معركة أولي البأس

لبنان

شهران من العدوان على غزة يحكمهما فشل للعدو..  وعمليات المقاومة جنوبًا تتصاعد
05/12/2023

شهران من العدوان على غزة يحكمهما فشل للعدو.. وعمليات المقاومة جنوبًا تتصاعد

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ديسمبر 2023 حلول اليوم الـ60 من معركة طوفان الأقصى، حيث يواصل الكيان الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة، محاولًا توسعة عمليته البرية في شقّي القطاع الشمالي والجنوبي على السواء، في حين تُحبط المقاومة الفلسطينية أي تقدّمٍ أو تثبيت لقوات وآليات العدو. ومع عدم تحقيق "اسرائيل" أي انجازٍ ميداني يُذكر في القطاع، وتصاعد الضربات التي تتلقاها على مُختلف الجبهات، تتصاعد المطالب السياسية والإعلامية من داخل الكيان وخارجه لوقف هذه العدوان، والبحث عن طريقة لخفض سقف الأهداف، ووضع قضية الأسرى في رأس سُلّم الاهتمام.

كما ركّزت الصحف اللبنانية على التطور الكمي والنوعي في عمليات المقاومة الإسلامية على الجبهة الجنوبية خصوصًا بعد بدء الجولة الثانية من العدوان على قطاع غزة، محققةً إصابات مباشرة ومؤكدة في أهدافها، حيث أفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني بأن اليومين الأخيرين سجّلا سقوط العشرات من جيش الاحتلال بين قتيل وجريح.

ولا تزال الجبهة الشمالية القلق الأكبر لكيان العدو، الذي يبذل جهوده وحلفاءه للتحرك ضد حزب الله لتعديل القرار 1701 في مجلس الأمن وفرض تطبيقه، أو البحث عن سُبل أخرى لأجل إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم خصوصًا بعد تزايد مخاوفهم جراء انعدام الثقة بجيش الاحتلال الإسرائيلي وقياداته، خصوصًا أنَّ الافتراض القائل بأن مقاتلي حزب الله قد انسحبوا إلى الخطوط الخلفية تبيّن أنه غير صحيح.

الأخبار| العدو يفتح معركتَي الشجاعية وخانيونس: غرق متسارع في وحول غزة

مع انقضاء نحو شهرين على اندلاع الحرب على قطاع غزة، يتابع جيش العدو الإسرائيلي عمليّته البرّية في القطاع، في شقّيه الشمالي والجنوبي على السواء، مع تركيز أكبر على العمليات جنوباً. ففي الجزء الشمالي، يضغط العدو كفكّي كمّاشة، من الاتجاه الشمالي من محور بيت لاهيا ومحور الشاطئ شمال غرب غزة؛ ومن الاتجاه الجنوبي من وادي غزة، من محاور جحر الديك والزيتون والشيخ عجلين. ويشنّ جيش الاحتلال محاولات للتقدّم في محورين أساسيّين، أولهما شرق مدينة غزة، في اتجاه حيّ الشجاعية، حيث يجري تقدّم الدبابات من اتجاهي الشمال الشرقي والجنوب الشرقي، في مناطق زراعية مفتوحة، إلى حدّ الوصول إلى أطراف الشجاعية، من دون أن ينجح العدو في تحقيق تقدّم حقيقي بعد.

ويدرك الاحتلال أن معركة الشجاعية، ستكون معركة فارقة في الشمال، حيث إن في الحيّ أقوى الكتائب لدى «القسام»، والتي خاضت في حرب عام 2014 اشتباكات دامية صدّ فيها المقاومون تقدّم العدو.وبالنسبة إلى محور التقدم الثاني، فهو يمتدّ من الشمال الغربي في اتجاه الوسط نحو مدينة جباليا، ويجري التقدّم فيه على اتجاهين: من بيت لاهيا في اتجاه مخيم جباليا؛ ومن الصفطاوي والشيخ رضوان في اتجاه المخيم. وتركّزت معارك أمس، في حيَّي الشيخ رضوان والشجاعية، وفي أحياء الفلوجة والفاخورة، غربي مخيم جباليا. أما في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، فدشّن جيش العدو محور تقدّم من مستوطنة «كيسوفيم» شرقي القطاع، مروراً بمنطقة القرارة داخل حدود القطاع، وصولاً إلى مفترق المطاحن (تقاطع شارع المطاحن مع شارع صلاح الدين)، حيث تمركزت الدبابات الإسرائيلية مساء أمس. ومن المتوقّع متابعة التقدم في اتجاه الشاطئ وصولاً إلى شارع الرشيد، لعزل دير البلح عن خانيونس، حيث ستكون الأخيرة الهدف الأساسي للهجوم، بينما يجري استهداف مدينة حمد السكنية، ومنطقتَي القرارة ودير البلح، بأحزمة نارية مكثّفة.

