لبنان
هوكشتاين يفشل بإبعاد المقاومة عن الحدود.. والرئيس برّي: نقل الليطاني أهون
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على الارتباك الإسرائيلي أمام تصاعد عمليات المقاومة والفشل في مساعي الضغوط التي تبنتها واشنطن على لبنان لتلبية الطلب الإسرائيلي بإبعاد وحدات المقاومة إلى جنوب الليطاني. وقالت الصحف إنّ ساعة الحقيقة دقّت أمام بنيامين نتنياهو بعدما أعلن ومعه قادته العسكريون وأركان حكومته، أنّ فشل المساعي الدبلوماسية يعني الانتقال لفرض الانسحاب على المقاومة بالقوّة. وهذه هي اللحظة الحرجة أمام نتنياهو في ظل تهالك وضع جيشه وضعف جبهته الداخليّة، بعدما كان الرهان على نجاح مساعي المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين قد جعله يصعد إلى أعلى الشجرة، وهو الآن بين النزول مهزومًا أو الذهاب إلى التصعيد.
ونقلت الصحف عن مصادر سياسية متابعة عما سمعه هوكشتاين خلال زيارته لبيروت، فقالت إنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال له لا نستطيع البحث بأي مبادرات لترتيب وضع الحدود قبل وقف الحرب في غزّة، بينما نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إنّ نقل الليطاني إلى الحدود، أهون من نقل مقاتلي المقاومة إلى شمال الليطاني حيث هو.
"الأخبار"| حشد أوروبي في بيروت: اهتمام بمنع امتداد الحرب وبإبقاء النازحين السوريين
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّ "الهجمة الديبلوماسية الأوروبية على لبنان تعكس، في أحد وجوهها، محاولة لعدم نقل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إليه وتوسّعه إلى حرب شاملة. لكنّه يعكس، أيضًا، اهتمامًا بوضع النازحين السوريين وإبقائهم في لبنان.ومع الزيارتين المنتظرتين لكلٍّ من وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وإيطاليا أنطونيو تاياني، بعد زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، تتحوّل بيروت إلى خليّة نحل ديبلوماسية أوروبية، بالتزامن مع تنشيط الولايات المتحدة لحركتها الديبلوماسية فيها.
الأميركيون يحصرون اهتمامهم، حتّى الآن، بوضع الجنوب وتأمين منطقة حدودية آمنة لـ"إسرائيل". وفيما يتحرك أوروبيون، كالألمان والبريطانيين، بتنسيق مع الولايات المتحدة في ملف الجنوب، يوسّع آخرون دائرة اهتماماتهم. والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعًا، بحسب المعطيات، أن الملف الرئاسي ليس أولوية لأيٍّ منهم، إذ إن الكلام الرئاسي مجرّد لازمة تتكرّر، من دون أيّ أفق أو خريطة طريق واضحة تتعدّى الكلام عن تحديد مواصفات الرئيس، بل إن الأولوية هي لإبعاد شبح الحرب عن لبنان. فالدول المساهمة في القوات الدولية تسعى إلى تأمين سلامة جنودها وتحييد قواتها العاملة في الجنوب، وفي الوقت نفسه تحاول تأمين أكبر تغطية ممكنة لتنفيذ القرار 1701، من دون أن ينسى بعضها موضوع النازحين السوريين.
ووفق معطيات جهات على تواصل وثيق مع الزوار الأوروبيين قبل مجيئهم إلى بيروت وبعده، أن مهمّة هؤلاء الأساسية لا تتعلق بمبادرة محددة، بل يقومون بنقل رسائل واضحة متشابهة عن حجم التهديد الإسرائيلي للبنان. ورسائل هذه الوفود التي تتنقل بين "تل أبيب" وعواصم المنطقة، سعيًا إلى عدم توسيع الصراع في غزّة، تأخذ في بيروت طابعًا أكثر جدية. وتؤكد هذه الجهات أن لهجة الرسائل لم تتبدّل منذ ثلاثة أشهر، لجهة حدّتها وأهمية ما ينقل عن المسؤولين الإسرائيليين. لكن ما تبدّل هو نوعية الاقتراحات والأسئلة المتعلقة بكيفية مقاربة لبنان للمسائل التي يتم النقاش فيها، واحتمال انتقال "اسرائيل" إلى مرحلة جديدة تتعلق بلبنان، علمًا أن هناك اقتراحات لم تقدّم رسميًا، بل طُرحت على شكل استفسارات وأفكار للنقاش، كالكلام عن انتشار ألماني على الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، على عكس النقاش المتعلق بالقرار 1701 الذي توسع النقاش فيه من تفعيله إلى توسيع إطار عمله، إلى تنفيذه كما كان معمولًا به منذ عام 2006، ولا سيما لجهة تكثيف الجيش وجوده في جنوبيّ الليطاني.
