لبنان
حزب الله شيَّع الشهيد على طريق القدس نابغ القادري في كفرشوبا
شيّع حزب الله وجمهور المقاومة الشهيد على طريق القدس نابغ أحمد القادري (أبو علي) بمسيرة حاشدة في بلدة كفرشوبا الجنوبية، شارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض وعدد من العلماء وفعاليات وشخصيات المنطقة وجمع من الأهالي.
مسيرة التشييع شقت طرقات بلدة كفرشوبا وصولاً إلى ساحتها، حيث أقيمت المراسم التكريمية للشهيد على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج).
وحُمل نعشه الطاهر الذي لُفّ بعلم حزب الله على أكتاف ثلّة من المجاهدين الذين أدّوا القسم والبيعة بمتابعة الطريق، ومن ثم أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد بإمامة إمام بلدة كفرشوبا الشيخ أبو الحسن رمضان.
وفي كلمة له خلال المسيرة، قال فيّاض: "إننا نحزن عليك يا نابغ، أيها الشهيد ابن كفرشوبا المناضلة التي بات اسمها ملازمًا للمقاومة في العرقوب على مدى تاريخها، منذ أن ابتليت الأمة بولادة هذا الكيان الأسود، ومنذ أن احتُلت هضابها ومزارع شبعا".
وأشار فيّاض إلى أن :"العرقوب كلهّ، ثُلم ثلمة في غياب نابغ، لن يمليها إلا هذه الروح المقاومة المتأصلة في هذه الربوع وفي هذا المجتمع.. لنا أن نحزن على فقدك في هذه الدنيا، إلا أنك حي في عليائك إلى جانب الصديقين والأولياء والأنبياء"، وأضاف: "نابغ القادري السموح الشديد التهذيب البشوش المحب صاحب القلب الكبير المضياف المعطاء الوحدوي الذي صهر في شخصيته الكبيرة أي حساسيات مذهبية صغيرة أو مناطقية ضيّقة، فكانت إسلامية أكبر من أي انتماء مذهبي، ووطنية أكبر من أي انتماء طائفي، ومقاومة أكبر من أي زاروب سياسي".
وتابع: "لنا أن نحزن عليك بجوارحنا وقلوبنا وذكرياتنا؛ لأننا سنفتقد أخلاقك وحيويتك وطيب معشرك، ولكن الحزن لم يكن يومًا في مسيرتنا وخطنا ومعتقدنا مدعاة للتراجع أو الانكفاء أو التلكؤ، بل على العكس من ذلك، إن مقتضيات الوفاء لدمائك أن نمضي أكثر عزيمة وأشد إصرارًا وأبعد مدى في مواجهة هذا العدو المتوحش، بهدف هزيمته وكسر شوكته وطرده من أرضنا".
وتوجه إلى عائلة الشهيد قائلا: "لوالده الذي زرع هذا الزرع المبارك، والتي لم تثنه السنون التسعون عن إظهار دفق مشاعره الحاضنة للمقاومة والمقاومين وعن ابتساماته وكلماته التي زادت كفرشوبا جمالاً وبهاء، نقول إن شهادة نابغ وسام شرف ورفعة وعزّ في الدنيا وشفاعة في الآخرة".
وأردف فيّاض بالقول: "في هذه الأيام التي يملأ فيها الأميركي المنطقة ضجيجًا وصخبًا ووساطات وتحركات دبلوماسية، نؤكد أن كل ذلك لا يغطي على شراكتكم في تغطية الجريمة التي ترتكب بحق الأبرياء في غزة، ولا يعفيكم من مسؤولية الاستمرار في دعم الارتكابات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، والتي تهدد الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا، وبالتالي إنكم تطرقون الأبواب الخطأ، ثمة باب وحيد لإيقاف ما يجري، هو أن يوقف المجرمون الصهاينة حربهم على غزة".
وأكد أن: "الإسرائيلي احتل أرضنا، وبالتالي عليه أن ينسحب منها، فهو الذي أمعن في ممارسة الأعمال العدائية ضد لبنان، والتي عليه أن يوقفها، وهو الذي يخترق سيادتنا ويهدد أمننا، وهو الذي يجب أن يرعوي عن ذلك"، مشددًا على أن: "من لا يريد تصعيدًا أو توسعًا في الحرب أو يرمي إلى معالجة ما، عليه أن يردع المعتدي ويضغط عليه، بدل الانشغال بسيناريوهات واهمة، ترمي إلى معاقبة الضحية ومكافأة الجلّاد المعتدي".
وختم فيّاض مؤكدًا أن: "المقاومة وحلفاءها ليسوا في موقع الضعف، والعدو الإسرائيلي ليس في موقع القوّة، وإن الزمن تغيَّر والوقائع تبدلت، والتاريخ اتخذ مسارًا آخر".