لبنان
غزّة تُعجز العدو.. وجبهة جنوب لبنان تشتعل
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 28 كانون الأول/ديسمبر 2023 الهزيمة التي لحقت بجيش العدو الصهيوني في قطاع غزة، وذلك بعد أن تكشّف وهم سيطرته على أي بقعة جغرافية من القطاع حيث تواصل المقاومة الفلسطينة استهداف آليات وجنود العدو في أحياء مدينة غزة وسائر بلدات ومدن القطاع التي يزعم العدو سيطرته عليها وخصوصًا في الشمال، ما يزيد من حجم خسائره اليومية والتي توثّق المقاومة جزءًا منها. علاوة على ذلك تستمر صواريخ المقاومة بدكّ المستوطنات الصهيونية مع اقتراب الشهر الثالث على معركة طوفان الأقصى، ما يؤكّد فشل العدو في انجاز أيٍّ من أهدافه في غزة، حتى القدرات الصاروخية للمقاومة عجز عن تعطيلها. كلُّ ذلك ينعكس سلبًا في داخل الكيان الذي يشهد تشرذمًا على المستوى السياسي بين ضغط أهالي الأسرى الصهاينة في غزة والمعارضين لنتنياهو الذين باتوا أكيدين أنَّه وحكومته يطيلون أمد الحرب هربًا من المحاكمة المُحتّمة التي تنتظرهم عقبها.
أما على جبهة جنوب لبنان، ركّزت الصحف اللبنانية على تصعيد المقاومة بعد تمادي في استهدافاته للمدنيين، وكان آخرها استشهاد ثلاثة في مدينة بنت جبيل شيّعوا أمس، ما دفع المقاومة للرد على هذه الجريمة بإطلاق ثمانين صاروخًا على عدة مواقع حساسة لجيش الاحتلال. في المقابل، يستمر العدو برفع سقف تهديداته لطمأنة مستوطنيه المرعوبين من فكرة العودة إلى الشمال، إلى حدّ تلويحه بالحرب ما يرفع من احتمالات التدحرج فعليًا إلى حرب واسعة النطاق.
الأخبار| العدوّ يجرّب حظّه في وسط القطاع: مقاومة غزّة أكثر شراسة
يزداد المشهد الميداني في قطاع غزة، تعقيداً أمام الجيش الإسرائيلي، الذي باتت قواته عرضة لهجمات يومية من المقاومة، التي لا تكاد تتوقّف حتى في الأحياء التي اعتبر العدو أنه تمكّن من إحباط أي إمكانية للمقاومة فيها، عبر تصفية المقاومين، وتدمير بناهم التحتية، وخصوصاً في أقصى شمالي القطاع، إذ عاد هؤلاء، مثلاً، لتفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية قرب أبراج الندى، بين بيت حانون وبيت لاهيا، وتصوير العملية وتوثيقها. كذلك، تستمرّ العمليات في مختلف المحاور، على نحو لم تَعد معه من أهمية لخريطة السيطرة الميدانية وألوانها ونطاقاتها، فيما تُظهر المشاهد التي وزّعها «الإعلام العسكري في كتائب القسام»، تطوّر تكتيكات عمل المقاومة، والتي باتت أكثر دقّة ونوعية، وأسرع وتيرة، وأفضل توثيقاً. وهو ما يؤكّد أنه كلما طالت المعركة، تعرّض العدو لضربات أقسى وأكثر احترافية من قبل المقاومين، الذين باتوا يراكمون معرفة وخبرة ميدانيتين يومياً، سيكون لهما بالغ التأثير في أدائهم. وفي حين أظهرت الصور الجوية تموضع الدبابات الإسرائيلية في منطقة خانيونس في جنوب غزة، وعدم تحرّكها إلا قليلاً، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز محاور العمليات هناك بلواء كامل، إضافة إلى لواء لمنطقة الشمال. كما تُظهر المعطيات الميدانية نية الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية واسعة في وسط القطاع، وتحديداً في اتجاه المخيمات هناك.ويوم أمس، أعلنت «القسام» استهداف «طائرة مروحية بصاروخ «سام 18» شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة»، إضافة إلى «الاشتباك مع العدو 6 ساعات أمس (الثلاثاء) في الصفطاوي شمال مدينة غزة، حيث تدخّل طيران العدو لإنقاذ قواته». كذلك، أعلنت «القسام» تمكّن مقاتليها من قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة خانيونس. وفي تطوّر لافت أيضاً، أعلنت «الكتائب» استهداف «قوة صهيونية تحصّنت في منزل في جباليا البلد بصاروخ RPO-A لأول مرّة، ما أدّى إلى مقتل وإصابة كل أفرادها». وهذا النوع من الصواريخ الروسية، يظهر لأول مرة في غزة، وهو من إنتاج الاتحاد السوفياتي سابقاً، ثم روسيا، كما أنه ذو رأس حراري فراغي ويتمتّع بقدرة كبيرة على قتل الجنود المشاة داخل الغرف والتحصينات. اللافت أيضاً، نشر «القسام» مقطع فيديو للأسيرين الإسرائيليين لديها منذ سنوات، شاؤول آرون وهدار غولدن، مرفقاً بعبارة: «شاؤول … هدار … رون أراد»، متوجّهة إلى عائلات الأسرى بالقول: «معاناتكم مع نتنياهو لم تبدأ بعد!». في المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط وجنديين في معارك شمال القطاع، وهو ما يرفع حصيلة خسائره منذ بدء العملية البرية إلى 170 قتيلاً. أيضاً، أعلن الجيش إصابة 44 عسكرياً في معارك الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
