لبنان
مائة يومٍ من العدوان وغزّة صامدة.. والسيد نصر الله: جاهزون للحرب
ركَّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 15 كانون الثاني/يناير 2024 على مضي مائة يوم من العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، والذي تزامن مع كلمة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد القائد الجهادي وسام طويل "الحاج جواد"، توقّف خلالها سماحته عند المساعي الأميركية لتوسعة الحرب، وسعيها لردع المقاومة في المنطقة عبر التهويل والتهديد والاعتداءات في سبيل منعها عن نصرة غزّة ومقاومتها.
وفي السياق، شدَّد السيد نصر الله على أنَّ المقاومة جاهزة حزب الله جاهز للحرب منذ 99 يومًا وسيقاتل بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود، مؤكدًا أنَّ على الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته وقاعدته العسكرية في المنطقة، أي "إسرائيل".
وحول العدوان المستمرّ، تناولت الصحف اللبنانية الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزّة، حيث تستمر الاشتباكات في محاور القتال إضافة للصواريخ التي لا تزال تقصف المستوطنات الصهيونية، ما يؤكّد فشل العدوّ من تحقيق أي من أهدافه المُعلنة أو غير المُعلنة. وخرج أبو عُبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، ليُعلن أنَّ المقاومة في غزّة نجحت بتدمير 110 آليات خلال مائة يوم من الحرب، كاشفًا أنَّ عددًا غير قليل من الأسرى مجهول المصير بسبب قصف جيش الاحتلال، مؤكدًا أن ليس عند المقاومة موضوع للتفاوض يسبق تثبيت وقف إطلاق النار وإعلان نهاية العدوان على غزّة وفك الحصار عنها.
الأخبار| نصر الله: أهلًا ومرحبًا بالحرب
لم يتبدّل السقف الذي وضعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ اليوم الأول للعدوان على غزّة، وجدّد قوله إن كلّ «التطورات في المنطقة مرهونة بوقف هذا العدوان». وردًا على رسائل التهديد والـ«نُصح» والتحذير التي تصِل إلى لبنان من حرب كبيرة قد يشنها العدو، قال إن «من يجِب عليه أن يخشى من الحرب مع لبنان هي إسرائيل، وحكومتها ومستوطنوها».جاءَ ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها في الاحتفال التكريمي، الذي أقامه حزب الله أمس، بذكرى استشهاد القائد الجهادي وسام طويل في خربة سلم، وسخِر نصر الله من «التهديدات الأميركية والصهيونية التي لا تخيفنا، فالعدوّ يهدّدنا بألوية تعبانة ومرعوبة ومهزومة». وأعلن أن «حزب الله جاهز للحرب منذ 99 يومًا وسيقاتل بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود، وبالتالي على الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته وقاعدته العسكرية في المنطقة، أي إسرائيل»، لافتًا إلى أن «"الجيش الإسرائيلي" المعافى بكامل جهوزيته تحطّم وهزم ورفع الأعلام البِيض، في حرب عام 2006».
وكشف نصر الله عن المزيد من رسائل التهديد الأميركية التي وصلت إلى لبنان، والتي تُفيد بأن "اسرائيل" تستعد لتنفيذ عملية عسكرية بعد الانتهاء من حرب غزّة، وردّ مؤكدًا على «استمرار عمليات الحزب تضامنًا مع قطاع غزّة، حيث إن جبهة لبنان هدفها وقف العدوان على غزّة، وبعد توقف العدوان فلكل حادث حديث»، ما يُعدّ ردًا على ما حمله الموفد الأميركي عاموس هوكشتين الذي زار لبنان قبل أيام.
ورأى نصر الله أن «"إسرائيل" سقطت في حفرة عميقة، وهي غارقة في الفشل ولم تحقّق أيًّا من أهدافها المعلنة أو شبه المعلنة والضمنية في الحرب العدوانية التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ مئة يوم». وأشار إلى أن «العدوّ ما زال يقاتل في خان يونس والوسط من أجل تحصيل إنجاز ما، ولم يتمكّن من القضاء على المقاومة ولا حتّى على حكومة حماس، ولا تزال كلّ المناطق التي أخليت من مناطق شمال غزّة تديرها حكومة حماس، كذلك لم يتمكّن العدوّ من إيقاف الصواريخ حتّى من شمال غزّة ولا من استعادة أسير واحد على قيد الحياة».
وأعاد التذكير بخسائر الاحتلال التي «تزيد من إرباكه، وآخرها الكشف عن 4000 معوّق في صفوف جيشه»، ناقلًا عن وسائل إعلام العدوّ أن العدد «قد يصل إلى 30 ألفًا». وقال: «عندما تتوقف الحرب ستظهر الحقائق أمام الجمهور، ويعرف الجميع الكارثة التي لحقت بالكيان نتيجة مقاومة غزّة ومن خلفها جبهات المقاومة».
