالية للجيش.
أما في أوساط معظم الإسرائيليين فتتراكم المخاوف من التصعيد في الشمال، وتضاف إلى عدم الثقة المتزايد الذي يثيره نتنياهو وأداؤه، بالتزامن مع حديث وسائل الإعلام العبرية عن تطور تحدّ استراتيجي أكبر إزاء التصعيد والصعوبة في إعادة سكان مستوطنات الشمال القريبة من الحدود مع لبنان. وتأخذ على نتنياهو انشغاله أكثر بإعطاء الوعود عن الانتصار المطلق الذي سيتم تحقيقه في وقت ما في المستقبل البعيد.
وفيما أشارت دراسة إسرائيلية جديدة إلى أن نحو نصف سكان مستوطنات الشمال القريبة من الحدود مع لبنان، يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، قال رئيس «منتدى بلدات خط المواجهة» موشيه دافيد وفيتش: «أريد أن أثق بأن الاستعداد الصحيح بكل ما يتعلق بالسكان وكذلك بالجيش الإسرائيلي سيقود إلى وضع حدّ لهجوم حزب الله على سكان الشمال الذين بقي بعضهم بعيداً عن منازلهم لأكثر من 100 يوم».
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي سلسلة بيانات صادرة عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، أعلن الحزب استهداف تجمّع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وقوّة من الجمع الحربي الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وتجمّع آخر لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة «إيفن مناحم». وكانت المقاومة استهدفت منتصف ليل الأحد – الإثنين قوة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت «كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى وقوع إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها».
وطوال يوم أمس الاثنين، واصل العدو الإسرائيلي استهداف البلدات الجنوبية. واستهدفت مدفعيته أطراف بلدات عيترون ومارون الرأس وغرب ميس الجبل وبلدة البستان وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس وسهل مرجعيون بين مدينة الخيام وبرج الملوك وتلة العويضة في أطراف بلدة الطيبة وراميا وعيتا الشعب وطيرحرفا والجبين وحولا ومجدل سلم ووادي السلوقي. كما قصف بالفوسفوري حي «الوزاني» في بلدة كفركلا.
وشنّ الطيران الحربي المعادي غارات على بلدات شيحين وطيرحرفا ومروحين وأطراف بلدة الطيبة لجهة بلدة القنطرة ومارون الرأس ومجدل سلم وعيترون.
ونعى حزب الله المقاومين سامح أسعد أسعد (كفركلا – الجنوب) وعلي سعيد يحيى (الطيبة – الجنوب) وحيدر حسين إبراهيم (العديسة – الجنوب).
البناء: قصف أميركي على صنعاء رداً على استهداف الأنصار سفينة نقل عسكرية أميركية.. المقاومة تفجّر ثلاثة مبان في خان يونس بكتيبة وجيش الاحتلال يعترف بالعمليّة.. غالانت ينفي مبادرة لوقف النار من طرف واحد: نواصل الحرب إذا توقف لبنان
أعلن الجيش اليمني وحركة أنصار الله مساء أمس، أنهما استهدفا سفينة عسكرية أميركية تحمل اسم أوشن جاز ونجحا بإصابتها إصابة مباشرة، بعدما تم استخدام سلاح نوعيّ للمرة الأولى في هذه العملية، كما قال المتحدث باسم القوات اليمنية. والسفينة مسجلة باسم وزارة الدفاع الأميركية لتقديم خدمات لوجستية للجيش الأميركي. وفي ساعة متأخرة من الليل قامت الطائرات الأميركية والبريطانية بقصف قاعدة الدليمي قرب العاصمة صنعاء. وقال البنتاغون إن ضربات صاروخية شاركت في الاستهداف، بالرغم من النفي الأميركي لإصابة السفينة أوشن جاز، زاعماً أن الضربة الاميركية ليست رداً على عملية بعينها، بل ضمن برنامج لإضعاف قدرات الجيش اليمني وأنصار الله.
