لبنان
"تل أبيب" بين وقف العدوان وتوسّع الحرب.. والمقاومة جنوبًا تشل المستوطنات
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 29 كانون الأول/ديسمبر 2023 السباق الحاصل بين المفاوضات التي تجري في مصر في سبيل إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبين تفجّر الأوضاع على جبهات أخرى. وعلى وقع التصعيد الذي يزيد يومًا بعد يوم، يزور وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، المنطقة الأسبوع المقبل، والتي ستشمل مصر و"إسرائيل" والأردن، على الأقلّ وذلك في سبيل اقناع الكيان وقف مؤقت للعدوان على غزة "للسماح بالوساطة"، في حين أكَّد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، رفض أي مسعى لا يضمن نهاية العدوان وفك الحصار قبل أي تبادل للأسرى، وفق معادلة الكل مقابل الكل.
وفي لبنان، ترتفع حدّة العمليات النوعية التي تشنّها المقاومة الإسلامية جنوبًا، حيث استهدف بـ6 عمليات مواقع قوات الاحتلال والمستوطنات، ردًا على استهداف المناطق المدنية، وتحدّثت وسائل إعلام العدو عن اطلاق نحو مئة صاروخ وعشرة طائرات مسيرة من لبنان ما أدى إلى وقع أضرار كبيرة وانقطاع للتيار الكهربائي عن مستوطنة "مرغيلوت"، كما وصلت 3 مسيرات إلى مدينة حيفا.
كما ركّزت الصحف اللبنانية على الاشكالات التي شهدتها قريتي الطيبة وكفركلا الجنوبيتين بين الأهالي وقوات "اليونيفيل" بعد أن شوهدوا داخل أحياء البلدتين في توقيت مريب، ففي الطيبة أكد شهود أن الجنود كانوا يلتقطون صورًا عندما تعرّض لهم شبان بالرشق بالحجارة، ما أدى إلى تحطم زجاج إحدى الآليات وجرح جندي بقطعة زجاج. أما في كفركلا، حاولت دورية دخول الشوارع الداخلية في البلدة، ما أدى لوقوع اشكال بين الشبان والجنود، قبل أن يسمحوا لهم بالمرور بعد تمنيات بعدم التعرّض للعناصر الدوليين.
الأخبار| نتنياهو يخضع لشركائه: فلنؤجّل «اليوم التالي»
لم ينتظر جيش الاحتلال قرار المستوى السياسي، ليحدّد موعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في قطاع غزة، إذ منذ أيام، بدأت الإشارات الميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في إنشاء ما يشبه منطقة عازلة أو «حزاماً أمنياً» على طول حدود القطاع، وخصوصاً في شماله، مع اختلاف عمقه بين منطقة وأخرى، بحسب الدواعي الميدانية، وإن تراوح عموماً بين 1 و2 كم. كذلك، بدأت قوات العدو تنفيذ عملية إعادة انتشار في الشمال، حيث سحبت دباباتها من بعض المناطق، خصوصاً تلك الغربية، بينما عزّزت الشريط الحدودي والمناطق المفتوحة في الجهة الشرقية، أي عند الحدود مع «الغلاف». ولم يكن تدمير حي الشجاعية، عبر القصف ثم التفخيخ والتفجير، إلا خدمة للانتقال إلى هذه المرحلة، حيث سيكون جزء من الحيّ ضمن المنطقة العازلة، خصوصاً أن العدوّ يتخوّف من تحوّل منازله إلى منطلق للعمليات ضد قواته. أما في وسط القطاع، فإن هدف الهجوم هناك، هو إبعاد أي تواجد مدني أو عسكري في مخيم المغازي ومحيطه، من أجل إتمام مسار المنطقة العازلة أيضاً. وفي هذا السياق، قال وزير الأمن، بني غانتس، أمس: «مستعدّون لمرحلة مقبلة في الحرب ستستمرّ طويلاً وتشمل عمليات قوية ومعمّقة»، مضيفاً: «نقترب من اليوم الذي سنتيح فيه عودة سكّان جزء من بلدات غزة».لكن، في المقابل، تستمرّ المقاومة في تكبيد العدو خسائر جسيمة في العتاد والأفراد، على محاور القتال كافة، مواصِلةً الإغارة على قواته أينما حاولت الاستقرار والتثبيت، بما في ذلك في الشمال. ويوم أمس، أعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، أنه «وبعد ثلاثة وثمانين يوماً من المعركة، نؤكّد أنه لا يزال مجاهدونا في الميدان يتصدّون للعدوان على مدار الأيام والساعات، وقد بلغت حصيلة الآليات التي استهدفها مجاهدونا منذ بدء العدوان البرّي، أكثر من 825 آلية عسكرية بين ناقلة جند ودبابة وجرافة وشاحنة ومركبة». مضيفاً أن «حالة الضعف والإنهاك والتخبّط لدى قوات العدو، باتت حقيقة مُشاهدة وواضحة ولا جدال فيها، وهي تدعو كل أحد في شعبنا وأمّتنا إلى إدراك ثأره من هذا العدو المتغطرس». وأشار أبو عبيدة إلى أن المقاومة استهدفت 3 مروحيات للعدو خلال اليومين الماضيين.
