معركة أولي البأس

 

لبنان

مجازر صهيونية بالجملة في غزة بعد الهدنة.. والمقاومة تخوض حرب استنزاف ضد العدو
04/12/2023

مجازر صهيونية بالجملة في غزة بعد الهدنة.. والمقاومة تخوض حرب استنزاف ضد العدو

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي استمرت لأسبوع، عاد بعدها العدو أكثر عدوانية في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، مضيفا إلى سجله الإجرامي المزيد من سفك الدماء وسط صمت رسمي عربي ودولي.
مقابل ذلك، صعّدت المقاومة من ردّها بقصف المستوطنات بالصواريخ، كما أوقعت عشرات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح بعمليات التحام مباشرة واستهدافات لتجمعاتهم وآلياتهم بالعبوات والقذائف الصاروخية، ولم يقتصر تصعيد المقاومة في القطاع بل امتد إلى لبنان والعراق واليمن، حيث كان أبرز الإنجازات استهداف القوات المسلحة اليمنية سفينتين اسرائيليتين في البحر الأحمر.

 

"الأخبار":  دوران إسرائيلي حول «المربّع صفر»: المقاومة تنتقل إلى الهجوم المضادّ

تشير التطورات الميدانية في قطاع غزة، خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت نهاية الهدنة، إلى أن المقاومة استطاعت استعادة زمام المبادرة مجدداً، وهو ما تأكد مساء أمس، مع إعلان «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام» انسحاب 70% من القوات الإسرائيلية خارج شمال القطاع لفشل عملياتها، وتحت وطأة ضربات المقاومين. وفضلاً عن حضور القوة الصاروخية اللافت في مناطق الاشتباك كافةً، ولا سيما أحياء مدينة غزة وشمالها، والتي نالت الحصة الأكبر من الضربات الجوية والعملية البرية خلال الأيام الـ 45 التي سبقت الهدنة، أضحت تلك المناطق أخيراً ميداناً لإطلاق الرشقات الصاروخية الكبيرة، التي طاولت في معظمها مستوطنات غلاف غزة. وإلى جانب ذلك، عادت المقاومة إلى العمل النوعي في محاور تمركز دبابات العدو، ولا سيما في أحياء القاطع الغربي، مثل الشيخ رضوان والنصر، حيث شهدت المحاور المذكورة هجوماً مضاداً شاملاً، عملت فيه الوحدات المضادة للدروع التابعة للمقاومة.ووفقاً لشهادات ميدانية، فقد شهدت منطقة دوار أبو علبة ومفترق طموس ومقبرة الشيخ رضوان ودوار الإيطالي - النصر، مواجهات عنيفة جداً، قام خلالها مقاومو «كتائب القسام» و«سرايا القدس» باستهداف العديد من دبابات العدو ونقاط تمركز الجنود. وقالت المصادر إن المنطقة تحوّلت إلى ساحة حرب، شاغلت فيها المقاومة القوات البرية الإسرائيلية على المحاور كافةً، ما دفع بالأخيرة إلى تنفيذ عملية تمشيط نارية وقصف عنيف للمنازل ومفترقات الطرق، استُخدمت فيها القنابل الدخانية بغرض إعماء المقاومين عن نقاط التمركز التي تغيّرها الدبابات بين الفينة والأخرى. وتضيف المصادر ذاتها، لـ«الأخبار»، أن «دبابات الاحتلال تحافظ بشكل مستمر على التحرّك. تتقدّم بضعة أمتار وتتراجع مجدداً».

على أن ما كان صادماً، هو عودة الاشتباكات إلى مخيم الشاطئ، الذي دمّرت طائرات الاحتلال بالأحزمة النارية نحو 70% من كتلته العمرانية؛ إذ خاض المقاومون هناك اشتباكات ضارية مع القوات المتوغّلة في محور شارع الرشيد البحري، الذي تعدّه قوات الجيش الإسرائيلي نقطة تمركز آمنة بعيدة عن المواجهات. وفي مدينة بيت حانون، أقصى شمال قطاع غزة، عادت حرب الشوارع مجدداً، إذ أعلنت «كتائب القسام» عن استهداف قوة متحصّنة في أحد المباني السكنية بقذائف "TBG" المضادة للتحصينات، مع المحافظة على استمرار إطلاق رشقات من صواريخ «رجوم» قصيرة المدى تجاه تحشدات العدو.

