لبنان
المقاومة تستهدف الإحتلال في مقر قيادة لواء الجليل.. وباسيل يلتقي فرنجية اليوم
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على تطور الوضع الميداني عند حدود لبنان الجنوبية، حيث واصلت المقاومة عملياتها في مواجهة جيش الاحتلال المرتبك في اتخاذ قرار الحرب البرية في غزة، وأشعلت نيرانها قيادة لواء الجليل في قاعدة برانيت، وتواصل استهداف تجمّعات الجنود والدبابات على طول خط الحدود.
كما تناولت الصحف الحراك السياسي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على القوى السياسية، إذ زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مصرحًا بأن "العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة". كما سيلتقي اليوم النائب السابق سليمان فرنجية والنائب فيصل كرامي وكتلة نواب الاعتدال الوطني.
واشارت الصحف الى زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الجنوب التي شملت القيادة العسكرية للجيش في المنطقة كما قيادة "اليونيفيل" معلنًا "ان الجيش هو ركن البنيان الوطني واليه تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج"، لافتًا الى "اننا اتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701".
"الأخبار": باسيل يلتقي فرنجية اليوم والجوّ مع بري "إيجابي" جدًا.. شيا "تنصح" ميشال عون: لا تقف إلى جانب حزب الله
على وقع الميدان المتوتّر جنوباً على الحدود مع فلسطين المحتلة، تواصلت تحذيرات سفارات غربية وعربية لرعاياها بوجوب مغادرة لبنان. وانتقل بعضها من مرحلة تأمين خروج مواطنيها إلى استكمال خطط إجلاء طواقمها الدبلوماسية أو ما تبقّى منها. فبعدما خفّضت بعض الدول من حجم بعثاتها الدبلوماسية في الأيام الأولى بعد عملية «طوفان الأقصى»، بدأ الحديث عن نقل أعداد إضافية، وربما إخلاء السفارات بالكامل.
وفي السياق، أشارت معلومات أمس إلى أن طائرة تابعة لسلاح الجو السعودي بدأت إجلاء موظفين ودبلوماسيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، فيما ذكرت مصادر مطّلعة «أن السفارة الفرنسية تواصل إجراءاتها لإخراج مواطنيها، وتطلب ممن بقيَ منهم تحضير أغراضهم وأوراقهم لنقلها الى مقر السفارة وبعض المراكز الفرنسية التي تشهد يومياً عمليات نقل لوازم الإجلاء في حال تدهور الأوضاع».
ولفتت المصادر إلى تراجع الحركة الدبلوماسية تجاه المسؤولين اللبنانيين بعدما شهدت الأيام الأولى لـ«طوفان الأقصى» استنفاراً لعدد كبير من السفراء بهدف التهويل على لبنان أو طلب التدخل لدى حزب الله لعدم الانخراط في المعركة. وعزت تجميد هؤلاء تحرّكهم إلى عدم حصولهم على أي إجابات شافية، على عكس السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي «لا تزال تواصل لقاءاتها للتأكيد على ضرورة أن تبقى العمليات في الجنوب ضمن ضوابط». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن شيا التي زارت رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون قبل أيام نصحته بعدم اتخاذ موقف إلى جانب حزب الله كما حصل في حرب تموز عام 2006، وطلبت منه التدخل لحثّ الحزب على عدم التورط، «لكنها لم تحصل على جواب شافٍ». كذلك نُقل عن شيا استياؤها من مواقف جهات سياسية أعلنت وقوفها إلى جانب المقاومة في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان وأعطت توجيهات خفّفت التشنّج الطائفي كما هي حال النائب السابق وليد جنبلاط.
في غضون ذلك، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته على القوى السياسية وزار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، على أن يلتقي اليوم النائب السابق سليمان فرنجية والنائب فيصل كرامي وكتلة نواب الاعتدال الوطني. فيما سيتم التواصل مع القوات اللبنانية ونواب «تجمّع الصيفي» وفق الآليات المعتادة للتنسيق عبر نواب من الطرفين.
مصادر قريبة من التيار الوطني الحر أكّدت أن جو اللقاء مع بري كان «في غاية الإيجابية»، وقد «أبدى استعداداً كبيراً لبلورة موقف وطني في ما يتعلق بالحرب في غزة، وأظهر مرونة كبيرة في كل المواضيع التي طُرحت بما فيها الرئاسة». وأضافت أن بري «قدّر خطوة باسيل ووعد بإجراء الاتصالات اللازمة للتفاهم على بلورة موقف وطني حول حق الشعب الفلسطيني في المقاومة على أرضه». وقالت المصادر إن مبادرة باسيل «خطوة إلى الأمام لخروج كل الأطراف من متاريسها»، مشيرة إلى أن الإيجابية انسحبت أيضاً على اللقاء الذي عُقد بين باسيل وجنبلاط أول من أمس.