في هذا الوقت، يقف المستويان الأمني والسياسي في الكيان أمام ثلاث خطوات بات أخذ القرار فيها يشكّل تحدياً معقّداً؛ وهي المرحلة الثالثة من الحرب، واليوم التالي للحرب، ومسألة التصعيد مع لبنان. وهذه الخطوات الثلاث، فضلاً عن حساباتها الميدانية والعسكرية، يتداخل فيها الرأي العام الأميركي ومصالح الرئيس جو بايدن الشخصية والسياسية، ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة في ضوء احتمالات وقوع تصعيد إقليمي. كذلك، تتداخل فيها الحسابات الشخصية لرئيس حكومة العدو، ووزير أمنه، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، الذين يرون أنفسهم جميعاً أمام المحاسبة والمحاكمة بمجرّد انتهاء الحرب، ولذا من الأفضل بالنسبة إليهم إطالة أمدها، وتحقيق أكبر إنجازات ممكنة فيها، لمقابلة لجان المحاسبة والتحقيق، والجمهور أيضاً.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الإسرائيلي، طل ليف رام، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الانتقال إلى المرحلة التالية أمر معقّد لأن القضايا الكبيرة جداً لا تزال من دون إجابة منظورة: تحرير المخطوفين، واستمرار القتال على الجبهة الشمالية، والأعمال العدوانية المستمرّة من جانب الحوثيين والشركاء الآخرين لإيران». ورأى الكاتب أن إسرائيل تخطّط للانتقال إلى المرحلة التالية «في نهاية الجزء الرئيسي من السيطرة العملياتية على خانيونس ومخيمات الوسط، وفقاً لجداول زمنية يمكن تقديرها بين منتصف كانون الثاني المقبل ونهايته»، لكن «حتى لو انخفضت حدّة القتال، فإن الوضع الإقليمي، وخاصّة استمرار التصعيد على الحدود الشمالية مع حزب الله، قد يؤدّي في الواقع إلى تصعيد حالة الحرب، حيث لا تزال مسألة إطلاق النار على المستوطنات بعيدة عن حلّ منظور». أما ناحوم برنياع، فاعتبر، في مقالته في الصحيفة نفسها، أن «وضع العمليات العسكرية مأساوي، وسيؤثر على عمليات الجيش في حال جرى الانتقال إلى المرحلة الثالثة»، مضيفاً أن «رئيس الحكومة ووزير الأمن تحدّثا عن الحسم والإبادة والتدمير والتصفية والانتصار (...) كانت هذه إعلانات غير واقعية. الخطاب ابتلعَ الاستراتيجية، والشعبوية ابتلعت الجوهر. إنه وضع مأساوي».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن «الخبراء العسكريين في جميع أنحاء العالم يشكّكون في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق هدفه قريباً في ما يتعلق بهزيمة حماس في غزة». ونقلت الصحيفة عن رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، قوله إن «حماس أظهرت قدرة على الاستبدال السريع لقادتها القتلى». كما نقلت عن ضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية قوله إن «القول إن حماس تنهار ليس صحيحاً، وكل يوم نواجه معارك صعبة».
من جهته، دعا أريك هاريس بربينغ، في مقالته في موقع «القناة 12» الإسرائيلية، إلى «التأكد من أن حماس لن تعاود السيطرة على المنطقة (غزة) عسكرياً ومدنياً، أو أن يتحوّل قطاع غزة إلى No man›s land في اليوم التالي، ونجد أنفسنا نواجه مجموعة ميليشيات مستقلّة ومتطرّفة». لذلك، وفقاً لرأيه، «على إسرائيل أن تقود وتبادر إلى تنفيذ خطوات، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر ودول عربية سنية في الخليج وجهات فلسطينية معتدلة، لإدارة الحياة المدنية في القطاع، وأن تضمن مواصلة الجيش الإسرائيلي والشاباك السيطرة أمنياً على المنطقة، وأن تتيح لمواطني الغلاف إعادة بناء حياتهم والعودة إلى منازلهم».