في موازاة ذلك، يبدو أن استعصاء المقاومة على الانكسار، وتعاظم احتمالات تحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، بفعل تطوّرات الجبهة مع لبنان، والتصعيد اليمني في البحر الأحمر، مع ما يعنيه هذا بالنسبة إلى الأميركيين من تضرّر للمصالح وتهديد للنفوذ، كل ذلك دفع «كابينت الحرب» المصغّر في الكيان، إلى وضع مناقشة ما كان يرفض نقاشه طوال الفترة الماضية، رغم الضغوط الأميركية التي يبدو أن وتيرتها ارتفعت للبحث في مسألة «اليوم التالي»، على جدول أعمال جلسته، أمس. وهذه المسألة هي، في الواقع، محور الخلاف الإسرائيلي - الأميركي، والتي كانت محلّ نقاش بين الطرفين طوال الفترة الماضية، فيما لم يطاول التباين أصل شنّ الحرب، أو أهدافها، أو حتى مسارها وتطوّر مراحلها إلى حد ما.
لكنّ الأمور لا تسير في تل أبيب، وفق ما يأمله الأميركيون؛ إذ خرج مباشرة، بعد الإعلان عن الجلسة، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ليعلن أن «مجلس وزراء الحرب مفوّض إدارة العملية العسكرية، وليس مناقشة سياسة اليوم التالي»، مضيفاً أن «مناقشة ما بعد الحرب، هي من مهامّ مجلس الوزراء المصغّر، وليس مجلس الحرب مع غانتس». كذلك، «غضب» زميل بن غفير، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من كونه وزميله خارج مداولات «كابينت الحرب». وفي السياق نفسه، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «من المقرّر أن يجتمع الكابينت الموسّع للعدو في مقرّ وزارة الجيش يوم الثلاثاء المقبل الساعة 19:00»، للبحث في اليوم التالي. ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب سموتريتش أن «كابينت الحرب ليس مخوّلاً القيام بذلك». وبهذا، يبدو أن المستوى السياسي سيكون أمام تحدّي اتخاذ قرار صعب، جلّى ما يعترضه قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، «في اللحظة الأخيرة، عدم مناقشة اليوم التالي في مجلس وزراء الحرب، بسبب ضغوط من شركاء ائتلافه»، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
على صعيد المفاوضات، تلقّت مصر إشارات إيجابية، أمس، بشأن المبادرة التي قدّمتها لإنهاء الحرب في غزة، سواء من السلطة الفلسطينية أو كيان الاحتلال، بالإضافة إلى ما تقول القاهرة إنه الدعم الأميركي القوي لها، وسط ترقب لزيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للمنطقة الأسبوع المقبل، والتي ستشمل مصر وإسرائيل والأردن، على الأقلّ. ووفق مصادر مطّلعة تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «القاهرة تلقّت موافقة السلطة على المبادرة بشكل شبه كامل، عدا الجزء الخاص بالاتفاق بين الفصائل الفلسطينية، وهو الأمر الذي أكدت مصر أنه سيكون متروكاً بشكل كامل لنتائج المباحثات التي ستُعقد في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة، مع التأكيد أن هذه المرحلة ستكون تالية لمرحلة وقف إطلاق النار، وستتزامن مع بدء الإفراج التدريجي عن الأسرى العسكريين». وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد «وافقت السلطة على مقترح إدماج حركة حماس وباقي الفصائل في منظمة التحرير، وفق آلية سيتمّ الاتفاق عليها للتعبير عن هوية جديدة للسلطة الفلسطينية، تجمع مختلف التيارات، وتكون معبّرة عن الشعب الفلسطيني». في المقابل، تنتظر القاهرة تسلّم ملاحظات مهمة من الفصائل خلال الساعات المقبلة، لوضع صيغة جديدة للمبادرة تحقّق جزءاً ممّا تطلبه الفصائل، فيما باتت مسألة الوقف الفوري لإطلاق النار واستغراق يومين على الأقل للبدء بالتجهيز لعملية تبادل الأسرى، أولويّة بالنسبة إلى المصريين.