في المقابل، قالت مصادر مطّلعة إن باسيل أبدى مرونة في ما يتعلق بموقفه السابق من رفض تعيين رئيس للأركان وإصراره على تولّي الضابط الأعلى رتبة في الجيش اللواء بيار صعب قيادة المؤسسة بعد تقاعد قائد الجيش الحالي جوزف عون مطلع السنة المقبلة، غير أن «القوى السياسية لم تصل بعد إلى اتفاق في هذا الشأن».
"البناء": المقاومة تهاجم في زيكيم وتوقع خسائر في تل أبيب.. وفي لبنان إحراق معسكر برانيت وتدمير دبابات
فيما تتلقى القواعد الأميركية في المنطقة المزيد من الضربات، حيث تجدّدت هجمات قوى المقاومة العراقية على أهداف أميركية في العراق وسورية، قامت المقاومة اليمنية باستهداف قواعد أميركية في السعودية بعدما اعترف الأميركيون والإسرائيليون بالضربة الكبيرة التي كان أنصار الله قد وجّهوها نحو كيان الاحتلال وقامت المدمرة الأميركية يو اس اس بصدّها بواسطة صواريخ الباتريوت، كانت وزارة الخارجية الأميركية تظهر وحيدة في مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة حول الوضع في غزة، شارك فيها عدد من وزراء خارجية دول عربية، كان أبرزهم وزراء خارجية فلسطين والسعودية ومصر والأردن، وقد أجمعت كلمات الوزراء المتحدثين في الجلسة على ربط الأزمة الراهنة بغياب أي بحث جدّي بحل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، والدعوة بالتوازي إلى أولوية وقف حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال بحق المدنيين، حاصداً 700 شهيد في يوم واحد بينهم 300 طفل، بينما تصدّت واشنطن وحيدة لدعوات وقف إطلاق النار.
سياسياً أيضاً كانت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتل أبيب حافلة بالمواقف العنصريّة للرئيس الفرنسي الذي تحدث بوقاحة عن الحاجة لحلف دولي للحرب على حركة حماس، مشيراً إلى أنه مهتم بالإفراج عن تسع رهائن فرنسيين لدى قوات القسام، بينما تعالت الأصوات المطالبة بربط مصير الرهائن الفرنسيين بحرية المناضل جورج عبدالله، المحتجز بطلب إسرائيلي لدى السلطات الفرنسية خلافاً للقانون بعد نهاية عقوبته القانونية، إثر محاكمته بتهمة قتل دبلوماسي إسرائيلي خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
لبنانياً وفلسطينياً، تواصلت عمليات المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال المرتبك في اتخاذ قرار الحرب البرية في غزة، كما ظهر من التصريحات المتضاربة لقادة الكيان، فيما سجلت المقاومة على الجبهة الفلسطينية إضافة لاستهداف تل أبيب حيث وقعت اصابات، نجاحاً بعملية إنزال بحري في قاعدة زيكيم البحرية واستمر الاشتباك لساعات وكان لا يزال مستمراً حتى منتصف ليل أمس، فيما كانت المقاومة الإسلامية في لبنان تشعل النيران في قيادة لواء الجليل في قاعدة برانيت، وتواصل استهداف تجمّعات الجنود والدبابات على طول خط الحدود.
بموازاة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والانقسام داخل الكيان الصهيوني بين المستويين السياسي والأمني والعسكري حيال العملية البرية في القطاع، زادت وتيرة التوتر على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، إذ كثفت المقاومة عملياتها ضد مواقع وآليات وتحركات جيش الاحتلال ما أدّى إلى سقوط المزيد من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، ما دفع إعلام العدو للقول إن يوم أمس كان الأقسى على الجبهة الشمالية، متوقعاً توسّع دائرة عمليات حزب الله ونقل مخاوف جديدة لدى قادة الاحتلال من دخول وحدات من الحزب إلى المستوطنات وتكرار سيناريو 7 تشرين في غلاف غزة.