مزيد من الضغط الأوروبي والأممي للتعامل مع ملف النازحين السوريين في غير مصلحة لبنان
يسأل الديبلوماسيون عن وضع حزب الله وانتشاره بطبيعة الحال، كما يسألون عن استعداد الجيش لتغطية الأمن في الجنوب عملًا بمتطلبات القرار الدولي. وحتّى الآن، الجواب واضح بشقّين، عدا السياسي الذي غطّته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بتحديد ضرورة وقف النار في غزّة أو رفض تحديد مساحة جغرافية لابتعاد حزب الله عن الحدود في منطقة جنوبيّ الليطاني: أولًا، أن"إسرائيل" ملزمة بتنفيذ القرار ووقف مخالفاتها له عبر الطلعات الجوية والخروقات المتكرّرة حتّى قبل اندلاع الأحداث العسكرية، والثاني أن لا قدرة للجيش، في الوقت الذي ينفذ فيه انتشارًا أمنيًا داخل لبنان، على سحب ألوية وأفواج من الداخل إلى الجنوب، أو على رفع عديده جنوبًا من 4500 عنصر إلى ما فوق العشرة آلاف، ليتلاءم مع المتطلبات التي تصرّ عليها النقاشات الغربية. فالتطويع اليوم في ظل الوضع الاقتصادي يحتاج إلى موازنة غير متوافرة، رغم أن الكلام السياسي الحكومي بدأ يتناول هذا الملف جديًا، علمًا أن الجيش لا يزال يعتمد على مساعدات شهرية خارجية لعناصره، إضافة إلى عدم قدرته على تأمين الأمور اللوجيستية التي تلحظها الطلبات الغربية، وتحتاج إلى تمويل لا قدرة للبنان على تحمّله. لذا تحرّك مجددًا موضوع المساعدات للجيش، من ألمانيا التي رفعت مساعداتها عن السنة الماضية في شكل لافت. وإذ تصرّ النقاشات الديبلوماسية الغربية على توسيع وجود الجيش، تضع في المقابل حماية عناصرها أيضًا على المحك، لجهة التنسيق بين القوّة الدولية والجيش وعدم تعرّض القوات الدولية لأيّ مخاطر. لكن الاستحقاق الأساسي يبقى بالنسبة إلى لبنان في كلّ ذلك، وقف الحرب كبداية لأيّ نقاش سياسي تتولاه الحكومة.
ويندرج موضوع النازحين السوريين أيضًا في أجندة الوفود الغربية، مع بعض التمايز. فبعض الدول لا تقارب الموضوع لعدم تأثيره عليها مباشرة كبريطانيا مثلًا، فيما بعضها يتناوله جديًا، ومنها دول متوسطية أوروبية وأممية. وجرت في الأيام الأخيرة محادثات حول وضع النازحين أثارت خلالها هذه الوفود امتعاضًا لبنانيًا لرفضها أيّ طلبات لبنانية تتعلق باتخاذ بعض التدابير اللوجستية لجهة ضبط وجود النازحين في بعض المناطق التي ارتفعت فيها وتيرة الأعمال الأمنية، أو لجهة الأموال التي يتقاضونها أو تصنيف النازحين بين معارضين وموالين ونازحين قسرًا أو لأسباب اقتصادية، وخصوصًا أن جمعيات أممية وأوروبية تسعى إلى تأمين اندماج مجموعات منهم في لبنان، رغم أنهم ممن يزورون سوريا دوريًا وليسوا معارضين للنظام السوري. كما ترفض هذه الوفود رفضًا قاطعًا أيّ محاولات لقوننة وجود النازحين، رغم ما يقدّم إليها من معلومات أمنية واقتصادية، وإنّ ثمة تماديًا في فرض إيقاع مدروس تماشيًا مع رغبة الدول ولا سيما المتوسطية منها، في عدم تهاون لبنان مع عمليات التهريب بحرًا، إضافة إلى عدم استهداف النازحين بأيّ إجراءات لتشجيع بقائهم في لبنان. ويتشعب الكلام عن تعامل هذه الوفود مع ملف النازحين من دون الأخذ في الحسبان اقتراحات يقدّمها المعنيّون في لبنان. وقد تكون الفرصة اليوم متاحة لمزيد من الضغط الأوروبي والأممي للتعامل مع ملف النازحين السوريين، في غير مصلحة لبنان، في لحظة حساسة ينشغل فيها لبنان باحتمالات الحرب الإسرائيلية عليه.
