لبنان
حفل تأبيني حاشد للشهيد صهيب كايد في سبلين نظّمته "حماس"
أقامت حركة "حماس"، في ساحة الأقصى في بلدة سبلين – داوود العلي، احتفالًا تأبينيًا حاشدًا للشهيد مهيب عمر كايد الذي سقط على أرض فلسطين، الأسبوع الماضي، خلال مواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني مع مجموعة من رفاقه انطلقوا من لبنان. وشارك في الحفل ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفضائل الفلسطينية ورؤساء بلديات وفاعليات ولجان أهلية وجمعيات وحشد من المشايخ وأهالي وعائلة الشهيد ورفاقه.
استهل الحفل بآيات قرآنية، تلاها استعراض للحركة الكشفية الفلسطينية، تقدمتها صورة كبيرة للشهيد، والخيل.
بيرم
ألقى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم كلمة المقاومة الإسلامية وحزب الله، فأعرب عن سروره لهذا الجمع، مؤكدًا أن الشهيد يتخلّد، لأنه يقدّم نفسه التي هي أغلى جوهرة منحها إياها الله، في سبيل القضية المركزية المرتبطة بفلسطين، والتي هي أكبر من دولة وأوسع من جغرافيا، مشيرًا إلى أن فلسطين أصبحت قضية والإنتماء إليها شرف، والذي يخونها له الخذي والعار. وشدّد على أن الشهيد صهيب عمر كايد انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء، وأصبح مخلدًا وسيبقى كذلك، لأنه ارتبط بقضية العزّة. وأضاف أنه: "لن تقدّس أمتنا، وقدس أقداسنا محتلة ومأسورة، ولا يمكن أن تعود أمتنا إلى الحضارة، إلا اذا عرفنا كيف نجمع نقاط القوة فيها".
وعن الدعم الدولي للعدوان الإسرائيلي، قال بيرم: "اجتمعوا على باطلهم، وقد جمعهم الباطل، رؤساءً ودولًا، إدّعوا حقوق الإنسان. وقيمة عملية "طوفان الأقصى" أنها أسقطت الخطاب الحقوقي الغربي، فهؤلاء منافقون ومجرمون، ولقد شاهدنا جيشهم يفرّ كالجرذان أمام مجاهدي القسّام وكلّ المقاومين، وشاهدناهم وهم ينسحبون من الدبابات كالهررة والفئران، ويفرّون أمام المقاومين، لقد أهنّاهم في دقائق قليلة بعد 75 سنة من إذلالنا، ونحن نعرف متى نضرب ومتى نصمت، وهم قالوا إنّ صمت نصر الله يقلقهم، وأنه عندما يتكلم سيكون يوم قيامتهم، فهو يرعبهم بكلامه وبصمته".
وأكد بيرم التلاحم بين غزة وجنوب لبنان واستمرار المسيرة، وقال: "كل يوم ترون دبابة "الميركافا" الإسرائيلية تنفجر، كل يوم ندمرهم، وباتوا يطلون من مخابئهم وصواريخ "الكورنيت" تنتظرهم، وإننا في إرهاصات عملية النصر الحاسم، نحن نمرّ بساعات حاسمة، سيتغير فيها وجه المنطقة، فقبل 7 تشرين الأول شيء وبعده شيء آخر، فالجندي الإسرائيلي سقط، واليوم هم يعوّضون عن خسارتهم بالجرائم وقصف المدنيين".
حمود
تحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، مؤكدًا أننا في لحظات تاريخية، يكتب بها تاريخ العزّة بدماء الشهداء الأبرار، منددًا بالقصف الصهيوني على غزة وأهلها العزل الأبرياء، وقال: "العالم كله يرى الجرائم بحق المدنيين، والعالم كله يعلم أن هذه المجازر ليست الرد العسكري على عملية طوفان الأقصى، فأين العالم للأسف؟".
وتوقف حمود عند قوله تعالى: "وجعلناكم أكثر نفيرًا"، ولفت إلى أن العالم كله اليوم مستنفر من أجل الكيان الصهيوني، قائلًا: "لم يحصل في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية أن يأتي وزير الخارجية ومن ثم وزير الحرب، ومن ثم الرئيس الأميركي بنفسه دعمًا لهذا الكيان، فقد استنفر الجميع حتى لا يدخل لبنان المعركة، واستنفر السفراء وغير السفراء والنواب الذين يدعون أنهم من التغيير".
