لبنان
المقاومة توسّع عملياتها على مواقع العدو جنوبًا.. والعدوان الصهيوني مستمر على غزة
وسّعت المقاومة الإسلامية في لبنان من نطاق عملياتها على امتداد مواقع العدو الصهيوني على الحدود الجنوبية للبنان، واستمرت باستهدافها بالأسلحة المناسبة موقعة في صفوف جنود الاحتلال قتلى وجرحى وأضرارًا مادية كبيرة في مختلف تجهيزات المراقبة والحماية التي يتمترس خلفها في مواقعه.
هذا التوسّع في العمليات من قبل المقاومة في لبنان أجبر الاحتلال على إبعاد سكان المستوطنات الحدودية في شمال فلسطين المحتلة إلى مسافات أبعد للداخل، في وقت استمر فيه العدوان على قطاع غزة موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، رغم حديث وهمي عن إدخال مساعدات مصرية من معبر رفح إلى القطاع، وهو ما لم يتحقق حتى الساعة بفعل مماطلة العدو.
"الأخبار": قتلى للعدوّ على حدود لبنان... والمجازر مستمرّة في غزّة: غضب شعبي يواكب توسّع عمليات محور المقاومة
في ظل غضب شعبي عمَّ معظم العواصم العربية وعدداً من العواصم العالمية، واصل العدو عملياته الإجرامية في قطاع غزة بالتوازي مع استمرار المراوحة السياسية، فيما سُجّل دخول قافلة صغيرة من المساعدات إلى القطاع المحاصر بعد تفاهم برعاية الأمم المتحدة، وبإشراف أميركي إثرَ مفاوضات مع مصر وقطر. ويقضي التفاهم بفتح معبر رفح أمام المساعدات وفق آلية معقّدة يريد العدو من خلالها مزيداً من الضغط على سكان القطاع بغية تهجيرهم. وعلمت «الأخبار» أن الأميركيين وعدوا بأن يكون هناك خطاً يومياً لنقل نحو عشرين شاحنة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وبعدما رفضت حماس أن تخضع المساعدات لتفتيش مسبق من قوات الاحتلال، وافقت على ترك أمر إدارة توزيعها للأمم المتحدة، وأبلغت القوى المعنية بأنها تريد ضمان استمرار عمل المرافق الصحية عبر تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية إلى جانب المساعدات، مع ضمان وصولها إلى شمال غزة وليس إلى جنوبها فقط كما يطلب العدو ويلحّ الأميركيون.
وأعلنت حماس أمس الاستجابة لمبادرة مبادرة قطرية بإطلاق محتجزتيْن أميركيتيْن لأسباب إنسانية. وتمّ التوافق على أن الخارجين من القطاع سيُحصرون فقط بحملة الجنسيات الغربية.
العملية البرية
في إسرائيل، استمر النقاش حول العملية البرية ضد قطاع غزة، وتواصلت الاجتماعات السياسية والعسكرية مع ترجيحات بأن تبدأ العملية «خلال أيام». فيما حرص قادة العدو على إبلاغ جمهورهم بأن الأمر سيكون طويلاً وصعباً ومعقّداً. ونبّه خبراء في كيان الاحتلال من مخاطر العملية وصعوبة المواجهة مع قوى المقاومة المتحصّنة داخل القطاع، وصولاً إلى تحذير جيش العدو من أن «كتائب القسام في انتظاركم، فتوقّعوا الأسوأ». فيما قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: «أعلم أن الشعور هو شعور بعدم الثقة والانكسار». وأضاف: «نحن في بداية أحد الأحداث الحاسمة في تاريخنا، وعظمة التضامن الإسرائيلي تتجلّى. ستكون حرباً صعبة وطويلة».
وقالت مصادر معنية إن الإجراءات الميدانية هي التي تتحكّم في قرار العدو في شأن الاجتياح البري، ولا صحة لما تردّد عن تأجيله لإدخال المساعدات الإنسانية، بل إن الأمر مرتبط بالحسابات العسكرية فقط، وأخذ المطالب الأميركية في الاعتبار بعدم توريط واشنطن في حرب واسعة في المنطقة.
وعرض وزير الحرب يوآف غالانت أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست أهداف الحرب وحدّدها بثلاث مراحل، قائلاً: «في الأولى، تجري حملة عسكرية تتضمّن غارات جوية ثم مناورة برية بهدف تدمير المقاتلين والإضرار بالبنية التحتية لهزيمة حماس وتدميرها». وفي المرحلة الثانية «سيستمر القتال ولكن بكثافة أقل حيث ستعمل القوات على القضاء على معاقل» المقاومة. أما «المرحلة الثالثة فستكون إنشاء نظام أمني جديد في غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية في القطاع، وخلق واقع أمني جديد لمواطني غلاف غزة».
الجبهة اللبنانية
في الجنوب، شهدت الجبهة تصاعداً نوعياً لمستوى عمليات المقاومة عند الحدود مع فلسطين، كرّس بالنار معادلة «التماثل بالردّ» على اعتداءات العدو. وفيما تعالت أصوات إسرائيلية «متذمّرة» من نجاح حزب الله في إشغال جيش العدو عبر إخلاء المستوطنات في الجبهة الشمالية، ومن أن هذه الخطوة تعني عملياً وضع هذه الجبهة في حالة حرب حقيقية، قبل أن يقول الحزب كلمته الأخيرة ربطاً بتطورات العدوان الإسرائيلي في غزة. وقال رئيس مستوطنة مرغليوت، عند الحدود مع لبنان، إن «حزب الله يفعل بنا ما يريد. نحن نخلي المستوطنات وعلى الجانب الآخر تسير الحياة بشكل طبيعي». في وقت أعلنت وسائل الإعلام العبرية تفعيل خطة طوارئ لإخلاء 23 ألف مستوطن من مستوطنة كريات شمونة، بالتزامن مع إنجاز عملية إخلاء 27 ألف مستوطن من 28 مستوطنة عند الحدود مع لبنان.