أما الحدث الميداني الأبرز، فشهدته منطقة جحر الديك، شرق المنطقة الوسطى، حيث أعلنت «كتائب القسام» أن عدداً من مقاوميها «تمكّنوا من الوصول إلى تجمّع للجنود الإسرائيليين يضم أكثر من 60 جندياً، وأحاطوهم بثلاث عبوات مضادة للأفراد، وبعد تفجير العبوات الناسفة، قام المقاومون بالإجهاز على من تبقى حياً منهم». كذلك، أعادت المقاومة تفعيل سلاح الطائرات الانتحارية من طراز «زواري»، حيث أعلنت «كتائب القسام» عن تدمير ثلاث دبابات في المحور الغربي لمدينة غزة، بثلاث طائرات انتحارية، وبثّ مشاهد مصوّرة للعملية.

محاور جديدة
وافتتح جيش الاحتلال محورَين جديدين للقتال، الأول في شرق مدينة دير البلح، وتحديداً في منطقة الحكر، والثاني، جيب قتالي ضيق شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. ورغم عدم وضوح الخطوة التالية في تلك المناطق، وما إذا كانت قوات الاحتلال تنوي زيادة التمدد العميق داخل تلك المدن، أو الاكتفاء بالمستوى الاستعراضي للعملية، فإن المقاومة استطاعت تدمير عدد من الآليات في المحورَين الجديدين، فيما انحصر أداء جيش العدو في إطلاق المجال لزيادة نطاق الأحزمة النارية التي طاولت المئات من المنازل والطرق الرئيسيّة والمساجد والمؤسسات الحكومية.

كذلك، لم يحدث أي تطور جديد في محاور القتال التقليدية (بيت حانون، بيت لاهيا، القاطع الغربي، شرق الزيتون)؛ إذ لم تتقدم تلك الآليات عن خطوط التماس، التي توقفت عندها قبيل الهدنة، متراً واحداً. على أن الجديد في مشهد ما بعد الهدنة، هو أن عمليات القصف المركّزة، بالطائرات الحربية وسلاح الدبابات، تطاول مناطق القطاع كافةً، من شماله إلى جنوبه بشكل متزامن، فيما يغيب أي حديث عن تفاهمات جديدة لوقف النار. وفي ضوء فشله المستمر في تحقيق أي إنجاز على الأرض، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر في كل أنحاء غزة. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن حصيلة القصف الوحشي الإسرائيلي منذ بدء العدوان حتى بعد ظهر أمس ارتفعت إلى 15523 شهيداً و41316 مصاباً، فيما زعم جيش الاحتلال أنه «اكتشف 800 فتحة مؤدية إلى شبكة الأنفاق والمخابئ المتشعبة التابعة لحماس»، وأنه دمّر 500 منها.

 

 

"البناء": المقاومة في غزة ولبنان تخوض حرب استنزاف كاملة وتقتل عشرات الجنود

سقطت الهدنة ومعها صفقات التبادل بعدما استنفد كل منهما السقف الذي بُني على أساسه، لأن الهدنة عاجزة عن التحوّل الى وقف للحرب دون أن تتحوّل إلى هزيمة كاملة يفعل الاحتلال وسعه لتفاديها، والتبادل كي ينتقل من صيغة 3 مقابل 1 في حالة النساء والأطفال إلى الكل مقابل الكل في حالة العسكريين، يحتاج الى مزيد من اختبارات القوة كي يسلّم به الاحتلال خياراً وحيداً.
بدأت الجولة الثانية وليس لدى الاحتلال وداعميه إجابة عن سؤال، ما الذي تغير عن الجولة الأولى لصالح الاحتلال حتى تتغير النتائج من الفشل الى النجاح، فكل شيء تغير الى الأسوأ، سواء بانقلاب الشارع الغربي ضد الكيان أو بالفشل في تحقيق إنجاز ميداني في الحرب البرية.

بدأت الجولة الثانية والمقاومة في غزة ترفع سقفها، لا أسرى للاحتلال دون تحرير كل الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب كلياً، فتضع قيادة الكيان وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمام تحديات كبرى، وصارت نهاية الجولة أقرب لنهاية الحرب كلها، وسقفها التفاوضيّ يتّصل بمصير الحرب ومصير الأسرى في صفقة شاملة عنوانها الكل مقابل الكل.
بدا أن الاحتلال العاجز عن التقدم برياً، وأن الشيء الوحيد الذي يتقنه هو العودة إلى ارتكاب المجازر، فعادت الحيوية الى الشارع الغربي الغاضب، ومع إعلان المقاومة عن رؤيتها في الكلام الذي قاله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، انطلق مجدداً الشارع الغاضب في كيان الاحتلال طلباً للإفراج عن الأسرى والخوف من مقتلهم، طالباً وقف الحرب وإعطاء الأولوية لإخراج الأسرى، ولو وفق معادلة الكل مقابل الكل ووقف الحرب.