"البناء"| نتنياهو أمام اللحظة الحرجة: انتهت مهمّة هوكشتاين دون إبعاد المقاومة... وبرّي: نقل الليطاني أهون
من جهتها صحيفة "البناء" قالت: على جبهة لبنان ارتباك إسرائيلي أمام تصاعد عمليات المقاومة والفشل في مساعي الضغوط التي تبنتها واشنطن على لبنان لتلبية الطلب الإسرائيلي بإبعاد وحدات المقاومة إلى جنوب الليطاني. ودقت ساعة الحقيقة أمام بنيامين نتنياهو بعدما أعلن ومعه قادته العسكريون وأركان حكومته، أن فشل المساعي الدبلوماسية يعني الانتقال لفرض الانسحاب على المقاومة بالقوّة. وهذه هي اللحظة الحرجة أمام نتنياهو في ظل تهالك وضع جيشه وضعف جبهته الداخليّة، بعدما كان الرهان على نجاح مساعي المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين قد جعله يصعد إلى أعلى الشجرة، وهو الآن بين النزول مهزومًا أو الذهاب إلى التصعيد. ونقلت مصادر سياسية متابعة عمّا سمعه هوكشتاين خلال زيارته لبيروت، فقالت إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال له لا نستطيع البحث بأي مبادرات لترتيب وضع الحدود قبل وقف الحرب في غزّة، بينما نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إن نقل الليطاني إلى الحدود فيصبح المقاومون جنوب الليطاني، أهون من نقل مقاتلي المقاومة إلى شمال الليطاني حيث هو.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها على وقع التهديدات الإسرائيلية للبنان، وارتفاع وتيرة المواقف الدولية المحذّرة من توسّع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي توقع الأمين العام للأمم المتحدة بأن تكون «كارثية»، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام القرار 1701 من قبل الجانبين. وعلمت «البناء» أنه وبعد مغادرة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لبنان، تلقى مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى رسائل إضافية من دبلوماسيين أوروبيين ومن السفيرة الأميركية في بيروت تحذّر من تصعيد «إسرائيلي» لضرباتها على الجنوب وضرورة الإسراع في تهدئة الجبهة وتطبيق القرار 1701 كمرحلة تمهيدية لبدء عملية تفاوض على ملف الحدود للتوصل إلى تسوية شاملة. فيما واصل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي إطلاق التهديدات بحرب على لبنان، فأعلن أمس أن «احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار أعلى بكثير»، لكنّه قال: «لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول لكم إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي».
ويشير خبراء عسكريون لـ«البناء» إلى أن العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية هي حرب حقيقية، لكن ضمن مستوى معين يتخطّى قواعد الاشتباك أحيانًا لكن ضمن نطاق جغرافي محدد وأهداف محدّدة ومدروسة من كلا الجانبين لوجود توازن ردع حقيقيّ يمنع أيًا من الأطراف توجيه ضربة تخرج عن الإطار القائم تؤدي إلى حرب شاملة لا يريدها الطرفان. ويلفت الخبراء إلى أن "الجيش الإسرائيلي" منهك ومستنزف وكذلك كلّ مفاصل وقطاعات «إسرائيل»، ومن الصعب خوض حرب جديدة مع لبنان ومع قوة كحزب الله تملك مقدرات عسكرية هائلة كشف الحزب عن بعضها خلال شهور الحرب، لكن ما خُفي من قدرات ومفاجآت قد يكون أعظم ويغيّر المعادلات في المنطقة. لذلك يتهيب قادة الاحتلال العسكريون الحرب الشاملة مع لبنان في ظل الواقع العسكري والاقتصادي والسياسي في «إسرائيل» والتصعيد في المنطقة بعد دخول إيران بقوة في توجيه ضربات للموساد الإسرائيلي في سورية والعراق وباكستان، إضافة إلى تحوّل الرأي العام العالميّ ضدّ حكومة بنيامين نتنياهو، لكن العامل الأهم وفق الخبراء هو استنزاف "الجيش الإسرائيلي" في غزّة ما يجعله غير قادر على خوض حرب جديدة على الجبهة اللبنانية قد تطول لأشهر أيضًا وبالتوازي مع استمرار جبهة غزّة وطوق ناري من جبهات عدة من العراق واليمن والجولان في ظل التوترات الأمنية على الحدود مع مصر. إلا أن الخبراء لا يستبعدون ارتكاب حكومة الحرب المأزومة في «إسرائيل» حماقة بتوسيع العدوان على الجنوب لأسباب سياسية داخلية وتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من المستوطنين المهجرين من شمال فلسطين، ووسيلة لحجب الهزيمة في غزّة وتوريط المنطقة بحرب إقليمية.