وفي حين وصل، أمس، وفد إسرائيلي إلى القاهرة، للحديث بشكل معمّق حول المبادرة، عُلم أنه سيكون هناك اجتماع آخر في الدوحة قريباً في حال سير الأمور كما هو مخطّط. كما سيتوجّه، اليوم، وفدٌ قيادي من حركة «حماس» إلى القاهرة، لتسليم ردّ الفصائل على المقترح المصري، والذي يشمل «جملة من النقاط والملاحظات بشأن تبادل الأسرى وضمانات الانسحاب العسكري بشكل كامل من القطاع». وبحسب مصادر «الأخبار»، طلبت مصر من إسرائيل «تعهّدات بعدم شن أي أعمال عسكرية قتالية، سواء برية أو جوية، خلال فترة المرحلة الثانية من المبادرة، خاصة مع إعادة التموضع المقترح للقوات الإسرائيلية في غزة خلال فترة الهدنة، التي يُتوقّع أن تبدأ قبل منتصف كانون الثاني المقبل، وربّما قبل نهاية الأسبوع المقبل في حال الإسراع في التوافق على بعض الأمور العالقة التي لم يكن هناك نقاش معمّق بشأنها، وفي مقدّمتها وضع القوات العسكرية الموجودة على الأرض». لكن وفقاً للمصادر المصرية، فإن «أي عملية تفاوضية للوصول إلى تسوية نهائية، لن تكون قبل مطلع 2025، لأسباب لها علاقة بالانتخابات الأميركية، بالإضافة إلى التغيير الحكومي المتوقّع في إسرائيل، وهو أمر سيخلق مساحة من الوقت للتفاوض الفلسطيني - الفلسطيني».
البناء: المقاومة في لبنان تنفذ سلسلة عمليّات نوعية
حافظت الجبهة الجنوبية على حماوتها مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في استهداف القرى والمدن في الجنوب، مستخدمة أسلوب القصف المركز والمركب أي عبر عدة غارات على مكان واحد لتدمير حي سكني بكامله وإحداث أضرار مادية هائلة، بهدف إرهاب المدنيين وتهجيرهم من جنوب الليطاني وفق ما يشير خبراء عسكريون وسياسيون لـ»البناء»، «لتحقيق أمرين: الأول هو الضغط على المقاومة بأهلها وبيئتها الحاضنة لدفعها للتراجع عن شنّ هجمات على شمال فلسطين أو تدفيعها ثمن ذلك بتهجير أكبر عدد من أهالي الجنوب، والثاني إحداث توازن ردع ديموغرافي – تهجيري مع حزب الله الذي نجح عبر عملياته العسكرية الى تهجير 150 ألف مستوطن من الشمال، ما خلق أزمة كبيرة لحكومة الحرب في إسرائيل، لا سيما أن المستوطنين يضغطون على الحكومة الإسرائيلية ويحمّلونها مسؤولية العجز عن توفير الأمن والحماية لهم لعودتهم الى مستوطناتهم، فيما غالبيّة أهالي الجنوب لا يزالون في قراهم».
ونفذت المقاومة في لبنان سلسلة عمليّات نوعية ضد مواقع للعدو وتجمّعات جنود العدو وحققت إصابات مباشرة.
وأعلنت المقاومة في بيانات متلاحقة استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ثكنة راميم، ثكنة هونين، خربة ماعر، محيط ثكنة ميتات، وثكنة راموت نفتالي بالأسلحة المناسبة محققة إصابات مباشرة.
وذكر الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّه «بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم، تعويضاً عن هذه الخسارة، عمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصريّة التي تؤمنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم».
ولفت إلى «أننا نهيب بأهلنا الأعزاء خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهديها من أنشطة أو تحركات في المنطقة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، واستهدف عدداً من القرى والبلدات، وشنّت الطائرات الحربية والمُسيَّرات غارة مزدوجة على منطقة وادي حومين التحتا، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض جدًا في أجواء رومين، حومين، اركي، والعرب.
وزعمت إذاعة جيش الاحتلال أن «سلاح الجو يشنّ هجوماً استباقياً في جنوب لبنان ويستهدف بنية تحتية لحزب الله».
وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني والسياسي لـ»البناء» الى أن «الوضع في الجنوب يشهد تطورات دراماتيكية ومرحلة جديدة من القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس مساراً تصعيدياً بشكل تدريجي قد يصل الى مرحلة الحرب المفتوحة إذا ما استمرّ على هذا النحو وإذا طال أمد الحرب في غزة»، ملاحظة أن جيش الاحتلال وسع قواعد الاشتباك لجهة استهداف جسر الخردلي وجبل الريحان وجبشيت الواقع ضمن منطقة شمال الليطاني، ولجهة ضرب أهداف مدنية في مدينة بنت جبيل، ما دفع المقاومة الى الرد بشكل حازم بقصف مستوطنات الشمال بعشرات الصواريخ وتكريس معادلة الردع، وهذا القصف الإسرائيلي يعكس حالة الإرباك والأفق المسدود لحكومة الحرب في مواجهة الأمر الواقع في غزة وشمال فلسطين المحتلة»، لكن المصادر شدّدت على أن «رغم توسيع قواعد الاشتباك إلى أن جيش الاحتلال لا يزال ضمن سقف تفادي الذهاب الى حرب مفتوحة، لأسباب داخلية تتعلق بهزيمة الجيش الإسرائيلي في غزة وانهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخارجية ترتبط برفض أميركي للحرب على لبنان لأنها ستؤدي الى حرب في المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في المنطقة برمتها، ما ينعكس على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن الذي سيبدأ حملته الانتخابية في شباط المقبل». ولفتت المصادر الى أن حكومة الحرب لم تأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتوسيع الحرب ضد لبنان حتى الآن.
في سياق ذلك، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت ناقشا تهديدات الأمن الإقليمي بما فيها أنشطة حزب الله في جنوب لبنان».
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» الى أن المقاومة لا تلتفت الى الرسائل والتهديدات الخارجية الأميركية والأوروبية ولا إلى التهديدات الإسرائيلية، فالمقاومة ماضية في دورها العسكري على الجبهة الجنوبيّة كجبهة إسناد لغزة والمقاومة والشعب في فلسطين، ولن تتراجع قيد أنملة عن الحدود لا الآن ولا في المستقبل، ومن يجب أن يبتعد عن الحدود هم جنود وضباط العدو الإسرائيلي والمستوطنين، والمقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان إسرائيلي وفق قواعد الاشتباك القائمة ومعادلات الردع المعروفة، لكن أي عدوان إسرائيلي كبير على لبنان سيلقى رداً عنيفاً وقاسياً لم يعهده العدو من قبل، وسيتفاجأ بما تملكه المقاومة من مفاجآت على كافة الصعد».
وشيّع حزب الله وأهالي البقاع فقيد الجهاد والمقاومة المعاون التنفيذي للأمين العام لحزب الله النائب السابق الحاج محمد حسن ياغي، في موكب حاشد في بعلبك بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النائب غازي زعيتر ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال صفي الدين في كلمة له: «عهدنا إليك، وعهدنا لكل من سبقك من الشهداء والأحبة والأعزاء أن تبقى هذه المقاومة كما هي، كما أحببت، كما عملت، كما ضحّيت من أجلها، أن تبقى المقاومة القوية والقادرة والمخلصة والصادقة والحاضرة، ولن تتمكّن أي قوة في العالم أن تفرض على المقاومة ومنطقها أيّ شيء من خارج مصلحة لبنان، ومن خارج مصلحة القضية الأساس قضية فلسطين، ومن خارج مصلحة الأمة. هكذا كانت المقاومة، وهكذا بقيت، وهذا هو عهدها معك ومع بقيّة الشهداء».
وفي توقيت مريب، شهدت بعض قرى الجنوب إشكالات بين الأهالي وقوات اليونيفيل التي أعلنت في بيان أن «جندي حفظ سلام أصيب الليلة الماضية أمس الأول)، بعد أن تعرّضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». واعتبرت أن «الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق». ودعت «السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة». وختمت «ما زال حفظة السلام التابعون لليونيفيل يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد».
كما اعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ»اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديديّة. وحلّ الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامية كانديس ارديل في بيان أنه «تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وأضافت «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».
وتوقفت مصادر سياسية عند توقيت حصول الحادثتين، مشيرة لـ»البناء» الى أن وجود أيدٍ خفية تدفع الى مثل هذه الحوادث لتسليط الضوء على أن هناك مَن يعيق عمل قوات اليونفيل لتطبيق القرار 1701 وتوجيه الاتهام الى حزب الله، لاستدراج ضغوط دولية وحثّ مجلس الأمن الدولي على طرح ملف الحدود الجنوبية وتعديل القرار 1701 وتوسيع صلاحيات قوات اليونفيل في جنوب الليطاني لإعاقة عمل المقاومة وحركتها في جبهة الإسناد لغزة، ما يخدم توجهات ومصلحة كيان الاحتلال الذي يطالب ويعمل لإبعاد حزب الله عن الحدود».