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن «حزب الله وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية مستمرة بعملياتها ضد أهداف العدو حتى إشعار آخر، ولن تنجح كل الضغوط الخارجية بثني المقاومة عن القيام بواجبها»، مشددة على أن «جميع الجبهات في محور المقاومة أنهت استعداداتها وباتت جاهزة لتحريك الجبهات بالأسلحة المناسبة فور تلقيها الضوء الأخضر»، مشيرة الى أن «المقاومة مستمرّة بعملها العسكري وستكثف عملياتها على كامل المنطقة الحدودية طالما الحرب الهمجية الاسرائيلية مستمرة على قطاع غزة». وشدّدت المصادر على أن «لا ضمانة بأن يبقى مستوى الاشتباك على الجبهة الجنوبية ومستوى تحرك الجبهات الأخرى على حاله بحال شنّ جيش الاحتلال عملية برية على قطاع غزة».
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر منصة «إكس»، أن: «حزب الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزَّة، وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوبًا في المواجهة»، مضيفًا: «العدوان الإسرائيلي على غزَّة ليس حربًا، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت. وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلًا عن الكيان الإسرائيلي».
وشدّد الشيخ قاسم على أن «طوفان الأقصى حقَّق هزيمةً إسرائيليةً لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى».
وينقل مصدر فلسطيني عن مسؤولين في حركات المقاومة في غزة لـ»البناء» بأن المقاومة جاهزة لمواجهة العملية البرية وأعدّت مفاجآت مدوية ستذهل العدو الاسرائيلي من اليوم الأول وتجعله يندم على قرار كهذا، وسيمنح المقاومة فرصة لتحقيق نصر ثانٍ بعد نصر 7 تشرين، ونكون أمام نهاية مأساوية لرئيس حكومة الاحتلال ولقيادته العسكرية وسنفرض موازين قوى ومعادلات جديدة ستؤسس لعودة الحقوق الفلسطينية وخدمة للقضية الفلسطينية». ويشدد المصدر على أن كل المواقف الغربية الأميركية والأوروبية والدعم العسكري والحج الديبلوماسي والرئاسي الى كيان الاحتلال لن يغير في المعادلة الميدانية ولا السياسية ولا القدرات المعنوية لجيش الاحتلال والمستوطنين التي تكسّرت في 7 تشرين ولا زالت أمام الصمود الفلسطيني الشعبي والمقاوم الإسطوري».
وبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأراضي المحتلة واجتمع والمسؤولين في «إسرائيل». ولفت ماكرون الى أنّ «حزب الله والنظام الإيراني ومَن يُهدّد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع». وقال: «أدعو حزب الله وإيران إلى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة». أما رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فقال «إذا انضم «حزب الله» إلى الحرب، سنتصرّف ضدّه بكل قوة وبطريقة تفوق التصوّر».
من جانبه، أكد رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه ماكرون، أن «لبنان سيدفع الثمن إذا قرّر حزب الله الانخراط في الحرب». وأضاف «لا نسعى لفتح جبهة جديدة في الشمال، ولكننا حاضرون إذا جرّنا حزب الله للحرب». بدوره أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي: «اننا متأهبون لإمكانية اتساع جبهات الحرب».
بالعودة إلى الشأن الميداني، واصلت المقاومة بتسجيل المزيد من العمليات النوعية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الأزرق، ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن الحزب يدير المعركة بمنتهى الذكاء والاقتدار والكفاءة القتالية ووفق مراحل وبشكل تدريجي، وكل مرحلة يحقق فيها أهدافاً تكتيكية واستراتيجية ما يعني أننا أمام سياق تراكمي من العمليات والإنجازات الميدانية ستؤسس الى جولات قتالية أعنف وأعمق وقد تتطوّر الى مواجهات واشتباك والتحام مع ضباط وجنود الاحتلال في مستوطنات الشمال»، ومن الأهداف وفق الخبراء «إشغال العدو في الجبهة الشمالية وتخفيف الضغط عن جبهتي غزة والضفة والمزيد من ضرب معنويات الجنود والضباط الإسرائيليين وتأجيل الحرب البرية على غزة الى حدود استبعادها أو تقليصها إلى بضعة كيلومترات بالحد الأقصى»، أما في البعد الاستراتيجي لعمليات المقاومة فيكمن في أن «الحزب يختبر قدرات جيش الاحتلال ويكشف نوع سلاحه ويدرس نقاط ضعفه إضافة الى إنهاكه وتدمير الجدار الاكتروني، تمهيداً لمرحلة العبور البري للوحدات الخاصة في المقاومة الى الجليل والمستوطنات الشمالية». ويتوقّع الخبراء أن «المقاومة في لبنان تُخفي الكثير الكثير من المفاجآت الأمنية والعسكرية والصدمات النفسية والحرب الإعلامية التي راكمتها منذ العام 2006 حتى الآن والتي لم تكشف عنها في الحرب مع التنظيمات الإرهابية في الجرود وفي سورية».