ولفت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في تصريح تلفزيوني إلى أن «الحرب على لبنان ليست سهلة على «إسرائيل» والصواريخ ستسقط عليها من الجهات كافة»، معتبرًا أن «الحوثيين يلعبون دورًا دوليًا وما قاموا به مرتبط بغزّة وموقفنا منسجم مع الموقف العربيّ وما نريده عدم توسّع الحرب». وأكد أن «الحرب الداخلية تخرّب البلد وإذا خيّرنا بين حرب إقليمية وبين حرب أهلية سنختار الإقليمية لأنها تنتهي بعكس الأهلية». وشدد على أن «هناك واقعًا قائمًا في الجنوب وحزب الله جماعة لبنانية تعي مصلحة البلد ونحن نعارض ما تقوم به بعض التنظيمات غير اللبنانية من عمليات إطلاق صواريخ».
في المواقف الدولية، برزت إشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، على الأهميّة التي يوليها للبنان مذكرًا بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب، وقال «بالنسبة إلى قرارت مجلس الأمن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب أن يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد أمن «إسرائيل» وأن ينتشر النزاع في لبنان».
وأضاف ماكرون: «فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كلّ ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدّمنا مقترحات عدّة في الأسابيع الماضية، إلى جانب الولايات المتحدة، للإسرائيليين من أجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد أنه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصًا أن تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار 1701 من قبل الجانبين، وهذا أمر لا غنى عنه».
وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلًا «نحن متمسّكون مع الأمم المتحدة بمهام القوّة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد».
وعلمت «البناء» من مصادر دبلوماسية أن دولًا أوروبية تتوقع ضربة عسكرية إسرائيلية كبيرة للجنوب خلال الأسبوعين المقبلين، وكشفت معلومات «البناء» أن قوات الأمم المتحدة «اليونفيل» اتخذت منذ أيام إجراءات احترازية إضافية في كافة مراكزها تحسبًا لتوسيع جبهة الحرب.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من «أن أي مواجهة شاملة بين «إسرائيل» ولبنان ستكون كارثية تمامًا، في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزّة بين «إسرائيل» وحركة حماس».
وكانت جبهة الجنوب شهدت قصفًا متبادلًا بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وقصفوا انتشارًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بصواريخ بركان وتحقيق إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخيّة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وفي عملية أخرى، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع العباد بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وردًّا على اعتداءات العدوّ على القرى والمنازل المدنية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى إصابة أحد المباني فيها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن «صفارات الإنذار تدوي في رامات دالتون، دالتون، كيرم بن زمرا، علما، الريحانية في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة».
في المقابل أغار طيران العدوّ على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، إذ طال الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب، وأحدث أضرارًا كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب. واستهدف العدوّ المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية، وأطراف بلدة البستان. وحلقت مسيرة اسرائيلية معادية في أجواء قرى وبلدات قضاء صور.
الى ذلك، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس في سويسرا، وشدّد خلال هذه الاجتماعات على «أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزّة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع تمهيدًا للعودة إلى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن».
ودعا ميقاتي «الدول الفاعلة إلى الضغط على «إسرائيل» لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرّة للسيادة اللبنانية». وجدّد «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدوليّة»، مطالبًا «بالضغط على «إسرائيل» لتطبيق القرار كاملًا والعودة إلى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949».
وكان رئيس الحكومة اجتمع في هذا الإطار مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وعقد اجتماعات مع كلّ من رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته. والتقى كلًا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انتوني بلينكن، وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ.
وبرز سجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على خلفية هجوم رئيس «القوات» سمير جعجع على أطراف الحكومة ومن ضمنهم «التيار»، بقوله: «إنّ القوى السياسيّة المكوّنة للحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن «خنفشرياتهم» الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط».