ومساء أمس، قال المتحدث العسكري باسم الجيش إن الأخير «يوسّع العملية البرية، ونستهدف حماس في كامل قطاع غزة»، مضيفاً: «نقاتل في مناطق مأهولة، وهذا يؤكّد التصميم على تحقيق الأهداف في كل الأماكن». وفي حين أشار المتحدث إلى أن «المعارك توقع إصابات، ومهمّتنا الانتصار في كل الأماكن ومنها جباليا والشجاعية (شمال القطاع)»، أشار في الوقت عينه، إلى أنه «لا معلومات أكيدة لدينا عن قتل قادة من حماس في خانيونس»، التي أصبحت هدف العمليات جنوبي القطاع.

وفي السياق نفسه، قال وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن جيشه «لن يترك حيّ الشجاعية في غزة، إلا بعد تدمير كل أصول حركة «حماس» هناك»، مضيفاً خلال تقييم عملياتي على حدود القطاع، أمس، إن «جنود لواء غولاني عادوا إلى الشجاعية لإحكام الطوق هذه المرة، ولن يغادروا إلا بعد تدمير كل البنى التحتية التابعة لحماس هناك». وادّعى غالانت، بعد تلقّيه إيجازات عن المعارك الدائرة في جباليا والشجاعية، أن «العملية الجارية ستقود إلى انهيار مدينة غزة بالكامل والمنطقة الشمالية من القطاع»، مضيفاً أن «الجيش بدأ عمليات في جنوب القطاع، وسيكون مصير الإرهابيين هناك مشابهاً وأكثر قسوة مما كان عليه مصير أولئك الذين كانوا في الشمال». كما قال وزير الحرب، في مقابلة مع «شبكة ABC» الأميركية إنه يتوقع أن «تستمرّ الحرب في شدتها الحالية شهرين آخرين على الأقل»، متابعاً أن «أهداف إسرائيل منها هي قتل زعيم حماس في غزة ومهندس 7 أكتوبر يحيى السنوار، وكسر التسلسل القيادي لحماس، والتأكد من أن الحركة لم تعد تعمل كمنظمة عسكرية يمكنها شن هجمات ضد إسرائيل».

وفي المقابل، «تمكّن مجاهدو القسام خلال الـ24 ساعةً الأخيرة، من تدمير 28 آليةً عسكرية كلياً أو جزئياً في كلّ محاور القتال في قطاع غزة»، وفق الناطق العسكري باسم الكتائب، «أبو عبيدة». الذي أضاف أن المقاومين «استهدفوا القوات الصهيونية المتوغّلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معها من مسافة صفر، وأوقعوا فيها قتلى بشكل محقّق». كما دكّت «القسام» التحشّدات العسكرية بقذائف الهاون، و«وجّه مجاهدوها رشقات صاروخية مكثّفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان». وخلال النهار أمس، أعلنت الكتائب عن عدد من العمليات، أبرزها «إغارة المقاومين من أحد الأنفاق القسّامية على قوة صهيونية متموضعة في عزبة بيت حانون بالقنابل والأسلحة الرشاشة، وإيقاعهم أفراد القوة بين قتيل وجريح». كذلك، استهدف مقاتلو «القسام» «قوة صهيونية خاصة راجلة بعبوة أفراد «رعدية»، وأجهزوا على من تبقّى من أفرادها بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة».

بدورهم، خاض مقاومو «سرايا القدس»، «اشتباكات ضارية من مسافة صفر مع جنود العدو في محور التوغل في حيّ الشيخ رضوان، واستهدفوا عدداً من الآليات العسكرية بقذائف «التاندوم» وعبوات «العمل الفدائي»». كما نفّذوا «عملية مركّبة فجّروا خلالها آلية عسكرية بعبوة «ثاقب»، واستهدفوا آليتين أخريين بقذائف «التاندوم» في محور التقدّم شرق مدينة غزة». ومساء، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل اثنين من جنوده في الاشتباكات مع المقاومة أمس، في محاور القتال شمال قطاع غزة، فيما سُجّل إطلاق صواريخ من القطاع غزة على مستوطنات «الغلاف» ومدن الوسط ومنطقة تلّ أبيب الكبرى.