مقابل ثلاثمئة شهيد في غزة أغلبهم من الأطفال والنساء، شهدت جبهات القتال في غزة وشمال فلسطين المحتلة عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث سقط للاحتلال عشرات القتلى، في استهدافات متعددة، ودمر العديد من الآليات، وبدا بوضوح أن الجولة الثانية تشهد تحولاً نوعياً في أداء قوى المقاومة على جبهتي الشمال والجنوب.
في سورية والعراق تصعيد يستهدف القواعد الأميركية ويبقيها تحت النار، وفي البحر الأحمر عمليات نوعية لأنصار الله تكشف قرار التصعيد، وتتحدى الردع الأميركي، فتصيب عدة سفن وتستهدف مدمّرة أميركية، والرد الأميركي «الاحتفاظ بحق الردّ في المكان والزمان المناسبين».

عادت الاشتباكات على الحدود الجنوبية، بعد حالة الهدوء الحذر التي سادت حتى ساعات الفجر.
ورداً على الاستهدافات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من البلدات على الحدود الجنوبية، استهدف حزب الله آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجّهة ‏أوقعت طاقمها بين قتيلٍ وجريح، ومواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابات مباشرة فيها. كما استهدف تجمّعاً لجنود الاحتلال شرق موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وموقع الراهب وأيضاً موقع راميا بالأسلحة المناسبة.

وبحسب معلومات “البناء” تلقّى لبنان دعوات غربية تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى قطع الطريق عن امتداد الحرب إلى لبنان، كما برزت دعوات إلى ضرورة حماية استقرار لبنان وعدم السماح بتمدّد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، وبالتالي وجوب تحمل المسؤولية في هذا الشأن والمسارعة إلى التمديد للعماد جوزاف عون بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ.

وبناء على ذلك كان لافتاً ما نقل من مصادر دبلوماسية عن اهتمام المجموعة الخماسية بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والتفاهم حيال الخيار الثالث.
هذا ويُتوقع أن يصل الى لبنان في الأيام المقبلة الموفد القطري فهد بن جاسم في زيارة وضعتها الأوساط الدبلوماسية في خانة الدفع نحو التمديد لقائد الجيش والبحث في الخيار الثالث لرئاسة الجمهورية.

وأمس، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركتهما في “قمة المناخ” (كوب 28) في دبي بالإمارات العربية المتحدة. وجرى خلال الاجتماع بحث الوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والتوصل الى وقف إطلاق النار تمهيداً للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية. كما اجتمع رئيس الحكومة يوم السبت مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتناول البحث ثلاثة ملفات مترابطة: التمديد لقائد الجيش، تطبيق القرار 1701، ورئاسة الجمهورية.

كما اجتمع رئيس الحكومة، في حضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجيز” الفرنسية باتريك بوانييه.
وتمّ خلال الاجتماع البحث في التقرير الدوريّ الذي تعده “توتال إنرجيز” بشأن أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية، وإمكان استئناف أعمال الحفر في موقع ثانٍ في البلوك 9. كما تطرق البحث الى إمكان الحفر في البلوكين رقم 8 و10 والعرضين اللذين تقدّمت بهما “توتال انرجيز”.
إلى ذلك يفترض أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل منتصف الشهر الحالي الى جلسة تشريعية للبت بموضوع التمديد لقائد الجيش، وسط معلومات أشارت إليها مصادر نيابية وتقول إن موعد الجلسة سيتحدد هذا الأسبوع حيث يفترض أن تنهي اللجان المشتركة مجموعة اقتراحات قوانين لمناقشتها في الهيئة العامة.

واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري. إذا تكلّمنا من باب القانون وروحه وفلسفته منذ الشرع الروماني إلى اليوم، كلامًا منزّهًا عن السياسة ومصالحها الخاصّة، نقرّ بأنّ القوانين تُعلّق بقرار من السلطة المختصّة بسبب الظروف القاهرة منعًا لنتائج قد تكون وخيمة، فنقول: يجب في هذه الحالة عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها.