في غزة، حملت أنباء الساعات المتقدّمة من الليل تقارير عن نجاح المقاومة بتفجير ثلاثة مبانٍ في خان يونس كانت إحدى الكتائب في جيش الاحتلال قد اتخذتها مقراً لها، وتسبب التفجير بانهيار المباني الثلاثة على رؤوس من فيها، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بالعملية، وجلب طائراته المروحيّة لنقل القتلى والمصابين، متحدثاً عن عشرين ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح، بينما تقول مصادر المقاومة إن القتلى والجرحى بالعشرات بالتأكيد. وفي خان يونس أيضاً استدعى جيش الاحتلال قوات إنقاذ إلى غربي خان يونس بعد انفجار نفق مفخّخ بجنوده وضباطه. وفي السياق، أشار موقع “والا” العبري إلى أن “اليوم (أمس) هو أحد أصعب أيام القتال في قطاع غزة منذ بداية الحرب”.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، أننا “استهدفنا دبابة صهيونية من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة”، موضحةً أنه “بعد استهداف الدبابة وتدميرها حاولت قوة إنقاذ صهيونيّة سحب الدبابة من مكان الاستهداف فتصدى لهم مجاهدونا ومنعوهم من التقدم صوب الآلية فقام الطيران الحربي باستهداف الدبابة بعدة صواريخ وسحقها بشكل كامل بمن فيها”.
الجبهة الحدودية الجنوبية للبنان سجلت المزيد من العمليات للمقاومة، والمزيد من الغارات وعمليّات القصف من جانب جيش الاحتلال، لكن الجديد كان كلام وزير الحرب يوآف غالانت الذي نفى فيه ما أُشيع عن وجود مبادرة قيد الدرس لإعلان وقف النار من جانب واحد لمدة يومين، مؤكداً أنه إذا أوقف حزب الله إطلاق النار فإن جيش الاحتلال سيواصل الحرب حتى يضمن ظروفاً ملائمة لعودة المستوطنين الذين تمّ تهجيرهم من الشمال.
فيما تترقب الساحة الداخلية الحركة الدبلوماسية الداخلية والخارجية باتجاه لبنان على خط استحقاق رئاسة الجمهورية، تواصلت التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان، وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت أمس: «إنه حتى لو أوقف حزب الله عملياته فلن نتوقف حتى يتغير الوضع الأمني على الحدود الشمالية». وأقرّ بأن «الحرب مع حزب الله ستكون قاسية على «إسرائيل» ومدمّرة للحزب ولبنان».
ويستبعد خبراء عسكريون أن تشن “إسرائيل” عدواناً كبيراً على لبنان في ظل الظروف الراهنة، لا سيما بعد زلزال 7 تشرين الأول الذي تعرّضت له والحرب على غزة التي استنزفت الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية وأحدثت تصدعاً في المستوى السياسي الإسرائيلي، ولفت الخبراء لـ”لبناء” الى أن “إسرائيل لا تذهب للحرب إلا بعد توافر عدة شروط:
*جهوزية عسكرية واستعداد الجبهة الداخلية.
*ضمان بتحقيق انتصار حاسم وسريع.
*وجود قرار أميركي – غربي يحمل مشروعاً سياسياً للحرب، كما في عدوان 2006 (مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزير الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس).
لكن الخبراء يحذرون من أن “إسرائيل” تقوم بضربات تصعيدية واستفزازية لمحاولة استدراج حزب الله ليكون المبادر بالحرب بإطلاق صواريخ على “تل أبيب” لكي تبرر عدوانها على لبنان لكسب تأييد الداخل الإسرائيلي والمشروعية الدولية للحرب. ويرى الخبراء أن الحديث الاسرائيلي عن هدنة 48 ساعة هي فخ لحزب الله للقول للعالم إن الحزب هو من أطلق الطلقة الأولى بعد الهدنة. لكن الخبراء ينوّهون بإدارة حزب الله للحرب وسيطرته على تكتيكاتها وعدم السماح للإسرائيلي بالخروج عن قواعد الاشتباك التي تشعل الحرب الواسعة، وبالتالي لن يعطي “إسرائيل” الذريعة التي تريدها.