ورد «التيار» في بيان على تصريحات جعجع، ولفت إلى «أن الحقد أعمى السيد سمير جعجع لدرجة أنه لا يستطيع أن يرى أن التيار الوطني الحر غير مشارك إطلاقًا بأعمال الحكومة لا بل هو المعارض الوحيد بين القوى السياسية لكل أفعالها غير الميثاقية وغير الدستورية واللاشرعية أو القانونية، فيما هو يغطي علنًا جلساتها غير المقبولة وقراراتها ومراسيمها غير المسموحة. قليلًا من الحكمة يا «حكيم».
على صعيد سياسي آخر، استقبل رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء.
وردًا على سؤال، قال النائب هادي أبو الحسن بعد الاجتماع «تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلبًا فئويًا بل عامًا، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسنًا أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأيًا لقائد الجيش في هذا الموضوع واحترامًا للأقدمية أيضًا». بدوره، وردًا على سؤال، أوضح الوزير السابق صالح الغريب «انه ليس من المفروض أن يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزّة وجنوب لبنان، إنما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهما بكل أسف».
"النهار": تجدّد التحذيرات الدولية.. ولا ربط بالرئاسة
بدورها كتبت صحيفة "النهار": وسط التضارب الشديد بين الوقائع الميدانية التصعيدية التي تشهدها الجبهة الجنوبية والتقديرات الديبلوماسية التي لا تزال تميل إلى استبعاد انزلاق طرفي المواجهة، أي "إسرائيل" وحزب الله، إلى حرب شاملة على رغم تصعيد "إسرائيل" وتيرة غاراتها الجوية على المناطق الحدودية وقيامها بمناورات عسكرية تحاكي حربًا على لبنان، بدت عودة التحذيرات الدولية والغربية للبنان بمثابة مؤشر جديد إلى خطورة إهمال او تجاهل او حتّى التقليل من الاحتمالات المتعاظمة لنشوب حرب وسط وقائع إقليمية آخذة في شحن المنطقة بمعطيات بالغة التوّتر على امتداد جغرافيا واسعة من اليمن إلى جنوب لبنان.
ولعل المفارقة اللافتة التي تواكب عودة التحذيرات هذه تتمثل في ان المشهد الداخلي يتجه قدما نحو توترات جديدة على خلفية تصاعد الاعتمالات السياسية التي تسببت بها المواقف الأخيرة للحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي من ربط التهدئة في الجنوب بوقف الحرب على غزّة والتي اثارت ردودا سلبية لدى العديد من القوى المعارضة الامر الذي يجعل الواقع السياسي ينكشف أكثر فأكثر على هشاشة تصاعدية تثير المخاوف من انعدام قدرة لبنان على التحسب والمواجهة امام أي تطوّرات كبيرة مقبلة. كما ان حيزا من المشهد الداخلي بدأ يتفاعل مع المعطيات التي تتوقع تحريكا للازمة الرئاسية في ظل ما يتردّد عن اجتماع في وقت قريب للمجموعة الدولية العربية الخماسية المعنية بملف الازمة الرئاسية في لبنان في باريس على ان يعقب اجتماعها إعادة استئناف الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان تحركه نحو بيروت وهذه المرة مع أفكار واتجاهات جديدة يظللها موقف منسق وموحد للمجموعة الخماسية في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة.
وتحدثت مصادر مطلعة عن اتجاه محسوم لدى دول الخماسية لفصل أي ربط بين الواقع الميداني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن الأزمة الرئاسية لان من شأن ذلك زيادة التعقيدات المحلية والخارجية التي تعترض انهاء ازمة الفراغ الرئاسي فيما أي تحرك جديد للمجموعة الخماسية سينطلق من اقتناع لدى دولها بالضرورة القصوى لانتخاب رئيس للجمهورية لبدء عودة لبنان إلى توازنه الداخلي بما يلجم القرارات الأحادية والمتفردة كتلك التي زجت به راهنا في المواجهات الحربية عند الحدود الجنوبية. وقالت ان هذا الاتجاه يجعل موقف السلطة اللبنانية في موقع حرج دوليا وخارجيا للغاية وهو الامر الذي يفترض ان يكون رئيس الحكومة قد واجهه فعلا في لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والغربيين في دافوس.