 

"الجمهورية": ماكرون يُحذّر من حرب لا تنتهي.. ولودريان يفشل بـ 3 ملفات حسّاسة

بعدما وضعت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أوزارها ارتفعت وتيرة الاهتمام بالاوضاع على الجبهة الجنوبية حيث تصاعدت المواجهات فيها وتوسّعت بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من دون ان تخرج بعد عن نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها وفق القرار 1701 وإن كان يحصل خرق ضئيل لها، فيما عاد الجمود يلفّ جبهة الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو انه ما زال بعيد الانجاز، خصوصاً ان اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي مع المسؤولين ومختلف القيادات والكتل النيابية لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى على مستوى إمكانية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي طرحه تحت عنوان تلافي الفراغ في قيادة الجيش في ظل الفراغ الرئاسي القائم وكذلك في ظل الاوضاع السائدة على حدود لبنان الجنوبية وفي قطاع غزة.

كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ زيارة لودريان، المتوقعة عودته مجددا الى لبنان الشهر المقبل، لم تحقق اي نتائج حول جدول الاعمال الذي حمله للبحث مع المعنيين من مسؤولين وقيادات وكتل نيابية، وتضمّن ثلاثة بنود هي: الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ القرار 1701 والتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، اذ تبلّغَ مواقف متناقضة من هذه البنود الثلاثة راوحت بين مؤيد ومعارض، ما منعه من تحقيق اي انجاز يُبنى عليه ويمكن ان يسهل تنفيذ اي من هذه البنود. وكان «اشتباكه» مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل احد مظاهر الانقسام الداخلي حول التمديد لقائد الجيش والخيارات المطروحة في شأنه.

ولذلك غادر لودريان ليقيّم ما استجمعه من معطيات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع بقية دول المجوعة الخماسية العربية ـ الدولية، بعدما استودع هذه المعطيات لدى سفراها في لبنان خلال لقائه معهم في قصر الصنوبر في نهاية لقاءاته مع المعنيين.

وعلمت «الجمهورية» ان لودريان سمع من بعض الذين التقاهم انتقادات قاسية لمواقف الرئيس الفرنسي المنحازة لاسرائيل في حربها على غزة، ما أثّر وسيوثر على دور فرنسا ومصالحها في لبنان وكل الدول العربية والاجنبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية.

ماكرون يغير موقفه

وكان اللافت انّ ماكرون قد بَدأ يستدرك هذا الامر فشدّد لهجته السبت على نحو غير معهود إزاء استراتيجية إسرائيل المعلنة «للقضاء» على حركة «حماس»، داعياً إلى «مضاعفة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار».

وسأل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي: «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟... إذا كان الأمر كذلك، فإنّ الحرب ستستمر عشر سنوات». وأضاف: «لذا يجب توضيح هذا الهدف» من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذّراً من «حرب لا تنتهي».

وشدد ماكرون على أن «الرد الصحيح على منظمة إرهابية ليس في القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية بأكملها»، مؤكدًا أن «الأمن المستدام» لا يمكن ضمانه لإسرائيل إذا «كان ذلك على حساب أرواح الفلسطينيين ومن ثم إثارة استياء الرأي العام في المنطقة ككل».

فهل أن فحوى محادثاته على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعدد من القادة العرب، هو الذي دفعه إلى تشديد لهجته على نحوٍ لم يسبق له مثيل منذ السابع من تشرين الأول؟

وكان يُفترض أن يقوم ماكرون بجولة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط لكن في نهاية المطاف اعتبر الإليزيه أنّ حضور عدد كبير من المعنيين بالنزاع بين إسرائيل وحماس إلى دبي، سيجعل من المؤتمر لقاءً مناخيًا ودبلوماسيًا في آن.

لكن التوقعات من الزيارة أُحبطت جزئياً، فلم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان من المقرر أن يلتقيه ماكرون خلال المؤتمر. ولم يتسنَّ عقد اجتماع بين ماكرون وعدد من القادة العرب في الوقت نفسه، علمًا أن الرئيس الفرنسي كان يأمل بذلك إذ إنّ لقاءً من هذا النوع يتيح له إيصال رسالته بشكل أقوى.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلم يحضرا إلى دبي. ولا يتضمن برنامج ماكرون زيارة إلى إسرائيل أو رام الله.

لقاءات ميقاتي

وكانت الاوضاع في غزة وجنوب لبنان ونتائج زيارة لودريان الاخيرة لبيروت مدار بحث في اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع ماكرون على هامش «قمة المناخ» (كوب 28) في دبي.