كذلك أكد السيد نصر الله أنّ «أيّ أمل باستعادة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزّة انتهى. وهذا الرأي العام في الكيان المؤيد للحرب بدأ ينحسر بسبب ذلك، وبسبب أن الحكومة غير قادرة وعاجزة، وبدأ يرتفع صوت المطالبة في الكيان بالتفاوض لاستعادة الأسرى، ما يعني الخضوع لشروط المقاومة في غزّة. ورأى السيد نصر الله أن «هذا المسار إذا استمر في غزّة أو الضفّة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدوّ لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب»، رغم أن «الأميركيين وحلفاءهم الغربيين عملوا على إحباط أو منع جبهات الإسناد، وهي شنّت حربًا نفسية على هذه الجبهات، وحاولت تسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن. وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط، والدليل على جدواها ما يحصل على الجبهات هو انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن».
وتعليقًا على الاغتيالات، لفت إلى «الأميركي يهدّد بالإسرائيلي وبالاغتيالات في العراق ولبنان والعدوان في اليمن، لكنّه لم يجد نفعًا. والأميركي يدخل في تناقض عندما يقول إنه لا يريد توسيع نطاق الحرب، ثمّ يذهب إلى توسيعها»، معتبرًا أن ما «تقوم به واشنطن هو حماقة. وإذا كان الرئيس الأميركي ومن معه يظنّون أن العدوان على اليمن يمنع اليمنيين، فهم جاهلون، وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى». وفي ما يتعلق بما أعلنته المقاومة الإسلاميّة في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز، كشف أن «معلوماتنا تؤكد أن هدفًا حساسًا أصيب وتكتّم عليه العدوّ، وحجم التكتّم عند العدوّ في جبهة لبنان لناحية الخسائر والاستهدافات كبير. لكنّ العدوّ لم يعترف، وتحدث عن سقوط صواريخ على منشأة استراتيجية، لكن ما قامت به المقاومة من تصوير أظهر العكس». ولفت إلى أنه «تم استهداف قاعدة صفد شمال فلسطين بالمسيرّات، ولولا تصوير بعض العسكريين وبعض المستوطنين للأضرار، لقال العدوّ إن المسيّرات سقطت في مناطق فارغة. وفي المقابل، نحن نعلن وبفخر واعتزاز عن شهدائنا، لكنّ العدوّ يتكتّم عن قتلاه وخسائره وهزائمه».
البناء| أبو عبيدة: خلال 100 يوم دمّرنا 110 آليات… ولا حديث عن غير وقف العدوان
تزامن إحياء اليوم الـ 100 للعدوان الأميركي الإسرائيلي على غزّة، مع إحياء حزب الله لذكرى استشهاد القيادي وسام طويل الذي تحدّث خلاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقد تلاقت المواقف التي أطلقها السيد نصر الله مع ما قاله الناطق بلسان قوات القسام أبو عبيدة الذي ظهر مجددًا بالصوت والصورة بعد غياب لأكثر من شهر، حيث قال أبو عبيدة إن المقاومة في غزّة نجحت بتدمير 110 آليات خلال 100 يوم من الحرب، وإن عددًا غير قليل من الأسرى مجهول المصير بسبب قصف جيش الاحتلال، مؤكدًا أن ليس عند المقاومة موضوع للتفاوض يسبق تثبيت وقف إطلاق النار وإعلان نهاية العدوان على غزّة وفك الحصار عنها.
السيد نصر الله قدّم قراءة للحرب الدائرة في المنطقة، حيث ثقة بالصمود واقتدار بمقاومة غزّة، وما ترتب على قتالها من إنهاك واستنزاف لجيش الاحتلال، يتحدّث عنه رقم المصابين بإعاقة دائمة في اعترافات جيش الاحتلال نفسه، والذين يزيد عددهم عن 12 ألفًا، وحيث المقاومة اللبنانية ألحقت الأذى ببنى وهياكل الاحتلال التقنية المتقدمة، خصوصًا في هجوم موقع ميرون الاستراتيجي الذي تمّ تدميره حسب اعترافات متأخرة لإعلام كيان الاحتلال، وحيث نجحت المقاومة بإيصال 18 صاروخًا متطورًا من نمط كورنيت إلى الموقع، مشيرًا إلى ان المقاومة العراقية استهدفت هدفًا مهمًا في حيفا، واصفًا الغارات الأميركية البريطانية على اليمن بالحماقة والتورط في مواجهة خاسرة وفاشلة.