البناء| المقاومة تمسك بزمام الحرب على جبهة الجنوب: مزيد من الهجمات وخسائر أقل

واصلت المقاومة الإسلامية عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وأعلنت في سلسلة بيانات متلاحقة عن استهداف مجموعة من مواقع وثكنات وتجمّعات الاحتلال، فقد استهدفت تجمّعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة، كما استهدفت موقع البغدادي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع ‏شبعا اللبنانية المحتلة. وأعلن الحزب أنه استهدف “تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي شرق مسكاف عام ‏بالصواريخ الموجّهة وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وقوة مشاة إسرائيلية في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت ‏وموقع ‏الراهب بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابات مباشرة، كما استهدف قوة مشاة إسرائيلية في حرج شتولا بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة.

وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “عمليات حزب الله تطوّرت كماً ونوعاً نتيجة قرار من محور المقاومة برفع وتيرة العمليات بعد بدء الجولة الثانية من الحرب الإسرائيلية على غزة، ولذلك يكثف الحزب العمليات ضد مواقع الاحتلال لتخفيف الضغط عن جبهة غزة ولإبقاء الحكومة العسكرية تحت النار والضغط والتهديد بتطور الجبهة الجنوبية الى حرب أوسع بحال استمرّت الحرب على غزة”. ولا يستبعد الخبراء توسّع الحرب على الجبهة الجنوبيّة وتطوّرها إلى حرب أشدّ عنفاً وتوسّع قواعد الإشتباك الى أهداف مدنية ومرافق حيوية بحال طالت الحرب على غزة. وهذا قد يأخذ المنطقة برمّتها الى حرب إقليمية قد تدخل فيها إيران وقوى أخرى، وفق ما يتوقع الخبراء، ولذلك لا يمكن ضبط الوضع في المنطقة إذا لم تقم الولايات المتحدة بلجم الاندفاعة الاسرائيلية في إطلاق الجولة الثانية من الحرب التي يبدو أنها بوتيرة أعنف لجهة كثافة الغارات والمجازر من الجولة الأولى. وشدّد الخبراء على أن “الجولة الثانية أخطر من الأولى لجهة أن الحكومة الإسرائيلية ستكثف عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة في الوقت الممنوح لها أميركياً وغربياً لتحقيق إنجازات ميدانية لإنقاذ حكومة الاحتلال من السقوط والكيان من الزلزال الكبير الذي ينتظره بحال فشلت الحرب بتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية”.

ولفتت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ”البناء” الى أن “المقاومة في لبنان مستمرّة بعملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال بوتيرة مرتفعة تدريجياً ربطاً بمجريات الميدان في غزة”، مشيرة الى أن “لدى المقاومة خططاً لمواجهة أي عدوان إسرائيلي”، ملاحظة “اختباء قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المواقع والثكنات وتتخفى في سيارات مدنية، عندما تتحرك، في ظل غياب شبه تام للمستوطنين وللحركة التجارية والاقتصادية اليومية في معظم مستوطنات الشمال، ما يعكس حجم الرعب الذي يعيشه جيش الاحتلال وجبهته الداخلية”.

واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الى أن “الحقيقة المموّهة التي أشاعها العدو الإسرائيلي ربّما سرت في كثير من أوساط الشعوب في العالم”، لافتاً الى أن “هذا الكيان فضح نفسه وهو ساقط في نفوس الناس”، مشيراً في حديث تلفزيوني الى أنني “أعتزّ بهذه المسيرة التي ترعرعنا فيها وكبرنا عليها وكبُر أولادنا عليها أيضاً، وشهداء غزة حجّة على البشرية وعلى كل العالم السياسيّ وعلى كل السلطات والحكومات الظالمة والباغية”.

في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى والبلدات الحدودية، حيث نفذت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلاً خالياً بصاروخين قرب مجمع موسى عباس في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، وأفيد عن إصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة. وتزامن ذلك مع قصف مركز بالمدفعيّة طاول منزلاً قرب حديقة مارون الراس.

وطال العدوان الإسرائيلي بلدة العديسة. كما سقطت قذيفتان على تلة حمامص في سردا، وسقطت قذيفة مدفعيّة عند أطراف اللبونة. وتعرّضت المنطقة بين كفركلا والعديسة لقصف بالقنابل الفوسفورية. وطال القصف المدفعي أيضاً منطقة حامول أطراف الناقورة، ومحيط بلدة طيرحرفا والجبين وأطراف بليدا.