مفارقة أخرى داخلية برزت ولو انها لا تتصل بالأوضاع الميدانية وتمثلت في الالتباس الذي أثاره حديث تلفزيوني لميقاتي في دافوس عن الإعداد لقانون لاسترداد الودائع المصرفية يعطي الأفضلية لصغار المودعين تحت سقف المئة الف دولار، ويعلن عنه الأسبوع المقبل. وفيما لم يصدر أيّ كلام عن مصرف لبنان بشأن ما نسب إلى ميقاتي عن الودائع، باعتبار ان الخطوة هي من مهام الحكومة والمجلس النيابي، يستكمل المركزي اجراءاته الهادفة إلى انصاف المودعين ومنع التفريط بودائعهم، فيأتي قراره منح المستفيدين من التعميم 151 مبلغ 150 دولارًا شهريًا، في هذا الاطار، وهو ما اوردته "النهار" السبت الفائت. ورغم ان تلك الخطوة متواضعة، لكنّها تبدو مؤشرًا يعبّر عن مسار عمل حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري على طريق انصاف المودعين تدريجيًا.
غوتيريس وماكرون
اما ابرز التحذيرات الدولية الجديدة من اتساع الحرب إلى لبنان فجاءت امس على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي كان ميقاتي التقاه في دافوس. إذ حذر غوتيريس من أن أي "مواجهة شاملة" بين "إسرائيل" ولبنان ستكون "كارثية تمامًا" في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزّة بين "إسرائيل" وحركة حماس. وأكد غوتيريس في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس دعوته إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزّة. وقال إن "اتساع رقعة القتال الذي نشهده، وخطر اندلاع مواجهة شاملة في لبنان سيكونان أمرًا كارثيًا تمامًا. علينا تجنّب ذلك مهما كان الثمن".وأشار إلى أن وقف إطلاق النار سيساعد على تجنّب المزيد من الفوضى.
وكان سبقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمره الصحافي مساء الثلثاء في قصر الاليزيه حين تطرق إلى ملف لبنان فاكد الاهمية التي يوليها للبنان مذكرًا بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب وقال "بالنسبة إلى قرارت مجلس الأمن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد امن "اسرائيل" وان ينتشر النزاع في لبنان". واضاف ماكرون "ان فرنسا متمسكة بسلام لبنان واستقراره وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كلّ ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، إلى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من أجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصًا ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار 1701 من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه".
وفي غضون ذلك واصل ميقاتي لقاءاته خلال مشاركته في دافوس وشدد خلالها على "أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزّة" ودعا "الدول الفاعلة إلى الضغط على"إسرائيل" لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرّة للسيادة اللبنانية". وجدد "تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدولية"، مطالبًا "بالضغط على "اسرائيل" لتطبيق القرار كاملًا والعودة إلى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949". وشملت اللقاءات التي عقدها غوتيريس ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
"الميدانيات"
في المشهد الميداني تصاعدت المواجهات بعد الظهر بعدما طاول القصف الإسرائيلي صباحا مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفر كلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة. وأغارت مسيّرة إسرائيلية على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب ما أدى إلى احتراقه. وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على حولا مستهدفا المنازل، الا ان اي إصابات لم تسجل. كما اغار الطيران الإسرائيلي على المنطقة بين راميا ومروحين وطاول القصف الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب وأحدث أضرارا كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب. وأفيد عن سقوط قتيل من حركة حماس في غارة إسرائيلية على سهل القليلة ونعته الحركة لاحقا وهو وليد احمد حسنين من مخيم المية ومية - صيدا. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المنطقة الحرجية بين بلدات كفرحمام والهبارية وراشيا الفخار.
في المقابل اعلن حزب الله استهدافه تجمعًا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع الراهب كما استهدف موقع العباد، ونعى أحد عناصره رشيد محمد شغليل.
واشارت وسائل إعلام إسرائيلية عصرا إلى ان نحو 20 صاروخا أطلقت من لبنان تجاه الجليل الأعلى. وفي وقت لاحق، اعلنت "كتائب القسام" تبنيها مسؤولية إطلاق 20 صاروخًا من جنوب لبنان في اتجاه ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي.
وهدّد رئيس الأركان الإسرائيلي مجددا بان "احتمالات اندلاع حرب في الشمال باتت أعلى من أي وقت سابق ونحن مستعدون بكل قوتنا".
نهر الليطانيعبدالله أبو حبيبعاموس هوكشتاين