وعلى الصعيد الميداني، واصلت المقاومة في لبنان تسديد الضربات لمواقع الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، وأصابته مباشرة. كما استهدفت قوّةً من الجمع الحربي الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج بالأسلحة المناسبة وأصابتها إصابة مباشرة. وقصفت موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة.
الى ذلك، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة الشهيد على طريق القدس فضل علي سلمان شعَّار في بلدته النبطية الفوقا في جنوب لبنان بموكب مهيب.
في المقابل استهدف العدو الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف. ونفذ الطيران عدواناً جويّاً حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س. ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقاً باتجاهه صاروخين من نوع جو – أرض، مخلفاً فيه أضراراً كبيرة. وأطلقت مسيّرة صاروخاً خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. أيضاً، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخاً على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة إبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات. وحلق الطيران الاستطلاعي فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق وعلى مستويات منخفضة.
على الصعيد الدبلوماسي، يجول سفراء الدول الخماسية على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، في إطار تحرك لإعادة إحياء المشاورات بالملف الرئاسي، والتمهيد للمبعوثين الذين سيأتوا الى لبنان خلال الفترة المقبلة للدفع باتجاه تحريك عجلة الاستحقاق الرئاسي. ولفتت مصادر “البناء” الى أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيزور لبنان مطلع الشهر المقبل ويقوم بجولة على الأطراف السياسية ويجري مروحة مشاورات للاتفاق على مواصفات الرئيس المقبل وقواسم مشتركة. كما علمت “البناء” أن المبعوث القطري جاسم آل ثاني “أبو فهد” وصل إلى بيروت أمس، على أن يقوم بجولة على السياسيين بعيداً عن الإعلام.
وأشارت معلومات صحافية الى أن “اجتماعاً لسفراء دول الخماسية سيعقد في بيروت هذا الأسبوع، على أن يليه تحرك هؤلاء السفراء باتجاه المسؤولين والقيادات اللبنانية. وسيترافق ذلك مع اجتماعات للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة”. وقالت المعلومات إن سفراء الخماسية يعملون على الاتفاق على وجهة نظر موحّدة لا سيما بعدما وصل موضوع رئاسة الجمهورية إلى عوائق لا يمكن تخطّيها إلا بالتأكيد على الخيار الثالث.
وأشار السفير المصريّ علاء موسى الى أن لقاءات سفراء الخماسية ستشمُل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كما مسؤولين آخرين. وأكد السفير المصري في حديث تلفزيوني، بأن “لا خلاف بين سفراء الخماسية واجتماع سيُعقد الثلاثاء (اليوم) بينهم في إطار الاتصالات المستمرة”.
وبرزت أمس، زيارة سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطوّرات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ولفتت أجواء مطلعة على اللقاء إلى أن الأجواء كانت إيجابية جداً وتناولت بشكل خاص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، عشية تحرّك السفراء الخمسة في بيروت قبل اجتماع دول الخماسية.
واستبعدت أوساط سياسية مطلعة لـ”البناء” إحداث أي خرق في جدار الملف الرئاسي في القريب العاجل، قبل انتهاء الحرب في غزة، لافتة الى أن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بشكل وثيق بالوضع في غزة، إلا إذا نجح الحراك الخارجي والتوافق الداخلي بفصل الملفين. لكن الأوساط تشير الى أن خريطة المواقف الداخلية لم تتغير، وتدور حول 3 اتجاهات: جهة تريد الوزير السابق سليمان فرنجية، وثانية تريد قائد الجيش العماد جوزاف عون، وثالثة يمثلها التيار الوطني الحر لم يرشح أحداً بعد سقوط مرشحه المشترك مع فريق 14 آذار أي الوزير السابق جهاد أزعور، ولذلك نحن في مراوحة قاتلة حتى ظهور معطيات خارجية، أو تسوية للملف الحدودي بعد انتهاء حرب غزة تفرض حلحلة سياسية في الداخل مع تبدل في التحالفات النيابية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
الجمهورية: الرياض وطهران تستعجلان انتخاب الرئيس والبخاري عند بري اليوم
تحت هذا العنوان توقفت "الجمهورية" مطولًا عند اللقاء المفاجئ أمس بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الايراني مجبتى أماني، معتبرة أنّ ملف الاستحقاق الرئاسي قد وضع على نار حامية هذه المرة لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، وقالت: "إنّ طيف إيران بات حاضراً فيها والرؤية الايرانية لحل الازمة الرئاسية اللبنانية باتت على طاولتها، وانّ قابل الايام سيشهد مزيداً من التطورات في هذا الاتجاه. وذلك في موازاة تصاعد خطورة الوضع على الجبهة الجنوبية والخشية من تطوره الى حرب مفتوحة".
