لبنان
هدنة غزة نحو التمديد.. وكفة المقاومة هي الراجحة
أرست الهدنة المؤقتة في قطاع غزة هدوءًا على كافة الجبهات في محور المقاومة، وانقسم المشهد بين القطاع الذي انصرف للملمة جراحه وبين الضفة الغربية التي استقبلت أبناءها من الأسرى المحررين في صفقات التبادل التي أُنجز منها ثلاث مراحل، أفرج خلالها عن عشرات المعتقلين في سجون الاحتلال مقابل عدد من الأسرى الصهاينة في يد المقاومة منذ السابع من تشرين الأول/أوكتوبر.
وفي خطوة لبداية نزول رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن الشجرة التي تسلقها، كانت التصريحات في الكيان أمس توحي بتمديد الهدنة، وهذا ما طلبه أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن من حكومة العدو، ما ثبّت قوة المقاومة في فرض شروطها.
وفي لبنان، يصل غدًا إلى العاصمة بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، محاولًا تحريك ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، وسيلتقي بعدد من المسؤولين اللبنانيين خلال الأيام التي سيقضيها في البلاد.
"الأخبار": لا زخم كافياً لاستئناف الحرب: تمديد الهدنة على الطاولة
في اليوم الثالث للهدنة، كانت إسرائيل أكثر ارتباكاً، الأمر الذي انعكس على موقف الإدارة الأميركية أيضاً، ولا سيما مع طرح احتمال تمديد الهدنة إلى ما بعد موعد نهايتها صباح غد الثلاثاء، ومع ظهور حركة «حماس» في مظهر المسيطر على الوضع في قطاع غزة، على رغم القصف الإسرائيلي الهائل، وهو ما أبرزته الصحافة الإسرائيلية، ولا سيما تلك المؤيدة لليمين. ومع استمرار عملية تبادل الأسرى بواقع 14 إسرائيلياً، بينهم حاملان للجنسية الأميركية، مقابل 39 فلسطينياً، بالإضافة إلى روسيٍّ وتايلانديين اثنين أطلقتهم «حماس» من خارج الصفقة، فضلاً عن استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بدأ الحديث جدياً عن تمديد الهدنة.في هذا السياق، جاء كلام الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي قال، في خطاب في ماساشوستس تطرّق فيه إلى الإفراج عن طفلة أميركية كانت محتجزة في القطاع، إن «هدفنا أن تستمر هذه الهدنة بحيث نرى الإفراج عن رهائن آخرين ومزيداً من المساعدات الإنسانية» إلى غزة.
ثم أضاف نائب مستشاره للأمن القومي، جون فاينر، أن تمديد صفقة التبادل ممكن، وسيتم إذا كانت «حماس» مستعدة لمواصلة إطلاق الرهائن، فيما أعلنت «حماس»، في بيان، أنها تقوم بجهود جدية لتمديد الهدنة من خلال زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرّب من الحركة القول «إننا نتوقع أنّ بإمكان المقاومة تأمين إطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 من الأسرى الإسرائيليين (الإضافيين)» ما يعني تمديداً قد يصل إلى أربعة أيام. وكذلك، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد اتصال ببايدن، بفكرة إطلاق عشرة أسرى مقابل كل يوم هدنة إضافي، فيما اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي، ليل أمس، لبحث التمديد، بحسب «القناة 12» الإسرائيلية.
وعلى رغم أن التمديد الذي يجري الحديث عنه مرتبط بتبادل الأسرى، وليس مفتوحاً، إلا أن أيام الهدنة الثلاثة الماضية أظهرت فقدان الحرب الإسرائيلية على القطاع زخمها بشكل إضافي، ما يُبرز صعوبة استئنافها بالنسبة إلى جيش الاحتلال، رغم محاولة نتنياهو، تجاهل تلك الحقائق، عندما زار جنوده في قطاع غزة لرفع معنوياتهم من جهة، ولتعويم نفسه من جهة أخرى، مجدداً معزوفة أن «الحرب ستستمر حتى تحقيق النصر، من خلال الإفراج عن جميع الأسرى، والقضاء على حركة حماس، وضمان أن لا يمثل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل بعد اليوم». لكن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليمينية، ناحوم بارنياع، عكس صورة مختلفة تماماً للوضع، حينما اعتبر أن التأخير في إطلاق الأسرى لعدة ساعات أول من أمس، وتهديد «حماس» بالتوقف عن تنفيذ الصفقة إذا واصلت إسرائيل منع وصول المساعدات إلى الشمال، يظهر أن رئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، يحتفظ بالسيطرة على القطاع.
وبعد ما وصفه بالدراما التي أفقدت الإسرائيليين أعصابهم، اعتبر أن «حماس لا تزال تسيطر على غزة. وأي كلام عن هزيمتها سابق لأوانه، ويمثّل تمنيات، وليس حقيقة مرتكزة على وقائع. فقد أظهرت الحركة قوتها في المساومات الأخيرة السبت. وبالتالي من المتوقّع أن تتعزّز تلك السيطرة لا أن تضعف مع الاستمرار في الهدنة». كما أشار إلى أن «الاتفاق الذي جرى بوساطة الولايات المتحدة وقطر، ليس محكماً، وثمة تفسيرات مختلفة لمكوّناته.
ولذلك فإن مزيداً من العقبات ستظهر، وسيتم طرح المزيد من المطالب على ظهر أولئك الذين سيُفرج عنهم». ورأى أن «الحكومة الإسرائيلية ستصارع لتنفيذ الصفقة على علّاتها بعدما التزمت بها، بسبب ضغط الرأي العام والتعاطف الذي صار يربط الجمهور الإسرائيلي بالأسرى وعائلاتهم. فأيّ تأخير سيصيب هؤلاء بخيبة أمل وشعور بالفشل ويضع الحكومة في موقف ترغب في تجنّبه»، مضيفاً أن «التهديد الذي أطلقته إسرائيل باستئناف الحرب إذا لم تفرج حماس عن الأسرى، متسرّع وفارغ، ولا سيما أن الأمر يتعلّق بحياة الكثيرين».
وخلص إلى أن «أعضاء الحكومة يقاتلون من أجل مستقبلهم السياسي الخاص. وأحد الأمثلة على ذلك هو عندما قال نتنياهو في مؤتمر صحافي إن الاتفاق يتضمّن زيارات للصليب الأحمر لباقي الأسرى، لكنّني تحقّقت من الأمر ووجدت أن الاتفاق لا يتضمّن التزاماً من قبل حماس بالسماح بتلك الزيارات. ونتنياهو كان يعلم عندما سحب هذه الورقة بأنها فارغة، فهو ليس أحمق، لكن الكثير من ناخبيه حمقى».
وفيما فرضت إسرائيل تعتيماً على كلام أسراها المحرّرين حول ظروف احتجازهم، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بعض أقارب هؤلاء قولهم إن الأسرى كانوا خلال الاحتجاز مقطوعين تماماً عن العالم الخارجي. وبالفعل، لم تظهر علامات الرعب التي يمكن أن يثيرها انفجار آلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع، وخاصة أن الحديث يجري عن نساء وأطفال، ما يفيد بأن الحركة تملك ملاجئ محصّنة وآمنة تعزل من بداخلها عمّا يجري في الخارج. وفي تجسيد ميداني لاستمرار سيطرة «حماس» على غزة، حوّلت الحركة إطلاق المجموعة الثالثة من الأسرى الإسرائيليين، إلى استعراض للقوة في وسط مدينة غزة، ما ينفي تماماً كلام نتنياهو وغالانت قبل نحو أسبوعين عن «فقدان الحركة سيطرتها» على المدينة، ويزيد في المشاكل التي سيواجهها الطرفان. ويفيد امتزاج هذا المشهد، بمشهد الاستقبال الاحتفالي للأسرى المحرّرين في الضفة الغربية، بتعزيز نفوذ المقاومة وقوّتها على كل الأراضي الفلسطينية.
في هذا الوقت، استمر العدوّ في خرق الهدنة من خلال إطلاق النيران على العائدين إلى شمال قطاع غزة، حيث استُشهد مزارع فلسطيني بالرصاص الإسرائيلي في مخيّم المغازي المتاخم لشارع صلاح الدين في وسط القطاع.
"البناء": استئناف الهدنة بعد تعثر يومها الثاني كشف رجحان كفة ميزان القوة للمقاومة
واصلت حركة أنصار الله والجيش اليمني العمليات البحرية، التي أعلن الجيش استمرارها طالما أن وقف إطلاق نار دائم في غزة لم يتحقّق بعد، وتمّ استهداف سفينة إسرائيلية في المحيط الهنديّ بطائرة مسيّرة، كما قال الأميركيون، وإيقاف سفينة أخرى في خليج عدن، واستهداف سفينة ثالثة. والواضح أن حركة أنصار الله تخوض معركة أمن البحر الأحمر من موقعها كشريك رئيسيّ في أمنه، وفي تحدٍّ واضح للردع الأميركي الذي يتخذ من الملاحة الدولية والممرات المائية وتدفق النفط، عناوين استراتيجيته العسكرية بمعزل عما يجري في غزة، بمستوى خوضها لاستهداف السفن الإسرائيلية من موقع قرار مساندة شعب غزة وقوى المقاومة فيها.
بالشجاعة ذاتها ضربت المقاومة في غزة بيدها فوق الطاولة ملوّحة بوقف العمل باتفاق الهدنة والتبادل، واضعة شروطاً لا ترى مبرراً لاستئناف الهدنة والتبادل بدونها، وأبرزها التمسك بأسرى القدس ضمن التبادل، واعتماد الأقدميّة في إعداد لوائح الأسرى الفلسطينيين. وهذان الشرطان في عمليات التبادل يؤسسان لما هو مقبل منها، حيث الأسرى أصحاب الأقدمية وأسرى القدس ولاحقاً أبناء الأراضي المحتلة عام 1948، هم أصحاب الملفات الأشدّ تعقيداً. وبعد التهديد بالعودة للعملية البرية منتصف ليل السبت الأحد، مع حلول موعد تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثانية من التبادل، وبعد التهديد بالعودة للقتال من جانب قوات الاحتلال، عادت حكومة الاحتلال وجيشه فقبلت شروط المقاومة، وتمّت عملية التبادل الثانية ثم الثالثة، بانتظار أن يتمّ اليوم تبادل الدفعة الرابعة.
بالتوازي تشتغل قطر ومصر وأميركا، على تمديد الهدنة والتبادل، دون وضوح مدى إمكانية الذهاب إلى العودة للحرب رغم التهديد بها، والعملية المقترحة تقوم على معادلتين: يوم إضافي لقاء كل عشرة إسرائيليين، وثلاثة أسرى فلسطينيين لقاء كل إسرائيليّ واحد.
وفيما سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خرقه تحليق لطائرات التجسس والاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي التي لم تفارق الأجواء الجنوبية ليل نهار يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ليل الثلاثاء في زيارة لم تكن متوقعة وسط الانشغال العربي والغربي بالحرب على غزة. وبحسب معلومات «البناء» من مصادر مطلعة، فإن لودريان زار قطر والسعودية قبيل زيارته المنتظرة إلى لبنان، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين والمصريين، بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة في لبنان، مع ترجيح المصادر ان يحمل لودريان طروحات جديدة بعد تشاوره مع دول اللقاء الخماسي سوف يناقشها مع القيادات السياسية التي باشر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ترتيبها، بهدف إعادة إحياء ملف انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن. وتقول المصادر إن فرنسا سوف تجدّد دعوتها لبنان لعدم الانجرار إلى الحرب، وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر، وسط تأكيد المصادر نفسها أن فرنسا ستحاول أيضاً لجم تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن حركة حماس ومواقفه من الحرب.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنّفوذ، ولا نقبل بحرمان الدّولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان”. وشدّد الرّاعي على “أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرّئيس وفوضى الحكم وكثرة الرّؤوس”، جازمًا “أنّنا لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان».
إلى ذلك اعتبرت مصادر مطّلعة في 8 آذار لـ”البناء” أن الترقب سيد الموقف في الساعات المقبلة الفاصلة عن انتهاء الهدنة خاصة أن هناك محاولات لتمديدها، ورأت المصادر أن على ضوء ما سيحصل فإن حزب الله يتطلّع إلى مقاربة جديدة للملفات الداخلية لا سيما أن العدوان على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب أظهرت مجدداً بعض المواقف الدولية والغربية التي دعمت المجازر الإسرائيلية وبررتها، وبالتالي فإن الحزب الذي لا يبدي ارتياحاً لما حصل من إعادة طرح الـ 1701 فإنه سيكون أكثر تشدداً في استحقاق رئاسة الجمهورية والاستحقاقات الأخرى اقتناعاً منه أن الظروف الراهنة تفرض مواقف مختلفة واستراتيجبات جديدة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “إن قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان و”إسرائيل” تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها”.
وقال: “في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تُعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.
أضاف: “لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنس الأرض اللبنانية”.
ورداً على سؤال قال: “نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية”.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه في برشلونة نظيره القبرصي كوستانتينوس كومبوس: “توافقنا على أهمية حلّ الدولتين لإنهاء الصراع في فلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما تبادلنا الافكار بكيفية إيجاد حل مستدام لأزمة النزوح التي نعاني منها سوياً، وضرورة العمل على مقاربة جديدة لهذا التحدّي، لا سيّما بعد تزايد الرغبة لدى النازحين الجدد بالوصول إلى أوروبا بأي ثمن والاستقرار فيها”.
ولفت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، إلى أن “الشهادة فعل إيمان بالقيم لا يدرك أبعادها إلا من عاش الصدق والإخلاص في إيمانه بربه والتزامه بقضايا الأمة والناس”.
وخلال الاحتفال التأبيني لنجله عباس محمد رعد في بلدة جباع الجنوبية، أضاف، “العقل يقول لنا إن الوقت هو للعمل لمتابعة السير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو اليه الشهيد واخوانه الشهداء”. وأمل أن تكون شهادة سراج فرصة للمّ الشمل الوطني لتحقيق الأمن والأمان والحرية والكرامة والسيادة والقوة لبلدنا.
ويُجري وزير الطاقة وليد فياض وأعضاء هيئة إدارة قطاع البترول اليوم مفاوضات مع شركة Total Energies تتعلق بتحسين شروط العرضين المتعلقين باستكشاف واستخراج النفط والغاز من البلوكين 8 و10.
"الجمهورية": جولاتي لتحصين لبنان.. ولودريان يُحرّك الجمود الرئاسي
عشيّة اليوم الاخير من هدنة الايام الاربعة في غزة والمرشحة للتمديد أياماً أُخَر، سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خَرقه تحليق طائرات التجسس الاسرائيلية التي لا تفارق الأجواء الجنوبية، كذلك خرقه الجيش الاسرائيلي باستهداف «جبل بلاط» عند أطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي بـ3 قذائف مدفعية مساء امس. فيما ارتفع منسوب الاهتمام السياسي بالاستحقاقات الداخلية في ضوء زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيصل مساء غد لتحريك ملف الاستحقاق الرئاسي في اطار المهمة التي كلفته ايّاها المجموعة الخماسية المهتمة بالشأن اللبناني، والتي تضم الى فرنسا الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.
يصل لودريان الى بيروت مساء غد في زيارة تدوم الى الجمعة المقبل، ويلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الرسميين ورؤساء الكتل النيابية في محاولة لإحياء الحوار حول طروحاته السابقة في شأن الاستحقاق الرئاسي.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان لودريان أعدّ ملفا موثقا يحصي فيه مواقف القوى اللبنانية مما قالت به المبادرة الفرنسية الداعية الى حوار بين اللبنانيين توصّلاً الى التفاهم على خوض العملية الانتخابية في ظل ترشيحات متعددة بعدما تراجعَ الجانب الفرنسي عن المعادلة السابقة التي قالت بطرح موضوعي رئيس الجمهورية والحكومة سلّة واحدة، معتبراً انّ تعطيلها لا يقع على مسؤولية الجانب الفرنسي إنما هذا هو قرار أكثرية القوى اللبنانية، مؤكداً ما قاله اكثر من مسؤول فرنسي بأنه «ليس مجلس النواب الفرنسي هو من ينتخب رئيس الجمهورية».
ولفتت المصادر الى انّ لودريان متيقّن من ان الاجوبة التي نالها على اسئلته التي طرحها على النواب منتصف آب الماضي ما زالت صالحة للمناقشة، وهي كانت وستبقى بما تحدثت عنه الإصلاحات المخرج للبنان من مسلسل أزماته وان التفاهم في شأنه ورسم خريطة الطريق الى تنفيذها يستلزمان انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية قبل القيام بأي خطوة أخرى، ولذلك فهو يسعى من أجل «تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جمود مستمر منذ تشرين الثاني 2022».
لا نصاب ولا جلسة
الى ذلك وعلى رغم من عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من انقرة بعد زيارة رسمية امتدت ليومين، طار النصاب القانوني الحكومي مرة أخرى من أجل تلبية اي دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء كما كان متوقعا اليوم، والأمر يعود الى انه مقابل اكتمال عقد الوزراء منذ عطلة نهاية الأسبوع غادر وزير الصناعة جورج بوشكيان الى النمسا صباح أمس لتمثيل لبنان في الدورة العشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، فطارَ النصاب مرة أخرى.
وفي الاطار عينه نصحت مصادر وزارية بضرورة وقف الجدل الاعلامي حول مصير قيادة الجيش سواء بالنسبة الى التمديد لقائده او تعيين قائد آخر واعضاء في المجلس العسكري، فكل شيء في أوانه خصوصاً انّ هناك قراراً واضحاً على جميع المستويات بعدم المَس بالمؤسسة وأن ما يجري تداوله من سيناريوهات مختلفة لا تستند الى اي توجّه رسمي تضر بهيبتها وسمعتها، وانّ الحكومة لن تفرّط بها وتضمن لها ما تحتاجه من مقومات ومعها العالم اجمع الحريص على مساعدتها لتجاوز المرحلة الصعبة.
ميقاتي
وفي اطار جولته المتواصلة على العواصم العربية والاجنبية و»التي تصبّ في اطار تحصين الوضع في لبنان وتحقيق السلام فيه وفي المنطقة»، على حد قوله لـ«الجمهورية»، زار ميقاتي تركيا السبت والتقى في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اكد خلال الاجتماع «ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيداً للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام». وقال: «إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمنا وهادئا». وفي المقابل قال ميقاتي: «إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لإحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان».
واكد ميقاتي في حديث الى محطة «TRT» التركية «انّ قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها». واضاف: «في هذه النفسية الاجرامية الموجودة لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، أيّ ضمانات يمكن أن تعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية؟». وتابع: «لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنّس الأرض اللبنانية». وقال: «نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية».
على فوهة بركان
وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، شكرَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الاحد من بكركي، الله «على الهدنة الإنسانية في غزة»، وقال: «نرجو ونصلّي أن تصبح بهمّة أصحاب الإرادات الحسنة، وقفًا دائمًا لإطلاق النّار، وبدايةً لحل المشاكل بالتّفاوض. كما نشكر الله على وقف التوتّر في جنوب لبنان، ونصلّي من أجل أن يستعيد الجنوب هدوءه، فيكفينا قتالًا وتدميرًا وتهجيرًا». وتوجّه االى المسؤولين قائلاً: «إنّنا لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادّة 49 منه، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات. وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، فيما الأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدولة بشخص الرئيس». وأكّد أنّ «الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنفوذ، ولا نقبل بحرمان الدولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان»، موضحًا أنّ «المادّة 49 من الدستور تنصّ على أنّ رئيس الجمهوريّة هو رئيس الدّولة ورمز وحدة الوطن. ولَمّا حوّل اتفاق الطائف رئيس الجمهوريّة من رئيس للسّلطة الإجرائية، أرادَه رئيسًا للدولة، أي للدولة بأرضها وشعبها ومؤسّساتها، لا سيّما منها المؤسّستَين الأساسيّتين مجلس النّواب ومجلس الوزراء؛ لجهة ضبط تناسق عملها».
كما شدّد على «أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرئيس وفوضى الحكم وكثرة الرؤوس»، جازمًا «أنّنا لا نقبل بمحاولات المَسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان». وخاطبَ المسؤولين بالقول: «إذهبوا فورًا وفقًا للدّستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتُحَلّ كل المشكلات السّياسيّة وتَسلم كلّ مؤسّسات الدّولة».
«الحاكم الوحيد»
ولاحظ متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، انّ عيد الإستقلال يحل مرة أخرى فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشكلات لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحمّلها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد». واكد انّ اللبنانيين «لا يريدون أي مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتُعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأنّ دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية». وشدد على «أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كذلك لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم لكي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به».
فرصة لِلم الشّمل
واكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب محمد رعد أنّ «الشّهادة فعل إيمان بالقيم، لا يدرك أبعادها إلّا من عاش الصّدق والإخلاص في إيمانه بربّه والتزامه بقضايا الأمّة والنّاس». وأشار، خلال حفل تأبيني نظّمه «حزب الله» في بلدة جباع لنجله الشهيد عباس رعد الذي سقط «على طريق القدس»، إلى أنّ «أملنا أن تستنهض دماء شهداء المقاومة التي نعتزّ بمسارها وبقائدها وبسيّدها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، هذه الأمّة»، لافتًا إلى أنّ «العقل يقول لنا إنّ الوقت هو للعمل ولمتابعة السّير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه الشّهيد وإخوانه الشّهداء». وامل في أن «تكون شهادة عباس فرصةً لِلمّ الشّمل الوطني، لتحقيق الأمن والأمان والحريّة والكرامة والسّيادة والقوّة لبلدنا».
وتحدث في الاحتفال ايضا نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، فقال: «هذه المقاومة الحاضرة بأولادها وأطفالها ونسائها وكل ما تملك لا يمكن أن تهزم». واضاف: «لن نسمح لدول الإستكبار و»إسرائيل» برسم حدود ومسار حريتنا. نريد استقلال بلدنا استقلالا كاملا وتحرير أرضنا تحريرا كاملا حتى آخر شبر وخياراتنا السياسية منسجمة مع هذا الاتجاه». واعتبر ان «الإنجاز المُزلزل في «طوفان الأقصى» سيكون مؤشراً للمستقبل أن المقاومة لا يمكن أن تهزم».
تسوية وطنية
ولفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، الى أنه «رغم الكارثة التي تضرب صميم مصالح لبنان، ما زالت القطيعة السياسية جارفة، ولا حل في هذا البلد من دون تسوية وطنية تطاول مفاتيح مصالح البلد، ورئيس الجمهورية مفتاح وطني وضرورة عليا لمصالح البلد ولا بد من تصفية اللعبة الخارجية لحماية الإستحقاق الرئاسي، والحل بطبخة داخلية فقط، ومجلس النواب ضمان سيادة وقرار وطني وحارس أوّل لقضايا السلطة والأمن، ولأنّ المنطقة على فوهة بركان نحن أمام فرصة جدية لشطب الفراغ الوطني، خصوصاً أنّ القرابين كبيرة والأثمان بحجم ذهب لبنان والمنطقة».
عودة المستوطنين
من جهة ثانية، شهدت الجبهة الجنوبية هدوءاً حذراً خَرقه تحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية وقصف مدفعي بثلاث قذائف لجبل بلاط في القطاع الغربي من الجنوب.
في غضون ذلك أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تقييمًا للوضع في «الفرقة 210» بمشاركة قادة في الجيش في الشمال على حدود لبنان. واطّلع «على نشاط القوات الإسرائيلية في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية والحدود السورية، وتحصيل الثمن من «حزب الله» والتنظيمات الأخرى»، بحسب بيان صدر للوزارة. وقال: «لقد قتلنا أكثر من 100 عنصر من «حزب الله»، ودمّرنا العشرات من نقاط المراقبة، والمستودعات، والمخابئ، والمقرات، وسَحبنا قوات «حزب الله» من قطاع في الجبهة الخلفية إلى عُمق الميدان». وأضاف أنّ «الجمع بين كل هذه الإنجازات سيترجَم إلى وضع مختلف، ما سيسمح لاحقاً بعودة المستوطنين في ظل ظروف مختلفة تماماً».
"اللواء": مهمة لودريان الرئاسية تبدأ من بوابة غزة إلى جبهة الجنوب
مع انكشاف أهوال الحرب الاسرائيلية على مدينة غزة وقطاعها، وبروز المخاطر الناجمة عن انعدام الحياة في منازل القطاع المدمرة أو المصابة، وظهور بوادر أزمات غذاء ومجاعة وصحة وتعليم وعمل، مضت الهدنة الإنسانية صامدة، وكذلك الهدوء على جبهة الجنوب، حيث تواصلت عودة الجنوبيين الى القرى الأمامية التي اضطروا للنزوح عنها، لزرع ما يلزم من مزروعات الخريف- الشتاء، وتفقد مواسم الزيتون التي حان وقت قطافها مع انهيار الوضع على جبهة الجنوب الحدودية، فيما كان المشهد على الجبهة المقابلة مقفراً من البشر، بانتظار أوامر القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي كان فيه جنرالات الحرب في اسرائيل يتسابقون الى التصعيد، والتوعد في المضي قدماً في تدمير ما تبقى من غزة، ومن بينهم وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت.
وتلقى غالنت اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأميركي لويد اوستين، ذكره فيه بأن الولايات المتحدة مهتمة بمنع توسع الصراع في غزة ليمتد الى لبنان.
وفي مهمة متعدّدة الاهداف، على صلة بتطورات الوضع في غزة، يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان الى بيروت مساء غد، لاجراء سلسلة من اللقاءات، تمتد حتى يوم الجمعة المقبل.
ويحمل لودريان الآتي من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيداً من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
واستناداً الى مصادر فرنسية، فإن المفاوضات المقبلة حول مصير الأوضاع في غزة، ستشمل جنوب لبنان، وهذا الامر يستدعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون لبنان جاهزاً للجلوس الى الطاولة.
وحسب المعلومات الفرنسية، فإن الجانب الاسرائيلي، وفي اطار تنفيذ القرار 1701، لنزع الذرائع من امام حزب الله، لان ما جرى في الميدان فرض ربطاً في وقائع الحرب، والاهداف البعيد، التكتيكية والاستراتيجية، في ضوء النزوع الدولي، الى المفاوضات حول ما بعد الحرب، سواء في ما خصَّ حل الدولتين، او إحياء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، في ما خص المبادرة العربية والسلام العادل والشامل.
وتتخطى مهمة لودريان النصائح بضرورة تجنب توسيع الحرب، الى ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي، ليتمكن لبنان من الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة لودريان تتصل بشقين الأول التأكيد على أهمية تجنيب لبنان الدخول في الحرب والثاني رئاسي واستطلاع إمكانية تحريك الملف الرئاسي في حين أن لقاءاته المرتقبة من شأنها أن تعطي الجواب عما إذا كان الأفرقاء على استعداد لأستئناف البحث بالملف والتوجه نحو الحل، مع العلم أن لودريان لا يحمل معه أي معطى جديد أو أسماء للتداول بها، في حين يبقى طرح الخيار الثالث مستندا للبحث انطلاقا مما طرحه الموفد القطري قبل تطورات غزة والجنوب.
وقالت هذه المصادر أن مهمة لودريان الجديدة ان جاز القول هي البداية وبناء على ما يسمعه يتمكن من تكوين فكرة عن مرحلة العمل المقبلة.
إلى ذلك، رأت المصادر أن الموفد الفرنسي لن يتدخل في موضوع قيادة الجيش لكنه قد يستفسر عما يجري وأكدت أن التمديد للعماد جوزف عون هو الخيار الذي يتمسك به البطريرك الماروني بعدما قال كلمته في هذا الملف.
وفي المعلومات أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو الفهد) زار بيروت، وأجرى جولة أفق، تم عاد الى الدوحة، على أن يواصل السفير القطري في لبنان اتصالاته، تمهيداً لاستئناف الوساطة القطرية حول الرئيس العتيد.
وتتزامن عودة لودريان مع تحرك رئاسي فرنسي في الشرق الأوسط، اذ يزور الرئيس ايمانويل ماكرون دولة الامارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد ان تشمل الجولة المملكة العربية السعودية وقطر.
وفي اطار التشاور الفرنسي- العربي، التقت وزيرة خارجية فرنسا كولونا نظيرها المصري سامح كريم، وكذلك السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال المشاركة في المؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط في برشلونة.
وفي اطار الحركة اللبنانية، التقى الرئيس نجيب ميقاتي في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة الاربعاء المقبل، ويمكن عقد جلسة ايضاً الخميس للبحث في جدول اعمال، لا يشمل موضوع حسم وضع بقيادة الجيش.
وفهم ان موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ليس سالكاً لتاريخه، لا عبر الحكومة لا عبر مجلس النواب.
كشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية لحل مشكلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ان عقدة رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا التمديد، تراوح مكانها ولم تؤد الاتصالات الجانبية لحلحلة هذه العقدة المتبقية، بل على عكس ذلك تماما، فقد زاد الاخير من وتيرة معارضته لخيار التمديد لبقاء العماد عون في منصبه، وتمسكه بطرحه الداعي لتسلم الضابط الاقل رتبة في التراتبية العسكرية لتسلم مهمات القيادة، لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين قائد للجيش، واصفا كل التبريرات والاسباب الداعية للتمديد، بأنها ليست واقعية ولا مقنعة للسير فيها.
واشارت المصادر إلى ان باسيل، أبلغ مقربين منه أنه سيستمر برفض التمديد لقائد الجيش، ولو بقي وحيدا، بالرغم من تأييد معظم الاطراف السياسيين لهذا الخيار، وتأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي ايضا، واصفا علاقته وتحالفه مع حزب الله بانه ليس شاملا كل الملفات والقضايا، بل هو على القطعة كما وصفه، ولذلك فهو غير ملزم بالموافقه على التمديد لقائد الجيش، إذا سار الحزب بهذا الخيار اخيرا.
«الراعي»: حل المشاكل بانتخاب الرئيس
وفي عظة الاحد امس، اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأننا «نصلي ونشكر الله على وقف التوتر في جنوب لبنان والعودة الى الحياة الهادئة، ويكفينا قتلاً وتدميراً وتهجيراً».
وخاطب الراعي المسؤولين بلهجة حادة قائلاً: «لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديداً المادة 49، على حساب قيام الدول والمؤسسات، وأنتم لا تنتخبون عمداً رئيساً للجمهورية منذ سنة وشهر».
واكد الراعي ان «الرياح تتجه الى ترتيبات في المنطقة، فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص او المشروع او لغاية مرتبطة بالنفوذ»، مضيفاً «لا نقبل بحرمان الدول من رأسها»، مؤكدا: «فلا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرئيس، وبالتالي بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين».
وقال البطريرك الماروني: «لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، وان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، فاذهبوا فورًا إلى الأسهل، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة».
منوهاً بزيارة وفد المجلس الشيعي الاعلى بالرئاسة نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب الخميس الماضي.
ووصف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طوفان الاقصى بأنه كان عملاً جباراً عظيماً حفر عميقاً في الكيان الاسرائيلي وستأتي ثماره في المستقبل القريب.
وقال في حفل تكريمي للشهيد عباس محمد رعد «المقاومة لم تخدش، ولم ينقص من قوتها اي شيء، ونحن في لبنان معها اضافة الى العراق واليمن، وهذا العمل تأسيسي سينجح»، مشيراً الي انه بعد الانجاز المزلزل في طوفان الاقصى، سيكون مؤشرا للمستقبل ان المقاومة لا يمكن ان تهزم».
وجنوباً ايضاً، دعت لندن، عبر سفارتها في بيروت اليونيفيل الى وقف الاعمال العدائية عند الخط الأزرق، وحث الاطراف على تنفيذ قرار مجلس الامن ادولي الصادر عام 2006 والمعروف بالقرار 1701.
وحسب السفارة، فإن الهدوء الذي ساد منذ يوم الجمعة يوفّر الفرصة لاعادة التركيز على صياغة طويل الامد للسلام.
وميدانياً، استمر الهدوء علي الجبهة الجنوبية، مع خروقات اسرائيلية، ابتداء من كفركلا الى عيترون ووادي هونين والخيام، فضلاً عن انفجار صواريخ من مخلفات القصف.
وحسب ما لاحظ العائدون الى مارون الرأس ويارون، فإن قذيفة سقطت على كنيسة يارون وتسببت بأضرار في القاعة والمحتويات، وكذلك الحال في رميش وعيترون وبنت جبيل على قاعدة الحرص على عدم ترك القرى والمنازل حفاظاً عليها من الطامعين بها، وشدد الاهالي على استمرار الهدنة للتمكن من العودة الى أراضيهم وترميم منازلهم.
ومساء خرق الجيش الاسرائيلي الهدنة جنوب لبنان، واطلق 3 قذائف على اطراف جبل قرية بلاط في قضاء مرجعيون.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024