وأفيد في مرجعيون عن إصابة نازح بجروح نتيجة قصف إسرائيلي لأطراف بلدة الوزاني، وتم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة. وشن الطيران الإسرائيلي المعادي غارتين على اطراف عيتا الشعب كما شنّ غارة على مزرعة سلامية خراج كفرشوبا.

وأعلن جيش الاحتلال إطلاق صواريخ من لبنان نحو متات في الجليل الغربيّ سقطت في مناطق مفتوحة. وزعم أن “سلاح الجو هاجم بنية تحتية عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان”.

وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أنّه “تمّ أيضًا رصد إطلاق قذائف هاون عدّة من لبنان نحو موقع للجيش في منطقة بلدة يفتاح، حيث ردّت قوّات الجيش باستهداف مصادر النّيران”.

الديار: «لاءات» حزب الله تجهض فكرة المنطقة العازلة

اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا في السراي، وبحث معها التطورات الراهنة والوضع في جنوب لبنان وغزة. ووفقا للمعلومات، احتل القرار 1701 وكيفية تطبيقه «بحلة» جديدة صدارة المحادثات، وذلك بعد ساعات على مغادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، حاملا «رسالة» واضحة من حزب الله الى كل من يعنيهم الامر، بان المقاومة لن تناقش في اي ملف قبل توقف العدوان على غزة، لكنها وعلى نحو قاطع ايضا، لن تمنح «اسرائيل» اي مكسب سياسي او ميداني على حساب السيادة اللبنانية، بمعنى آخر «لا» مدوية لاي اقتراح بمنطقة «عازلة» على الحدود.

وتأتي هذه التطورات فيما وضع قيادة الجيش اللبناني «هبة باردة واخرى ساخنة»، ولم يُحسَم بعد تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون أو عدمه، وسط توقعات بعودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هذا الأسبوع الى بيروت، لنقل توجهات اللجنة الخماسية التي تفيد أن أمام لبنان خياراً من اثنين: إما الذهاب فوراً الى لتمديد لقائد الجيش، وهو امر يثير «نقزة» لدى حزب الله، وإما انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟!

وفي جديد «العروض الاسرائيلية» التي تقدمت عبر الاميركيين، وبعد سقوط «نظرية» ادخال تعديلات تتيح لقوات «اليونيفيل» تطبيق القرار بالقوة، تزامنا مع تعزيز وجود الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية، تحدثت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن احتمال حصول اتفاق على الجبهة الشمالية بوساطة الأميركيين والفرنسيين، ووفقا لمصادر مطلعة، ستتم «رشوة» حكومة تصريف الاعمال بمال دولي، على ان يوافق حزب الله في المقابل على ما يسميه وزراء في «إسرائيل» «قرار 1701 لايت»، وهو عبارة عن صيغة مقلصة لقرار مجلس الأمن ، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، ومن خلالها يوافق حزب الله ظاهراً على سحب «قوة الرضوان» إلى ما وراء الليطاني، ويوافق ايضا على عدم بناء أبراج الرصد والاستحكامات التي دمرها «الجيش الإسرائيلي» على الحدود، مقابل تخفيف طلعات سلاح الجو في سماء لبنان.

واذا كان حزب الله يرفض نقاش اي مسألة تتعلق باليوم التالي لوقف القتال، فان «يديعوت احرنوت» تشير الى ان التجربة تشير بوضوح ان التسوية ستخترق بعد أشهر أو سنوات، لكنها ستتيح للسكان العودة إلى بيوتهم. وكانت وسائل اعلام «اسرائيلية» قد تحدثت عن استغلال «اسرائيل» لزيارة لودريان للتحرك ضد حزب الله لتعديل القرار 1701 في مجلس الأمن وفرض تطبيقه. ولفتت الى ان وزير الخارجية «الاسرائيلية» يوسي كوهين ونظيرته الفرنسية كاثرين كولونا اتفقا على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك للبلدين، سيعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 أو أي شيء آخر من شأنه أن يُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود.


ووفقا للمعلومات، فان فشل المبعوث الفرنسي ومعه الضغط الاميركي في تحقيق اي تقدم، قد يدفع «اسرائيل» الى الضغط في مجلس الأمن للمطالبة بمناقشة القرار 1701، وسبل تعديله او تطبيقه على نحو صارم!

في هذا الوقت، لفتت مصادر وزارية الى ان واشنطن التي جددت خلال الساعات الماضية عبر سفيرتها في بيروت التأكيد على موقفها الرافض لتوسع العمليات العسكرية تجاه لبنان، تحاول «التهويل» على الحكومة من خلال معطيين:

- الاول: خروج الامور عن السيطرة نتيجة حصول خطأ ميداني غير مقصود يؤدي الى تصعيد خطر قد يصعب السيطرة عليه.