وقالت الصحيفة: "تكثفت حركة اللجنة الخماسية العربية الدولية حول الاستحقاق الرئاسي عبر سفراء دولها في بيروت، الذين سيجتمعون في اي وقت هذا الاسبوع، على أن تكون لهم الاسبوع المقبل زيارات لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، وذلك بالتزامن مع اجتماعات سيعقدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة، وذلك في محاولة جديدة للتوصل الى توافق بين اللبنانيين على رئيس للجمهورية. فيما ترددت معلومات عن انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) وصل الى بيروت أمس وسيبدأ لقاءات مع عدد من المسؤولين بعيداً من الأضواء، للبحث معهم في ملف رئاسة الجمهورية".
لقاء الخيمة
أضافت: "وفي اطار حراك سفراء «الخماسية»، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أمس في دارته في اليرزة، السفير الايراني في بيروت مجتبى اماني، في لقاء هو الاول مباشرة بينهما. وافادت معلومات رسمية وزعت بعد اللقاء انه «تم خلاله عرض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك»".
ايران والخماسية
ونقلت "الجمهورية" عن مصادر لصيقة بأجواء اللقاء بين البخاري وأماني قولها إنه «يأتي في إطار اللقاءات الايرانية ـ السعودية التي تشهد مزيداً من التحسن الذي يستفيد لبنان من تداعياته».
واشارت هذه المصادر الى انه سبق هذا اللقاء محطة سابقة او لقاء سابق تمثّل بتلبية السفير الايراني والقائم بأعمال السفارة السورية في لبنان دعوة البخاري الى مأدبة عشاء جمعت لفيفاً من السفراء العرب والاجانب، وكانت مشاركتهما فيها لافتة، وكان اللافت أكثر الابراز السعودي لهذه المشاركة وكذلك الحفاوة السعودية الكبيرة بالسفير الايراني، والتي تترجم من خلال اللقاءات بين السفيرين.
وذكرت المصادر نفسها ان اللافت ايضا هو ان لقاء البخاري ونظيره الايراني جاء بعد ايام على مقابلة الاخير مع قناة «الميادين» التي شرح خلالها للرأي العام اللبناني عموما والمسيحي تحديدا وجهة نظر ايران من الملف الرئاسي. وكشفت المصادر انّ اماني يعقد منذ اسابيع لقاءات لهذه الغاية بعضها مُعلن، وكان منها لقاؤه امس مع السفير السعودي، والبعض الآخر غير معلن، وكان منها لقاء عقده قبل يومين في مقر السفارة الايرانية مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتخلله عشاء وتناول البحث خلاله الاوضاع في الجنوب والحرب الاسرائيلية على غزة والتطورات في المنطقة عموماً، وكذلك الملف الرئاسي اللبناني.
واوضحت المصادر ان البحث بين البخاري واماني تناول موضوعين:
الاول: موضوع غزة وما يرتبط به من تطورات في اعتباره اولوية ايرانية، وقد تركز البحث على تداعيات حرب غزة على دول الجوار ومن ضمنها لبنان، اذ انّ منع توسيع الحرب هو محل اهتمام ايران والسعودية في آن معاً، خصوصا ان المملكة العربية السعودية كانت قد رَعت وترأست في 11 تشرين الثاني الماضي في الرياض قمة الدول العربية والاسلامية من اجل غزة.