البناء: جبهة الجنوب تشتعل بعد قصف بنت جبيل واستشهاد مدنيين والردّ 80 صاروخًا
كثرت التحليلات والتحذيرات الصادرة عن الخبراء العسكريين في كيان الاحتلال، ومنهم رؤساء سابقون لأجهزة المخابرات ورئيس الأركان السابق دان حالوتس، وضباط كبار، ومحورها جميعاً أن هزيمة كبرى قد لحقت بجيش الاحتلال التائه تحت ضربات المقاومة في أحياء مدينة غزة وسائر البلدات والمدن في القطاع، خصوصاً خان يونس، وأن الحديث عن سيطرة الجيش على أي بقعة من غزة محض كذب وأوهام، وأن لا أمل يرتجى من مواصلة الحرب، وكل ما سيحدث هو دفع الجيش نحو الانهيار والتفكك، وكل يوم يمرّ والمكابرة مستمرة لمواصلة الحرب تعني المخاطرة بخسارة الجيش الذي كان يُباهي بأنه لا يُقهَر، وأنه أحد أقوى جيوش العالم. ويكفي ما تحدثت عنه جمعيات الطب النفسي في الكيان عن ظهور أعراض متشابهة لدى الجنود المشاركين في الحرب، تسمح بالحديث عن مرض يُسمّى كابوس غزة، يشبه مرض كابوس فيتنام الذي عانى منه الجنود الأميركيون بعد حرب فيتنام.
في جبهة جنوب لبنان محاولة للهروب إلى الأمام تحكم سلوك جيش الاحتلال، ترجمتها هيستيريا الردّ على عمليات المقاومة، عبر الذهاب الى استهداف المدنيين، الذين استشهد منهم ثلاثة في مدينة بنت جبيل شيّعوا أمس، وكان رد المقاومة إطلاق ثمانين صاروخاً على عدة مواقع حساسة لجيش الاحتلال، بينما كان عضو مجلس الحرب في الكيان بني غانتس ووزير الحرب يوآف غالانت ووزير الخارجية إيلي كوهين ورئيس الأركان هرتسي هليفي، يتسابقون على إطلاق تصريحات التهديد ضد حزب الله، اذا لم تنجح مساعي إبعاد مقاتليه الى ما وراء نهر الليطاني، التي قال حزب الله إنها تفاهات لا تستحق الاهتمام، وإن أولويته هي مواصلة دعم غزة ومقاومتها، وقبل نهاية العدوان على غزة، فالمقاومة غير مستعدّة لسماع ومناقشة أي مقترحات تتصل بالتهدئة على الحدود الجنوبية.
وسجلت الجبهة الجنوبية المزيد من التصعيد أمس، مع توسيع تدريجيّ لقواعد الاشتباك والقصف الصاروخي بين المقاومة في لبنان وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع من احتمالات التدحرج الى حرب واسعة النطاق.
وحذرت مصادر مطلعة من احتمال ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي حماقة لنقل الحرب إلى لبنان واستدراج ردات فعل من حزب الله ومحور المقاومة تؤدي الى توريط الأميركيين بحرب إقليمية، وبالتالي يربط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصير الحرب في غزة بمصير الحرب الإقليمية ما يطيل أمد الحرب ويشكل وسيلة لإنقاذ حكومة الحرب من المحاسبة نتيجة الفشل في الحرب على غزة، ما يمكنه من تثبيت نفسه على رأس الحكومة في أي تسوية لإنهاء الحرب. ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «عملية اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني بسورية تصبّ في هذا الاتجاه، لأن استدراج رد فعل إيراني ومن حزب الله يخلط أوراق الحرب».
وكانت لافتة حالة الاستنفار في كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية وإطلاق سيل من التهديدات ضد لبنان والحديث عن سيناريوهات للحرب على لبنان. إذ أبلغت قيادة جيش الاحتلال المستوى السياسي بأن العام 2024 المقبل سيكون «عام حرب»، بكل ما يعني ذلك من حيث استدعاء قوات الاحتياط والتأثير على المرافق الاقتصادية المدنية، وعلى جهاز التعليم وإعادة سكان «غلاف غزة» والبلدات القريبة من الحدود اللبنانية إلى بيوتهم، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وزعم رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي خلال جولة ميدانيّة على القيادة الشمالية أن «الجيش الإسرائيلي وقيادته الشمالية في حالة جهوزية عالية جداً». وأجرى هليفي تقييماً للأوضاع على جبهة لبنان في ظل تصاعد المواجهات مع حزب الله، بحسب بيان لجيش الاحتلال، كما صادق على خطط خاصة بالقيادة الشمالية، بالتعاون مع قائد القيادة الشمالية، أوري غوردين وقادة آخرين».