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أن «مجاهدي المقاومة الإسلامية هاجموا ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة، كما هاجموا موقع خربة المنارة بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة».
وزعم جيش الاحتلال بأنه هاجم 3 خلايا رداً على قذائف أطلقت من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الجانب الإسرائيلي. وأفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن نحو 10 صواريخ كورنيت أطلقت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وأشارت مصادر إعلامية لبنانية الى أنه «بالتزامن مع الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي بين حلتا وكفرشوبا نفذ الطيران الحربي غارةً أخرى مطلقاً 3 صواريخ على المنطقة المفتوحة الواقعة بين رميش وعيتا الشعب».
وزفّت المقاومة الإسلامية، ثلاثة من مجاهديها، هم حسن بديع عاشور وحسن سعيد نعيم من شقرا وسلعا الجنوبيتين، وأحمد حسن عبود «زين العابدين» من بلدة دير عامص جنوب لبنان أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.
في غضون ذلك، تواصلت الحرب السياسية الإعلامية النفسية التي تقودها السفارة الأميركية في عوكر، ضد لبنان واللبنانين للضغط على حزب الله لعدم توسيع الحرب ضد العدو الاسرائيلي، وذلك من خلال تهديد اللبنانيين بأمنهم الغذائي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، بهدف تكوين رأي عام من بيئة المقاومة والبيئة الوطنية لرفض تدخّل الحزب في الحرب في غزة.
وفي سياق ذلك، تردّد أمس أن السفارة السعودية في لبنان أجلت عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت على طيران السلاح الجوي السعودي.
وبعد سيل الإشاعات المتعمّدة عن توقف حركة المطار ووقف الاستيراد ونقص في المواد الغذائية والطبية، طمأن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في مؤتمر صحافي، الى أن «هناك كميات وبواخر وطلبيات ومخازن معبأة، لكن المخاطر الكبرى سواء أكان في السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية أم المحروقات تكمن في حال، لا سمح الله، حصل حصار بحريّ علينا. ولذلك، نتعاطى بدقة مع الملاحة الجوية والبحرية بحسب واقع الحال اليومي».
وتابع: «نقوم بخطوات استباقية لجهة تخزين المواد في المناطق اللبنانية. وتبين أن التخزين في معظمه في بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المعرضة للخطر في الوقت الحالي. أما إذا ضربت البنى التحية والجسور فالتنقلات ستكون في دائرة الخطر».
"النهار": لبنان يصارع السقوط المتدحرج لمعادلة الـ1701
على وقع تصاعد التهديدات الإسرائيلية لـ"حزب الله" ولبنان من مغبة حرب جديدة، واكبتها تحذيرات إضافية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإيران و"حزب الله" من توسيع الحرب نحو لبنان خلال زيارته امس لإسرائيل، استعادت محاور المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد ظهر امس ومساء احتداما واسعا في ظل تبادل عنيف وكثيف للهجمات الصاروخية والقصف المدفعي بين الحزب والجيش الإسرائيلي. ووسط الاحتدام الميداني الاخذ بالتصاعد ولو على إيقاع لا يزال يرسم معادلة تحتمل اشتعال المواجهة الكبيرة في أي ظرف كما تستبعد تلك المواجهة وتبقي الوضع عند حدود المواجهات الجارية منذ أسبوعين، بدا لافتا ان الخشية من انهيار المعادلة الدولية المتجسدة في "رعاية" القرار 1701 للوضع في الجنوب منذ عام 2006 قد بدأت تتسع باطراد وتفرض "ارتفاع" صوت لبنان الرسمي حيال هذا الخطر الذي لم يعد مجرد احتمال بل ان التطورات الحربية الجارية تنذر فعلا بان تتحول "اليونيفيل" الأداة التنفيذية الأممية للقرار الدولي شاهد زور عاجزا عن أي تأثير فعال. وهو امر تجري اثارته بقلق شديد في كل المراجعات التي يتلقاها الرسميون والمسؤولون من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية في لبنان كما في المداولات التي تحصل مع المسؤولين الدوليين. وبازاء ذلك يفهم اندفاع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب في الأيام الأخيرة الى التشديد على لازمة التمسك والالتزام بالقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 ، اذ تلفت أوساط معنية الى ان خطر انهيار هذا القرار ومفاعيله، في ظل الانتهاكات الجارية له يوميا منذ أسبوعين، ستجعل لبنان في مهب إعصار من الاخطار ناهيك عن خطر انفجار الحرب في حال عدم استدراك انفجارها.