اما الموضوع الثاني الذي تناوله البخاري واماني بالبحث فكان الملف الرئاسي اللبناني وهو ذو شقين: الاول يتعلق بظهور توجه جديد لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية يقضي بفصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن الشروط التي كانت تحاول الخماسية فرضها على «حزب الله» لجهة سلاحه وغيره من شروط ومواضيع اخرى، بحيث انّ الخماسية قررت على ما يبدو فصل ملف الرئاسة عن مطالب اخرى كانت مطروحة والتعامل مع الاستحقاق الرئاسي منفصلاً عن بقية المواضيع السياسية لأنه بات في رأيها من المُلح إيجاد حل له والتعامل معه تقنياً وفصله عن الخلافات والنزاعات السياسية، وذلك على قاعدة حاجة لبنان الى بناء سلطة جديدة في ظل الاوضاع السائدة فيه وعلى ساحة المنطقة.
ولفتت المصادر الى انّ البخاري عندما عاد اخيراً من الرياض، حمل معه هذا التوجه الخماسي بفصل الاستحقاق الرئاسي عن النزاعات السياسية. وهو على هذا الاساس انطلق إثر عودته في لقاءات مع قيادات سياسية ودينية، ومع بعض السفراء العرب والاجانب وفي مقدمهم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.
وقالت المصادر نفسها ان المجموعة الخماسية كانت لا تضم ايران في صفوفها لتصبح سداسية، لكن لقاء البخاري واماني أمس اكتسب اهمية كبيرة لأنه جعل طيف ايران حاضراً في اجتماعات الخماسية، وان افكار ايران للحل الرئاسي اللبناني باتت من الآن وصاعداً على الطاولة الخماسية وخارجها.
شبكة أمان للبنان
الى ذلك اكدت مصادر مطلعة على اللقاء لـ«الحمهورية» انه سينعكس حُكماً ايجاباً على كل الملفات في لبنان لِما للدولتين السعودية والايرانية من تأثير على الداخل اللبناني. وكشفت ان البحث لم يتطرق بالتفصيل الى الملف الرئاسي، لكن كان هناك توافق على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق لبناني، كذلك كان توافق على استقرار لبنان في هذه المرحلة وبالتالي فإنّ اللقاء سيزيد من شبكة الامان لمصلحة لبنان.
واشارت المصادر الى انّ اصل اللقاء بين البخاري واماني «مرتبط مباشرة بالاتفاق السعودي ـ الايراني، والذي هو اكبر من ان يُفَصّل الى تفاصيل صغيرة، والرسالة الاساسية هي انّ الطرفين منفتحان على كل المكونات والطوائف، وان المملكة العربية السعودية حريصة على إعطاء رسالة في اتجاه الطائفة الشيعية بأنها على علاقة ممتازة معها، والتاريخ يشهد على ذلك في العلاقة مع السيد موسى الصدر ورجال الدين والهدف هو نَبذ خطاب الكراهية».
ورأت المصادر «ان جلسة اليرزة العربية (في الخيمة) ارادت ان تؤكد انّ العلاقة بين المملكة وطهران قائمة على التطور وليس هناك ما يهزّها، وهذه ترجمة طبيعية لأول لقاء رسمي من نوعه. واللقاء الثاني بعد عشاء فينيسيا الذي دعا اليه البخاري تحت عنوان الديبلوماسية المُستدامة لتأمين شبكة امان للبنان.
وكشفت انّ السفير السعودي قد يشارك في نشاطات ستدعو اليها السفارة الايرانية، ويمكن القول انّ المسار الرسمي انطلق من اليوم علي الارض اللبنانية…
ونَفت المصادر ان يكون الحديث خلال اللقاء تطرّق الى انضمام ايران الى المجموعة الخماسية، وقد اراد البخاري ان يكون هذا اللقاء ودياً وهادئاً، وخصوصاً في «خيمة السدو» العربية السعودية.
والاهم في اللقاء انه تم التوافق بين الطرفين على امن لبنان واستقراره في هذه المرحلة الدقيقة، ما يعزّز الاتفاق على ان الامن القومي اللبناني اصبح عنصرا مشتركا بين البلدين.