عن التهديد بالحرب على لبنان، قال السيد نصر الله إن الكيان يجب أن يخشى من الحرب، فكيف سوف يشنّ حربًا بجيشه المتهالك وضعف معنوياته وتشقق صفوفه، ومَن يخشى الحرب لا يهدّد بها مَن لا يخشاها، بل مَن سوف يخوضها بلا تردّد وبكل شجاعة ودون سقوف وضوابط.
اما على خط الجنوب، فأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد وسام طويل (الحاج جواد): “يجب أن نتعاون جميعًا لتوفير عناصر الصمود في هذه المعركة التي لا نعرف مداها حتّى الآن”.
وكشف نصر الله ان المقاومة أطلقت 62 صاروخًا بينها 40 كاتيوشا و22 كورنيت من المدى الجديد على قاعدة ميرون و18 صاروخ “كورنيت” من المدى الجديد أصابت قاعدة ميرون. وهناك إصابات بشرية في قاعدة ميرون لكن الاحتلال يتكتّم على قتلاه وجرحاه وخسائره وهزائمه لأنّ ذلك سيؤدي إلى إحباط معنويّ كبير باعتراف الإعلام الإسرائيلي. ونحن مستمرّّون وجبهتنا تُلحق الخسائر بالعدو وتؤدي إلى ضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم نتيجة خسائره.
وتابع: “الأميركيون هدّدوا لبنان بأنّه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب فإنّ “إسرائيل” ستشنّ حربًا على البلاد. ونقول للأميركيين: تهويلكم لن يُجدي نفعًا لا اليوم ولا غدًا ولا في أيّ يومٍ من الأيام على لبنان. يتم تهديدنا بألوية مهزومة في غزّة.. “يا هلا ومرحب”. “الجيش” الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا. من يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو “إسرائيل” و”شعب” العدوّ ومستوطنوه وليس لبنان”.
وتناول ما يجري في البحر الأحمر، وقال: “انه وجّه ضربة كبيرة لاقتصاد العدوّ الذي انكشفت صورته في العالم وهو ما تبدّى في محكمة لاهاي. مشهد كيان الاحتلال في دائرة الاتهام أمام أنظار العالم بناء على أدلّة دامغة أمرٌ غير مسبوق وأربك كيان الاحتلال. كيان الاحتلال يعتمد “نفاقًا أخلاقيًا” أمام العالم من خلال نفيه قيامه بحرب إبادة جماعية في غزّة”.
الديار| 24 ألف شهيد في غزّة في مئة يوم... «الأونروا»: الوضع كارثي
في الوقت الذي تتجه كلّ الانظار إلى الرد الحوثي على الضربات الة والبريطانية لأهداف في اليمن، وسط مخاوف من ان تؤدي لاشتعال المنطقة، واصل العدوّ الاسرائيلي مجازره في قطاع غزّة وقصفه المكثف للقرى والبلدات جنوبي لبنان.
وأُعلن امس الاحد، وفي اليوم الـ 100 من الحرب على غزّة، تجاوز عدد الشهداء في القطاع الـ 24 ألفا، فيما وصف مفوض «الأونروا» العام فيليب لازاريني، الوضع بـ «الصعب للغاية والكارثي وغير المحتمل»، معتبرا ان 100 يوم من الحرب على قطاع غزّة مرت على سكان القطاع كأنها 100 عام. وناشد المفوض العام للمنظمة الأممية جميع دول العالم والمنظمات الدولية التدخل، والعمل على وقف إطلاق النار فورا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة، إن جيش الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضدّ العائلات في قطاع غزّة، راح ضحيتها 125 شهيدا إضافة إلى إصابة 265، وهذا مجموع ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت امس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس، عن استهداف مدينة أسدود «الإسرائيلية» بوابل من الصواريخ من طراز «M75» ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزّة.
ونقلت وكالة «سند» الفلسطينية، عن مصدر قيادي من كتائب القسام إن عملية إطلاق الصواريخ على المدينة الواقعة بمنطقة غلاف غزّة، انطلقت من أماكن توجد فيها قوات الاحتلال. كما اشار القيادي إلى تمكّن مقاتليها من استهداف دبابة «إسرائيلية» من نوع «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105»، والاشتباك مع «قوة إسرائيلية خاصة» بالأسلحة الرشاشة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، وقصف تجمعات عسكرية «إسرائيلية» المتوغلة في مخيم البريج وسط قطاع غزّة، كما تجمّع لآليات وجنود الاحتلال في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة بقذائف الهاون.
بالمقابل، أعلن جيش العدوّ الإسرائيلي عن إصابة 1106 عسكريين منذ بدء العملية البريّة في غزّة إصابة 240 منهم خطرة. وكشف عن إصابة 12 ضابطا وجنديا في معارك قطاع غزّة خلال الساعات الـ24 الماضية.