ووجّه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تهديداً لحزب الله بأنه «يتعين على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله فهم أنه التالي ما لم يبتعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني»، ولفت وزير الخارجية الإسرائيلي الى ان إبعاد حزب الله عن الحدود إما أن يتم من خلال الدبلوماسية أو الحرب.
بدوره، ادعى وزير الحرب الإسرائيلي بيل غانتس خلال مؤتمر صحافي، أن «الوضع بالحدود الشمالية يلزم بالعمل نحو حل سياسي وإن لم يتم ذلك فالجيش الاسرائيلي جاهز للعمل». وزعم أن «وقت الحل الدبلوماسي بدأ ينفد، إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، سيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك». فيما زعم المتحدث باسم حكومة الاحتلال أوفير جندلمان، «أننا نجهّز لكل السنياريوهات الممكنة مع حزب الله».
وأدرج خبراء عسكريون عبر «البناء» «هذه التهديدات في إطار استعراض القوة والتعمية على هزيمة جيش الاحتلال في غزة وتراجعه أمام ضربات المقاومة في لبنان، ومحاولة لرفع معنويات الجبهة الداخلية المنهارة، وخطوة فاشلة لتطمين مستوطني شمال فلسطين المحتلة الذين يتظاهرون ضد الحكومة مطالبين بضمانات أمنية لعودتهم الى مستوطناتهم». وأوضح الخبراء أن ملف عجز نتنياهو وحكومته إعادة المستوطنين الى الشمال لا يقلّ أهمية عن الخطر الأمني الذي تشكله حركة حماس في غزة».
وحذر الخبراء من «محاولة إسرائيليّة لاستهداف المناطق السكنية لتهجير المواطنين الجنوبيين كوسيلة ضغط على حزب الله للتراجع وتهدئة الجبهة في الجنوب، وهذا سبب استهداف مدينة بنت جبيل للمرّة الأولى منذ بداية الحرب».
وكانت مدينة بنت جبيل استفاقت ليل الثلاثاء – الأربعاء على مجزرة ارتكبها العدو الإسرائيلي واستشهد بنتيجتها 3 من أبناء المدينة وجرح آخر. وفي التفاصيل أن الطائرات الحربية المعادية الإسرائيلية، أغارت على منزل من آل بزي في حي الدورة وسط مدينة بنت جبيل، ودمرته، فهرعت الى المكان فرق الإسعاف من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية والصليب الاحمر وعملت على البحث تحت الركام والإغاثة طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال جثامين كل من الشاب علي بزي وشقيقه ابراهيم بزي وزوجة إبراهيم شروق حمود، ونقلوا الى براد مستشفى صلاح غندور عند مثلث صف الهوا – بنت جبيل، بالاضافة الى جريح من آل بزي.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، على أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين ستُقابل بمجابهة من قبل المقاومة.
وخلال مقابلة إعلاميّة، أشار النائب فضل الله إلى أنّ العدو لم يحقق أي إنجاز، ويستهدف المدنيين ويرتكب الجرائم ولا يمكن أن يجابَه إلا بالمقاومة، وأوضح أنّ المقاومة هي التي تحدّد الردّ وتتعاطى مع التصعيد الإسرائيلي بما يتلاءم، وتدرس الأمر بعناية. وذكّر عضو كتلة الوفاء للمقاومة بالفرق بين الماضي والحاضر، وقال إن اليوم هناك مقاومة تواجه وتردّ وتصنع المعادلات، موضحًا أنّ ما يؤدي إلى ارتباك العدو هو أن المقاومة تصيبه في مواقعه وهو يرى تطوّر المقاومة. وشدّد فضل الله على أن للمقاومة دوراً كبيراً في هذه المعركة، والعدو يعرف هذا الدور، ولفت إلى المأزق الإسرائيلي الـ «كبير جدًا» في قطاع غزة، موضحًا أنّ العدو الإسرائيلي يخشى من ردة الفعل التي تصنعها المقاومة، مؤكدًا أن المقاومة في لبنان مستعدّة لكل السيناريوهات وكل مرحلة لها خططها.
ومضت المقاومة في دك مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية. واستهدف حزب الله «خيمة لقوة خاصة في جيش العدو الإسرائيلي جنوب موقع الضهيرة بالصواريخ الموجّهة، وحقّق فيها إصابات مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح». كما استهدف موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وموقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه وتموضع القوات الإسرائيلية حوله بصواريخ بركان وحقّق فيهم إصابات مؤكدة. كما نفذ هجوماً مشتركاً بالمسيّرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة أوقعت فيها إصابات مؤكدة. واستهدفت المقاومة أيضاً تموضعًا قياديًا مستحدثًا للعدو الإسرائيلي في محيط الموقع البحري بالأسلحة المناسبة.