الانفتاح السعودي
الى ذلك، رَوت مصادر أخرى لـ"الجمهورية" أنه تم خلال اللقاء «تداول في الاوضاع اللبنانية السياسية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، وكذلك الاوضاع الامنية في الجنوب، وفي قطاع غزة والجهد المبذول لوقف العدوان الاسرائيلي عليه».
وكذلك وضعت مصادر متابعة هذا اللقاء «في اطار الانفتاح السعودي اولاً على جميع الاطراف، مؤكدة أهمية التوافق بين طهران والرياض في المنطقة وبما يُسهل التقارب والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وكَون ايران اضافة الى الرئيس بري هما صلة الوصل الموثوقة للسعودية بحزب الله، ما لم يحصل لاحقاً تواصل مباشر بين السفير السعودي والحزب في اطار الانفتاح السعودي على تسهيل حلحلة الازمات اللبنانية».
وقال البخاري إنّ لقاءه والسفير الإيراني «كان ودياً وتم التطرّق خلاله إلى عمل اللجنة الدولية الخماسية المعنية بِلبنان». وأوضح أنّ هذا اللقاء «يندرج في إطار التقارب السعودي الايراني». وأضاف: «لقد اتفقنا على محبتكم».
وسيزور البخاري عين التينة للقاء بري بناء على موعد مسبق غير مرتبط بجولة سفراء دول المجموعة الخماسية.
اللواء: تنسيق أميركي - فرنسي لاحتواء التصعيد جنوباً.. والاحتلال يواصل استهداف القرى جواً
تحت هذا العنوان أشارت "اللواء" إلى أنه "على مسمع ومرأى من وزير الجيوش الفرنسية سيبستيان ليكونور الموجود في "اسرائيل" استمر العدوان الاسرائيلي على الجنوب، واهله، وتمادت طائراته ومسيَّراته ومدفعيته القريبة والبعيدة باستهداف المنازل الآمنة، في القرى الحدودية، والبعيدة نسبياً عن الحدود في مشهد بالغ الخطورة، بالتزامن مع دفع «ألوية الموت» باتجاه خان يونس في غزة لتدمير ما تبقى، بحثاً عن أوهام الأسرى وأبطال المقاومة الفلسطينية".
ولفتت إلى أن حزب الله، لم يتأخر في الردّ على استهدافات العدوان ضد المدنيين، فاستهدفت المقاومة تجمعاً لجنود الاحتلال في محيط مستعمرة «إيفن مناحم» بالأسلحة الصاروخية، وحققت اصابات، حسب بيان المقاومة.
وحول جهود احتواء التوتر نقلت "اللواء" عن مصدر متابع عدم استبعاده أن يعرّج المستشار السابق للبنتاغون دوغلاس ماكجريجور إلى لبنان، وهو يتحرك بين "إسرائيل" وقطر والسعودية، وسط تنسيق مع الاوروبيين لا سيما الجانب الفرنسي منهم.
تحرك سفراء الخماسية
وحسب "اللواء" فقد حضرت هذه التطورات الدراماتية في الجنوب بالموازاة مع ما يجري في غزة في لقاءات السفراء، وخلال الاجتماعات بين مسوولين كبار وبعض سفراء اللجنة الخماسية العربية - الدولية حول لبنان، التي تتحضر لعقد اجتماع لها في الرياض او الدوحة مطلع الاسبوع المقبل، في ضوء ما ستؤول اليه لقاءات سفرائها في بيروت مع الشخصيات الرسمية والروحية والحزبية اللبنانية.