- الثاني: الضغوط الداخلية المتصاعدة على رئيس «الحكومة الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو، والتي قد تدفعه الى تعمد توسيع رقعة الحرب لتوريط اطراف اخرى «للهروب الى الامام»، وتحت عنوان «ساعدونا كيلا يدفع لبنان ثمنا لا نرغب به»، تحاول واشنطن الحصول على تطمينات حيال الوضع على الحدود، وضبط «قواعد الاشتباك» بما يتيح «للاسرائيليين المأزومين» تقديم انجاز، ما يبرر العودة الى الهدوء لاحقا، وفقا للوضع الذي كان سائدا قبل السابع من تشرين الاول.

ووفقا للمعلومات، فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كان واضحا في لقائه مع السفيرة الاميركية بالامس، لجهة التأكيد على ان المشكلة الاساسية تبقى في الحرب المستمرة على غزة ، والتي تهدد الامن في المنطقة برمتها وليس لبنان فقط، وما يجري على الحدود نتيجة حتمية لعدم تطبيق «اسرائيل» مندرجات القرار 1701 منذ اليوم الاول لصدوره، بينما لم يخل لبنان بالتزاماته منذ 2006، وما يحصل اليوم يتجاوز مسألة تطبيق القرار أو عدمه، فالامور خرجت عن السيطرة بعد «طوفان الاقصى» والهجوم الدموي على غزة، واي تعديلات على القرار لا يمكن ان تطبق على الارض، اذا كانت لا تراعي مواقف كافة الاطراف لان فرضها سيؤدي الى نتائج سيئة جدا.

وفي هذا السياق، يتعاظم مأزق رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، فزعيم المعارضة يائير لابيد اتهمه بأنه فقد ثقة الشعب وجهاز الأمن و «عليه الرحيل»، واعتبر لابيد أن «من يفشل بهذه الطريقة لا يمكنه الاستمرار»، قائلًا: «تم تسجيل اسم نتنياهو على هذه الكارثة، وفقد ثقة الجهاز الأمني وثقة الناس، فليفعل الشيء الوحيد اللائق الممكن وليرحل».

بدوره دعا رئيس «جهاز الأمن العام الإسرائيلي» الأسبق يوفال ديسكن نتانياهو»ان يعود الى منزله الآن»، وقال «لا فائدة من بقاء مثل هذا الجحيم (نتنياهو) على كرسيه، فنحن بحاجة إلى تنفس الأوكسجين، لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح في كل الجوانب...

إلى ذلك، نشرت «القناة 13 الإسرائيلية» استطلاعا للرأي كشف أن 76% من الذين شاركوا أكدوا أنه يجب على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» أن يستقيل فورا أو في نهاية الحرب من منصبه. وتأتي هذه الدعوات بعد استئناف المحكمة المركزية في «اسرائيل»، بعد توقف استمر شهرين لمحاكمة نتنياهو بتهم الفساد.

«الساعة» الاميركية تدق
في هذا الوقت، يتصاعد الحديث في «إسرائيل» عن عدم قدرة حكومة نتنياهو على تحقيق الاهداف العالية السقف للحرب، وسط شبه اجماع على ان حركة حماس بعيدة عن الانكسار، فيما الوقت الاميركي المحدد للعملية العسكرية يضيق. وقد لفت ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت احرنوت» الى ان «الجيش الإسرائيلي» بدأ عملية عسكرية في خان يونس دون خطة لليوم التالي. وقال «هذا جيد لعملية ثأر، وليس لخطوة تستهدف خدمة استراتيجية. اما اهم الدروس المستخلصة من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال، فهي أنه ليس سهلاً تطهير مناطق غزة من حماس. 57 يوماً مرت ولا تزال «الشجاعية» تقاتل، وجيوب المقاومة موجودة في أحياء أخرى. الساعة تدق، وذلك بسبب الضغط الأميركي، وبسبب وضع السكان أيضاً».


ولفت الكاتب انه مشكوك جدا في أن يكون «لإسرائيل» أكثر من أسبوعين، و «ثمة شك كبير في أن الأسبوعين يمكن فيهما تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها القيادة السياسية بداية الحرب. ولهذا لن يتحقق أي نصر ومن الأفضل تخفيض مستوى التوقعات، والتوجه بأسرع ما يمكن إلى مسيرة الإشفاء والترميم، وقبل كل شيء إعادة المخطوفين».

إقرأ المزيد في: لبنان