والتقى ميقاتي ايضاً نظراءه الإيرلندي ليو فارادكار، والإيطالي جورجا ميلوني والاسكتلندي حمزة يوسف. وقال خلال لقائه مع الاخير انّ «قضية فلسطين لا تخص العرب فقط بل هي قضية انسانية دولية بالدرجة الاولى وتتطلب حلا عادلا وشاملا يحفظ حقوق الفلسطينيين».

وللغاية نفسها التقى ميقاتي امس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعرض معه للوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتوصّل الى وقف اطلاق النار تمهيداً للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ في الاعتبار الحقوق الفلسطينية.

عبد اللهيان وبوريل

في غضون ذلك حذّر وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، في محادثة هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، من «مخططات الكيان الصهيوني وإجراءاته للتهجير القسري للفلسطينيين». وقال: «إذا لم يتم إيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان فهناك إمكانية لتوسّع دائرتها في المنطقة». وشدد على «ضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني»، وقال: «من الضروري وقف الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني ضد سكان غزة في أسرع وقت ممكن وتوفير إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية». وحذّر من «مخططات الكيان الصهيوني واجراءاته لتهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم»، واعتبر ان «جذور الوضع الراهن ناجمة من الاحتلال وعدوان الكيان الصهيوني»، وأضاف: «في حال عدم توقّف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد غزة والضفة الغربية، فهناك احتمال توسّع نطاق الحرب بشكل عميق في المنطقة». واشار إلى دعم الولايات المتحدة لاسرائيل، واعتبر «سياساتها الداعمة هذه تشجّع الكيان على مواصلة العدوان العسكري وقتل المدنيين في غزة، فضلاً عن انها عامل مهم في استمرار الحرب وتوسيعها».

بدوره، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «من الضروري وقف التوترات في قطاع غزة والضفة الغربية في أسرع وقت ممكن». وأضاف انّ «الاتحاد الأوروبي يحاول إلزام «إسرائيل» على احترام القانون الدولي». وشدد على «دور إيران في المساعدة على تخفيف التوترات في المنطقة». وقال: «نحن ايضا نؤمن بأن حل القضية الفلسطينية رهن بالتركيز على المسار الدبلوماسي، وانّ أي استمرار للهجمات العسكرية سيؤدي إلى تصاعد الأزمة».

 

 

"اللواء": توسُّع القصف جنوباً يرفع من مستوى المخاطر

مع ارتفاع قوة النار الاسرائيلية بقصف الطيران الحربي الاسرائيلي لما تبقى من أبنية لم تسوَّ بالأرض في الجولة التي سبقت الهدنة، فضلا عن قذائف الصواريخ والدبابات، ارتفعت المخاطر من توسع القصف المعادي جنوباً، والذي امتد الى الجنوب السوري، ثم الرد من هناك باطلاق صاروخ باتجاه الجولان، في وقت كانت فيه الملاحة الدولية تهتز عند نقطة باب المندب، وفي عمق البحر الأحمر..
وعلى دوي القصف الشديد المسموع بقوة في النقاط البعيدة نسبياً عن الحدود، تتالت بيانات الاعلام الحربي الخاص بحزب الله، عند عمليات المقاومة الاسلامية، بدءاً من بعد ظهر امس، حيث استهدفت آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجهة، واوقعت طاقمها بين قتيل وجريح.. مما دفع بجيش الاحتلال الى اغلاق محاور طرقات عدة في منطقة الجليل الاعلى على طول خط الحدود مع لبنان.
وحذر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية حزب الله من «ارتكاب خطأ قد يجلب الخراب الى لبنان».

ميقاتي وماكرون

وحضرت محادثات جان- ايف لودريان في بيروت، في اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي توقفت عند فشل المهمة سواء في الشق الرئاسي او العسكري لجهة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وتركز لقاء ميقاتي، مع رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف ورئيس وزراء ايرلندا ليوفار ادكار ورئيسة وزراء ايطاليا جورجا ميلوني على بحث العدوان الاسرائيلي على غزة، والوضع في جنوب لبنان ومهمة «اليونيفيل» المتعلقة بحفظ السلام في الجنوب.
كما اثار الوفد اللبناني في قمة المناخ مخاطر العدوان الذي يطال البشر والحجر في غزة، أو يتسبب بسقوط تأثيرات مناخية مكثفة، لجهة استخدام القذائف الفوسفورية والاسلحة المحرمة دولياً.