في الأثناء، واصل حزب الله عملياته ضد مواقع العدو، ورداً على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين قرب موقع العباد، أول من أمس، ما أدى إلى استشهاد الشاب عبدالله ربيع البقاعي، استهدف الحزب قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت معلناً تحقيق إصابات أكيدة فيها بين قتيل وجريح. وأعلنت وسائل إعلام العدو لاحقاً أن العملية أوقعت قتيلاً و6 جرحى في صفوف جيشه. كذلك، استكملت المقاومة تدمير التحصينات والتجهيزات التقنية في مواقع الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهاجمت تجمّعاً لجنود العدو في ثكنة هونين المحتلة (راميم).
... والساحات الأخرى
وعمّ الغضب أمس معظم العواصم العربية والإسلامية، وشهدت مدن أوروبية وآسيوية وأميركية تظاهرات ضخمة مندّدة بالعدوان الإسرائيلي. وكان البارز فيها الاعتصامات عند الحدود العراقية - الأردنية، والتي عكست تحركاً للآلاف من مقاتلي فصائل المقاومة العراقية إلى هذه الحدود.
ووفق برنامج عمل غرفة عمليات محور المقاومة، استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق بطائرتين مُسيّرتين، قاعدة الحرير التابعة للاحتلال الأميركي في شمال العراق (45 كلم عن مطار أربيل الدولي)، وأصابت أهدافها بشكل مباشر. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي أن البحرية الأميركية «واجهت على مدى الساعات الماضية في البحر الأحمر وابلاً أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفاً في السابق، إذ اعترضت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار أُطلقت من اليمن. وأوضح أن المدمّرة «يو إس إس كارني» واجهت الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أُطلقت من اليمن «على مدى 9 ساعات»، مؤكّداً أن مسار الصواريخ والطائرات المُسيّرة «لم يترك مجالاً للشك في أنها كانت متجهة إلى إسرائيل». وقال مسؤول إسرائيلي إن «جيشاً إيرانياً كبيراً يصل إلى اليمن، وإن الأميركيين لا يعرفون اتجاه التهديد ويقيّمون فقط الإمكانات (...) وقد أثبت الحادث أهمية تنسيقنا مع الجيش الأميركي».
"البناء": المقاومة تستهدف ثكنة غرانيت وتوسع مدى عملياتها أفقياً وعمقاً وتربك الاحتلال
تتواصل عمليات القصف الإجرامي بحق المدنيين في غزة، بينما تتعثّر سياسياً مساعي حكومة بنيامين نتنياهو في تسويق مشروع تهجير سكان غزة الى صحراء سيناء، كما تتعثر عسكرياً محاولات تحديد الساعة الصفر لبدء الهجوم البري الذي جرى التبشير بالبدء به كل يوم منذ عشرة أيام، ثم يتمّ اختراع الأعذار لتبرير التأجيل. ومن يوم إلى يوم لم يبق عذرٌ لم يتم استخدامه والعملية لم تبدأ بعد. وفي قلب هذه المراوحة يبدو أن واشنطن التي تقف بقوة وراء حكومة الاحتلال ليست مضطرة أن تضبط إيقاع حركتها على ساعة حكومة الاحتلال المأزومة، فبدأت تعدل روزنامة عملها، تحت تأثير الشارع الأميركي المهتم أكثر بمصير الرهائن الأميركيين من عملية طوفان الأقصى، أكثر من اهتمامه بما ترغب به حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، برؤية انتصار كيان الاحتلال، خصوصاً مع ظهور شارع عربي بشراكة واسعة من اليهود يقف متضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، وامتداد تأثير هذه الموجة في الرأي العام الى داخل الحزب الديمقراطي بقوة. والتموضع الأميركي وجد في فتح قنوات التفاوض مع قوات القسام بوساطة قطرية جواباً على ما يسعى إليه، وبرزت بصورة لافتة ثنائية معبر رفح والرهائن، إفراج جزئي بإفراج جزئي.
في الشارع العربي الذي شهد حشوداً ضخمة أمس، الجمعة، حيث امتلأت العواصم والمدن العربية بمئات آلاف المتظاهرين، كان الحدث مصرياً، سواء لجهة الحشود التي توزّعت بين الأزهر الشريف وشوارع القاهرة والاسكندرية والجامعات الكبرى، او لجهة الشعارات والهتافات التي تعكس نبض الشارع المشتعل مع غزة وفلسطين، لكن اللافت كان تكرار التظاهرات لهتافات تناشد السيد حسن نصرالله قصف تل أبيب، حيث تردّد شعار، «يا نصرالله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب».
على جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية، واصل حزب الله عملياته المقاومة، وواصلت العمليات خطها التصاعدي، وكان الأبرز الهجوم الذي استهدف قاعدة غرانيت وسقط فيه ثلاثة قتلى وأربعة جرحى لجيش الاحتلال، وبدا أن الحزب يوسّع مدى عملياته أفقياً لجهة شمولها طول الجبهة، وعمقاً لجهة توسع العمق حتى بلغ ستة كيلومترات بدلاً من القشرة الحدودية، بينما بدا جيش الاحتلال مرتبكاً عاجزاً عن المواجهة، غير راغب بالتصعيد خشية الانزلاق إلى حيث لا يريد.
وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أنّه «ردًا على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين الذي وقع قرب موقع العباد يوم الخميس وأدّى إلى استشهاد الشاب عبدالله ربيع البقاعي، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية باستهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت بالصواريخ المناسبة وأوقعوا فيها عدة إصابات أكيدة بين قتيل وجريح».
وأكدت مصادر ميدانية لـ”البناء” سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى في حصيلة غير نهائية حتى منتصف ليل أمس.
وفي التفاصيل أن جيش الاحتلال لم يستطع إخلاء قتلاه بعد استهداف المقاومة لقوة مشاة إسرائيلية وعند اقتراب دبابة لسحبهم تمّ ضربها بشكل مباشر، وعمل لاحقاً على سحب القتلى والجرحى بمروحية عسكرية.
وحتى منتصف ليل أمس، كانت الاشتباكات مستمرّة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان مع استمرار إطلاق صواريخ الكورنيت باتجاه قوات الاحتلال.
وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن العملية التي نفذتها المقاومة مساء أمس، تفتح مرحلة جديدة من العمليات النوعية التي ستُربك وتُنهك جيش الاحتلال الذي يقاتل على طول الجبهة الشمالية ويتكبّد الخسائر البشرية الفادحة يومياً.
وأطلقت الدفاعات الجوية التابعة للمقاومة صاروخاً اعتراضياً فوق أجواء كفرشوبا. وتحدّث إعلام العدو أن التحقق جار حول تسلل مسيرات عبر الحدود الشمالية.
وردت قوات الاحتلال بقصف عدد من القرى والبلدات الجنوبية، وسقطت قذيفة قرب مركز للجيش اللبناني في رميش. كما اخترقت الطائرات الحربية المعادية الأجواء الجنوبية، فوق مدينة صور، وتوجّهت شمالًا مروراً بصيدا وبيروت.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تبادل إطلاق نار في موقعي “نتوعا” و”بيرنيت” في الجليل الأوسط، قرب لبنان.
وتحدّث جيش الاحتلال عن رصد قذيفتين أطلقتا من الأراضي اللبنانية بعد دوي صفارات الإنذار في مستوطنة المطّلة. كما زعم “استهداف مجموعة أطلقت صواريخ مضادة للدروع من لبنان في واقعة هي الرابعة من نوعها”.
وأفادت مصادر ميدانية “البناء” عن حالة رعب يعيشها جيش الاحتلال في الجبهة الشمالية، حيث نفّذ استنفاراً أمنياً واسعاً على طول الحدود من الناقورة إلى كفرشوبا. فيما أطلقت قيادة القطاع الغربي لـ”اليونيفل” في شمع صفارات الإنذار ونزل جنودها الى الملاجئ.
وكان مجاهدو المقاومة الإسلامية شنّوا طيلة يوم أمس سلسلة هجمات على مواقع العدو “الإسرائيلي” في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهي: الرمثة، زبدين، الرادار، رويسات القرن ورويسات العلم، بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، كما استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الصهيوني في ثكنة هونين المحتلة (راميم) وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة، ومواقع هرمون وبركة ريشا وراميا بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة. كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع العاصي مقابل بلدة ميس الجبل جنوب لبنان بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة.
وأعلنت وزارة الحرب في حكومة الاحتلال عن خطة لإجلاء سكان مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية خوفاً من هجمات يشنها حزب الله.
ويتوقع الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء عبد الرحمن شحيتلي ارتفاع حدّة الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً لـ”البناء” الى أن “دخول الحزب الحرب بهذه القوة والتكتيكات العسكرية والتصعيد التدريجي وكثافة العمليات يشكل ضغطاً كبيراً على جيش الاحتلال وقيادته السياسية، وبالتالي يخفف الضغط على المقاومة في غزة، والأهم أن قيادة الاحتلال ستقيم ألف حساب لخيار الدخول بعملية برية لاجتياح غزة تحسباً لتوسيع حزب الله حركته العسكرية في الجنوب”. ويعتقد شحيتلي بأننا في لبنان نسير على أوتوستراد يؤدي الى الحرب، ويقول: “إذا اندلعت الحرب مع لبنان فأول ست ساعات سيكون سلاح الجو الإسرائيلي خارج المعركة، لأن صواريخ حزب الله ستقصف كافة المطارات بـ”إسرائيل””.
ويُحذّر من الاحتمال الثالث الذي ستلجأ إليه حكومة الإحتلال، وهو جعل غزة أرضاً محروقة وغير قابلة للحياة، من خلال ضرب كل البنى التحتية، وبالتالي وضع مصر والأردن أمام الأمر الواقع بفتح الحدود للمهجّرين.
وبرأي شحيتلي فإن نتنياهو يخوض “حرب المصير” السياسي، ولا يستطيع إيقاف الحرب إلا بتحقيق نتائج حقيقية، وإلا فسيذهب الى المحاكمة. ويعتبر أن الأميركيين جاؤوا بعد كارثة 7 تشرين لكي يحموا الكيان من السقوط من أي خطوة متهوّرة قد يقدم عليها قادة الكيان. ويوضح أن الأميركيين لن يدخلوا بحرب لإنقاذ نتنياهو الذي يريد توريط أركان المعارضة والأميركيين لكي يتحملوا المسؤولية معه ولكي يتهرب من المحاكمة، ولذلك البارجة الأميركية في المتوسط تهدف لرفع معنويات القيادة الإسرائيلية وجيشها المنهار.
وأمس، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشبّان مصريين يهتفون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال تظاهرة تضامنية مع قطاع غزة إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة، حيث رددوا شعارات: “اضرب ضرب تل أبيب.. اضرب اضرب يا نصرالله” و”اسمع صوت الشعب الحر”.
الى ذلك، شدّد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لأحد شهدائه حسين كامل المصري في حسينية بلدة برج الشمالي، على “ضرورة أن يعلم اللبنانيون جميعاً، أن العدوان على غزة هو عدوان على كل المنطقة، وأهداف العدوان على غزة تتجاوز حدود غزة والأهداف المعلنة، ولبنان في طليعة المستهدفين من هذه الحرب”. وأكد أن “كل طلقة وصاروخ وقذيفة تطلقها المقاومة في الجنوب، هي للدفاع عن لبنان أولاً، وكل من يدافع عن غزة في المنطقة إنما يدافع عن نفسه، لأن الكل في دائرة الاستهداف. وحزب الله علناً دون أي تردد وأي تأخير في الموقع المتقدّم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب حماية لأهلنا ونصرة لغزة، ولن نعبأ بكل التهديدات الأميركية وغيرها، لأن الأميركيين يجب أن يعلموا أنه عندما يهدّدون المقاومة في لبنان، فإنهم يخطئون بالعنوان، لأنه ليس في قاموس المقاومة في لبنان شيء اسمه تهديدات. فنحن أهل الميدان والتاريخ يشهد أننا صناع هذا الانتصار”.
على صعيد آخر، لوحِظ تراجع حركة الطيران في مطار بيروت الدولي، وبعد الحديث عن إجلاء طائرات الى قبرص ودول أخرى، أوضحت شركة “طيران الشرق الأوسط“ في بيان، أنّ “بسبب الظّروف الّتي تمرّ بها المنطقة، ونتيجة تخفيض الغطاء التّأميني ضدّ مخاطر الحرب على الطّيران في لبنان، وبما أنّ شركة “طيران الشرق الأوسط” تسعى دائمًا إلى إبقاء جسر التّواصل بين لبنان والخارج، فقد عمدت الشّركة إلى تخفيض عدد رحلاتها وإعادة جدولتها ابتداءً من فجر يوم الأحد المقبل”. وأوضحت أنّ “بالنّسبة لليوم (السبت) فقد تمّ الإبقاء على جدول الرّحلات المعتاد، باستثناء الرّحلات التّالية الّتي تمّ إلغاؤها”.
سياسياً، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ووفد ضمّ رؤساء بلديات المنطقة، وتناول البحث الوضع الأمني في المنطقة ومعاناة الأهالي جراء العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات، إضافة الى بعض المطالب الخدمية الملحة. وفي خلال اللقاء نوّه رئيس الحكومة بصمود الأهالي في أرضهم رغم كل الصعوبات التي يعانون. وشدّد على أن الحكومة تقوم بكل الاتصالات الديبلوماسية والسياسية لمعالجة الأوضاع الراهنة ووقف العدوان الإسرائيلي، وبالتوازي فانها تقوم بإعداد خطة عملانية للطوارئ في حال حصول اي مستجدات. وأمل “أن تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الإسرائيلي في وقف العدوان على غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي اللبنانية”.
ديبلوماسياً، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الذي التقى عدداً من السفراء أمس، في الخارجية الى أنني “عبرت لسفراء دول النروج، الدنمارك، فنلندا، السويد وكندا عن قلق لبنان العميق إزاء استمرار العدوان على غزة لليوم الرابع عشر، وطلبت تدخّل دولهم من خلال الضغط على “إسرائيل” لوقف التصعيد”.
وأكد أن “تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف لن تسلم منه الدول الغربية”. ولفت خلال لقائه السفير البلجيكي في لبنان كوين فرفاك الى ان “اذا أصيب الشرق الاوسط بالبرد فستنتقل العدوى الى أوروبا”. وفي حديث لشبكة “سي. ان. ان” قال بوحبيب “لا نريد الحرب، ولكن ما يحدث في غزة سيحدّد كيف تسير الامور في المنطقة”.
وتواصل الحجّ الديبلوماسي الغربي الى لبنان، فقد جالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على المسؤولين وقد التقت بوحبيب في وزارة الخارجية. وقال الوزير بوحبيب: “اتفقت مع وزيرة خارجية المانيا على أن حل الدولتين هو المدخل لمعالجة أسباب النزاع الحقيقي في غزة. نعوّل على تأثير ألمانيا في أوروبا والعالم وما خبرته من ويلات الحرب لوقف فوري لإطلاق النار والسماح لقوافل الإغاثة بدخول القطاع”. أضاف: “نحذّر من تداعيات هذا الصراع ليس فقط على أمن منطقتنا بل أيضاً”، على أمن أوروباً خصوصاً والعالم عموماً. ومن الخارجية انتقلت بيربوك الى السراي حيث استقبلها الرئيس نجيب ميقاتي.
"اللواء": حرب «مواقع» في الجنوب.. والاحتلال يُبعد السكان إلى ما وراء المستعمرات
بين «الصواريخ الموجَّهة» ورسائل المسيرات المشفرة من اليمن الى العراق تنتظر شاحنات المساعدات الانسانية عند معبر رفح من الجهة المصرية، ومن هناك ناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش اعلان هدنة انسانية غير مشروطة. وتنعقد في مصر اليوم قمة السلام، والتي دعي اليها اكثر من 32 دولة في المنطقة، وهذا المشهد، يتابعه لبنان الرسمي والسياسي، وسط حركة نزوح داخلية، تتوزع بين البقاء في القرى الامامية نهاراً، والمبيت لدى من يوفر هذه الامكانية في القرى الأبعد عن خطوط النار..
وحضر موضوع القمة التي تستضيفها مصر اليوم، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والسفير المصري في بيروت ياسر علوي، الذي نقل إليه ظروف الدعوة إلى «قمة القاهرة للسلام»، وعدم دعوة لبنان إليها، بسبب شغور موقع الرئاسة الأولى.
ومع تصاعد المواجهة العسكرية في الجنوب، على طرفي الحدود، وبدء اسرائيل اخلاء المستوطنات الحدودية لكريات شمونة من السكان، تحسباً للاشتباكات مع حزب الله، مع دخول اسلحة جديدة الى المعارك، واقتصارها لتاريخه على الحرب العسكرية، التي تستهدف الثكنات والجنود من المواقع، بقيت الحركة الدبلوماسية الدولية باتجاه لبنان قائمة على قدم وساق، وأجرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا ببريون محادثات مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، ثم مع الرئيس نجيب ميقاتي، وتم التطرق الى اهمية استمرار الاستقرار في لبنان، ودور اليونيفيل في الحد من التوترات في الجنوب وأهمية بقائها في اطار المهمة المكلفة بها بشأن القرار 1701.
بالتزامن، حضرت المواجهات في الجنوب بين قائد الجيش العماد جوزاف عون ووفد من مساعدي اعضاء الكونغرس الأميركي بحضور ملحق الدفاع الاميركي العقيد Aimee Mowry، وتناول البحث في اوضاع المؤسسة العسكرية، التحديات التي تواجهها، اضافة الى التطورات على الحدود الجنوبية.
وحول المشهد الداخلي، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن صعوبة التخمين بما قد تحمله التطورات على الجبهة الجنوبية تسود بين الأوساط السياسية والشعبية، ولاحظت أن الأيام المقبلة قد تشهد تعزيزا للاجراءات التي تحمل الطابع الطارئ بفعل الهاجس من الحرب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قيادة «حزب الله» تلتزم الصمت على أن أي كلام موسع يدلي به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في التوقيت الذي يراه مناسبا.
ورأت أن الجميع يواصل عملية الرصد للاحداث المتسارعة في غزة والجنوب إنما ما من احد قادر على تقديم صورة واضحة عما ستؤول إليه.
وأكدت أن حكومة تصريف الأعمال قد تعمد الى توسيع إجراءاتها إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك لاسيما ما يتصل بالتحرك على الأرض وسط العمل على ابقاء الجهوزية تامة.
الميدل إيست: تخفيض الرحلات
وفي خطوة احترازية، عزتها للظروف التي تمر بها المنطقة، قررت «الميدل ايست» (MEA) تخفيف عدد رحلاتها، وإعادة جدولتها ابتداء من فجر غد الاحد، مع تأكيد الحرص على مهمتها ودورها كجسر تواصل بين لبنان والخارج.
وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت أننا «تلقينا إشارة الغاء التأمين ويسري مفعولها يوم الأحد وشركات التأمين سمحت لنا بتسيير رحلات مع خفض التأمين بقيمة 80%». وأكد الحوت أنه «لا يوجد لدينا معلومات حول إستهداف المطار وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الإشتباك». وتابع: «سنصدر جدول رحلات ديناميكي لكي نؤمن أغلبية المسافرين للوصول الى وجهاتهم».
وحول الاستعدادات لملء الفراغ المرتقب في المؤسسة العسكرية، يجري درس جدوى ومستلزمات رفع سن التقاعد للضباط الكبار في الجيش اللبناني، باضافة سنة للعميد واللواء، مع البحث عن الحلول القانونية لملء الشواغر في الجيش، اذا بقي الملف الرئاسي مستعصياً على المعالجة.
اليوم الـ14
وشهدت محاور «حرب المواقع» عبر القصف الصاروخي والمدفعي بين «حزب الله» واسرائيل، والفصائل التي التحقت بالمواجهات الجارية، منذ اسبوعين.
وقصف حزب الله موقع هرمون الاسرائيلي ومواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا صباحاً، وبعد الظهر استهدف الجيش الاسرائيلي محيط السياج الشائك في وادي هونين قرب حولا.
وليلاً قصفت المدفعية الاسرائيلية خراج بلدتي عيتا الشعب ورميش.
وكانت المقاومة الاسلامية قصفت قوة مشاة اسرائيلية قرب ثكنة براينت، ردا على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين.
وفي موقف هو الاول من نوعه، نشر خوري القليعة الحدودية ربيع شويري بيان استنكار لقصف اسرائيلي تعرضت له البلدة، جاء ردا على الصواريخ التي انطلقت من المكان المقصوف، داعيا القوى الامنية للحفاظ على الاستقرار، ومنع القصف من داخل القرى، واتخاذ السكان دروعاً بشرية.
وليلاً، وسَّعت طائرات الاستطلاع الاسرائيلي تحليقاتها من المنطقة الحدودية الى صيدا وجوارها وصولاً الى اقليم الخروب وبيروت.
"الجمهورية": «حزب الله» يكثّف عملياته.. وبلينكن لمنع إشعال جبهة الجنوب
الحرب التدميريّة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، محكومة بعقل مجنون يديرها، وماضية بذات الوتيرة التصاعديّة منذ العملية التي نفذتها حركة «حماس» قبل أسبوعين. ومراكمة في الاجواء مخاوف جدية من أن تتمدّد شراراتها الى كل منطقة الشرق الاوسط. ربطاً بالوقائع الحربية المتسارعة في غزة، وما تشيعه اسرائيل عن استعدادات لعملية بريّة في القطاع، وكذلك بالعمليات العسكرية المتصاعدة على جبهات اخرى، لا سيّما على حدود لبنان الجنوبية.
تلك الوقائع توحي وكأنّ المنطقة تتدرّج نحو حرب واسعة؛ إسرائيل تتوعّد بحرب طويلة، وتتحدث عن حسمٍ مسبق لهذه الحرب بالقضاء على حركة «حماس»، وفرض أمر واقع جديد، وفق ما اعلنه بالامس، وزير الدفاع الاسرائيلي بقوله: «بعد إنهاء «حماس»، ستفكّ اسرائيل ارتباطها بغزة وتنشىء نظاماً وسلطة أمنية جديدين».
الحرب البرية
يعكس كلام وزير الدفاع الاسرائيلي وغيره من قادة اسرائيل انّ خيار الحرب البريّة واجتياح قطاع غزة يبقى الأكثر ترجيحاً لتحقيق هذا الهدف. الا ان ما ينبغي لَحظه في هذا السياق، ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي لجهة ان المستويات الاسرائيلية سواء السياسية أو العسكرية، وبرغم ما قيل عن ان الحكومة الاسرائيلية أعطَت الاذن للجيش بالبدء بالعملية البرية، لم تحسم بعد خيار حرب الدخول في حرب برية غير مضمونة النتائج. فضلاً عن ان الولايات المتحدة الاميركية التي تقود تغطية دولية واسعة للحرب الاسرائيلية على غزة، لا تنصح اسرائيل بذلك، والرئيس الاميركي نفسه حذّر اسرائيل من خطأ العملية البرية والدخول الى غزة.
يتوازى ذلك مع تقديرات لمحللين عسكريين يوردها الاعلام الاسرائيلي، تتقاطع مع ما حذّر منه الرئيس الاميركي، وتلتقي جميعها عند «الصعوبة التي تعترض الحرب البرية، حيث أنه يُعرف كيف تبدأ إنّما لا يُعرف كيف ستنتهي وما قد ينتظر اسرائيل في غزة، فضلاً عن انها قد لا تبقى محصورة في نطاق غزة، بل قد تتوسع الى جبهات اخرى ما يُلقي بثقلٍ اضافي ضخم جداً على اسرائيل، التي يرى المحللون انها تحتاج إلى نصر سريع، الا انها، وخلافاً لما يكرّره نتنياهو، لا تستطيع ان تدخل في حرب طويلة الإجل، او أن تدفع خسائر وأثماناً كبرى».
الجبهة الجنوبية
ومع استمرار الحرب الاسرائيلية، تتصاعد التحركات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة على المستوى الدولي، فيما تبدو المنطقة العربية في حال من الغليان الشديد، يجري التعبير عنه بتحركات شعبية ضخمة في العديد من الدول، في وقت باتت فيه جبهة الجنوب اللبناني في حالة حرب غير معلنة، منذ تنفيذ حركة «حماس» لعمليتها في مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الجاري.
والملاحظ على هذه الجبهة، انّ التوتر يشتد ويتصاعد على مدار الساعة، ورقعة العمليات العسكرية والقصف المتبادل الصاروخي والمدفعي تتوسّع بشكل ملحوظ، حيث أن كرة النار تدحرجت على كلّ الحدود الجنوبية امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولاً الى الناقورة، مترافقة مع إخلاء كامل للمستوطنات الاسرائيلية المحاذية للحدود، وآخرها بالأمس، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن إخلاء مستوطنة كريات شمونة.
واذا كانت الجبهة الجنوبيّة قد شهدت منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة، وصولاً حتى يوم أمس، سلسلة عمليات عسكريّة ومناوشات على جانبي الحدود، الجامع المشترك بينها كلها انّها لم تخرج عن ضوابط «قواعد الاشتباك» المعمول بها منذ العام 2006 بين «حزب الله» واسرائيل، إلا انّها أي الجبهة الجنوبية، باعثة للقلق في غير اتجاه، وهو ما عكسته حركة الموفدين الغربيين الفرنسيين والبريطانيين والألمان، وكذلك الاتراك، التي تسارعت نحو بيروت في الايام الاخيرة. وحملت رسالة صريحة مفادها ضرورة الحفاظ على امن الحدود الجنوبية وعدم انزلاقها إلى مواجهة واسعة، وأنّ اسرائيل لا تريد حرباً مع لبنان، وعلى الجانب اللبناني مسؤولية أن يبادر الى لجم «حزب الله»، ومنعه من إشعال جبهة الجنوب اللبناني. وهو ما تشدد عليه السفيرة الاميركية دوروثي شيا في اللقاءات العلنية وغير العلنية التي تجريها مع جهات لبنانية.
وابلغت مصادر سياسية مواكبة لهذا الحراك الى الجمهورية» قولها: انّ الحراك الدولي تجاه لبنان ينظر بعين واحدة، حيث انّه يتجاهل الحرب الاسرائيلية المتواصلة على غزة والمجازر التي ترتكبها بحق المدنيين، ويطلب في الوقت نفسه تطمينات بألا تفتح على اسرائيل جبهة عسكرية تُربكها. وبالتالي، لم يلق هذا الحراك اي تطمينات خصوصا ان المستويات الرسمية اللبنانية تشدد على الالتزام بمندرجات القرار 1701، واستمرار حالة الامن والاستقرار سائدة على طول الحدود اللبنانية، فيما مصدر التطمينات، والمقصود «حزب الله»، لم تبدر عنه اي اشارة تطمينية في اي اتجاه داخلي او خارجي، بل تأكيدات متتالية بأنه لن يبقى على الحياد، ويترجم ذلك بالجهوزية الكاملة التي دخل فيها منذ عملية حماس في 7 تشرين الأول، وسلسلة العمليات اليومية التي ينفذها ضدّ المواقع العسكرية».
على حافة الهاوية
وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ اللقاء بين احد المسؤولين وموفد غربي وصف بالعاصف واتّسَم بالحدة في عرض وقائع ما يجري في غزة، وعقّب فيه المسؤول المذكور على ما قاله الموفد الدولي عن اسرائيل وحماس وضرورة ان ينأى لبنان بنفسه عما يجري في غزة، بما حرفيته: سأتحدث بكل صراحة، المؤسف أنّ دولكم تغطي القاتل وتدين الضحيّة، واثبتت في موقفها هذا شراكتها الكاملة في جريمة العصر التي ترتكبها اسرائيل، وأكدت بما أزالَ كل شك لدينا بأنّ شعار حقوق الانسان التي تنادي به، لا يشمل شعب فلسطين واطفال فلسطين الذين يدفنون تحت ركام بيوتهم. بل حَصَرتمونه بإسرائيل، واكثر من ذلك، قزّمتمونه الى ما بتّم تسمّونه حقها في الدفاع عن نفسها، وأجَزتم لها تدمير غزة وقتل اطفالها... اقول لكم بكل ثقة ان هذه الحرب لن تحقق لإسرائيل مرادها».
واضاف انه «على الرغم ممّا يبدو انّه «انضباط «بقواعد الاشتباك على الجبهة الجنوبية، ونحن لا نتمنى ان تنحدر الأمور، إلّا انّ هذه الجبهة، مع العمليات اليومية والقصف المقرون بإجراءات عسكرية وتعزيزات ظاهرة ومتزايدة على جانبي الحدود، باتت متموضعة على حافة الهاوية، واحتمال انزلاقها الى توتر أوسع واخطر وارد في ايّ لحظة. ليس على مستوى حدود لبنان الجنوبية فقط، بل على مستوى المنطقة ككل. ومن هنا فإنّ السبيل الوحيد إلى احتواء الامور وعدم تطورها الى الأسوأ هو أن تُبادِر دولكم الى الضغط على اسرائيل وحملها على وقف عدوانها».
الفرنسيون والالمان
وضمن هذا الحراك، يندرج الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن وتم البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان وزير الخارجية الاميركي اكد على موقف واشنطن الداعي الى احتواء الجبهة الجنوبية وعدم دخول لبنان طرفاً في الصراع الدائر في غزة».
وكذلك الحراك الفرنسي المتواصل الذي تجلّى أمس باتصال هاتفي أجراه وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو بوزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، واكد فيه انّ باريس تقوم باتصالات مع كل المجتمع الدولي للبحث في الاوضاع في غزة، وضرورة إبقاء لبنان بمنأى عن تداعيات الوضع في الاراضي الفلسطينية، مشدداً على دور قوات «اليونيفيل» ووجوب تجنّب اي تصعيد على الحدود الجنوبية».
وضمن هذا الحراك ايضا، تندرج زيارة وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك الى بيروت امس، حيث التقت الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي كان قد استقبل وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي بحضور مُلحق الدفاع الأميركي العقيد ايمي موري، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد وأوضاع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى التطورات على الحدود الجنوبية.
وفيما أعلن بو حبيب انه «تم الاتفاق في اللقاء مع الوزيرة الالمانية على أن حل الدولتين هو المدخل لمعالجة أسباب النزاع الحقيقي في غزة»، نَبّهت الوزيرة الالمانية خلال اللقاء مع ميقاتي الى «ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة وابقاء لبنان في منأى عن الصراع قدر المستطاع». بينما اكد رئيس الحكومة «أننا نبذل كل جهدنا لعودة الهدوء الى الجنوب»، داعياً الى «ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على لبنان ووقف اطلاق النار في غزة».
وكان ميقاتي قد اجتمع نهارا مع وفد من منطقة حاصبيا، وخلال اللقاء نوّه رئيس الحكومة بصمود الاهالي في أرضهم رغم كل الصعوبات التي يعانونها. وشدد على ان الحكومة تقوم بكل الاتصالات الديبلوماسية والسياسية لمعالجة الاوضاع الراهنة ووقف العدوان الاسرائيلي، وبالتوازي فإنها تقوم بإعداد خطة عملانية للطوارئ في حال حصول اي مستجدات. وأمل في «أن تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الاسرائيلي في وقف العدوان على غزة والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للاراضي اللبنانية».
تحذيرات .. ونصائح
وذكرت مصادر رسمية لـ«الجمهورية» ان وزيرة الخارجية الالمانية نقلت الى المسؤولين في لبنان نفس التحذيرات و»النصائح» التي نقلتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قبل يومين، من انجرار لبنان الى الحرب، نظراً للنتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب عن ذلك، و استفسرت الوزيرة الالمانية ما اذا كان رئيس الحكومة يتواصل مع حزب الله لثنيه عن الانجرار الى الحرب ناصحة بأن يبقى لبنان بمنأى عمّا يجري، وكان جواب ميقاتي انه يتواصل مع الحزب ويقوم بما عليه من جهود في هذا المجال عدا اتصالاته الخارجية لضبط الوضع، ولكن الموضوع خارج يده طالما اسرائيل مستمرة في عدوانها على غزة، لذلك يطلب من الموفدين العمل والضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار.
لكن المصادرأشارت الى أن كولونا لم تكن مرتاحة وكانت أكثر صراحة - ومن باب المحب والحرص على لبنان - بقولها: إن لبنان متروك حالياً ووضعه الإقتصادي في الأرض، وسبق ونصحناكم منذ سنة بإنتخاب رئيس و إجراء الإصلاحات اللازمة ولم نلمس أي نتيجة. والآن الوضع اللبناني لايحتمل أي حرب، لأن احداً لن يدعم لبنان.
وأكدت المصادر أن التقدير الرسمي يشير الى أن «حزب الله» واعٍ للوضع ولازال يتصرف ميدانياً ضمن قواعد الإشتباك المتعارف عليها. لكن الموقف الأوروبي متماثل بين كل الدول ومختصره أنه «سيتم تدميرلبنان اذا دخل الحرب الواسعة».
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت منطقة الحدود امس توترا شديدا منذ ساعات الصباح الاولى واستمرت حتى ساعة متقدمة ليلا. وسجلت امس هجمات مكثفة لـ«حزب الله»، حيث اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مواقع الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهي: الرمثة، زبدين، الرادار، رويسات القرن ورويسات العلم، بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة. وكذلك استهداف مواقع العاصي وهرمون وبركة ريشا وراميا بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة. وايضا استهداف تجمع للجنود الاسرائيليين في ثكنة هونين المحتلة (اميم) وإلحاق اصابات مؤكدة فيها.
وسبق ذلك بيان أصدرته العلاقات الاعلامية في «حزب الله»، جاء فيه: «يواصل العدو الصهيوني سياسته الاجرامية في الاعتداء على المدنيين وعلى الصحافيين الذين يعملون في منطقة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. تعتبر العلاقات الاعلامية ان هذا العدوان هو استكمال لجرائمه السابقة ضد الاعلاميين في لبنان وفلسطين بهَدف منعهم من نقل الحقيقة وتغطية وتوثيق جرائمه الوحشية ضد المدنيين والابرياء. اننا اذ نطالب كل المؤسسات الاعلامية والنقابات والجمعيات المهنية والانسانية بإدانة هذه الجرائم، نؤكد مجدداً انّ قتل المدنيين والاعتداء على امن بلدنا لن يمر من دون رد او عقاب».
قصف إسرائيلي
وبحسب معلومات امنية، فقد دارت اشتباكات في خراج بلدتي رميش ويارون اثر استهداف «حزب الله» لموقع هرمون الاسرائيلي، فيما تعرّض لقصفٍ اسرائيلي خراج بلدات البستان، كفر شوبا وكفر حمام وشبعا، والهبارية وحلتا وبسطرة ووادي خنسا وكفركلا والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل وعيتا الشعب، الضهيرة، وبليدا وراميا ومروحين وشانوح والقليعة وسهل الخيام مقابل مستوطنة المطلة، ومحيط السياج الشائك في وادي هونين.
وأعلن الجيش الاسرائيلي عن تعرّض عدد من مواقعه على الحدود مع لبنان في مختلف القطاعات لهجمات صاروخية مباشرة وقصف مدفعي. وعن استهدافه مجموعة مسلحين مجددا في جنوب لبنان. وكرر إعلانه ايضاً انه استهدف بنى تحتية عسكرية لـ«حزب الله»، مشيراً الى أن مسيّرة تابعة له قتلت مسلحا داخل الأراضي اللبنانية، قبل ان يضيف: استهدفنا 3 عناصر من «حزب الله» في جنوب لبنان بمسيّرة. وافادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات الجيش طاردت شخصا تَسللَ وأطلق النار عند بلدة مارغليوت على الحدود مع لبنان، وتمكنت قوات الامن من قتله.
ولفت المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي الى انّ «مسيرة تابعة لنا قامت بالقضاء على «مخرّب» داخل الأراضي اللبنانية. كما أغَرنا الليلة الماضية على عدة بنى تحتية تابعة لـ»حزب الله» ردًّا على إطلاق الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل». وأعلن جيش العدو «انّ الصواريخ التي أطلقت من لبنان على إسرائيل هي لـ«حزب الله» رغم إعلان حماس مسؤوليتها».
وتزامَنت العمليات العسكرية على الحدود مع تحليق للطائرات الإسرائيلية الحربية والاستطلاعية في الأجواء اللبنانية من الجنوب حتى بيروت. بالتوازي مع تحركات بحرية اسرائيلية قبالة شاطئ الناقورة.
إخلاء المستوطنات
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أمس عن خطة لإجلاء سكان مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية انه تم حتى الآن إخلاء 27 ألف مستوطن من 28 مستوطنة عند الحدود مع لبنان بالإضافة الى بدء إخلاء 23 ألف مستوطن من كريات شمونة.