وأضاف إننا نستبشر بزوال العدو الصهيوني، وبإذن الله تعالى فهذه العملية المفاجئة للجميع هي خطوة حقيقية وقريبة من يوم الزوال القريب بإذن الله تعالى، مردفًا: "حصل نموذج مصغر رأيناه، كيف فرّوا من المستوطنات، وهذه الصورة سنراها قريبًا، كيف ازدحموا في المطارات وعلى الحدود لمغادرة أرض فلسطين.. وهذا الأمر سيحصل قريبًا، والصهاينة يعلمون أن هناك علامة مميزة، ويعرفها بعض الخاخامات، ويخفونها عنهم".
وقال: "نحن لسنا ضعفاء، فالضعيف هو الصهيوني الذي يعيش في قرارة نفسه وعمقه حتمية الزوال، فمنذ ما قبل تأسيس الكيان، يتحدث "بني إسرائيل" من أنه سيكون لهم كيان لا يعمّر كثيرًا، ويتحدثون عن تفاصيل ستدهش، ولن يصدقها الكثيرون، ومنها أن معركة السلطان يعقوب التي وقعت في البقاع خلال الاجتياح الإسرائيلي، مذكورة في قاموسهم، ويعلمون أن بعدها لن يحصل أي تقدم لليهود، وهذا ما حصل، فمنذ أربعين عامًا لم يتقدم الكيان مرة واحدة عسكريًا، قد يكون تقدم سياسيًا ومعنويًا، ولكن لم يتقدم عسكريًا بأي شكل من الأشكال". وندّد الشيخ حمود بالحصار الصهيوني على غزة، وبالتخاذل الدولي، وهنأ عائلة الشهيد باستشهاده، وحيّا أبطال القسام وأهل غزة وفلسطين.
كايد
من جهته، أكد رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ بسام كايد أن "طوفان الأقصى" نموذج لما نعده لإزالة هذا الكيان، وقال: "أعددنا امتثالا لأمر الله، وأعدّوا، وانتصرنا امتثالًا لوعد الله، إن تنصروا الله ينصركم".
وأشار الى أن "طوفان الأقصى" جرف الجميع، منددًا بالدعم الأميركي والغربي لـ "إسرائيل"، مؤكدًا أنه رغم كل الجيوش والأساطيل لن نُهزم، واصفًا الكيان الصهيوني بالنمر الورقي الذي سيزول بإذن الله تعالى.
بركة
كانت كلمة لرئيس دائرة العلاقات الوطنية لحركة "حماس" في الخارج علي بركة، هنأ فيها عائلة الشهيد بعرس الشهادة. وتوقف عند قول الله تعالى: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"، وقال: "ها نحن قاتلناهم يا رب، وهاهم أبناء القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان، يلتحمون اليوم في معركة "طوفان الأقصى"، هذه المعركة البطولية التي شكّلت زلزالًا قويًا في المنطقة، وحطّمت خط برليف الجديد، وأسقطت خط الدفاع الأول لجيش الاحتلال الصهيوني، فكانت الهزيمة الكبرى له في 7 تشرين الأول".
ورأى بركة أن هذه الهزيمة شكّلت سقوطًا للخيمة والمنظومة الأميركية في المنطقة، لأنها تعتمد على قوة الكيان الغاصب الذي كان يشكّل عامود الخيمة الأميركية في المنطقة، حيث كسرت القسام هذا العامود فسقطت الخيمة الأميركية. لذلك جاء مذعورًا الشيطان الأكبر إلى المنطقة، فقبل وصول الرئيس الأميركي أرسل وزراءه وقادة جيشه وحاملات الطائرات ليخيفنا، ولكي يعطي معنويات لنتنياهو وجيشه المهزوم"، مؤكدًا أن "نفاق أميركا ظهر جليًا في هذه المعركة"، مشيرًا إلى أن "معركة طوفان الأقصى فتحت باب التحرير، وهذه المعركة عيّنة لمعركة تحرير الأقصى وعيّنة لوعد الآخرة، مشددًا على أن قطار تحرير الأقصى قد انطلق".
وشدّد على أن المقاومين سيطروا على فرقة غزة التي تضمّ 20 ألف جندي صهيوني، فانهارت الفرقة، ووقع قادتها ما بين قتيل وجريح وأسير وشريد وطريد، مثمّنًا تضحيات الشعب الفلسطيني في معركة التحرير والعودة والاستقلال. ولفت إلى أن غالبية أهلنا في غزة، بحدود 70 بالمئة، هم من اللاجئين من أرض 1948، ويريدون العودة إلى ديارهم، وليس لديهم خيار إلا المقاومة، مؤكدًا أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا والتحرير وتحقيق العودة.