بالتزامن، تجددت المعلومات عن ان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، سيزور بيروت نهاية الشهر الجاري، في اطار المهمة المكلف بها تجاه تقديم ما يلزم في ما خص البحث عن نقاط تلاقٍ بين اللبنانيين، من زاوية المرشح الثالث، بصرف النظر عما يجري بالنسبة للأطراف، واعتبار حزب الله ان لا شيء يتقدم الكلام عن المعركة في غزة والجنوب، وان الملفات الاخرى ليست على الطاولة، مع التذكير من وقت لآخر ان الوزير السابق سليمان فرنجية ما يزال هو المرشح الذي يتبناه الثنائي الشيعي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما هو مرتقب في المشهدية الرئاسية لا يتعدى عملية جس النبض لتحريك الملف من المعنيين والتسويق مجددا لمبادرة في هذا الملف، ولفتت إلى أنه لا يمكن في الوقت نفسه الحديث عن اجواء تفاؤلية قبل أن ينطلق المسعى المحلي الجديد بدعم اللجنة الخماسية، في الوقت الذي وصل البعض فيه إلى قناعة تفيد أن جبهة الجنوب منفصلة عن الاستحقاق الرئاسي، أي لا يمكن انتظار ما قد يستجد.
ورأت هذه المصادر أن هذه الحركة الجديدة التي تتبلور في بداية الشهر المقبل تعد بالنسبة إلى كثيرين تكرارا لحركة سابقة تخرق المراوحة لفترة من الزمن، مؤكدة أن العمل جار لتزخيم الملف على الصعيد الداخلي من خلال اتصالات سياسية وذلك قبل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان إلى بيروت أو الموفد القطري.
وتأجل لقاء سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس نبيه بري الذي كان مقرراً اليوم، واقتصر الأمر على زيارة السفير السعودي وليد البخاري لعين التينة، وهي التي كانت مخصصة سابقاً.
وفي المعلومات ان اللقاء بين سفراء الخماسية والرئيس بري سيتحدد الاسبوع المقبل، بعد ان يكون المجلس انتهى من اقرار الموازنة، وضمن جدول زيارات تشمل الشخصيات السياسية والرسمية، وأبرزها الرئيس نجيب ميقاتي.
وبعد اللقاء مع السفير بخاري، يستقبل الرئيس بري سفير مصر علاء موسى، في اطار لقاءاته مع السفراء، لا سيما سفراء اللجنة الخماسية.
لقاء الخيمة
واتخذ اللقاء الذي عقد في خيمة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري مع ضيفه سفير إيران مجتبى أماني أبعاداً سياسية، نظراً لارتباطه بحراك سفراء اللجنة الخماسية حول لبنان وضرورة انهاء الشغور الرئاسي فيه.
واستمر اللقاء ساعة، قال بعدها السفير بخاري: اللقاء كان جيداً، وتم التطرق خلاله الى عمل اللجنة الخماسية، وهو يندرج في إطار التقارب السعودي - الايراني.
الجلسة والمشاركة
وعشية الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة للعام 2024 بدءاً من يوم غد، رأت "اللواء" أنه بات بحكم الثابت ان كتلا تعترض اصلاً على التشريع (ولو تشريع الضرورة) ستشارك في الجلسة لحسابات تكشف عنها في بياناتها، في وقت يتجه فيه التيار الوطني الحر، الذي تعقد كتلته اجتماعاً اليوم الى عدم المشاركة، على خلفية عدم الاخذ باقتراح القانون الخاص لجهة المناقشات في الموازنة، من زاوية عدم التشريع بغياب رئيس الجمهورية.
وازاء غموض موقف النائب جبران باسيل من المشاركة او عدمها، كشفت النائبة غادة عون من كتلة القوات اللبنانية (الجمهورية القوية)، أنها ستشارك في جلسة مناقشة الموازنة تطبيقاً للدستور، باعتبارها ليست جلسة تشريعية، ووصفت جلسة المناقشة بأنها ستكون «ساخنة لتصويب الامور وتصحيح الارقام».
وعزت كتلة «تجدُّد» التي قررت المشاركة في جلسات مناقشة الموازنة الى ان فقدان النصاب، يعني ان الحكومة بإمكانها اصدار المشروع بمرسوم، وهذا يشكل خطراً استراتيجياً وبنيوياً على هوية لبنان الاقتصادي، وعلى الاقتصاد الشرعي، وعلى اللبناني الآدمي والملتزم بالقانون، وبتسديد موجباته المالية تجاه الدولة.