وفي الامارات، اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لشركة «توتال انرجينز» باتريك بوانييه، للبحث في امكان معاودة الحفر في البلوكين رقم 8 و10، من زاوية العرضين اللذين قدمتهما الشركة الى لبنان، فضلا عن البحث بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
الى ذلك، قالت اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مشاورات مكثفة تنطلق في الأيام المقبلة من أجل مناقشة السيناريو الأمثل لاعتماده في موضوع قيادة الجيش بعدما أشار الوسيط الرئاسي لودريان إلى أهمية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وانعكاس ذلك على الأمن.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن لودريان المكلف من اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي قدم رؤية بشأن التمديد تتماهى مع موقف هذه اللجنة، موضحة أنه في المقابل يشن التيار الوطني الحر هجوما عبر قياديِّيه ونوابه على إجراء التمديد، مشيرة إلى أن هناك محاولة لإخراج الملف من البازار السياسي واعتماد مخرج لتأجيل التسريح  في البرلمان من خلال جلسة تشريعية مضمونة النتائج.  
ورأت أن التطورات على الجبهة الجنوبية تشكل محور متابعة محلية،  في ضوء تحليلات عن بقائها قائمة وتشهد تطورا جديدا.

الراعي يحذر من هدم المؤسسات

وسط ذلك، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي «إنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريباً جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري».
وقال في عظة الأحد في بكركي: «لقد أسفنا وتألّمنا لإنتهاك الهدنة في غزّة، والعودة إلى حرب الهدم والقتل والتهجير، وتحميل الشعب البريء الآمن نتائج حرب التدمير والإبادة. فما معنى الهدنة الإنسانيّة التي دامت أربعة أيّام، وكانت النيّة استعادة الحرب الضروس بعد استراحة؟ يا لقساوة قلب البشر البعيد عن الله. لا أحد في لبنان يريد امتداد الحرب إلى الجنوب، إلى أهلنا اللبنانيّين الآمنين هناك. فإذا امتدّت إلى الجنوب، لا أحد يعرف أين تتوقّف وماذا تخلّف وراءها من دمار وضحايا. فلنصلِّ إلى الله كي يبعدها وليكن المسؤول أكثر حكمة وفطنة. وتواضع ودارية. فلا يمكن ان يُرغم اللبنانيون على حرب لا علاقة لهم بها».

تعليق إضراب الإدارة

وفي خطوة ايجابية من شأنها ان تترك انعكاسات مباشرة على انتاجية العمل، وتحريك العمل في النافعة والدوائر العقارية، اعلن تجمع موظفي الادارة العامة العودة الى العمل اليوم بعد تأكيد وزيري العمل مصطفى بيرم والمال يوسف خليل بأن مرسوم الانتاجية الذي يتضمن عطاءات محددة تراعي حال الموظفين لتسندهم، سيصدر بعد ان يضع مجلس شورى الدولة ملاحظاته عليه، ويعيده الى مجلس الوزراء ليبنى على الشيء مقتضاه، داعياً اي التجمع الدولة لمبادلة موظفي القطاع العام الحرص نفسه على سير العمل في الادارات العامة.

الجنوب: نهاية أسبوع مشتعلة

ميدانياً، عاش الجنوب نهاية اسبوع مشتعلة حيث عاود العدو الاسرائيلي استهداف القرى على طول الشريط الحدودي من شعبا الى رأس الناقورة، فيما ردت المقاومة بقصف مواقعه ومستوطناته واوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف جيشه.
واستمر العدو الاسرائيلي في اعتداءاته طيلة ليل السبت -الاحد حتى ساعات الصباح الاولى وكانت القنابل المضيئة تملأ سماء المنطقة وصولا حتى مشارف مدينة صور كما استمر الطيران الاستطلاعي المعادي بالتحليق فوق القرى المتاخمة للخط الازرق.
يذكر ان قوات اليونيفيل التزمت مراكزها العسكرية خلال القصف المدفعي المعادي واطلقت اكثر من مرة صفارات الانذار من مقرها العام بالناقورة.
واعلن الاعلام الحربي في حزب الله في بيان انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‏والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (1:10) من ظهر ‏يوم الأحد 3-12-2023 آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجهة ‏وأوقعت طاقمها بين قتيلٍ وجريح».
كما أعلن في بيان آخر عن مهاجمة مواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة فيها».

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل