لبنان
العدو يتجاوز الخطوط الحمر ويستهدف المدنيين في لبنان.. والمقاومة توسّع نطاق الرد
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا من العدو الصهيوني في الجنوب، تمثّل باستهداف مقصود للمدنيين، حيث ارتكب العدو مجزرة بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنية في منطقة عيناتا، ما أدى لاستشهاد 3 فتيات وجدّتهن وإصابة والدتهن بجراح، كما استهدف العدو سيارة إسعاف لكشافة الرسالة الإسلامية سقط فيها 4 جرحى، ما استدعى ردًا مباشرًا من المقاومة الإسلامية بقصف مستوطنة كريات شمونة شمال الأراضي المحتلة بصواريخ من نوع غراد.
وفي قطاع غزة يستمر العدو بكافة أنواع القصف على المدنيين، مرتكبا المزيد من المجازر، وفي نفس الوقت بقي عاجزًا عن تحقيق أي انتصار على الأرض، بل إنه تكبد المزيد من الخسائر بصفوف جنوده وآلياته في محاولات التقدم التي يقوم بها ضمن أكثر من مكان في القطاع المحاصر.
"الأخبار": العدو يقتل مدنيّين والمقاومة تقصف المستوطنات
يترنّح الوضع عند الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة على حافة الانزلاق نحو تصعيد سريع. الجديد أمس، محاولة العدو اختبار قاعدة «المدني بالمستوطن» التي فعّلها حزب الله، فقصف سيارة مدنية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وجدّتهم. وسريعاً، أتى رد المقاومة بقصف مستعمرة كريات شمونة بعددٍ من صواريخ «الكاتيوشا»، للمرة الأولى منذ عدوان تموز 2006. وذكر مراسلون عسكريون أن القبة الحديدية فشلت في اعتراض الصواريخ التي سقطت في كريات شمونة. وأدت الى انقطاع الكهرباء عن أماكن عدة. وأمضى من تبقّى من مستوطنين في الشمال ليلتهم في الملاجئ. وفيما أعلنت المقاومة أنها «لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها حازماً وقوياً»، دعت وسائل إعلام عبرية إلى «التعامل مع حادث الشمال بحذر لأن حزب الله يطلق النار بعد مزاعم عن مقتل مدنيين في جنوب لبنان»، وحضت على «التوقف عن إعطاء العدو سبباً لإطلاق الصواريخ على كريات شمونة».
وكانت مُسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على السيّارة في منطقة المعيصرة بين بلدتَي عيترون وعيناثا. والسيارة المستهدفة كانت ضمن موكب من سيارتين، الأولى لصاحبها الصحافي سمير أيوب من عيناثا، والثانية تقودها هدى عبد النبي حجازي، ابنة شقيقة أيوب من بلدة بليدا، وبرفقتها والدتها وأولادها الثلاثة. وقد أدّى القصف إلى جرح أيوب وابنة شقيقته هدى، واستشهاد والدتها سميرة أيوب، وأولادها ريماس شور (14 سنة) وتالين شور (12 سنة) وليان شور (10 سنوات).
التصعيد ضد المدنيين أتى في سياق الجنون الإسرائيلي في غزة، وفي مواجهة التصعيد التدريجي الذي يتّبعه حزب الله، مع مزيد من التكتيكات وإدخال أسلحة جديدة في المواجهة التي قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إنها مفتوحة على كل الاحتمالات ربطاً بسلوك العدو تجاه لبنان، وبتطورات المعركة في غزة.
وسائل إعلام العدو دعت الى التنبه من تفعيل حزب الله معادلة «المدني بالمدني»
وخلال الساعات الـ48 الماضية، استهدف حزب الله ثكنة أفيفيم ومواقع جل الدير ومسكاف عام والضهيرة والعباد بالصواريخ الموجّهة والمدفعية، كما استهدف آلية عسكرية للعدو وتجمّعاً لجنوده في موقع بياض بليدا وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم. وهاجم المقاومون في أوقات متزامنة مواقع جل العلام، الجرداح، حدب البستان، المالكية والمطلة، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة إضافة إلى تدمير التجهيزات الفنية والتقنية. كما استهدف المقاومون مكمناً لجنود العدو الصهيوني داخل أحد منازل مستعمرة المطلة وحقّقوا فيه إصابات مؤكدة، رداً على قتل عدد من المدنيين خلال الأيام الماضية. وأضافت المقاومة إلى سلاح المُسيّرات الانتحارية، صواريخ البركان.
وتعليقاً على جريمة قتل الأطفال الثلاثة وجدّتهم، قال الرئيس نبيه بري إن «ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل تمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظّم»، معتبراً أنّ «ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة إلى جنوب لبنان هو سياق واحد».
بدوره، شدّد الرئيس نجيب ميقاتي، على أنّ «الجريمة برسم مَن يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عمّا يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق لبنان». بينما اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن «ما حصل في عيناثا تطور خطير وكبير». وقال إن «العدو الإسرائيلي كان يعرف مَن في السيارة وكان يعرف أنه يقصف مدنيين، فالمكان الذي استُهدفت فيه السيارة هو خارج الأماكن التي يحصل فيها الاشتباك منذ 8 تشرين الأول»، لافتاً إلى أن «معادلة مدني مقابل مدني ثبّتتها المقاومة فوراً في الرد الذي أعلنت عنه على المستوطنات (...) والمقاومة ردّت على الجريمة بقصف كريات شمونة، أما عن الخطوات اللاحقة فالجواب في الميدان».
في الأثناء، أُعلن أمس عن خطاب ثانٍ للأمين العام لحزب الله، السبت المقبل، بمناسبة يوم شهيد حزب الله. فيما أعلن حزب الله عن استشهاد كل من أحمد محمد سليم من حارة حريك، وقاسم إبراهيم أبو طعام من صور الجنوبية، وريان يوسف درويش من بلدة القليلة، ويوسف محمد صبرا من بلدة حداثا.
"البناء": تصاعد المواجهة جنوباً مع استهداف المدنيين.. والمقاومة ترد بقصف المستوطنات
شكلت الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، تعبيراً دقيقاً عن المأزق الذي تعيشه السياسة الخارجية الأميركية، بعد بلوغها الطريق المسدود في رهانها على نجاح جيش الاحتلال بالفوز في الحرب البريّة التي يخوضها في غزة بوجه المقاومة، وتقديم الغطاء للفوز بهذه المعركة لأبشع الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والتي تسببت بإطلاق موجة من الغضب في كل عواصم العالم الغربية منها والعربية، حيث سجلت واشنطن وباريس ولندن أضخم التظاهرات التي عرفتها خلال عقود ماضية. وبدا أن الحكومات القائمة تفقد شرعيتها الشعبية، وأن ثمّة حدوداً لقدرتها على مواصلة السير بالدعم الأعمى لسلوك وسياسات كيان الاحتلال. وقد وجد هذا المأزق تعبيراته في زيارة بلينكن للمنطقة، حيث كانت زيارة فاشلة بكل المعايير فعجز عن تغطية سياسة حكومته أمام أقرب الحلفاء العرب الذين اجتمعوا به في عمان، ووجدوا أنفسهم مضطرين أمام تفاقم الغضب الشعبي في شوارعهم، أنه يستحيل تحمل استمرار هذا الوضع دون وقف إطلاق نار وإفراج فوري عن المساعدات الإنسانية، حيث الوضع في غزة يقارب لحظة الانهيار الشامل والموت المحقق. وبلينكن يعلم أن هذا هو ما تطلبه الشوارع المتفجّرة غضباً في عواصم الغرب أيضاً. وبالتوازي فشل بلينكن في إقناع حكومة كيان الاحتلال بالكفّ عن منهجية القتل المفتوح والتدمير الشامل، وقد صارت هذه المنهجية بديلاً وحيداً للتستّر على الفشل الذريع في النجاح في الحرب البرية، وبدت واشنطن عالقة مع بلينكن بين ضغوط وقف إطلاق النار والتغطية العمياء التي منحتها وتمنحها لكيان الاحتلال.
الاحتلال الفاشل عسكرياً، والذي تحوّل من جيش مقاتل إلى مجرد آلة عمياء للقتل واصل المجازر التي لا يمكن تحمل استمرارها بشرياً وإنسانياً وأخلاقياً، لكن حكومة الكيان وقادة جيشه لا يأبهون لكل ذلك، بل إن أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الآتي بأصوات اليمين المتطرّف، الذي شكل العلامة الفارقة في انتخابات الكنيست الأخيرة التي حملت نتنياهو إلى الحكم مجدداً، دعا إلى استخدام السلاح النووي للتخلص من غزة، حيث قال وزير التراث عميحاي الياهو في حوار إذاعي إن إلقاء قنبلة نووية على غزة أحد الخيارات المطروحة، كاشفاً ما يدور من نقاش في الغرف المغلقة للحكومة من جهة، وحجم المأزق الذي يواجهه الهجوم البري في غزة من جهة موازية، وإفلاس نظريات اليمين من الرهان على تسليح المستوطنين كبديل عن الجيش من جهة ثالثة، بعدما هرب المستوطنون من غلاف غزة وقالوا إنهم لن يعودوا مطلقاً.
في جبهة الحدود اللبنانية تطوّر لافت، ربما يعبر أيضاً عن المأزق الذي يواجهه جيش الاحتلال في التأقلم مع المعادلات التي فرضتها المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ردّ جيش الاحتلال على الهجمات التي تنفذها المقاومة ضد مواقعه باستهداف المدنيين مرتين يوم أمس، مرة باستهداف سيارة إسعاف عائدة لكشافة الرسالة، ومرة ثانية باستهداف سيارة مدنية ما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال مع جدتهم. وقد ردت المقاومة بقصف مستوطنتي المطلة وكريات شمونة بالصواريخ. وهذا يحدث للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى وقيام المقاومة بفتح جبهة الحدود الجنوبية تضامناً مع غزة، وقالت مصادر عسكرية إن احتمال توسّع دائرة التصعيد وارد إذا بقي الاحتلال يردّ على استهداف مواقعه العسكرية، باستهداف المدنيين، مذكرة بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاحتمالات المفتوحة في ضوء مراقبة سلوك الاحتلال في الجبهة الحدودية، خصوصاً تجاه المدنيين.
وفي تطور خطير وجديد لم تشهده الجبهة الجنوبية منذ 8 تشرين الماضي، أقدم طيران العدو الصهيوني على استهداف سيارة مدنية بين بلدتي بليدا وعيناتا أدى الى استشهاد 3 أطفال لبنانيين وجدّتهم وأصيبت الوالدة بجروح.
وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية، في بيان، أن “مسيّرة صهيونية استهدفت مساء اليوم (أمس) سيارة مدنية في بلدة عيناثا، ما أسفر عن سقوط ٣ شهداء مدنيين، وقد عملت وحدات من الدفاع المدني التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية إلى نقلهم إلى مستشفيات المنطقة”.
وبعد أقلّ من ساعتين ردت المقاومة الإسلامية في لبنان بإطلاق رشقة من الصواريخ الثقيلة على مستوطنة كريات شمونة، وأعلنت المقاومة في بيان “قصف مستعمرة كريات شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا)، ردًا على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني التي استهدف بها سيارةً مدنيةً عند طريق المعيصرة بين عيناتا وعيترون التي أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من أحفادها”. وأكّدت المقاومة الإسلامية أنّها لن تتسامح أبدًا بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها حازمًا وقويًا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية برفع درجة الاستنفار في منطقة الشمال للحالة القصوى، ولفتت الى أن صفارات الإنذار تدوّي في المطلة، كفر جلعادي، كريات شمونة في إصبع الجليل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل مستوطن صهيوني إثر إصابتها بصاروخ واحتراقها، كما أفادت عن مقتل وجرح مستوطنين آخرين.
واشتبه العدو الإسرائيلي بتحرك في وادي هونين فأطلق قنابل مضيئة وثلاث قذائف مدفعية ونفذ حملة تمشيط بالرشاشات.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي على المدنيين هو خرق لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين حتى ما قبل جريمة عيناتا، وهذا استدعى رداً سريعاً وحازماً من المقاومة. وهذا قد يوسّع منطقة العمليات وإطار المعركة بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي بحال رد جيش الاحتلال بضرب أهداف مدنية لبنانية مجدداً. لكن المصادر استبعدت أن يردّ الاحتلال على رد المقاومة التزاماً بالقرار الأميركي بعدم توسيع جبهة القتال الى لبنان والبقاء في جبهة غزة.
وذكّرت المصادر بالمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في خطابه الأخير، حيث حذر العدو الصهيوني من “التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان”، مؤكّدًا أنّ ذلك “سيُعيدنا إلى المدني مقابل المدني”. كما حذّرت المصادر العدو من أن المقاومة لا تخشى الحرب وتملك مقوماتها ولديها ما يكفي من بنك الأهداف التي تلحق بالكيان خسائر فادحة وكارثية واستراتيجية، مذكرة بما قاله السيد نصرالله بأنّ “كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.
في غضون ذلك، يتحدّث السيد نصرالله السبت المقبل الساعة الثالثة بعد الظهر بمناسبة يوم شهيد حزب الله، ومن المتوقع وفق ما علمت “البناء” أن يستكمل من حيث انتهى في خطابه الأول، ويدخل في تفاصيل المعادلات العسكرية مع العدو الإسرائيلي بعدما وضع في خطابه الأول الإطار الاستراتيجي للحرب في غزة.
من جهته، ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان.
وأضاف في مؤتمر صحافي: “فيما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استناداً إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا. سنهاجم كل من يهدّدنا”. وأردف “ندرس بالطبع جميع الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل. هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة”.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول في كيان العدو زعمه بأن احتمال حدوث غزو من الشمال تراجع وحزب الله لن يستطيع اختراق حدودنا.
وكان المقاومة الإسلامية في لبنان وجّهت سلسلة ضربات وعمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال الاسرائيلي على طول الحدود، وأعلن حزب الله في بيان “استهداف موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة”. كما أعلن “استهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع بياض بليدا بالصواريخ الموجهة ووقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. وشوهِدت سُحب الدخان الأسود ترتفع في الموقع.
كما قصفت المقاومة ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.
وفي تطوّر نوعيّ للمقاومة، أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ ارض – جو، حيث سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول. ولوحظ أن المسيرة الثانية، حلقت لبعض دقائق بُعيد أسقاط الأولى قبل أن تنكفئ من سماء المنطقة.
وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على عدد من القرى الحدوديّة واستهدفت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية، وأشارت غرفة عمليات الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، في بيان الى انه “في ساعات الفجر الأولى واثناء قيام سيارتين تابعتين للدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور عمدت طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي الى استهداف السيارتين بشكل مباشر ما أدى الى إصابة أربعة مسعفين بجروح متوسطة نقلوا على إثرها الى أحد مستشفيات صور للمعالجة”.
ومساء أمس، أطلق جيش الاحتلال النار على محيط مركز للجيش اللبناني في رأس الناقورة.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ “حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين، وطريق فلسطين طريق التّحرير وعزَّة المنطقة وتحرير لبنان واستقلاله”، موضحًا “أنّنا لا نفصل في التّحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، لأنّ “إسرائيل” محتلّة لفلسطين كركيزة، ولكنّها محتلّة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثّقافة أو السّياسة أو الاقتصاد؛ وسنكون دائمًا في الميدان مؤثّرين ومعطّلين لمخطّطات “إسرائيل””.
أضاف: “أوقفوا الحرب كي لا تتوسّع، وأمّا طلبكم لعدم تدخّل “حزب الله” للاستفراد بفلسطين فلن يكون”، مشدّدًا على أنّ “أميركا شريك كامل للعدوان بل هي الّتي تديره وترفض وقف إطلاق النّار. لقد سقطت أميركا والغرب أخلاقيًّا وثقافيًّا وتربويًّا، وسقطت شعاراتهم عن الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والاهتمام بالطّفولة وتكريم المرأة”. واعتبر أنّهم “برزوا كوحوش بشريّة، يختبئون خلف شعارات خدَّاعة فقدت صلاحيّتها في المزيد من الخداع”.
بدوره، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في كلمة له أن “قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولا يجدوا له مخرجاً من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من روع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس. هل ترون الانحياز إلى أي مدى يبلغ فيه الأميركيون في سياساتهم وتآمرهم؟ لكنهم معروفون أنهم رعاة الإسرائيليين. ما بال العرب والنظام العربي الساكت الأخرس والأبكم الذي لا يتكلم ولا يدين ولا يسمح لشارعه أن يتحرّك من أجل أن يدين الإجرام الصهيوني. الذين يطبّعون مع الكيان الصهيوني هم حثالة العرب ولو كانوا في سدة الأنظمة والتطبيع لن يغادرهم إلى شعوبهم على الإطلاق”.
وتابع: “إننا ذاهبون إلى نصر، لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر، لذلك يجب أن نحمد الله ونشكره ألف مرة أن من يقود مسيرة المقاومة في هذا الزمن قائد حكيم مقدام تقيّ ورع يعرف تفاصيل الأمور، ولا تحركه انفعالات ولا حسابات خاصة إنما ينظر بعين الله من أجل أن يحقق مصالح عباد الله. نعمة كبرى أن مسيرة المقاومة يقودها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله. أربعة مليار بشرّي وقفوا على إجر ونص طوال أسبوع من أجل أن ينتظروا كلمة سماحة السيد. أي عزّ هذا وأي مجد”.
ولاقت جريمة عيناتا حملة إدانة واسعة، حيث قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “آخر بنك أهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي ارتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد امراة وثلاثة من أحفادها. ان ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “إسرائيل” ومستوياتها العسكرية والسياسية، وإحدى عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى استخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة يمثل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد”.
وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أننا “باشرنا تحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً رداً على جريمة “اسرائيل” في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة”.
بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، الى أن “هذه الجريمة النكراء لن تمرّ مرور الكرام وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الإسرائيلي الى مجلس الأمن على خلفيتها. والمطلوب من دول القرار في مجلس الأمن العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق”.
وكان ميقاتي تنقل بين الأردن ومصر واجتمع مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في عمان، شارك فيه سفير لبنان في الأردن يوسف اميل رجي، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظفي وزارة الخارجية توم سوليفان.
وأكد ميقاتي خلال الاجتماع “أولوية العمل للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها “اسرائيل” باستخدام الاسلحة المحرّمة دولياً للإمعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية”. وشدّد على “أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته براً وبحراً وجواً”.
بدوره شدّد وزير الخارجية الأميركية على” انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى”. ونشر بلينكن منشوراً على منصة “إكس”، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وكتب: “من المهم أن نتأكد من عدم انتشار الصراع بين “إسرائيل” وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وأعلنت الخارجية الأميركية أن “بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين “إسرائيل” وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع “إسرائيل””.
ومن الأردن، توجه ميقاتي الى مصر حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة في قصر الاتحادية، وعبر ميقاتي عن تقديره لوقوف مصر الدائم الى جانب لبنان، ودعمها له على الصعد كافة. وقال “إن مصر التي تحمل دوماً هموم العالم العربي، تبذل جهداً كبيراً لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ووقف المجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين. ونحن ندعم موقف الرئيس المصري برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وسعيه لإيجاد حل يبدأ بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والعمل تالياً على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم المستقلة”.
"اللواء": مجزرة أطفال في عيناتا.. وقواعد اشتباك جديدة!
شكلت جريمة استهداف سيارة مدنية بعد ظهر امس بين عيترون وعيناتا من قِبل جيش الاحتلال الاسرائيلي عنصراً ضاعطاً على قواعد الاشتباك في الجنوب. ومع أن المقاومة سارعت الى الرد في كريات شمونة الحدودية، لكنها اكدت في بيانها لها ان جريمة قتل الاطفال واستهداف المدنيين لن تمر.
فيما كشف وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن المباشرة بتحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الامن الدولي، ستقدم اليوم، رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة.
وجاء التوجه لتقديم شكوى بعد اتصال بين الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اكد ان الجريمة لن تمر مرور الكرام، داعياً الى اعتبار هذه الجريمة برسم مَنْ يدعون الى التهدئة.
لقاءات ميقاتي
وفي التحركات، التقى الرئيس ميقاتي في الاردن الملك عبد الله الثاني، ثم وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بمشاركة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارة ليف، قبل ان ينتقل الى مصر حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية». وشدد على«أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا».
بلينكن
بدوره شدد وزير الخارجية الاميركية على انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى. ونشر بلينكن منشورا عبر حسابه على منصة «إكس»، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وفي منشوره، كتب: «من المهم أن نتأكد من عدم إنتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية»... بدورها، اعلنت الخارجية الأميركية ان بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة لا تزال محور تقييم في الداخل في الوقت الذي ينتظر البعض اطلالته الثانية وما إذا ستكون مستنسخة عن الأولى أم ان هناك مفاجآت معينة يعلنها مع العلم أن حزب الله يرصد ردات الفعل على كلمة السيد نصرالله.
وقالت هذه المصادر أنه في الوقت نفسه يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الهادفة الى إبقاء الاستقرار قائما في البلاد وأشارت إلى أن خشية اللبنانيين من اندلاع الحرب لم تتضاءل لاسيما أن التطورات قد لا تحافظ على وتيرة معينة.
إلى ذلك افادت أن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان يشهد تزخيما له في المرحلة المقبلة في ضوء ارتفاع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش والمواقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
رئاسياً، برز موقف جديد لرئيس التيار الوطني الحر، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليل امس من ان كتلته النيابية على للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور.
واعتبرت مصادر سياسية ان موقف باسيل جدي، ولا يدخل اطار المناورة، وهو محاولة لاستدراك خطأه الرئاسي.
وفي سياق سياسي متصل، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفاً متضامناً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، بعدما استمع الى محاولات استبعاده عن القيادة العسكرية في هذه المرحلة البالغة الصعوبة، لا سيما في ضوء حملات النائب باسيل وفريقه السياسي والنيابي.
ودعا الراعي في عظة الاحد بعد لقاء عون الى انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ».
الوضع الميداني
ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الجنوب حيث قام مساء امس الاحد باستهداف سيارة ابنة شقيقة المصور الصحفي سمير ايوب التي استشهدت والدتها واطفالها الثلاثة ، بعد ان كانت صباح امس استهدفت سيارتي اسعاف لكشافة الرسالة والى جرح عناصرها وسقوط شهداء، وطاولت القذائف والغارات الاسرائيلي العديد من القرى اللبنانية.
وكان الاحتلال استهدف فجراً سيارتين تابعتين لكشافة الرسالة الاسلامية كانتا تحاولان اجلاء مصابين في اطراف بلدة طيرحرفا.
واعلنت المقاومة الاسلامية انها لن تتسامح ابدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردها حازما وقويا.
وقالت المقاومة الاسلامية في بيان لها رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو بعد ظهر امس، وأدت الى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من أحفادها، قصف مجاهدو المقاومة مستمرة كريات شمونة بعدد من صواريخ غراد (كاتيوشا).
والطفلات الشهيدات هن: ريماس محمود شور ١٤ سنة، تالين محمود شور ١٢ سنة، ليان محمود شور ١٠ سنوات، أمَّا الجدة فهي سميرة عبد الحسين أيوب.
والسبت المقبل في 11 الجاري، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة يوم الشهيد، وسيتطرق السيد نصر الله الى استهداف المدنيين، ودخول الجنوب مرحلة جديدة، ربما من قواعد الاشتباك.
وفي التطورات العسكرية، ادخل حزب الله صاروخ «بركان» الى استهدافات العدو، وهو يصل مداه الى 10 كلم، ويحمل رأساً متفجراً يتراوح وزنه بين مئة وخمسمائة كلغ من المتفجرات. واعتبرت اسرائيل ادخاله تصعيداً في المواجهة.
"الجمهورية": مرحلة جديدة جنوباً وفي غزة .. ولا وقف للنار قبل قمة الرياض
فيما دخلت الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة مرحلة جديدة بعد قطع الاتصالات والانترنت عنها للمرة الثانية ودعوة احد الوزراء الاسرائيليين الى قصفها بقنبلة نووية، دخلت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية ايضا في مرحلة جديدة عبر استهداف اسرائيل لسيارة استشهد فيها اربعة مدنيين بعد ظهر أمس، ورَدّت المقاومة بقصف اهداف مدنية في مستوطنة كريات شمونة وذلك بعد ثلاثة ايام من وضع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله معادلة «مدني مقابل مدني» في حال أقدمت اسرائيل على استهداف المدنيين اللبنانيين في الجنوب. وفي حال تطوّر هذا الامر فإنه سيؤدي الى توسّع رقعة الحرب خصوصا ان اسرائيل ما تزال ترفض وقف اطلاق النار في غزة وتؤكد مضيّها في الحرب عليها معلنة انها «طوّقت» غزة المدينة وبدأت تقصف محيط المستشفيات فيها، في تطوّر يدل الى انها قد تبدأ بقصف هذه المستشفيات مباشرة مستفيدة من التحرك الاميركي الذي يركّز على الدعوة الى اعلان «هدنة انسانية» ويستبعد الدعوة الى اعلان وقف دائم لإطلاق النار.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية» ان كل التطورات الميدانية والتحركات الديبلوماسية الجارية في مختلف الاتجاهات لا تدل الى انها ستبلور اي اتفاق على وقف للنار في غزة كما على الجبهة الجنوبية الللبنانية أقلّه قبل انعقاد القمة العربية الطارئة المقررة في الرياض في 11 من الجاري، لأنّ اسرائيل كانت لا تزال ترفض قبول وقف اطلاق النار مستفيدة من مواقف الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية الحليفة لها الداعية الى هدنة او هدن انسانية فقط وترى ان موعد وقف النار لم يحن بعد، مُستبطنة اعطاء اسرائيل مهلة مفتوحة حتى تحقق اهدافها من الحرب على غزة وهي سحق حركة «حماس» او تقويضها، في حين انّ طيرانها الحربي وقصفها الصاروخي يرتكب مجازر يومية في حق المدنيين الفلسطينيين فيما اجتياحها البري لم يحقق أي تقدم ملموس بعد.
القمة الطارئة
وكشفت مراجع حكومية وديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان التحضيرات انطلقت منذ أيام تحضيرا للقمة العربية الاستثنائية الطارئة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري في الرياض.
ولفتت المصادر الى ان الجولة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاخيرة على عمان والقاهرة شكّلت مادة مهمة لتكوين الموقف اللبناني مما هو مطروح، خصوصا ان ميقاتي قدّم لِمَن التقاهم عناوين مبادرته للسلام في غزة التي سبق له ان ناقشها مع المسؤولين القطريين في بداية جولته العربية قبل ان تشمل عمان والقاهرة أمس وامس الاول.
وفي المعلومات ان الوفد اللبناني الى القمة سيكون برئاسة ميقاتي وعضوية وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووفد إداري استشاري وديبلوماسيين، وانّ بو حبيب سيسبق ميقاتي الى الرياض للمشاركة في الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب عشيّة موعد انعقاد القمة على مستوى الملوك والرؤساء.
مع بلينكن
وفي معلومات لـ«الجمهورية» من عمان انّ اللقاء الذي جمعَ السبت وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والقطري والمصري والاردني والفلسطيني والاماراتي لم ينته الى اي خطوة ايجابية بفعل المواقف المتناقضة لجهة الصيغة التي يمكن ان تؤدي الى تقليص أجواء التوتر في القطاع والتوصّل الى وقف للنار ولو لفترة محددة للغاية، بُغية تسهيل إدخال دفعة من المساعدات المختلفة من محروقات ومواد غذائية.
وفي المعلومات ايضا انّ بلينكن كان واضحا عندما قدّم مقاربة للمخارج الممكنة والتي تلاقت مع مواقف عدد من الوزراء العرب، لكنه اضطر الى أن يكون صريحا فلفت الى انّ القيادة الاسرائيلية لم توافقه على اي من الخطوات الايجابية التي يريدها الوزراء العرب ولا المجتمع الدولي، الذي يسعى الى وقف النار والتخفيف من حدة العمليات العسكرية لتسهيل عملية تبادل محدودة بين الرهائن حاملي الجنسيتين الاسرائيلية ومن دول اخرى مختلفة وبعض الموقوفين في السجون الاسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة.
واشارت المعلومات الى ان الخلاف بين بلينكن ونظرائه العرب تطور إلى درجة قادت الى صرف النظر عن مجموعة من الإقتراحات التي كان يمكن ان تشكل بيانا ختاميا للقاء.
وفي جانب آخر من اللقاء، ابلغ بلينكن الى المجتمعين انه سيزور رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وهو ما شكّل مفاجأة حقيقية راوَدت بعض المجتمعين فيما كان أحد المسؤولين على علم بالزيارة مسبقاً. وعلّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر منصّة «إكس»، على الخلاف العلني الذي وقع بين بلينكن ووزيري الخارجية الأردني ايمن الصفدي والمصري سامح شكري أثناء وجود الصحافة، فكتب قائلاً: «عظيم، وأخيراً».
صيغة سرية
وعلى هامش اللقاءات المكثفة التي استضافتها الدوحة المعلن منها وغير المعلن، كشفت معلومات ديبلوماسية وصلت الى بيروت واطّلعت عليها «الجمهورية» ان هناك صيغة سرية مطروحة على عدد من زوار العاصمة القطرية تكوّنت نتيجة مجموعة من الإتصالات والزيارات المكوكية لمجموعة من الموفدين السريين من دول متعددة وعلى مستوى مواقع استخبارية وديبلوماسية رفيعة المستوى.
دعوة فرنسية الى «هدنة انسانية»
وتزامناً مع دعوات مختلفة ابرزها لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى «هدنة انسانية فورية»، في اليوم الثلاثين للحرب بين اسرائيل وحركة «حماس». واعتبرت كولونا بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة امس، أنّ «هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية جداً»، مشددة على أنه «يجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار». واكدت ان «فرنسا ستبذل كل جهد ممكن لتفادي توسّع الحرب والتوصل إلى حل ديبلوماسي وسلمي»، مشددة على انه «من المهم منع توسع الحرب خصوصا في لبنان وعلى أي طرف أن لا يفكر في دخولها». واعتبرت ان «الفلسطينيين لهم الحق في العيش بسلام وندعم حقهم في دولة مستقلة».
في الجنوب
شهدت جبهة الجنوب يوماً آخر من المواجهات بين «حزب الله» وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ما أدخلَ هذه الجبهة في معادلة «مدني مقابل مدني»، اذ إستشهد بعد ظهر امس أربعة من أفراد من عائلة الصحافي سمير ايوب (الذي سقط جريحاً، وهم شقيقته وثلاثة أطفال اشقاء من احفادها، وذلك في قنبلة ألقتها على سيارتهم طائرة مسيرة إسرائيلية، فيما كانوا على طريق عيناتا ـ عيترون متوجهين الى مكان آمن اتّقاء من القصف الإسرائيلي.
إثر ذلك أعلن «حزب الله» مساء أنه أطلق صواريخ كاتيوشا على كريات شمونة في شمال إسرائيل، ردا على هذه «الجريمة الوحشية البشعة». وقال: «إن المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها حازماً وقوياً».
وكان قد أعلنَ في وقت سابق امس استشهاد ثلاثة من عناصره خلال مواجهات مع الاسرائيليين، ليرتفع إجمالي مقاتليه الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الاول الفائت إلى 59 شهيدا.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء امس أنه تم «قصف أهداف لحزب الله (...) ردا على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي»، من دون أن يحدد مكان مقتله. وأضاف أن من بين الأهداف «مركبات» بالإضافة إلى منصة إطلاق صواريخ بعيدة المدى دمّرها الطيران الإسرائيلي.
وقال هاغاري في معرض رده على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان: «إن الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص كل الوقائع في لبنان بدقة». وأضاف: «بالنسبة الى ما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استنادا إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا، سنهاجم كل من يهددنا». وختم: «ندرس بالطبع كل الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل، هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة».
وكان أربعة مُسعفين تابعين لجمعية «كشافة الرسالة الاسلامية» في حركة «امل» اصيبوا بجروح صباح امس في قصف إسرائيلي طاوَلَ سيارتي إسعاف تعودان إلى هذا الجمعية.
بري وميقاتي
ودانَ رئيس مجلس النواب نبيه بري استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي المدنيين في سياراتهم مساء والمسعفين صباحاً اثناء قيامهم بواجبهم الانساني، وقال: «آخر بنك اهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي إرتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد إمراة وثلاثة من أحفادها. انّ ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية وأحد عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى إستخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، يمثّل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد».
واستنكر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «جريمة نكراء تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال»، مؤكدا أن الضحايا تم استهدافهم بطائرات مسيّرة. وقال: «هذه الجريمة برسم مَنْ يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما يرتكبه الاحتلال من جرائم في حق لبنان. هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام وستكون مدار متابعة لدى الحكومة، عبر اتصالات دولية، وايضا عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الاسرائيلي الى مجلس الامن على خلفيتها».
وبالفعل اعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ليل أمس «بدء التحضير للتقدم بشكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً (اليوم) رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة». وعلم أنه سيلتقي اليوم سفراء فرنسا هيرفي ماغرو، وايران مجتبی اماني وأستراليا أندرو بارنز ونائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية عمران ريزا.
ملك الاردن
وكان ميقاتي قد التقى امس في عمان ملك الاردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة، كل على حدة. وشدد ملك الاردن خلال اللقاء على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم». وأكد «دعم الأردن لجهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم».
وشدد ميقاتي في المقابل على ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزة والتوصل الى حل يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حية ويُصار الى التوصّل الى حل عادل ونهائي».
قيام الدولتين
وفي المواقف الداخلية امس قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد في بكركي، امس: «يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول». وقال: «كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار ؟!». واعتبر ان «الحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم. ان كل الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوّفهم من امتداد الحرب الى لبنان».
نصرالله مجدداً السبت
الى ذلك دعا «حزب الله» الى حضور «مهرجان الوفاء للدماء الطاهرة» تحت عنوان «أحياء»، إحياء ليوم «شهيد حزب الله»، والذي يتحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وذلك عند الثالثة عصر السبت المقبل.
ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال احتفال تكريمي لأحد شهداء الحزب في بلدة حاروف الجنوبية أن «العدو أفلَس ويتصرف تصرف المنهار، فلا يأخذنّكم جنون العدو إلى أن تستوحشوا من دمويته». وقال: «العدو الإسرائيلي كان يقتل في غزة ولم يكن يقاتل فيها. ما أسهَل من أن تأتي بطائرة وتقصف آمنين وتدمّر بيوتهم وتقتل أطفالهم ونساءهم وتدمر مستشفياتهم. هذا العمل هو تصرف الجبان. عندما بدأ القتال في غزة بدأ الصراخ، والعدو الآن يصرخ وهو ابتلع كومة شوك في جوفه لا يستطيع أن يبتلعها ولا يستطيع أن يلفظها وسيختنق بها إن شاء الله».
واضاف: «قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولن يجدوا له مخرجا من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من رَوع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس». واكد «اننا ذاهبون إلى نصر لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر»، واعتبر ان «كلمة السيد حسن نصرالله أجابت عن أسئلة الجميع إلا أسئلة العدو، لذلك لا يزال العدو حائرا مترددا لا يعرف في أي اتجاه يمضي ولا يعرف ما يخبّئ له حسن نصرالله».
إقرأ المزيد في: لبنان
31/10/2024