وفي ظل هذه الاخطار المتسعة، قام الرئيس ميقاتي بجولته الجنوبية المفاجئة التي شملت القيادة العسكرية للجيش في المنطقة كما قيادة "اليونيفيل" امس معلنا "ان الجيش هو ركن البنيان الوطني واليه تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج" وأشار الى "اننا اتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701". وشدد على"أن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الاوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان". وكان رئيس الحكومة تفقد بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربي في جنوب لبنان للاطلاع على الاوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".
بدوره، أكد قائد الجيش "أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل"، مشيرًا "الى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد"، ومثمنًا "دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه". ولفت إلى "ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701".
مواقف داخلية
اما في المواقف السياسية الداخلية من التطورات، فنبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط الى أن "الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني"، مشيراً الى انه "من أجل ذلك كان التواصل مع "حزب الله" بألا نستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب "ماشية" ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها".
وقال أمام الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي التي اجتمعت امس: "اجتمعنا اليوم لكي نفكر في ما يمكننا ان نفعله اذا كبُرت الأزمة لناحية المستشفيات والدواء وغيرها، ومن بعد إذن وزير التربية عباس الحلبي، طرحنا فكرة استخدام المدارس للإيواء، لا بد من أن نتوقع الأسوأ". وكشف ان كلامه مع المسؤول عن وحدة الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا وغيره "كان الا نُستدرج الى الحرب رغم انها "ماشية" في الجنوب ولا لتوسيعها، ولكن الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد إسرائيل؟". واشار الى أن اللقاء مع الرئيس نبيه بري" كان ممتازا، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بدور كبير وجبران باسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم".
وفي جانب اخر من التحركات السياسية واصل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل جولته على القادة السياسيين فزار الرئيس بري معبرا ان "العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة". وأضاف "لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا". واعتبر أن "اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ." وأشار إلى أن "الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي". ومن المقرر ان يلتقي باسيل اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب فيصل كرامي .
واعتبر "تكتل لبنان القوي" "انّ حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضاً، بالمقابل يرفض التكتل أي عمل من شأنه إستدراج الحرب الى بلادنا وبالتالي ضرورة رفض ومنع إستخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيّد بدعم المقاومة في حال إعتدت إسرائيل علينا" .
المحاور والمواجهات
على الصعيد الميداني سيطر الهدوء الامني على الجبهة الجنوبية قبل الظهر قبل ان تحتدم المواجهات بعد الظهر حيث اطلق الجيش الاسرائيلي النار من موقع مسكاف عام باتجاه بلدة العديسة، واعلن انه قتل مسلحا تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل. وافيد عن غارة إسرائيلية على اطراف بلدة يارون تردد انها استهدفت سيارة في المنطقة. واشار إعلام اسرائيلي الى ان الجيش نفذ غارة بمسيّرة لإحباط محاولة إطلاق صواريخ من لبنان. وشنت مسيّرة اسرائيلية غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش. وبعدها، رد "حزب الله" على الغارة الاسرائيلية فاستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب واصابه إصابة مباشرة. وافيد ايضا ان مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة كفرشوبا بـ3 صواريخ. وأجلى الجيش اللبنانيّ والصليب الأحمر قتيلًا وأربعة جرحى إلى مستشفى مرجعيون الحكوميّ. ولاحقا، افيد ان الصليب الأحمر والجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفيل أخلوا شهيدا وجريحا من منطقة واقعة بين كفرشوبا ومزرعة بسطرة.وعصرا سقطت 6 صواريخ في حولا مقابل مستشفى ميس الجبل وقذيفيتان فوسفوريتان بين موقعي العباد والمنارة.
وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن اطلاق نحو 10 صواريخ كورنيت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية. واستهدف حزب الله" بشكل مكثّف موقع برانيت الإسرائيلي المواجه لمنطقة عيتا الشعب ورامية ورميش معلنا انه أوقع فيه إصابات مباشرة . ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي على خراج هذه البلدات . كما حصل قصف مدفعي متبادل بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في القطاع الأوسط طاول أطراف عيتا الشعب والضهيرة ومروحين . واعلن الجيش الاسرائيلي استهداف 3 خلايا لـ"حزب الله" عند الحدود مع لبنان . يشار الى ان الحزب نعى امس خمسة من عناصره سقطوا في المواجهات .